زهور الياسمين ..!!
---------------------
مجرد صفقة ومزاد علني لمن يدفع أكثر !! ...عريس لقطة منتفخ الجيوب حد الانفجار..
- هذا الرجل يكبرني بكثير ياأبي.. لا أعرف كيف أتفاهم معه ولا كيف أتحمل عبء بيت وأسرة ...
- أرجوك ياأبي...! لا أريد الزواج بهذه الطريقة أريد أن أكمل دراستي..
- قال / البنت في الأول وفي الآخر للزواج يا ابنتي .. فتزوجي وأريحي نفسك من عناء الدراسة ..
- لالالالالالالا ..
- أعطيت الناس كلمة ولن أتراجع فيها .. عليك السمع والطاعة ..
- رضخت لكلام والدها ..
مرت ثلاث سنوات زواج .. أثمرت عن طفلين بلا تاريخ ميلاد ولا سجل قيد ..
لم يوثق عقد الزواج بعد!!!
كان حلماً .. .. كابوساً !!!- أسعيد يا أبي بهذا الزواج.. !
تركتني أصارع مصيري في حياة التيه وحدي .. هل هذه هي الحماية من غدر الزمان..!!؟
سلبتني طفولتي مبكرا أدخلتني بين رحايا الطاحونة.. كيف أوثق عقد الزواج ؟؟
ماهذا الطريق الذي وضعت نفسي فيه ..؟لم يكن هكذا حلمي..!!!
كيف أثبت للمجتمع بأني متزوجة وهؤلاء أولادي..؟؟ إن لفظني زوجي من حياته, كيف أثبت ؟ كيف ؟؟
تعبت وأرهقني البحث ..
الصغير ينتفض من حمى شديدة ..
الصغير ينتفض من حمى شديدة ..
مازال الصبح يتنفس بخيوطه الضبابية.. مشيت بمفردي والشوارع خالية إلا قليل من أصحاب المحلات ..
احتضنت صغيري بين أوصالي المتهرئة..
احتضنت صغيري بين أوصالي المتهرئة..
المشوار طويل والجو بارد يلفني الصقيع الذي ينهش أوصالي.. وصلت بيت الطبيب.. أقرع الأجراس ..
أنتظر وأقرع مرارا, لا أحد يروي ظمئي , ويطل من نافذة الوقت .. أنتظر قليلا
العيون زائغة.. أتحسس الولد ،يشهق وكأنه يودع الحياة ,
مكبلة اليدين ..الدموع ملتهبة تغرق وجهي.. تقطعت خيوط الصبر ..تهالكت ..
أخيرا نزل الطبيب ...فتح الباب .. انزلقت إلى الداخل متلهفة..
الطبيب يفتح عيونه بصعوبة شديدة .. قال / اهدئي لا تخافي امكثي قليلا ..
ألتقط أنفاسي الهاربة .. الطفل في حالة إعياء.. يلزمه رعاية شديدة
- الوزن الطبيعي ناقص .. !! أرجو الاهتمام أكثر من ذلك .. موعد المراجعة بعد يومين ..
لابد من الرعاية والاعتناء أكثر وإلا فلا داعي لرجوعِي هنا مرة أخرى ..
أبتلع صمتي ..
الدنيا دارت بي وارتحلت.. اختنقت - مشيت في ضعف وكهولة ..
دبت الحياة بطرقات المدينة .. تصاعدت الأتربة..
الشمس تشع بخيوطها الذهبية على الطرقات..
الأولاد ذاهبون إلى المدارس - تذكرت حقيبتي ..!
زملائي مازالوا يذهبون إلى المدرسة -
( لمحت طيفهما ..انزويت منهما أتدثر في ثياب خيباتي خجلا.. أخرس دموعا ضلت طريقها من فرط حيرتها )
هرولا إلي ..
..............
(سيل من القبلات والأحضان كفكفت دموعي دون أن يدري أحد ..الضحكات البريئة تتغلغل بأوصالهما مثل اللؤلؤ المنثور يعيشان أيامهما..
..............
(سيل من القبلات والأحضان كفكفت دموعي دون أن يدري أحد ..الضحكات البريئة تتغلغل بأوصالهما مثل اللؤلؤ المنثور يعيشان أيامهما..
سُرق حلمي في ضعف واستكانة .. تختنق الأنفاس وتحترق .. بين رحايا الطاحونة التي أدور فيها رغم عني ..أحسدهما علي الحرية و متعة الدراسة ,
حماقات نعم ...هي حماقاتي وحدي ووحدي أدفع الثمن لم أجد أحداً حولي الآن ,
أين الذين كانوا يرسمون مستقبلي؟؟ تركتهما يلهون عبثا ..!!
زوجة لمدة شهرين في السنة وباقي الأيام أتسكع علي عتبات الحياة ..
تفترسني الوحدة و الغربة تنخر بداخلي .. كنت أتمنى أن أكون في حلم أو كابوس فأصحو منه فزعا
إنها حقيقة لن أفيق منها.. كابوس خيم علي واقعي ..!! وغيبوبة أقضي فيها ما تبقى من الزمان،
أتنفس من أجل العيش أتدثر بالصمت الضعيف وزهور لم تكتمل النضج ..
- تمت -
إيمان عامر
تعليق