أسرار وراء الجدران
صدى رنين صفعاته تخترق مسمعي فيصدّع قلبي، انطلقت بشراسة مدفوعة بريح قهر دفين لأدفعه بعيدا عنه محتضنة أخي عامر بدفء مقبّلة مهاوي الصفعات، لكنّه انسحب مقهورا ليلوذ جانبا غارقا في بحيرة من الذل والمهانة ونظراتي الحاقدة أصوبها للجلاد، معاتبة: لم تضربه ؟؟ فيرد بلؤم: أريد تأديبه إنه يتأخر ليلا ويدخن السجائر خفية وحنان أمك الزائد سيجعله منحرفا.
أخذتني النظرات إليها ،تجلس بعيدا لا يرتجفّ لها جفن، كأنّ الأمر لا يعنيها، حاصرتها بنظراتي القلقة أقبلت عليها هززتها بقوة: أفيقي من سبات ضعفك، ضعي له حدا!
رأيته كديناصور يقتات كلّ جميل في حياتنا ويدسّ أنفه وينفث سمومه في كلّ أمر، أخذت الكلمات تتهاوى من فيها بلا اكتراث: إنّ زوجك كابني وأخاك يحتاج إلى رجل مهيب يعلّمه الأدب، علا صوتي بنبرات قهر: كفاك خذلانا واستهانة بوجودنا!
لحظتها احتواني المقعد بعنف وأنا أتلوى ألما من قوة ركلته في خاصرتي ،أخذتُ نفسا متهدجا بزفرات دمع وجيع ونظراتي تعانق صورة المرحوم والدي الجدارية وسرحت بفكري إذ ما زال لصدى كلماته حنينا وحين تهاجمني غضبات الحياة أحنّ إلى الأمان ودفقات الحبّ يوم كان بيننا! فراقه أدمى قلبي ولكنّها مشيئة الله، وبتلقائية علا صوتي مخالطا دمع العين: بعد أن استلبك الموت منا تلوّنت حياتنا بالذل والهوان، ما لنا بعدك إلا الصبر.
صرخ بازدراء: كفاك فلسفة اهتمي بأولادك ،ما دامت أمّك راضية لا شأن لك!
ردّت أمي مؤنبة: لم تناجين صورة أبيك ألا يكفيك أنك كنت المدللة لديه، أنت أنانيّة، والزوج لك أتريدين أن تكوني الأثيرة لدى الجميع؟
بكاء عامر أخرجني من شرودي مع ذكرى والدي وقلت لزوجي راجية: لم لا نعود إلى بيتنا ونحيا حياة طبيعية ونتركهم برعاية أمي، كيف ترضى أن تكون" صهر بيت"!!
تناولتني حروفه بازدراء : اخرسي، راحتي هنا !!
كلماتها عمّقت الجرح وتركتني في حالة من الذهول وتاهت نظراتي في المكان لترتمي على أختي سهى لتثير غضبتي بعدم مبالاتها وهي ترنو للموقف بسطحية، وتفرقع لبانها بتفاهة ،تناولت حقيبتها المدرسيّة تريد المغادرة، رمقها بنظرة مريبة قائلا: لا تجعلي شعرك منسدلا على ظهرك وأزيلي الكحل من عينيك! ردّت عليه بدلال مراهقة: كما تشاء" كابتن"، أزعجني الأسلوب المائع وجعل طيور الشك تنهش في رأسي وتمرّدت الكلمات فوق لساني : مالك وأختي اتركها وشأنها، أمي مسؤولة عن مظهرها.
عاد ليصفعني: أنا هنا السيد المطلق!! انصرف وشرارات الغضب ينفثها كرائحة نتنة.
ركعت عند قدميها وقبلت يديها ورجوتها :اتركيني أعود لبيتي لأعيش حياة طبيعية مع وزوجي و صغيريّ،رفضت بقوة قائلة: أنا لا أطمئن عليك في بيتك أثناء غيابه المتقطع في عمله، وهيبته تساعدني في السيطرة على أخيك وأختك.
أجبتها بتودد: لا تنخدعي،الصهر ليس كالولد ،لا تسلمي له القياد المطلق، زوجي نمرود وأعرف الكثيرعن خفايا نفسه وحياته, اتركي بيننا وبينه مساحة من الخصوصيّة، لن يحنو على عامر حنو الأب والأخ، أرجوك لا تسمحي له بمحاسبة أختي وقمع أخي ،عامر قد يستمد قوته من حبك ورعايتك له، ردت ببرود: وكأنك تغارين عليه لرعايته لأسرتنا مما جعلك تصرّحين بتلك الأفكار الوهمية.
انتهى الحوار إلى طريق مسدود ولم تقتنع لإعجابها بجبروته، جلست مطرقة في زاوية الغرفة لتحاصرني الذاكرة البعيدة حين عندما تقدّم لخطبتي وبهرتني وسامته في "قبعة الطيّار" وإصرار أمّي على أنه الزوج المناسب، لكن أبي لم يشجعني على ذاك الزواج حين قال لي :هذا النوع من الرجال يكثر الترحال وذوّاقا للنساء، هو كالطير في كلّ سماء له وليف ،لحظتها قلت له سأجعله ينسى نساء الأرض وسأقدم له السعادة على طبق من ذهب، سخرت مني نفسي لتلك الثقة الواهمة ، في بداية حياتنا الزوجية كان منتظما في مواعيده، لكني اليوم لا أعرف لسفره ولا لعودته موعدا ولمّا سألته عن السبب أجاب ببلادة: قد تغيرت ظروف العمل ولا أعرف لها نظاما أو موعدا!!
كثيرا ما راوغتني نظراته الوقحة وسفيه كلماته وإعجابه بهذه وتلك وعددت كلّ تلميحاته لغو كلام واعترى علاقتنا جفوة، حين أطلت قسوة الحقيقة ساخرة مني وبراثن الخيانة الزوجية كذئب يفترس كل مساحات الحبّ في قلبي عندما صفعني لون أحمر الشفاه ملطخا قميصه الداخلي مما جعلني ازداد حقدا عليه.
في ليلة بكى فيها صغيري، فاستيقظت لأرى قبعته فوق علاقة الملابس،انتظرت دخوله غرفتي، ولكنّه لم يأتِ خرجت بهدوء باحثة عنه قد يكون مع أمي أو أخي في غرفة الجلوس وبحثت عنه بنظرات غلّفتها الحيرة، فالكلّ نيام في قلب الليل، وقفت قليلا في منتصف الصالة أخمّن،أين يكون؟ ثم جاءني الردّ حين سمعت صوت همسات خفيض وتأوهات خليعة وضحكات وقحة من غرفة أختي، لم أصدق ما سمعت وكأن الأرض زلزلت تحتي، سقطت أرضا باكية نائحة متمنية أن تنشق الأرض لتبتلعهما من هول ما سمعت: سامحك الله يا أمي بضعفك وحقارته استباح عظيم المحرّمات!!
أخذتني النظرات إليها ،تجلس بعيدا لا يرتجفّ لها جفن، كأنّ الأمر لا يعنيها، حاصرتها بنظراتي القلقة أقبلت عليها هززتها بقوة: أفيقي من سبات ضعفك، ضعي له حدا!
رأيته كديناصور يقتات كلّ جميل في حياتنا ويدسّ أنفه وينفث سمومه في كلّ أمر، أخذت الكلمات تتهاوى من فيها بلا اكتراث: إنّ زوجك كابني وأخاك يحتاج إلى رجل مهيب يعلّمه الأدب، علا صوتي بنبرات قهر: كفاك خذلانا واستهانة بوجودنا!
لحظتها احتواني المقعد بعنف وأنا أتلوى ألما من قوة ركلته في خاصرتي ،أخذتُ نفسا متهدجا بزفرات دمع وجيع ونظراتي تعانق صورة المرحوم والدي الجدارية وسرحت بفكري إذ ما زال لصدى كلماته حنينا وحين تهاجمني غضبات الحياة أحنّ إلى الأمان ودفقات الحبّ يوم كان بيننا! فراقه أدمى قلبي ولكنّها مشيئة الله، وبتلقائية علا صوتي مخالطا دمع العين: بعد أن استلبك الموت منا تلوّنت حياتنا بالذل والهوان، ما لنا بعدك إلا الصبر.
صرخ بازدراء: كفاك فلسفة اهتمي بأولادك ،ما دامت أمّك راضية لا شأن لك!
ردّت أمي مؤنبة: لم تناجين صورة أبيك ألا يكفيك أنك كنت المدللة لديه، أنت أنانيّة، والزوج لك أتريدين أن تكوني الأثيرة لدى الجميع؟
بكاء عامر أخرجني من شرودي مع ذكرى والدي وقلت لزوجي راجية: لم لا نعود إلى بيتنا ونحيا حياة طبيعية ونتركهم برعاية أمي، كيف ترضى أن تكون" صهر بيت"!!
تناولتني حروفه بازدراء : اخرسي، راحتي هنا !!
كلماتها عمّقت الجرح وتركتني في حالة من الذهول وتاهت نظراتي في المكان لترتمي على أختي سهى لتثير غضبتي بعدم مبالاتها وهي ترنو للموقف بسطحية، وتفرقع لبانها بتفاهة ،تناولت حقيبتها المدرسيّة تريد المغادرة، رمقها بنظرة مريبة قائلا: لا تجعلي شعرك منسدلا على ظهرك وأزيلي الكحل من عينيك! ردّت عليه بدلال مراهقة: كما تشاء" كابتن"، أزعجني الأسلوب المائع وجعل طيور الشك تنهش في رأسي وتمرّدت الكلمات فوق لساني : مالك وأختي اتركها وشأنها، أمي مسؤولة عن مظهرها.
عاد ليصفعني: أنا هنا السيد المطلق!! انصرف وشرارات الغضب ينفثها كرائحة نتنة.
ركعت عند قدميها وقبلت يديها ورجوتها :اتركيني أعود لبيتي لأعيش حياة طبيعية مع وزوجي و صغيريّ،رفضت بقوة قائلة: أنا لا أطمئن عليك في بيتك أثناء غيابه المتقطع في عمله، وهيبته تساعدني في السيطرة على أخيك وأختك.
أجبتها بتودد: لا تنخدعي،الصهر ليس كالولد ،لا تسلمي له القياد المطلق، زوجي نمرود وأعرف الكثيرعن خفايا نفسه وحياته, اتركي بيننا وبينه مساحة من الخصوصيّة، لن يحنو على عامر حنو الأب والأخ، أرجوك لا تسمحي له بمحاسبة أختي وقمع أخي ،عامر قد يستمد قوته من حبك ورعايتك له، ردت ببرود: وكأنك تغارين عليه لرعايته لأسرتنا مما جعلك تصرّحين بتلك الأفكار الوهمية.
انتهى الحوار إلى طريق مسدود ولم تقتنع لإعجابها بجبروته، جلست مطرقة في زاوية الغرفة لتحاصرني الذاكرة البعيدة حين عندما تقدّم لخطبتي وبهرتني وسامته في "قبعة الطيّار" وإصرار أمّي على أنه الزوج المناسب، لكن أبي لم يشجعني على ذاك الزواج حين قال لي :هذا النوع من الرجال يكثر الترحال وذوّاقا للنساء، هو كالطير في كلّ سماء له وليف ،لحظتها قلت له سأجعله ينسى نساء الأرض وسأقدم له السعادة على طبق من ذهب، سخرت مني نفسي لتلك الثقة الواهمة ، في بداية حياتنا الزوجية كان منتظما في مواعيده، لكني اليوم لا أعرف لسفره ولا لعودته موعدا ولمّا سألته عن السبب أجاب ببلادة: قد تغيرت ظروف العمل ولا أعرف لها نظاما أو موعدا!!
كثيرا ما راوغتني نظراته الوقحة وسفيه كلماته وإعجابه بهذه وتلك وعددت كلّ تلميحاته لغو كلام واعترى علاقتنا جفوة، حين أطلت قسوة الحقيقة ساخرة مني وبراثن الخيانة الزوجية كذئب يفترس كل مساحات الحبّ في قلبي عندما صفعني لون أحمر الشفاه ملطخا قميصه الداخلي مما جعلني ازداد حقدا عليه.
في ليلة بكى فيها صغيري، فاستيقظت لأرى قبعته فوق علاقة الملابس،انتظرت دخوله غرفتي، ولكنّه لم يأتِ خرجت بهدوء باحثة عنه قد يكون مع أمي أو أخي في غرفة الجلوس وبحثت عنه بنظرات غلّفتها الحيرة، فالكلّ نيام في قلب الليل، وقفت قليلا في منتصف الصالة أخمّن،أين يكون؟ ثم جاءني الردّ حين سمعت صوت همسات خفيض وتأوهات خليعة وضحكات وقحة من غرفة أختي، لم أصدق ما سمعت وكأن الأرض زلزلت تحتي، سقطت أرضا باكية نائحة متمنية أن تنشق الأرض لتبتلعهما من هول ما سمعت: سامحك الله يا أمي بضعفك وحقارته استباح عظيم المحرّمات!!
تعليق