الليلة السابعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الأطرش
    أديب وكاتب
    • 25-12-2007
    • 85

    الليلة السابعة

    قمت على وشك الجنون،أفسرالقلق لأحظى بلحظة نوم
    يحول الظلام بيني وبين الجدار،فلم أتمكن من معرفة الوقت
    لم يكن ذلك ليحدث فرقا؟! فساعات من النقاش الجاد بلا موعد مسبق على وسادتي المستديرة،كفيلة بأن تخرجني من الشعور بالزمن،ولاسيما أني لم أكن أريد من ذلك كله سوى النوم؟!
    تدخين ( سيجارة ) في تلك اللحظة،لم تكن فكرة سيئة،بل أصبحت ملحة بعد ذلك الشتات،مع أنه يترتب على ذلك،تعذيب بعض أجزاء جسدي بنسمات البرد القارس خارج الفراش...
    على أية حال،كنت واثقا أن بزوغ الفجر ليس ببعيد،ليس هناك علامة ما،ولكن الليل طال بلا حساب...؟!
    مجرّد عتمة في الخارج،يقابلها في داخل رأسي ضجيج...
    حاولت سموم مقاومة الشغب المنبعثة من سيجارتي تهدأة الوضع بلا جدوى،ولازالت علامات الاستفهام تتزاحم بالعشرات على وسادتي تنتظر عودة رأسي،تبا لها لن يعود...؟!
    موجة من الكراهية لطمت كل شيء حولي،وعادت من بعد
    الانحسار على نفسي،مشبعة بالبرد،تفشّى ذلك في جسدي حيث كانت أول نتائجه القشعريرة،وثانيها شيء من الصحو تململ في خمولي،مخففا من حدّة الظلام،لأرى وأتذكر في الوقت ذاته،أني لا أعلّق أي ساعة في غرفتي...؟!
    تركت فراشي الدافئ لحيرتي،ونهضت لأغسل رأسي
    بالماء البارد؛علّ لسعاته تطرد تلك الأسئلة الجبانة،التي لاتلاقيني إلا وحيدا...؟!
    شعرت بشيء من الارتياح...
    رفعت رأسي بهدوء،لأرى شخصا غريبا في المرآة...!؟
    أهلا... هذا ما كان ينقصني... ماذا تريد..؟؟؟
    قال : أتحبها...؟؟؟
    تناولت منشفتي،وفركت رأسي ووجهي بعنف،كمدمن لم يأخذ جرعته لأسابيع،حتى ماتت المنشفة على رقبتي...
    توجهت إلى المطبخ؛لعمل (برميل) من القهوة هكذا تسمي أمي الكوب الذي أشرب فيه قهوتي عادة من باب التوبيخ...
    أحاول أن أجد لنفسي لحظة هادئة؛لرسم خارطة واضحة،لما يدور في رأسي من أفكار يخنقها شيء ما،هذا بعد اكتشافي أن الليل لايزال في بدايته...؟!
    بدأت بجمع ما يلزم،قهوتي،بعض الشموع،بعض الموسيقى... وبالطبع قلمي،ودفتر فيه بعض الصفحات الفارغة...
    مر الوقت...
    طال ظل قلمي بلا نهاية،فالشموع تلفظ آخر أنفاسها،وكذلك الليل ولم أفعل شيئا سوى نسخ الخربشات التي في رأسي على الأوراق الفارغة،كطفل صغير،والفرق بيننا،أنه قد يقوم برسمها من باب المتعة،وقد تعبر عن شيء ما،حتى لو لم نستطع فهمها،ولكني فعلتها من باب الضياع،ولا تعني أي شيء...؟!
    هذا لأن جلستي الهادئة،كان ينقصها أمران : ( أنا... والدفء )
    عدت للفراش؛فبه على الأقل أجد أحدهما...
    أما الآخر،فلا زال واقفا أمام المرآة...!؟




    محمد الأطرش
    sigpic
    عجيبٌ كيف
    نتألّمُ
    لفقد شيءٍ مؤقّت
    وغيرنا يفقد ما نملكُ للأبد
    ويبتسم
    !
  • ليندة كامل
    مشرفة ملتقى صيد الخاطر
    • 31-12-2011
    • 1638

    #2
    السلام عليكم
    هي هواجس النفس الطواقة الباحثة عن أنيس لوحدتها
    رغم انها وجدت الشطر الاول ما تزال تبحث عن الاخر
    بأسلوب جميل حيكت هذه القصة تحية لقلمك
    http://lindakamel.maktoobblog.com
    من قلب الجزائر ينطلق نبض الوجود راسلا كلمات تتدفق ألقا الى من يقرأها

    تعليق

    • وسام دبليز
      همس الياسمين
      • 03-07-2010
      • 687

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد الأطرش مشاهدة المشاركة
      قمت على وشك الجنون،أفسرالقلق لأحظى بلحظة نوم
      يحول الظلام بيني وبين الجدار،فلم أتمكن من معرفة الوقت
      لم يكن ذلك ليحدث فرقا؟! فساعات من النقاش الجاد بلا موعد مسبق على وسادتي المستديرة،كفيلة بأن تخرجني من الشعور بالزمن،ولاسيما أني لم أكن أريد من ذلك كله سوى النوم؟!
      تدخين ( سيجارة ) في تلك اللحظة،لم تكن فكرة سيئة،بل أصبحت ملحة بعد ذلك الشتات،مع أنه يترتب على ذلك،تعذيب بعض أجزاء جسدي بنسمات البرد القارس خارج الفراش...
      على أية حال،كنت واثقا أن بزوغ الفجر ليس ببعيد،ليس هناك علامة ما،ولكن الليل طال بلا حساب...؟!
      مجرّد عتمة في الخارج،يقابلها في داخل رأسي ضجيج...
      حاولت سموم مقاومة الشغب المنبعثة من سيجارتي تهدأة الوضع بلا جدوى،ولازالت علامات الاستفهام تتزاحم بالعشرات على وسادتي تنتظر عودة رأسي،تبا لها لن يعود...؟!
      موجة من الكراهية لطمت كل شيء حولي،وعادت من بعد
      الانحسار على نفسي،مشبعة بالبرد،تفشّى ذلك في جسدي حيث كانت أول نتائجه القشعريرة،وثانيها شيء من الصحو تململ في خمولي،مخففا من حدّة الظلام،لأرى وأتذكر في الوقت ذاته،أني لا أعلّق أي ساعة في غرفتي...؟!
      تركت فراشي الدافئ لحيرتي،ونهضت لأغسل رأسي
      بالماء البارد؛علّ لسعاته تطرد تلك الأسئلة الجبانة،التي لاتلاقيني إلا وحيدا...؟!
      شعرت بشيء من الارتياح...
      رفعت رأسي بهدوء،لأرى شخصا غريبا في المرآة...!؟
      أهلا... هذا ما كان ينقصني... ماذا تريد..؟؟؟
      قال : أتحبها...؟؟؟
      تناولت منشفتي،وفركت رأسي ووجهي بعنف،كمدمن لم يأخذ جرعته لأسابيع،حتى ماتت المنشفة على رقبتي...
      توجهت إلى المطبخ؛لعمل (برميل) من القهوة هكذا تسمي أمي الكوب الذي أشرب فيه قهوتي عادة من باب التوبيخ...
      أحاول أن أجد لنفسي لحظة هادئة؛لرسم خارطة واضحة،لما يدور في رأسي من أفكار يخنقها شيء ما،هذا بعد اكتشافي أن الليل لايزال في بدايته...؟!
      بدأت بجمع ما يلزم،قهوتي،بعض الشموع،بعض الموسيقى... وبالطبع قلمي،ودفتر فيه بعض الصفحات الفارغة...
      مر الوقت...
      طال ظل قلمي بلا نهاية،فالشموع تلفظ آخر أنفاسها،وكذلك الليل ولم أفعل شيئا سوى نسخ الخربشات التي في رأسي على الأوراق الفارغة،كطفل صغير،والفرق بيننا،أنه قد يقوم برسمها من باب المتعة،وقد تعبر عن شيء ما،حتى لو لم نستطع فهمها،ولكني فعلتها من باب الضياع،ولا تعني أي شيء...؟!
      هذا لأن جلستي الهادئة،كان ينقصها أمران : ( أنا... والدفء )
      عدت للفراش؛فبه على الأقل أجد أحدهما...
      أما الآخر،فلا زال واقفا أمام المرآة...!؟




      محمد الأطرش
      كثيرا ما تتقافز الأفكار في رأس الكاتب فيحضر طقوسه لكننه يعجز عن سكبها لسبب أو لأ خر في بعض الأوقات
      رأيت أخير من يشرب برميل قهوة مثلي هاها
      لطالما وبختني أمي لتخفيف منها
      قصة جميلة سلسة

      تعليق

      • محمد الأطرش
        أديب وكاتب
        • 25-12-2007
        • 85

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ليندة كامل مشاهدة المشاركة
        السلام عليكم
        هي هواجس النفس الطواقة الباحثة عن أنيس لوحدتها
        رغم انها وجدت الشطر الاول ما تزال تبحث عن الاخر
        بأسلوب جميل حيكت هذه القصة تحية لقلمك
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        هي كذلك أخيّتي أسعدني مرورك الأجمل
        دمت بحفظ الله
        sigpic
        عجيبٌ كيف
        نتألّمُ
        لفقد شيءٍ مؤقّت
        وغيرنا يفقد ما نملكُ للأبد
        ويبتسم
        !

        تعليق

        • محمد الأطرش
          أديب وكاتب
          • 25-12-2007
          • 85

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة وسام دبليز مشاهدة المشاركة
          كثيرا ما تتقافز الأفكار في رأس الكاتب فيحضر طقوسه لكننه يعجز عن سكبها لسبب أو لأ خر في بعض الأوقات
          رأيت أخير من يشرب برميل قهوة مثلي هاها
          لطالما وبختني أمي لتخفيف منها
          قصة جميلة سلسة
          ^__^
          نعم أخي وسام يعود الأمر في النهاية للإلهام
          أسعدني مرورك وأسعدني أيضاً أني لست الوحيد الذي يتعامل مع البراميل ^_^
          دمت بحفظ الله
          sigpic
          عجيبٌ كيف
          نتألّمُ
          لفقد شيءٍ مؤقّت
          وغيرنا يفقد ما نملكُ للأبد
          ويبتسم
          !

          تعليق

          يعمل...
          X