هناك وجه شبه بينه و بين ( يوسف ) في ( تضاريس ) الوسامة و نتوءاتها.
( يوسف ) بن يعقوب .. صاحب القميص المغموس بدم الذئب المتهم زوراً وبهتاناً.
صاحبنا كان يعلم جليا بأنه عندما تتخطى الرغبة المحمومة كل حواجز المحاذير فإنها تختزل جدران الخطر وتجعل القفز فوقها أمراً ميسوراً، وأن غليان مكامن النزق تجعل الدنيا كثقب إبرة تسمح فقط بتسرُّب فيْح الشهوة ليسكن في مرمى الهدف المرصود.
كان يعلم أن كل هذه الإرهاصات كانت تتهادى بين أروقة قصر امرأة العزيز ... زليخة .. ورغم هذا وجد صاحبنا نفسه محشورا في نفس القمقم، منساقاً إليها كالمسحور.
( زليخته ) ... كانت تملك زمام أمرها تماماً دون الخوف من وجود ( عزيز ) يردعها أو يطلب إليها أن ترعوي.. كانت تجلس في مقعد سيارتها الفخمة تجوب أرجاء المدينة، وهي مقتنعة تماما بأن كل مكامن رغبتها وشهوتها مُجابة طوعا أو كرها، وتظل تدور في الأرجاء تتحين فرصة تزاوج نزقها مع أول سانحة عناق عفوي قد يصادفها..
في سِفْرِ الأنبياء، جاء أنه عندما ثار بركان جسد (زليخة) وهي ترى فتاها المترعرع في كنفها قد تورد خده وفرِع عوده فشغفها حباً وهياماً، رغبتئذٍ .. تداعتْ كل أعمدة كرامتها .. وذابت كل حصون عزتها .. وتوسلت إلى يوسف بأن ( هيت لك ) .. فالثروة والجاه تجعلان من البعض يعتقد بأن كل من كان تحت يده فهو متاح له جسدياً وعقلياً، لذا فقد كالت له الكيل مضاعفاً ..
وإن تصادف لقاء النزوة والصدفة .. فإن تلاقحهما يكون أكثر مرارة من سجن يوسف وظلم امرأة العزيز ..
( يوسف ) بن يعقوب .. صاحب القميص المغموس بدم الذئب المتهم زوراً وبهتاناً.
صاحبنا كان يعلم جليا بأنه عندما تتخطى الرغبة المحمومة كل حواجز المحاذير فإنها تختزل جدران الخطر وتجعل القفز فوقها أمراً ميسوراً، وأن غليان مكامن النزق تجعل الدنيا كثقب إبرة تسمح فقط بتسرُّب فيْح الشهوة ليسكن في مرمى الهدف المرصود.
كان يعلم أن كل هذه الإرهاصات كانت تتهادى بين أروقة قصر امرأة العزيز ... زليخة .. ورغم هذا وجد صاحبنا نفسه محشورا في نفس القمقم، منساقاً إليها كالمسحور.
( زليخته ) ... كانت تملك زمام أمرها تماماً دون الخوف من وجود ( عزيز ) يردعها أو يطلب إليها أن ترعوي.. كانت تجلس في مقعد سيارتها الفخمة تجوب أرجاء المدينة، وهي مقتنعة تماما بأن كل مكامن رغبتها وشهوتها مُجابة طوعا أو كرها، وتظل تدور في الأرجاء تتحين فرصة تزاوج نزقها مع أول سانحة عناق عفوي قد يصادفها..
في سِفْرِ الأنبياء، جاء أنه عندما ثار بركان جسد (زليخة) وهي ترى فتاها المترعرع في كنفها قد تورد خده وفرِع عوده فشغفها حباً وهياماً، رغبتئذٍ .. تداعتْ كل أعمدة كرامتها .. وذابت كل حصون عزتها .. وتوسلت إلى يوسف بأن ( هيت لك ) .. فالثروة والجاه تجعلان من البعض يعتقد بأن كل من كان تحت يده فهو متاح له جسدياً وعقلياً، لذا فقد كالت له الكيل مضاعفاً ..
وإن تصادف لقاء النزوة والصدفة .. فإن تلاقحهما يكون أكثر مرارة من سجن يوسف وظلم امرأة العزيز ..
صاحبنا كان يمشي مطأطأ الرأس .. يدفع حجارة الأرض بحذائه البالي .. ولم يكن يدري بأن قَدَر يوسف سيأتيه ببعض شذراته. شيء ما في قرارة نفسه يهتف به أن قدره الآتي هو كومضة برقٍ في ليلة كثيفة الظلام ولا بد أن يغتنم الفرصة خلالها ليتحسس طريقه، وإلا فإن الضياع سيكون سرمدياً.
ولكن كيف وأين ؟ لا يدري.
ظل يجوب الطرقات مهلهل الثياب .. رثُّها ..زائغ العينين من مصيره المجهول في هذه الغربة التي لا ترحم ..
عندما دعته إلى ركوب سيارتها الفارهة، لم يُبالِ، ولم يعط نفسه حتى فرصة الاستفسار عن كنه رغبتها .
رغم علامات فقره المدقع البادية عليه .. إلا أن بعضاَ من سحر يوسف كان ينفر من بين وجهه الأسمر وعوده الفارع وقامته الممشوقة كما محارب خرافي.
وهناك .. كالت له من الكلمات ما يفوق معنى ( هيت ) ويتخطى حدودها وحواجزها.
ولكن كيف وأين ؟ لا يدري.
ظل يجوب الطرقات مهلهل الثياب .. رثُّها ..زائغ العينين من مصيره المجهول في هذه الغربة التي لا ترحم ..
عندما دعته إلى ركوب سيارتها الفارهة، لم يُبالِ، ولم يعط نفسه حتى فرصة الاستفسار عن كنه رغبتها .
رغم علامات فقره المدقع البادية عليه .. إلا أن بعضاَ من سحر يوسف كان ينفر من بين وجهه الأسمر وعوده الفارع وقامته الممشوقة كما محارب خرافي.
وهناك .. كالت له من الكلمات ما يفوق معنى ( هيت ) ويتخطى حدودها وحواجزها.
فتمرغ في كنفٍ
يضارع كنف عزيز مصر، تمرّغ فيه بنهمِ المحروم ..
سقته كل ما يمكن أن يُشْرب .. وألقمته ما لم يذق ..
هتف في سره : ربما أكون في برزخ بين دنيتي الفارغة والجنة الموعودة ..
أعطته، وأخذت منه أكثر مما أعطت، وأعطاها وأخذ منها أكثر مما كان يرجو.
رشفتْ شهدا بيمناها .. بينما بالأخرى كانت تكيل له رحيقا من كل صنوف أزهار بساتينها المترعة
هتف في سره : ربما أكون في برزخ بين دنيتي الفارغة والجنة الموعودة ..
أعطته، وأخذت منه أكثر مما أعطت، وأعطاها وأخذ منها أكثر مما كان يرجو.
رشفتْ شهدا بيمناها .. بينما بالأخرى كانت تكيل له رحيقا من كل صنوف أزهار بساتينها المترعة
..
ليله ونهاره سيان ..
يفيق ليضيع في سحائب لا يحصي ألوانها.. ويمسي بين طيات ركام حرير زليخاه ..
يغيب ويصحو على أوتاره قد أنهكها العزف، نشازه والمتناغم منه ..
يكون على شفا حفرة من احتجاج .. فيضيع صوته بين تلال من نداوة ترْبِتُ على حرمانه الطويل وشظف أيامه ..
هذا الحرمان الذي لاحقه منذ أن وعى هذه الحياة وحتى خروجه الذي كان يشبه الهروب من سجن كبير مفتوح ..
كلما أراد النزوع والركون إلى بعضِ راحةٍ من هذا النعيم المقيم .. تستدعيه عيناها السوداوان برموش تظلل (سموم) أيامه التي كان يضرب فيها بحثاً عن ما يسد رمقه ناهيك عن شهواته التي كان قد أعطاها إجازة قسرية مفتوحة.
كلما همهم لطلب هدنة من هذا الشلال المتدفق ... اندلقت إلى أذنيه كلمات لم يكن يفقه مفرداتها تماماً .. ولكنها كانت كفيلة بأن تجعل روحه تذوب وتذوب حتى تستقر في كفة يدها البضة .. بينما تلتصق عيناه بجبينها الذي يحاكي قمر قريته عندما كان يستلقي على ظهره يحسب حساب رحلته لينفك من إسار فقره ورتابة أيامه.
وأستمر به الحال تماماً كأيام يوسف في سجنه ... محاولا فك طلاسم هذا الحلم الحقيقة، أو الحقيقة الحلم، بينما في قرارة نفسه يتهادى بين كونه كبقرات صاحبِي السجن العجاف وتارة كتلك السمان، وتارة أخرى يتخيل نفسه كسنابل قمح تنتظر منجل الفلاح لتستكين مخزونا لسنوات عجاف..
لم يجد من يفسر له هذه الأحلام التي كانت تراوده بين غمام متعته ..
وإن كان يوسف قد رد إخوته ببضاعتهم ، إلا أنه عندما عاد إلى سيرته الأولى في طيات ( زقاق مظلم ) كبقايا قمامة .. كان قد خسر بضاعته .. وصاعه الذي يكتال به ..
وأشفق على نفسه بأنه هو الذي سيفقد بصره بكاءاً ونحيباً على نعيم تسرب منه كماءٍ في راحة اليد.
وعاد حتى دون أن يكون هناك (ذئب) بريء يضع على عاتقه دمه المراق حقيقة وليس كذباً ..
يفيق ليضيع في سحائب لا يحصي ألوانها.. ويمسي بين طيات ركام حرير زليخاه ..
يغيب ويصحو على أوتاره قد أنهكها العزف، نشازه والمتناغم منه ..
يكون على شفا حفرة من احتجاج .. فيضيع صوته بين تلال من نداوة ترْبِتُ على حرمانه الطويل وشظف أيامه ..
هذا الحرمان الذي لاحقه منذ أن وعى هذه الحياة وحتى خروجه الذي كان يشبه الهروب من سجن كبير مفتوح ..
كلما أراد النزوع والركون إلى بعضِ راحةٍ من هذا النعيم المقيم .. تستدعيه عيناها السوداوان برموش تظلل (سموم) أيامه التي كان يضرب فيها بحثاً عن ما يسد رمقه ناهيك عن شهواته التي كان قد أعطاها إجازة قسرية مفتوحة.
كلما همهم لطلب هدنة من هذا الشلال المتدفق ... اندلقت إلى أذنيه كلمات لم يكن يفقه مفرداتها تماماً .. ولكنها كانت كفيلة بأن تجعل روحه تذوب وتذوب حتى تستقر في كفة يدها البضة .. بينما تلتصق عيناه بجبينها الذي يحاكي قمر قريته عندما كان يستلقي على ظهره يحسب حساب رحلته لينفك من إسار فقره ورتابة أيامه.
وأستمر به الحال تماماً كأيام يوسف في سجنه ... محاولا فك طلاسم هذا الحلم الحقيقة، أو الحقيقة الحلم، بينما في قرارة نفسه يتهادى بين كونه كبقرات صاحبِي السجن العجاف وتارة كتلك السمان، وتارة أخرى يتخيل نفسه كسنابل قمح تنتظر منجل الفلاح لتستكين مخزونا لسنوات عجاف..
لم يجد من يفسر له هذه الأحلام التي كانت تراوده بين غمام متعته ..
وإن كان يوسف قد رد إخوته ببضاعتهم ، إلا أنه عندما عاد إلى سيرته الأولى في طيات ( زقاق مظلم ) كبقايا قمامة .. كان قد خسر بضاعته .. وصاعه الذي يكتال به ..
وأشفق على نفسه بأنه هو الذي سيفقد بصره بكاءاً ونحيباً على نعيم تسرب منه كماءٍ في راحة اليد.
وعاد حتى دون أن يكون هناك (ذئب) بريء يضع على عاتقه دمه المراق حقيقة وليس كذباً ..
تعليق