الماعزة الجوعانة
( قصة قصيرة للأطفال )
بعد عناء شديد وجدت الماعزة الجوعانة فرصتها الذهبية للهروب من بيت صاحبها البخيل ! ، فلقد عانت المسكينة كثيرا من شدة العطش والجوع ، ولم تعد قادرة على تحمل آلام وشكوى صغارها وعجزها عن توفير الطعام والماء لهم ، فخرجت إلى الشارع لعلها تجد من يرحمها ويرحم أولادها ويساعدها على الحياة ، ظلت تمشي ويمشي وراءها صغارها ، حتى وصلت إلى منطقة نائية محيطة بالأشجار، نظرت حولها فرأت كوخا مبنيا من السعف وجريد النخيل ، سارعت إليه وهي تقاوم الرياح الرملية التي هبت عليها فجأة من كل جانب، ولما وصلت إلى الكوخ قالت لأبنائها ابقوا هنا في هذا البيت الصغير حتى أعود إليكم بالطعام … ظلت الماعزة ساعات طويلة تبحث عن غذاء لها ولأولادها ، وعندما وجدت ما يسد جوعها وجوع صغارها ، عادت مسرعة إليهم ، لكنها اندهشت كثيراً عندما رأت ابناً واحدا من أبنائها في الكوخ ، فسألته بلهفة وحزن شديد عن أخواته فقال : أن حيواناً مفترساً قلد صوتها ونادى عليهم من خلف جدران الكوخ ، فلما فتحت أختي الصغيرة الباب وجدناً ذئباً يهاجمنا بكل شراسة .. حاولنا الهروب منه لكن يبدو أنه أمسك بأخوتي ، أما أنا فلقد نجوت منه بأعجوبة عندما اختبئتُ في حفرة داخل الكوخ فلم يرَني الذئب .. بعدها بحثت كثيرا عن أخوتي ، و حتى اللحظة لم أجد لهم أثراً و لا أعلم شيئا عنهم . بكت الماعزة بكاءاً شديداً على أبنائها ثم حضنت أبنها الوحيد الذي نجاه الله من غدر الذئب وشراسته ، وهي تقول والدموع تتساقط من عينيها : يا ترى أين أنتم يا أولادي؟ أين أنتم يا أولادي؟ ثم رفعت يديها إلى السماء تدعو وتطلب من الله عودتهم. في تلك اللحظة أبتسم أبنها بصوت عال وأشار إلى أخوته لكي يخرجوا من مخبئهم إلى أمهم الحزينة .
أحمد محمد أحمد مليجي
تعليق