إشْراقاتٌ مِن دفاتِر الذاكرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد اللطيف غسري
    أديب وكاتب
    • 02-01-2010
    • 602

    إشْراقاتٌ مِن دفاتِر الذاكرة

    إشْراقاتٌ مِن دفاتِر الذاكرة
    عبد اللطيف غسري

    1- وجه

    وَجْهٌ يُقْصِيهِ خِمارُ الحَيْرَةِ
    يَسْبِقُ نَحْنَحَةَ الصبْحِ المُتثائِبِ
    يَنْثُرُ لي قِشَرَ الآهاتِ
    على رَمْلٍ كانتْ تغْشَاهُ قَوادِمُ مُهْرٍ
    مَمْهُورٍ بِدَمِ الشُّرْيانِ الشاخِبِ
    أخْطو فوقَ رسائِلِها المَسْجورَةِ
    باللهَبِ المَكتومِ
    أمُرُّ ضَنِينًا بالوقتِ المُتوَاثِبِ
    مُنْحَنِيًا
    تصْحو في رأسي مِطْرَقتَانِ وألْفٌ
    مِنْ حَصَواتِ الحُلْمِ الشاحِبِ
    أنْخُسُ ظَهْرَ الظلِّ
    كِيُوبِيدُ المَقروءُ مَجازًا في عَيْنَيَّ
    كُوَيْكِبُ لَهْوَجَةٍ
    ينْداحُ
    يُدَوِّمُ في فَلَكِ الإرْجاءِ الذاهِبِ
    لا أتلقَّفُ معْنى لَفْتَتِها
    لا أنظرُ نَحْوَ التوْقِ الكامِنِ
    في أُضْمومَةِ عَوْسَجِها
    حتى الشغبُ الجيَّاشُ بضَحْكتِها
    يتجاوَزُني... أتجَاوَزُهُ...
    أسْتغْرقُ عَنهُ مُطارَدَةً
    للضوْءِ الهاربِ
    مِنْ أفْياءِ خُطايْ

    2_ انتظار

    بَيْتٌ مَنْفِيٌّ أعْلَى بَارِقَةِ الإحساسِ
    وأسْفَلَ خَارطَةِ الأنفاسِ
    أرَاهُ كأوَّلِ ما يُسْتقْبلُ مِنْ نَغَمِ التحليقِ
    وآخِرِ ما يُسْتَدْبَرُ مِنْ صَخَبِ الأجْراسِ
    أجِدُّ السيْرَ إليهِ
    على قدَمَيْنِ تلَطَّخَتا بغُثاءِ الخَوْفِ
    أُشَذِّبُ غُصْنَ اللحْظةِ.. أصِْلبُنِي
    مَنْشُورَ المِرْوَحَتَيْنِ وأهْمِسُ لي
    ليتَ القمَرَ المَكنونَ يُطِلُّ..
    يُلوِّحُ لي مِنْ شُرْفتِهِ المَغموسَةِ
    في عَسَلِ الأعْراسِ
    أرابِطُ عِندَ رصيفِ الصمتِ
    ثقيلٌ مَوْجُ الناسِ
    أذَكِّرُني:
    يا وَقْتُ نهارٌ بَوْحُكَ
    لا قمَرٌ
    يَتراءَى في مِرْآةِ رُؤَايْ


    3- غَيْث

    أسْتقْبِلُ وَفْدَ الهَمِّ الزاحِفِ
    حينَ تُلَمْلِمُنِي أركانُ الليلِ النازِفِ
    أنْباءً
    عَنْ قومٍ حَالوا بينَ القلبِ ووَثْبَتِهِ
    حلُُّوا في أمْكِنَةٍ ظلَّ الإمْهالُ يُوَشِّيها
    بحَريرِ الحُلْمِ الواقِفِ
    قالُوا جِئْنا نأخذُ ما أوْدَعْتُمْ في جَيْبِ الإغْراءِ
    ونوصِدُ مِشْكاةَ الأوْهامِ
    على أنشُودَةِ راعِيها
    صافَحْتُ بَياضًا كانَ يُشيحُ بِنَجْدَتِهِ
    عنِّي مِنْ قْبلُ فخَفَّفَ مِنْ غَلْواءِ الصدِّ
    لِيَفْجُرَ غَيْثَ السُّلْوانِ المُتآلِفِ
    منْ آفاقِ أسَايْ

    4- اكتِشاف

    ما هذا الغَيْمُ الخَمْريُّ المُتصاعِدُ
    مِنْ أثْداءِ يَراعَتِيَ الشقْراءِ
    يُدِرُّ حَليبَ الدهْشَةِ
    مِلْءَ شرايينِ الصفحاتِ
    يَشِبُّ لهيبًا
    مِنهُ مَلأتُ جِرَارَ الوحْشَةِ
    أشْذاءً
    راءً
    ياءً
    ماءً
    كمْ شَحَّ شِتاءً
    مَنْبَعُهُ المُتباعِدُ
    عِندَ سِوَايْ

    5_ ترْضِيَة

    أنْبَثُّ خِلالَ الضوْءِ الشاهِقِ
    مُقْتفِيًا
    أثَرَ الإشرَاقِ
    أنا يا آنِسَتِي
    كَرَوانُ الأطْلَسِ
    عِمْتِ صباحًا
    إنْ أطْلَقْتِ عِنانَ العِشِقِ
    شَدَدْتُ خِطَامَ العُمْرِ الآبِقِ
    أوْ سَافَرْتِ جَنُوبًا
    أسْفَلَ مَمْلكَةِ الأشواقِ
    أجَدْتِ قِيَافَةَ لَحْنِي السابِقِ
    أمْسِ قطَفْتُ شُعاعَ الروحِ
    بَعَثْتُ بهِ
    أنْغامًا في بيتٍ مَنْفِيٍّ
    أعْلَى بَارِقَةِ الإحساسِ الباسِقِ
    قالتْ حَسْبُكَ
    عِمْتَ صَباحًا
    صَوْتُكَ بَعْضُ صَدَايْ

    من مجموعتي الشعرية الثالثة..
  • زياد بنجر
    مستشار أدبي
    شاعر
    • 07-04-2008
    • 3671

    #2
    حيِّيت شاعرنا المشرق " عبد اللطيف غسري "
    و إنَّها لإشراقات تنير الصباحات و تنعش المساءات
    أمتعتنا بالمفردة الفارهة و الصور الشعريّة البديعة
    فما أجملك عاشقاً و شاعراً
    تثبّت
    مع أطيب المنى و وافر الودّ
    التعديل الأخير تم بواسطة زياد بنجر; الساعة 17-01-2012, 03:27.
    لا إلهَ إلاَّ الله

    تعليق

    • وفاء عالم
      أديب وكاتب
      • 24-12-2011
      • 50

      #3
      قصيدة رائعة
      لشاعر يحبة الشعر
      وتعشقه القصيدة

      تعليق

      • عبدالهادي القادود
        نائب رئيس ملتقى الديوان
        • 11-11-2014
        • 939

        #4
        أنْبَثُّ خِلالَ الضوْءِ الشاهِقِ
        مُقْتفِيًا
        أثَرَ الإشرَاقِ
        أنا يا آنِسَتِي
        كَرَوانُ الأطْلَسِ
        عِمْتِ صباحًا
        إنْ أطْلَقْتِ عِنانَ العِشِقِ
        شَدَدْتُ خِطَامَ العُمْرِ الآبِقِ
        أوْ سَافَرْتِ جَنُوبًا
        أسْفَلَ مَمْلكَةِ الأشواقِ
        أجَدْتِ قِيَافَةَ لَحْنِي السابِقِ
        أمْسِ قطَفْتُ شُعاعَ الروحِ
        بَعَثْتُ بهِ
        أنْغامًا في بيتٍ مَنْفِيٍّ
        أعْلَى بَارِقَةِ الإحساسِ الباسِقِ
        قالتْ حَسْبُكَ
        عِمْتَ صَباحًا
        صَوْتُكَ بَعْضُ صَدَايْ

        الشاعر الأديب عبداللطيف غسري

        بورك البيان والبنان

        لا عدمناك

        تعليق

        يعمل...
        X