على مستوى العلاقات الزوجية .. يقول المثل الشعبي ( القديمة تحلى ولو كانت وحلة ) ..

وفي مجال الأدب .. كثيرا ما نستشهد بأبيات من الشعر لقدامى الشعراء .. ونعتبر أن الشاعر الجاهلي أكثر فحولة في الشعر من الشاعر الإسلامي في صدر الإسلام .. وننظر إلى الشعر فى عصوره الأموية والعباسية والأندلسية .. وغيرها .. على أنها أفضل من شعر القرن الفائت .. ثم ننظر إلى شعر القرن الفائت .. على أنه افضل بكثير من الشعر المعاصر .

فهل دائما القديم أفضل من الحديث ؟؟؟


يقول ابن قتيبه ( من كتاب الشعر والشعراء تحقيق الشيخ أحمد شاكر )

ولم أسلك ، فيما ذكرته من شعر كل شاعر مختارا له سبيل من قلد أو استحسن باستحسان غيره ، ولانظرت إلى المتقدم منهم بعين الجلالة لتقدمه وإلى المتأخر ( منهم ) بعين الإحتقار لتأخره . بل نظرت بعين العدل على الفريقين وأعطيت كلا حظه ووفرت عليه حقه .
فإني رأيت من علمائنا من يستجيد الشعر السخيف لتقدم قائله ، ويضعه في متخيره .. ويرذل الشعر الرصين ولا عيب له عنده إلا أنه قيل في زمانه أو أنه رأي قائله . ا.هـ



وهذه النظرة السلبية للحكم على جودة الشىء ورداءته .. بقدمه وحداثته .. لا تختص بالأدب وحده .. بل تنعكس على كل مجالات الحياة .. حتى أننا مازالنا حتى اليوم نذكر صاحب قانون الطفو .. بل ونذكر اسم العباس بن فرناس بشىء من العظمة والغبطة .. ولا نكاد نذكر اسم مخترع الكمبيوتر ومكتشف الليزر وغير ذلك من المخترعات الحديثة المبهرة .

وقس على ذلك كل شىء في حياتنا .. حتى أننا دائما نطلق على الزمن الماضي .. عبارة الزمن الجميل .. فنتباكى عليه رغم أن فيه من السلبيات والمخازي أضعاف أضعاف ما نحن فيه .. بل قد يكون مانحن فيه .. نتيجة لهذا الزمن الذي نطلق عليه الزمن الجميل .

مارأيكم دام فضلكم