قربان للشياطين ..!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بيان محمد خير الدرع
    أديب وكاتب
    • 01-03-2010
    • 851

    قربان للشياطين ..!!

    قبالة تلك المرآة .. كان غسان قد أوشك على الإنتهاء من تشذيب لحيته و شاربيه بتلك الموسى ، عندما ترامت إلى أذنيه صوت جلبة في الشارع فنظر من النافذة فرأى جمعا من الرجال ملثمين يرددون شعارات ويطلقون أصواتا تحمل عبارات ...!!
    فأحس بغليان كاد يتشظى معه مرددا : كفى مهازل ! والله سألقنهم درسا لن يجرؤوا بعده حتى بالمرور من هنا .. طوى الموسى .. دسها في مخبأه ..تلثم و نفر إلى الشارع و غاص بين الجموع فارتطم جسده بأحدهم فاستل الموسى و غرسها في خاصرته !! فتهاوى الآخر ممزقة الآ لآ لآلآ خ خ على شفتيه ..
    أحس غسان بنصل من جمر يخترق أذنيه و يثقب رأسه دارت به الأرض هنيهات فاستجمع قواه وأماط اللثام عن المطعون .. فما عاد يرى إلا لونا أسود ممزوجا بالأحمر .. و أطلق صرخة مدوية شقت عنان السماء : آآآآآآآه يا خيييييييييي . شده إلى صدره يتوسله بأن يستفيق ظنا منه بأنها مزحة قدرية .. ولكن هيهات فقد نعق الغراب نعقته وأطلق جناحيه الحالكي السواد للريح ..
    حمله بكلتا ذراعيه و مضى على غير هدى .. مرددا أهزوجة بصوت متهدج :( يا بو كمر فضة .. على إيش هالبغضة ؟ ؟ بعطيك لترضى خيو من العين رسمالي ) لا يدري لا يعلم ؟ ينظر تارة لما يحمله بين يديه ( ميت يحمل ميت ) ثم يحدج السماء بنظرة خجلى فتظهر الغربان مجددا ، يتشابك سواد أجنحتها ، تنعق مستبشرة بالغنيمة .. جمع من الشبان ماشون خلفه مرددين : لا حول ولا قوة إلا بالله !
    تراءى له من بعيد صرح كبير على شكل ضريح ، منقوش على شاهدته : هنا ترقد سعدية الأم ، استشهدت بين أزيز رصاص أبنائها بتاريخ .....!!
    عندما أدرك مرقدها ، مدد عند حافته الجسد المذبوح : هاك يا أماه.. هاك إبنك البكر . فرد كفيه ؛ و كأنهما لا ينتميان لجسده ، متمتما بصعوبة كمن أصابه شلل : قُتل بهاتين ..!!!
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 15-01-2012, 10:24.
  • ريما ريماوي
    عضو الملتقى
    • 07-05-2011
    • 8501

    #2
    نص حزين.. والمتضرران هما الأخوان القاتل والمقتول..
    وتلك الغربان والعقبان فرحة والذئاب سعيدة بدب
    نار الفتنة, وماتت الام الحزينة مئات المرات ....
    على وضع متردي بين ابناء أعزاء...

    وضاعت طلاسم الحقيقة, بسبب من يثيرون نار العداء
    والكراهية والأحقاد... وعلى العرب أن يعوا ما
    يحاك لهم من دسائس في الخفاء...

    شكرا لك على نص قوي...
    مودتي وتقديري.

    تحياااتي.


    أنين ناي
    يبث الحنين لأصله
    غصن مورّق صغير.

    تعليق

    • عبدالرحيم التدلاوي
      أديب وكاتب
      • 18-09-2010
      • 8473

      #3
      آلمني النص و اوجعني..
      في زمن الضاب يستباح دم الانسان بيد اخيه الانسان، القاتل و المقتول من ارومة واحدة..
      مودتي

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        و بدون ذنب جناه يذهب
        و بيد كانت له
        و أتذكر كليب و هو يوصي الزير سالم أخاه
        فكيف تكون الوصية هنا ؟
        يالبشاعة الأمر و قسوته
        : كنت لك أخا و أبا و ملك !!

        جميل .. و إن كانت العتمة هي الفاعل
        و أسباب القتل غير مقنعة
        ربما لغياب بعض الرتوش في شخصية القاتل الأخ !
        جميل التأسيس على قصة سعدية في قصة يا أسمر يا أسمراني إيمان الدرع

        تقبلي خالص حزني و مشاطرتي
        sigpic

        تعليق

        • مالكة حبرشيد
          رئيس ملتقى فرعي
          • 28-03-2011
          • 4544

          #5
          يتناسل الحقد والبغضاء والكراهية
          على انقاض الود والمحبة والرحمة
          الغريب ان الغربان تنتعش
          والذئاب تصفق
          لنجد انفسنا في غابة لا يستطيع العيش فيها
          الا الوحوش الضارية
          فهل ماتت الانسانية كلا ؟
          ام ان بذورها مازالت تنتفض تحت التربة
          تستنجد بمن يرويها قبل فوات الاوان ؟
          شكرا بيان على هذا الوجع الجميل

          تعليق

          • بيان محمد خير الدرع
            أديب وكاتب
            • 01-03-2010
            • 851

            #6
            غاليتي الأستاذة ريما
            ربما كان النص فيه قسوة بعض الشيئ .. بس و الله قريب جدا من الواقع في ظل الفوضى التي تسود الآن في إلتباس الأمور و إختلاط الشريف مع الوصولي الذي جل همه الوصول إلى كرسي السلطة ..
            ريمتي الجميلة أعرف و أقدر روحك الشفافة .. و خلقك الرفيع الذي يسمو بالخير والحق ..
            سأحاول بأن لا أستزيد من كتابة الحروف الحزينة التي فرضتها الظروف تباعا ..
            أسعدني مرورك الألق ..
            مودتي

            تعليق

            • رشا السيد احمد
              فنانة تشكيلية
              مشرف
              • 28-09-2010
              • 3917

              #7
              الرائعة بيان
              صباحك الندى وهدأة البال

              اللهم قبل كل شيء هبنا السلام ثم السلام ثم السلام
              هذا ما يحصل الآن
              نعم لقد غرفت من الواقع لكن الأخ صار يقتل أخاه جهارا
              من أجل أن يحموا كرسي لن يطالهم منه إلا الدماء ولعنة السماء والأرض
              كلهم على تلك الأرض أخوة وأن لم تلدهم أم واحدة لكن لم لماذا لا يتعضون
              النص كبير بمغزاه وبك
              دمت بهذا الجمال
              نرجس الجنوب لروحك المعطاءة مدى .
              https://www.facebook.com/mjed.alhadad

              للوطن
              لقنديل الروح ...
              ستظلُ صوفية فرشاتي
              ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
              بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

              تعليق

              • بيان محمد خير الدرع
                أديب وكاتب
                • 01-03-2010
                • 851

                #8
                أخي بالروح الأستاذ الرائع عبد الرحيم التدلاوي ..
                ممنونة جدا لتفاعلك الشفيف الوفي .. كما أسفة إذا كنت قد آلمتك وأحزنتك
                فلمن يشكو الإنسان شجونه وقهره ؟؟ إلا للإخوة المحبين الذين يملكون القلب الكبير الذي فيه متسعا لإن يحتوي آلام الدنيا ومن عليها .. أشكرك أستاذي القدير ..
                و كما ذكرت آنفا سأحاول بأن تكون نصوصي المقبلة أقل حزنا لإننا في هذا الزمان بات يبحث عن الضحكة الخالصة من القلب ولو كانت موجودة بين كومة قش .. أو كرة خيوط حريرية
                تقديري .. مودتي

                تعليق

                • وسام دبليز
                  همس الياسمين
                  • 03-07-2010
                  • 687

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة بيان محمد خير الدرع مشاهدة المشاركة
                  قبالة تلك المرآة .. كان غسان قد أوشك على الإنتهاء من تشذيب لحيته و شاربيه بتلك الموسى ، عندما ترامت إلى أذنيه صوت جلبة في الشارع فنظر من النافذة فرأى جمعا من الرجال ملثمين يرددون شعارات ويطلقون أصواتا تحمل عبارات ...!!
                  فأحس بغليان كاد يتشظى معه مرددا : كفى مهازل ! والله سألقنهم درسا لن يجرؤوا بعده حتى بالمرور من هنا .. طوى الموسى .. دسها في مخبأه ..تلثم و نفر إلى الشارع و غاص بين الجموع فارتطم جسده بأحدهم فاستل الموسى و غرسها في خاصرته !! فتهاوى الآخر ممزقة الآ لآ لآلآ خ خ على شفتيه ..
                  أحس غسان بنصل من جمر يخترق أذنيه و يثقب رأسه دارت به الأرض هنيهات فاستجمع قواه وأماط اللثام عن المطعون .. فما عاد يرى إلا لونا أسود ممزوجا بالأحمر .. و أطلق صرخة مدوية شقت عنان السماء : آآآآآآآه يا خيييييييييي . شده إلى صدره يتوسله بأن يستفيق ظنا منه بأنها مزحة قدرية .. ولكن هيهات فقد نعق الغراب نعقته وأطلق جناحيه الحالكي السواد للريح ..
                  حمله بكلتا ذراعيه و مضى على غير هدى .. مرددا أهزوجة بصوت متهدج :( يا بو كمر فضة .. على إيش هالبغضة ؟ ؟ بعطيك لترضى خيو من العين رسمالي ) لا يدري لا يعلم ؟ ينظر تارة لما يحمله بين يديه ( ميت يحمل ميت ) ثم يحدج السماء بنظرة خجلى فتظهر الغربان مجددا ، يتشابك سواد أجنحتها ، تنعق مستبشرة بالغنيمة .. جمع من الشبان ماشون خلفه مرددين : لا حول ولا قوة إلا بالله !
                  تراءى له من بعيد صرح كبير على شكل ضريح ، منقوش على شاهدته : هنا ترقد سعدية الأم ، استشهدت بين أزيز رصاص أبنائها بتاريخ .....!!
                  عندما أدرك مرقدها ، مدد عند حافته الجسد المذبوح : هاك يا أماه.. هاك إبنك البكر . فرد كفيه ؛ و كأنهما لا ينتميان لجسده ، متمتما بصعوبة كمن أصابه شلل : قُتل بهاتين ..!!!
                  بيان هو حقا الواقع
                  تعددت الأفكار والمذاهب في البيت الواحد بين مع وضد
                  ومن أجل قضية يقتل الأخ أخاها ومن يدري قد تستمر الكارثة لتطال الأبناء
                  من أجل ماذا؟
                  حفنة تراب ؟بيان نص جميل حزين شكرا لك

                  تعليق

                  • بيان محمد خير الدرع
                    أديب وكاتب
                    • 01-03-2010
                    • 851

                    #10
                    أستاذي الكبير ربيع عقب الباب
                    يا سيد الكلمة .. و الإنسانية ..
                    نورت صفحتي .. و لك مني كل الود و التقدير ..
                    و ألف شكر لإهتمامك و ملا حظتك بخصوص روتوش الأخ القاتل .. إنشاء الله لاحقا سأحسن الأداء أكثر ..
                    تدري و الله كتبتها مباشرة على البورد ومن دون مسودة .. لقد كانت مشاعري تسبق الكلمات و هذا ما يربك النص أحيانا
                    أستاذي الغالي .. تسلم لمشاطرتك حزني .. فأنت دائما الأخ الذي بيث حنانه و رقة قلبه عبر الأثير فتحيط بالآخر متجاوزا
                    المسافات ..
                    لا حرمناك .. تقديري
                    مودتي

                    تعليق

                    • إيمان الدرع
                      نائب ملتقى القصة
                      • 09-02-2010
                      • 3576

                      #11
                      الحبيبة بيان:
                      نصّك موجع
                      كتب بنبضك النقيّ
                      ومن واقعٍ يستصرخ فينا حبّ الوطن قبل أن يحترق بيد أبنائه
                      أبناء سعدية التي قتلها أولادها
                      ثم جلسوا حول مثواها يبكون وهم يهدونها ابنها البكر إلى جوارها
                      حتى في رقادها ممزقة سعدية ..
                      قتلوها مرتين وما اكتفوا..
                      ما أروعك بيان!!
                      وما أحلى نداء الوطن بعينيك وبقلمك!!!
                      حيّااااااااااااكِ ياغالية.

                      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                      تعليق

                      • بيان محمد خير الدرع
                        أديب وكاتب
                        • 01-03-2010
                        • 851

                        #12
                        الأستاذة المبدعة مالكة حبرشيد
                        أسعدني وشرف نصي مرورك الغالي
                        لقد كانت حروفك و تحليلك للنص .. أجمل من النص ذاته
                        كنت مدهشة كما في نصوصك الرائعة
                        تقديري .. مودتي دائما

                        تعليق

                        • بيان محمد خير الدرع
                          أديب وكاتب
                          • 01-03-2010
                          • 851

                          #13
                          الأخت الغالية الأستاذة رشا
                          شكرا لهذا المرور العبق بشذى النرجس
                          أسأل الله معك هدأة البال .. و الأمان
                          أشرقت بتواجدك صفحتي ..
                          سلمت عزيزتي .. أرق التحايا
                          مودتي

                          تعليق

                          • فايزشناني
                            عضو الملتقى
                            • 29-09-2010
                            • 4795

                            #14

                            ميت يجر ميت ( مشهد فظيع )
                            الحق كل الحق أن عفويتك الصادقة خير من ألف تكليف وتسويف
                            إنها المرارة التي تجعلنا نصرخ عالياً : أيها الأخوة .... كفى
                            كم أم ثكلى الآن ؟؟؟!!
                            وهل هن راضيات عن فقدان أحبتهن ؟؟؟
                            مآساة حقيقية صورتها أختي بيان
                            ونحن عشنا بعد فصولها في حشد اعلامي غير مسبوق
                            نعم كانت الشياطين تلتهم القرابين وتقهقه
                            أرجو أن يتعظ الآخرون ويتذكروا قدرة الله عز وجل
                            فالقتل من أي كان حرام ... حرام
                            محبتي وتقديري
                            هيهات منا الهزيمة
                            قررنا ألا نخاف
                            تعيش وتسلم يا وطني​

                            تعليق

                            • بيان محمد خير الدرع
                              أديب وكاتب
                              • 01-03-2010
                              • 851

                              #15
                              أختي الحبيبة و أستاذتي القديرة إيمان
                              عدت بذاكرتي أين كنا نقف وفي وقفة العيد تحديدا .. رحمها الله و أمد الله في عمرك .. في ذاك الوقت استأذنتك بأن أكتب قصة من وحي قصة سعدية رائعتك .. التي غمرتنا بها في حب الوطن حماه الله من كل غادر...
                              أرجو أن أكون قد وفقت في إيصال الفكرة دون أن أسيء إلى نصك الأصلي .. كما أرجو بأنها كانت تتمة موفقة .. حبيبتي نحن نكمل بعضنا في كل شيئ .. حتى بشغف والدتنا بنا عندما كانت على قيد الحياة ..
                              مع فارق معروف طبعا .. فأنت أستاذتي .. و أبقى أنا تلميذتك مدى العمر ..
                              محبتي ..

                              تعليق

                              يعمل...
                              X