الحب مؤامرة ارتجالية بين قلبين ضد الروح ..
ولأن هذه المؤامرة تحدث دون سابق إنذار ودون تخطيط مسبق، تُباغت الإنسان كضربة جناحٍ من كواسر الطير.
تصعق اللب كوميض البرق في ليل بهيم..
( هذا العهد الجديد يسوده التخبط والبلبلة ) ..
فيطلق القلب بيانه رقم واحد ..
بيانا يسوده الغموض .. ويشوبه التعميم في محتواه والتحيز في مغزاه، التحيز لهذا الطارق الجديد .. وتلميع صورته بين شغاف القلب وغرفه. فيسارع العقل بإلغاء البيان بمنشور توضيحي إلى حين معرفة هوية المؤامرة وأهداف المتآمرين .. منشور خافت الصوت متردد بين القبول والرفض ..
ويكون العقل في ذلك مرتكزا على ثوابت موروثة ومكتسبة ..
ثم يأتي الشوق الوليد متوسلا بحق صلة الآهة واللهفة لتهدئة الأمور بين القلب والعقل ..
ومن جهة أخرى ينطلق البوح منفلتا بلا حسيب أو رقيب ومستغلا هذه المناوشة ومستندا على شعبيته عند الاثنين، فيوعد القلب بنبض كوقع قطرات الندى على وريقات الأزهار ويلوِّح للعقل بالسكينة والطمأنينة .. فلا القلب ينعم بنبض هادئ، ولا العقل يستكين ويطمأن ..فوعده كان مطية ليدلق محتواه بين الإثنين.
فتعم فوضى عارمة بين كل هذا وذاك، تستغل فيها شوارد الإحساس حالة التخبط للقيام ببعض المناوشات .. ولكنها فوضى ترْضَى بها النفس عن طيب خاطر .. فوضى يحاول صاحبها أن يداريها عن كل الناس من حوله .. ولا يبديها إلا لمن أُبْتُلِيَ بفوضى مثلها .. ( فكلنا في هكذا فوضى: قلبٌ ) .. تماما كاتجاه الناس شرقا في الهَم.
وفي خضم هذه الفوضى التي تضرب بأطنابها في النفس .. تنمو في المنطقة الوسطى بين العقل والقلب زوائد أخرى سرعان ما تترعرع وتنمو وتكبر كالطفيليات والطحالب التي لا مجال لكبح جماحها أو وقْف زحفها الحثيث .. إنها ( اللوعة .. والحنين .. والسهاد .. والسهر، ومناجاة النجوم .. والغيرة .. والتوجس .. والقلق .. والحيرة .. والترقب .. والتمرجح بين الأمل واليأس، وبين الشك واليقين ) .. تتكاثر كل هذه وتلك وتنشطر كالخلايا فتعم الروح والكيان ..
وبالرغم من أن المؤامرة قد تم تنفيذها من طرفين .. إلا أن انسحاب طرف منهما لا يلغي آثارها كليا .. فالمنسحب طوعا قد يكون مؤهلا لخوض غمار مؤامرة أخرى غير محسوبة كعادته .. فيعاود الكرَة مع تغيير تكتيك الكر والفر ..
أما الطرف الثاني الذي ظل صامدا ومذهولا من انسحاب ركنه الآخر، فإنه ولفترة طويلة يظل يرفض بكبرياء يشوبه الحذر من تكرار المحاولة، يظل يرفض أي مشاركة في مؤامرة أخرى مهما كان نوعها (محسوبة كانت أم فجائية) ...
وغالبا ما تفاجئه مؤامرة أخرى كغارة ليلية تداهم النُّوّام من البشر..
***
جلال داود
ولأن هذه المؤامرة تحدث دون سابق إنذار ودون تخطيط مسبق، تُباغت الإنسان كضربة جناحٍ من كواسر الطير.
تصعق اللب كوميض البرق في ليل بهيم..
( هذا العهد الجديد يسوده التخبط والبلبلة ) ..
فيطلق القلب بيانه رقم واحد ..
بيانا يسوده الغموض .. ويشوبه التعميم في محتواه والتحيز في مغزاه، التحيز لهذا الطارق الجديد .. وتلميع صورته بين شغاف القلب وغرفه. فيسارع العقل بإلغاء البيان بمنشور توضيحي إلى حين معرفة هوية المؤامرة وأهداف المتآمرين .. منشور خافت الصوت متردد بين القبول والرفض ..
ويكون العقل في ذلك مرتكزا على ثوابت موروثة ومكتسبة ..
ثم يأتي الشوق الوليد متوسلا بحق صلة الآهة واللهفة لتهدئة الأمور بين القلب والعقل ..
ومن جهة أخرى ينطلق البوح منفلتا بلا حسيب أو رقيب ومستغلا هذه المناوشة ومستندا على شعبيته عند الاثنين، فيوعد القلب بنبض كوقع قطرات الندى على وريقات الأزهار ويلوِّح للعقل بالسكينة والطمأنينة .. فلا القلب ينعم بنبض هادئ، ولا العقل يستكين ويطمأن ..فوعده كان مطية ليدلق محتواه بين الإثنين.
فتعم فوضى عارمة بين كل هذا وذاك، تستغل فيها شوارد الإحساس حالة التخبط للقيام ببعض المناوشات .. ولكنها فوضى ترْضَى بها النفس عن طيب خاطر .. فوضى يحاول صاحبها أن يداريها عن كل الناس من حوله .. ولا يبديها إلا لمن أُبْتُلِيَ بفوضى مثلها .. ( فكلنا في هكذا فوضى: قلبٌ ) .. تماما كاتجاه الناس شرقا في الهَم.
وفي خضم هذه الفوضى التي تضرب بأطنابها في النفس .. تنمو في المنطقة الوسطى بين العقل والقلب زوائد أخرى سرعان ما تترعرع وتنمو وتكبر كالطفيليات والطحالب التي لا مجال لكبح جماحها أو وقْف زحفها الحثيث .. إنها ( اللوعة .. والحنين .. والسهاد .. والسهر، ومناجاة النجوم .. والغيرة .. والتوجس .. والقلق .. والحيرة .. والترقب .. والتمرجح بين الأمل واليأس، وبين الشك واليقين ) .. تتكاثر كل هذه وتلك وتنشطر كالخلايا فتعم الروح والكيان ..
وبالرغم من أن المؤامرة قد تم تنفيذها من طرفين .. إلا أن انسحاب طرف منهما لا يلغي آثارها كليا .. فالمنسحب طوعا قد يكون مؤهلا لخوض غمار مؤامرة أخرى غير محسوبة كعادته .. فيعاود الكرَة مع تغيير تكتيك الكر والفر ..
أما الطرف الثاني الذي ظل صامدا ومذهولا من انسحاب ركنه الآخر، فإنه ولفترة طويلة يظل يرفض بكبرياء يشوبه الحذر من تكرار المحاولة، يظل يرفض أي مشاركة في مؤامرة أخرى مهما كان نوعها (محسوبة كانت أم فجائية) ...
وغالبا ما تفاجئه مؤامرة أخرى كغارة ليلية تداهم النُّوّام من البشر..
***
جلال داود
تعليق