رحلة الروح -الحلم في "عنقاء أحلامي" للمبدعة أنوار سرحان"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رضا الزواوي
    نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
    • 25-10-2009
    • 575

    رحلة الروح -الحلم في "عنقاء أحلامي" للمبدعة أنوار سرحان"

    اللوحة الإبداعية:
    =========
    عنقاء أحلامي..
    عنقاء أحلامي.. إليه نوراً فيّ لا يذوي.. انشغلتُ بالأموات عنك..المساكين..يحسبون أنفسهم أحياءً لمجرّد أنهم يأكلون لحومهم، يحتسون قهوتهم أو خمورهم.. يسوقون سياراتِهم إلى حيث قادتهم رغبةٌ أو حاجةٌ .. يمارسون عهرَهم .. ويسخرون مني كلما قلتُ إنّك وحدك الحيّ فيّ منذ اخترتَ ذاك القبر بديلاً عن سريرك. "إنها تهذي" همست


    إليه نوراً فيّ لا يذوي..

    انشغلتُ بالأموات عنك..المساكين..يحسبون أنفسهم أحياءً لمجرّد أنهم يأكلون لحومهم، يحتسون قهوتهم أو خمورهم.. يسوقون سياراتِهم إلى حيث قادتهم رغبةٌ أو حاجةٌ .. يمارسون عهرَهم .. ويسخرون مني كلما قلتُ إنّك وحدك الحيّ فيّ منذ اخترتَ ذاك القبر بديلاً عن سريرك.
    "إنها تهذي" همست إحداهنّ، "بل مسّها مسّ" قالها شيخٌ قريب، "هو الجنون" أكّد طبيبي.. لم يرَ أحدهم ما رأيتُ ليعي..
    كلّ شيءٍ بدا متوحّشاً.. الفراشة التي عضّتني نقلت إليّ الملاريا. والوردة التي فاضت عن حدود الزهرية أغرقت المكان بنهر شوكٍ يغلي فوّاراً.. وحلمي الذي على عتبات روحي تكسّر..مع آخر نبرةٍ حارقةٍ لم أسمعها منه كدتُ أخلع روحي لتغيب منها شظاياه..حلمي ذاك الذي كم كان يشبههم جميعاً إذ انضمّ إلى الحقيقة الوحيدة في هذا الكون: الكل يكذب.............
    ربي! أتحترق أشجار الأحلام أيضاً؟؟ كادت تشتعل الغابات....من فكّ القيود جميعاً، من حطّم كلّ السلاسل؟؟ من أطلق كلّ تلك الوحوش البرية في عالمي ؟
    كلّ تلك الذئاب اللا يخفت عواؤها.. كلّ ذاك الضجيج اللايهدأ هديره.. كلّ تلك النيران المتناثرة شهباً حارقة.. كلّ تلك الصرخات في روحي ..لم تكن إلاي!؟ وحده ظلّ صامداً أمامها. " يا أيها الحنظل (صحت) ابحث لك عن تربة تتناسل بها سواي"... ولم يسمعني حنظلٌ ولا علقم..
    كنت قد صدّقت للمرة المليون وهمي ، وأقسمت أني كدت أعرف طعم الفرح. فرأيت في تشققات الجدران ابتسامات وضحكاً، وفي الفضاء المعتم لمعاناً ونوراً..( أكان لا بدّ من الاشتعال كي أرى فوق أية فوهة بركان كنتُ جالسة وأحلم؟؟ ) لم يكن زلالاً كحلمي بك.. لم يكن حقيقياً كحلمي بإلهي المن النور يأتي.. كان وجعاً وألماً وغصات تتناسل وحرقة حرقة حرقة..تماماً كأن تكره هذا الواقعَ كما يليق به أن يُكرَه.. كأن تحتقره حدّ أن تشفق عليه من كمّ الاحتقار الذي دفقتَ به إليه... كأن تنتقم منه بحلمٍ جميل يدفن كلّ هذي العيوب.. إنه الانتقام من جحيم الواقع ببناء جنّة حلمك فوقه.. فهل تخوننا الجنّات والأحلام أيضاً؟

    واهتزّ بي الكون، فبان خريف الروح..لم أندهش أبداً، فقد شهدت تساقطهم نجمةً، نجمة.. أدركت أنّ مَن في سماء روحي علّقتُ، لم يكن وهجُهم غير شُهبٍ تشتعل، لتحرقني... نفضتهم مني . بدت عارية سمائي ومقفرةً لمّا تساقطت (نجومها) منطفئة ، خفتُ، انكمشتُ، بكيتُ، زعقتُ، ثمّ انبعثت أبحث عني من جديد، لم آبه لما سال من قدميّ من دم إذ دستُ حطام تلك السماء الكسّرتُها.. كنتُ أفكّر فيما يتناثر تحت قدميّ من النجوم.. وأغيييييب في ضحكةٍ هادرة.. ( ها أطلّ إليهم الآن من بين ريش أجنحتي. تبدو بيوتهم مقبرة).

    .. وحدك سمعتَ صرخاتي إذ أوصدت آذانهم أبوابها.. ووحدك رأيتَني إذ أعمى عيونَهم الزيف.. "دمٌ أم دمعٌ ذاك الذي يغرقك"- سألتني فصمتّ.. تجلّيتَ من علٍ وكنتُ أراك بغير وضوح، شرّعتُ ذراعيّ نحو سمائك اللاتسوء.. "أيّتها الغيمات انسحبي قليلاً من تحت قدميه.. أيّها الملائكة انفضّوا الآن من حوله.. يا غصن السّدر ارفع حفيفك عن وجهه الوضّاء قليلاً.. أشتهي أن أرى إن كان حقّاً يخونني مع حورٍ عين"... ورأيتك صافياً محلقاً ببراحك، لا تخون.. وأدركتُ أنّك الأصدق من كلّهم، وأنّك وحدك هاديّ إليّ..وسمعتك بنبرتك النقية من كلّ نشاز :" لعلّ قيمة المواقف يا غاليتي تكمن في ما تكشفه لنا من الحقائق، أو لنقُل ما تعرّي أمامنا من الأوهام"..
    -المشكلة ليست في أن يكذب علينا أحدهم، إنما في أن نصدّق وهمنا...
    -لا تصدّقي غير صوت الله فيكِ- همستَ فيّ نافخاً..
    وصدّقت.. وهووووووووووووب أسقطتُ أوجاعي جميعاً. وعدتُ إليّ بك حلماً. فجأة عاد صوتي بك نقياً من نشازهم. فجأة عاد بياضي صافيًا من شوائبهم. عدتُني كما أشتهي. عدتُ أنواراً استوطنت أحلامي القديمة قبل أن يغتالوها..
    هششششششششش هدوءًا أيّها العالم.. إني أسمع بعضَ همسات روحي التنبعث من جديد، إني أرى رمادي يتشكلّ أملاً سويّاً، ها فرحٌ عاد يتسلّل إلى مخدعي يراودني عن نفسي فلا أتمنّع، ذاك أني رأيت برهان ربي فأحسنتُ مثواه!
    سيسألني سائلٌ منهم من نفخ فيكِ الحلم ؟ وسأبتسم صامتة قبل أن أتحشرج باسمك " ذاك الحيّ الذي مرّ بروحي أحيا كلّ أحلامي الصادقة. ها ورد نورٍ تفتّح في كلّ حلمٍ شهيّ أثاره، فلا تسألُنّ كيف غدت أحلامي حقلَ فرح! ها عبيرها يفجّ الكونَ أملاً، ها زقزقة عصافيرها موسيقى بلا نشيج، ها تربتها مخصب أنوار لا تنطفئ، ها أنها تحيا.. "
    وسأضحك من جديدٍ إن تذكرت خميس الأموات الذي مرّ في غفلةٍ مني. بل سأحتفي به مجدداً رغم أنف الثلاثاء والأربعاء .. وسأرقص على أنغام ضحكتي من كلّ الأموات الذين يتحركون حولي وفي نفوسهم وهمٌ بأنهم أحياء..


    الرؤيـة النقدية:
    ====

    أ - المبدعة:
    أنوار سرحان: كاتبة ومترجمة فلسطينية، محرّرة في موقع "دروب" الثقافيّ.
    هي من مؤسسي اتحاد الكتاب الفلسطينيين في الداخل، وشغلت منصب أمينته العامة في مرحلته التأسيسية قبل أن تعلن استقالتها من مهامها.
    وهي إلى جانب ذلك محاضرة، ومرشدة في مناهج التربية اللغوية للعربية عند الأطفال، ومديرة رياض أطفال.
    وعُرفت كناشطة في الجمعيات التطوعية في الداخل الفلسطيني.
    -
    صدر لها مجموعة قصصية "الأفعى والتفاح" ولها حضور إعلامي من خلال مشاركاتها المهمة في برامج ثقافية متنوعة، سواء عبر اللقاءات الميدانية، أو "الإذاعية" و"التلفزية" ولا ننسى إسهاماتها القيمة في العديد من الصحف العربية.
    لها تحت الطبع مشروع "أصوات من هناك" ، وهو عبارة عن مختارات مترجمة من الأدب العبري.
    وقد سبق لي أن قدمتها بقولي:

    (هي كاتبة تقبض على جمر الإبداع تكتب بريشة رائقة، تسبح داخل الرسم، وخارجه، تغازل الألوان الهاربة، فتوقع بها، وتعيدها راضية هانئة إلى بيت الطاعة؛ وتصالحها مع الإطار الحالم!
    ونصوصها غالبا "تحتاج قارئاً بعيون واسعة")

    أرجو أن يكون لعينيّ في رؤيتي هذه للوحتها اتّساع يغني إطارها، ويبلغ صدى بوحها، ومدى إبداعها!

    ب - بوحهـا:

    قبل البدء:

    دعنا نبحر مع العنوان:

    عنقاء أحلامي..

    هل أبوح لكم بسرّ العنوان؟!
    اكتشفت، عبر سياحة عميقة، أن للعنوان حكاية!
    تأملوا معي حروف العنوان، وقوموا بعملية "نثر" ثم لمّ شتات ما نثرتموه بطريقة واعية؛ لتكتشفوا ما يلي:
    يحمل العنوان في تفاصيله كل ما تعرض له النص في ثناياه:

    1-
    عنقاء:كلمة لها معان مختلفة وكلها تتصل بالمبنى بشكل إبداعي:

    أ- الأنثى طويلة العنق؛ فالأحلام هنا هي الأنثى تبدو ممتدة إلى ما وراء الحلم؛ لتتصل بالحقيقة، فاعتبار كلمة"عنقاء" خبر متقدم يجعل الأحلام مبتدأ مؤخرا؛ وهذا يعطيها دلالة مزدوجة تنفصل عن الواقع الحاضر؛ لتحلق مع مسار المستقبل المأمول، فيرتبك الألم في شخوصها، تحت وقع الأمل الرابض في ثنايا النص!

    ب- الداهية، وهنا تؤكد لنا الكاتبة أن أحلامها ليست عادية، ولا تدخل ضمن الغذاء اليومي للحالمين، أو القانعين بالحلم، فأحلامها تتجاوز العادي؛ لتحلق في سماء مبدعة.

    ج- الطائر العظيم، فلأحلامها أجنحة! وبما أن للطائر هذا في عنقه بياض، ندرك أنّ الألوان كلها قد اجتمعت في أحلامها؛ لتؤسس البياض!
    وإذا علمنا أنّه يقال في المثل لما لا يوجد: "طارت به العنقاء" أدركنا كنه الأحلام التي سنسافر فيها، ونعود منها إليها في رؤيتنا هذه!

    2-
    أحلامي:اسم معرف بالإضافة، مضاف لياء المتكلم؛ فالأحلام إذا ليست نكرة، ولا ككل الأحلام، وإنما هي أحلام خاصة بالكاتبة تهادت ملامحها عبر بوح شفيف، أنيق؛ ليؤثث سطح ذاكرة متعبة بماض ينطلق من وقع حاضر يشبهها؛ لتؤسس منه رؤيتها!

    3-
    تداخل الجزأيْن:إنّ في حروف العنوان مع (سحبها، ودفعها) يبرز احتواءها على معان داخل معانيها الأصلية؛ فلنتأمل معا ما يحمله اتحاد الجزأين في سطحهما، وعمقهما، في ظاهرهما، وباطنهما، في ترتيب حروفهما، ولمّ شتات "شعثها"، وبعثها!

    عنقـــاء =ع - ن - ق - ا - ء -------- تؤسس بعد "عتقها": قناع - عناق - أعناق - عناء - ...
    أحلامي =أ - ح - ل - ا-م- ي ---- تؤسس بعد "عتقها": ألم - حلم - ملح - آلامي - أملاحي - ...

    حرّر الآن حروفها من عباءة حلمها، وتأمل؛ لتستنتج عناوين جديدة معبرة على النص نفسه، وموحية بما فيه بإتقان:

    أ - قناع آلامي ----- لك أن تتخيل هذا القناع، هل يخفي الألم، ويسكنه، أم يزيده قتامة، و"جرفا" لهدوء السطح المتصدع!

    ب - قناع ألم------ هنا يضاف الاسم النكرة لاسم نكرة، فيزيد انفصال سواد الحاضر عن بياض مستقبل تسوده الأقنعة!

    ج - قناع أملاحي ---- في بحر الدموع، ترتبك أقنعة الملح كأشرعة المراكب التي تغازل نوارس المساء المتعب!

    د - عناق آلامي---- عندما تتحد أصابع الألم، تتعانق حروفه المشتتة؛ فتحضن الظلمة السواد، ويرتحل البياض!

    هـ - عناق ألم ------ على جدر الذاكرة الهائمة قد يرتقي ألم سلم الفقد؛ فتعتنقه العتمة، وتعانقه الخيبة المتكسرة!

    و - عناق ملح----- على أعتاب ذائقة أرهقتها اللحظات المتعبة ينتفض الملح من خدره!

    ز - عناق أملاحي--- من داخل النفس يعانق اللعاب علب الملح المحنط من أحلام شفاه مسافرة في بحار الذاكرة!

    ح - عناء آلامي ---- ماذا لو اجتمعت نفسك مع نَفَسِك التائه في لوعة حضورك العابر في الغياب؟!

    ط - عناء ألم------ ليس للألم ثُقَبٌ تنفذ منها أشعة أمس تخبو على أهدابها لفافة خبأها الحاضر بين مخالبه!

    ي - عناء حلم ----- كم استيقظنا فوجدنا أنفسنا داخل حلم يسايفنا، ولا يبرحنا إلا ليؤسس للعناء مرتعا فينا!

    ... - ------------ ...

    هل هذه مصادفة، أم الإحساس المرهف للكاتبة جعل الحروف عند مخاضها تتحد مع المعنى في دلالة حلّقت؛ فلمّت شتات الأجزاء المتناثرة من لغة سامقة، مراوغة حدّ الغرق في تفاصيل اللحظات المارقة!

    فالعنوان إذا رَحِم قابل للامتداد أثناء الحمل، وقابل للتشظي، قبل الولادة!
    وهو يحيلنا إلى مستودع يزخر بالأحلام الهاربة من الآلام المتصلة بالأنا عبر الآخر الكامن فيها، وهذا ما تؤكده الكاتبة، ويتضح من خلال انطلاقها بالتهيئة لنصها بما يشبه الإهداء بحرف يجرّ الآخر نحوها:

    في البدء:

    كان الإهداء شرارة الحلم القابع على أرصفة الضمائر المتصلة؛ فمنه ينطلق الضوء، وفيها تبقى جذوته، إليه تسعى روحها، وتتهادى جروحها، ومنه ينتفض "القرح" ويولد الأمل نورا يسيح فيها، وهنا يلتقي الضميريْن المتصليْن (هاء الغائب) و(ياء المتكلم)؛ فيلتقيان رغم أن "بينهما برزخ لا يبغيان"!

    إليه نوراً فيّ لا يذوي..

    تأملوا سلاسة التعبير، ورهافته، فبذكاء فاره تحيلنا الكاتبة، من خلال الضمائر، إلى النص لاكتشاف المجهول، وبما أن الضمير يعود دوما لاسم صريح يسبقه، فإنك تجد نفسك مجبرا للعودة للعنوان طلبا لنجدة تأخذك في إبحار رائق داخل أحلام شائقة، وهناك يحيلك العنوان إلى داخله؛ لتبحر علّك تجد ذلك الاسم الصريح الذي تهادى نحوه الإهداء...
    ومن هناك، تبحر عبر لوحتها لتكتشف ذلك الظل، والأساس في الوقت نفسه، ذلك النور القابع فيها، المتجذر داخلها، وهي تبدو منبتة بدونه، لذلك تأمل ألا يذوي، بل تقرر أنه نبض لا يفارقها!

    وكان الرواء من خلال "الانطلاقة الصادمة":

    انشغلتُ بالأموات عنك..

    من لمحة خاطفة للعبارة قد يُظنّ أنّ المتكلم، والمخاطب يجمعهما عالم واحد يختلف عن عالم الغائبين – الأموات، وأنّ هناك صرف عن الآخر من خلال جذب من عالم آخر!
    وقبل أن تستفيق من غفوتك داخل مجاهل العبارة، توقظك الكاتبة بصدمة "مفرداتية" جديدة:

    المساكين..

    فتضطرب الرؤى لديك، وتتساءل: من هم المساكين؟ هل هم الأموات حقا؟ أم الذين:

    يحسبون أنفسهم أحياءً لمجرّد أنهم يأكلون لحومهم، يحتسون قهوتهم أو خمورهم..
    يسوقون سياراتِهم إلى حيث قادتهم رغبةٌ أو حاجةٌ .. يمارسون عهرَهم ..

    هنا تبدأ "البطلة" في نحت خشبة "مسرح دمى حية-محنطة"؛ ليعتليَها ممثلون فيها عن الموتى الأحياء، والأحياء الموتى عبر تفاصيل تلك الخيوط التي تحرّك الأرواح، وتبعث حركة الجمود في سكون المتحرك!

    ويسخرون مني كلما قلتُ إنّك وحدك الحيّ فيّ منذ اخترتَ ذاك القبر بديلاً عن سريرك.

    إنها جدلية الموت، والحياة تمدّ عنقها؛ لتستقبلنا ببرود جثث تشبه الموتى رغم حرارة المكان الغارق في الحياة!
    جدلية تنبعث منها ثنائية الحركة، والسكون:
    سكون يستعمر أحياء يحملون قبورهم، وحركة أموات يسكنون المتحرك الواعي فينا!
    سكون يشغلنا عن حركة تسكننا!
    ...


    ثمّ تتواصل رحلة الغيمة-الروح الهائمة في غياهب القطرة-الذاكرة الواعية بين كائنات وزعتها الكاتبة بين "الحياة والموت":
    1-
    حياة في رحم الصمت تتهادى في جثث محنطة أعياها التسول على أعتاب موت يعرج منها قبل أن يلجها!
    2-
    موت له طعم، ولون، ورائحة، موت يبعث الحياة في أرواح محلقة في حياة الحالمين ذوي الرؤى النافذة في أبواب الوقت المترهل!
    ومنهما تتناثر أشعة نصر يرفض لغة الأحياء الجامدة-العالقة بألواح الذاكرة المتعبة، ودسرها المفرغة من الحياء!
    وبين الموت والحياة تتعلق همتها بما وراء حلمها كيف لا، وهي تحول السماء زجاجا تحت قدميها، وبقايا النجوم معبرا لهما!

    لم آبه لما سال من قدميّ من دم إذ دستُ حطام تلك السماء التي كسّرتُها.. كنتُ أفكّر فيما يتناثر تحت قدميّ من النجوم

    ثم تتراءى لنا الحياة مرة أخرى في الثقة-الإخلاص، وموت الظن السيئ-الخيانة، ويتواصل انتصار الأمل-الإيجابية-العلو-السموّ-الصفاء-النقاء، وفشل الألم-السلبية-التدنّي-الانخفاض- اللبس-الغموض...

    أشتهي أن أرى إن كان حقّاً يخونني مع حورٍ عين"... ورأيتك صافياً محلقاً ببراحك، لا تخون

    فلو تأملنا هذا الصراع بين الأنا، والآخر لاكتشفنا كمون الأنا الأعلى وسموّ الآخر في الأنا داخل إطار رسم تغازل فيه الألوان رسامها؛ فترى لوحتها "برهان ربها" قبل اقتناص الآخر للحظة غياب النور في غياهب الديجور!

    وأدركتُ أنّك الأصدق من كلّهم، وأنّك وحدك هاديّ إليّ..وسمعتك بنبرتك النقية من كلّ نشاز

    أليس البرهان المتعالي على الواقع هو من ردّ نفسها إليها، وقد اغتسلت برؤاها، واحتضن صوت حلمها صداها!
    ثم يتواصل تشريح الموت؛ لاكتشاف النجاة عبر إحضار الموت القابع في مجاهل الحياة، وهذا ما جعل الحوار الداخلي يستدعي الذكر من سراديب الذاكرة!

    " لعلّ قيمة المواقف يا غاليتي تكمن في ما تكشفه لنا من الحقائق، أو لنقُل ما تعرّي أمامنا من الأوهام"..)

    وتعود الكاتبة على بدْء؛ فتتطاول في "جثث" الموات حقيقة الحياة:

    ذاك الحيّ الذي مرّ بروحي أحيا كلّ أحلامي الصادقة

    ها أننا نراها لا تكترث بمن يعيش، وهل تمسك الأرض ظلا أصله سابح في السماء؟!
    إنها لا تبالي بمن يعيشون، وإن كانت بينهم بجسد يختلس الوجود في غياب الحياة!
    إنها تبحث عن الحياة التي افتقدتها في عالم الأحياء:

    ها ورد نورٍ تفتّح في كلّ حلمٍ شهيّ أثاره، فلا تسألُنّ كيف غدت أحلامي حقلَ فرح! ها عبيرها يفجّ الكونَ أملاً، ها زقزقة عصافيرها موسيقى بلا نشيج، ها تربتها مخصب أنوار لا تنطفئ، ها أنها تحيا..

    ها أنها تكتشف حقيقة الأجساد الغارقة في حركة السكون، تلك الجثث المتحركة في رمال الموت!
    إنها تتراقص؛ لتغرق في الفناء!
    عيش مع وهم بلا حياء تقابله حياة مع حلم يتحقق هناك كبذرة تتشكل في غيمة ترافقها قطرة تنبض حياة!
    مفارقة تجعل الدمعة تسافر في تفاصيل الضحكة الهائمة:

    وسأضحك أضحك من كلّ الأموات الذين يتحركون حولي وفي نفوسهم وهمٌ بأنهم أحياء

    إنه الضحك-الأمل-النصر، أما ضحكهم، هم الأموات في جثث الأحياء فضحك كالبكاء!

    قبل الختام:

    لا بدّ من الإشارة إلى حقل الألغام" وهو حقل الضمائر (أنا – هو – هم) (أنا – أنت – هم) (المتكلم، والمخاطب –الحاضر-الغائب، والغائبون)، فلنبحر معا؛ لنكتشف أغوار الضمائر المتصلة، والمستترة!

    1- المتكلم: قرابة (88) ضميرا (1)
    وهي هنا "البطلة" بروحها الحالمة (تكررت لفظة الحلم قرابة ست (6) مرات في مقابل خمس (5) مرات لكلمة (الروح)، وما بين الروح، والحلم تسمو على عالم الأحياء باندماجها الحضوري فائق الشفافية في عالم الشهداء-الأحياء، ولو تأملتم معي تكرار الضمائر للاحظتم أنّ عدد ضمائر المتكلم في النص تقدر بثلاثة أضعاف ضمائر الغائبين الذين وجهت إليهم البطلة سهامها (تقريبا)، فهم (الغائبون) يعيشون ولا يحيون، وهي (المتكلمة الحاضرة) من تعيش، وتحيا حياتيْن (الحياة الدنيا، والحياة العليا (عالم الأحياء المرزوقين)، هم أحياء ميتون (يعيشون فقط)؛ فالحياة لديهم عنوان أخطأ صاحبه استقراء المكان، وملء حيزه، وهي من تعيش، وتحيا، وتتواصل مع عالم الأحياء -الحياة الخالدة الأخرى النابضة بالحياء، وهم على قارعة حياة بلا حياء!

    2- المخاطب-الغائب: قرابة (35) ضميرا (2)
    وهو هنا الحاضر- الغائب-الميت-الحيّ، وهو يفوق الغائبين- الأحياء كلهم من حيث الحضور الإعرابي، والحضور الحياتي الفاعل في الحاضر بماضيه، فهو من خلال نافذة عالمه لا يزال يحفر في جدار ذاكرة المتكلمة-الحاضرة مانحا إياها قوة الوجود-الحيّ السامق-المحلق في سماء آمالها السائرة بخطى واثقة على جسر أحلامها!

    3- الغائبون: قرابة (28) ضميرا (3)
    وهم الجانب السلبي من حياة يسكنها الموت بما يحمله من معاني القتامة، والرداءة، هم أبطال "كومبرس" يجيدون الوقوف صامتين على مسرح "الرقص على أنغام ضحكتها!"
    هل يمكننا القول إننا أمام لوحة الحياة، والموت يتوسطها جسر الحضور، والغياب، وترسمها الضمائر، باتصالها، واستتارها؟!

    ختاما

    نقرّ أننا كنا أمام لوحة تتجاذب فيها الرؤى مغرية كل سابح، لوحة سعدنا فيها برحلة غيمة ساقتها رياح البوح؛ فأمطرت شوقا، وذكرى ...
    كنا مع قصة امرأة البوح الشفيف، تلك المرأة التي أبت أن تبقى في عالم سفلي مخضب بالتراب المعفر بثقل الواقع، وأجساد الموتى الأحياء!
    امرأة ليست ككل النساء؛ وليست ككل الأحياء، امرأة تحيي الموتى داخلها؛ فتبث الروح فيهم خارجها، امرأة تعالت على جرحها، ومن فرط حيويتها حسبت الميت خارجها حيا يرزق فيها!
    يغادرها؛ فتسافر إليه، يظن الآخر أنهما انفصلا؛ فتثبت أنهما واحد، كما أن الأحد يسبق الاثنين من الأيام!
    لوحة شهدنا فيها صراعا بين جزأي الشخصية في الإنسان: العقلية والنفسية
    لوحة طرحت من خلالها فكرة رائعة، تتمثل في غربة الإنسان عن الآخر التي تحاصره لدرجة إحساسه بغربته عن نفسه ومعها، فيظل يرف حول ذاته كما يهيم الشذى حول وردة حالمة!
    لوحة امتدّ فيها الصراع حتى تم التصالح بين طرفيْ معادلة مجهولها معلوم...
    لوحة دبت حولها الحياة في الجسد المسدل على خشبة الواقع "المهترئ" فعلا الجسد المعلق سابحا في حياة يسكنها الموت الرحيم!
    لوحة...
    ...

    المبدعة أنوار،
    لا زال في نصك رؤى...
    وهذه ميزة المبدع الحقيقي الذي لا يجعلك تهنأ بالشعور أنك التقطت خيط رؤيته الحالمة كاملا!
    =====
    (1) فيّ (ياء المتكلم) - انشغلتُ (تاء المتكلم) - قلتُ (تاء المتكلم) - فيّ (ياء المتكلم) - طبيبي (ياء المتكلم) -رأيتُ (تاء المتكلم) - عضّتني (ياء المتكلم) - إليّ (ياء المتكلم) - أغرقت (تاء المتكلم) - حلمي (ياء المتكلم) - روحي (ياء المتكلم) - كدتُ (تاء المتكلم) - حلمي (ياء المتكلم) - ربي (ياء المتكلم) - عالمي (ياء المتكلم) - روحي (ياء المتكلم) - إلاي ((ياء المتكلم) - صحت (تاء المتكلم) -يسمعني (ياء المتكلم) - كنت (تاء الفاعل) - صدّقت (تاء الفاعل) وهمي (ياء المتكلم) - أقسمت (تاء الفاعل) - أني (ياء المتكلم) - كدت (تاء المتكلم) - رأيت (تاء المتكلم) - كنتُ (تاء الفاعل) - حلمي (ياء المتكلم) - بإلهي (ياء المتكلم) - بي (ياء المتكلم) - شهدت (تاء الفاعل) - أدركت (تاء الفاعل) -فروحي (ياء المتكلم) - علّقتُ (تاء الفاعل) - تحرقني (ياء المتكلم) مني (ياء المتكلم) - سمائي (ياء المتكلم) - خفتُ(تاء الفاعل) - انكمشتُ(تاء الفاعل) - بكيتُ(تاء الفاعل) - زعقتُ (تاء الفاعل) - انبعثت (تاء الفاعل) -عني (ياء المتكلم) - قدميّ (ياء المتكلم) - دستُ (تاء الفاعل) - كنتُ (تاء الفاعل) - قدميّ (ياء المتكلم) - أجنحتي ((ياء المتكلم) - صرخاتي (ياء المتكلم) - رأيتَني (ياء المتكلم) - سألتني (ياء المتكلم) - صمتّ (تاء الفاعل) - كنتُ شرّعتُ (تاء الفاعل) ذراعيّ (ياء المتكلم) - يخونني (ياء المتكلم) - رأيتك (تاء المتكلم) - أدركتُ (تاء المتكلم) - هاديّ (ياء المتكلم) - إليّ (ياء المتكلم) - فيّ (ياء المتكلم) - صدّقت (تاء المتكلم) - أسقطتُ (تاء الفاعل) أوجاعي (ياء المتكلم) - عدتُ (تاء المتكلم) - إليّ (ياء المتكلم) - صوتي (ياء المتكلم) - بياضي (ياء المتكلم) - عدتُني (ياء المتكلم) -عدتُ (تاء المتكلم) - أحلامي (ياء المتكلم) - روحي (ياء المتكلم) - إني (ياء المتكلم) -رمادي (ياء المتكلم) - مخدعي (ياء المتكلم) - يراودني ((ياء المتكلم) - نفسي (ياء المتكلم) - أني (ياء المتكلم) - رأيت (تاء المتكلم) - ربي (ياء المتكلم) - فأحسنتُ (تاء المتكلم) - سيسألني (ياء المتكلم) - بروحي (ياء المتكلم) - أحلامي (ياء المتكلم) - أحلامي (ياء المتكلم) - تذكرت (تاء المتكلم) - مني (ياء المتكلم) - ضحكتي (ياء المتكلم)

    (2) إليه (هاء الغائب) - عنك (كاف المخاطب) - إنّك (كاف المخاطب) - اخترتَ (تاء المخاطب) – سريرك (كاف المخاطب) – شظاياه (هاء الغائب) - وحده (هاء الغائب) - بك (كاف المخاطب) - تكره (هاء الغائب) - وحدك (كاف المخاطب) - وحدك (كاف المخاطب) – رأيتَني (تاء المخاطب) – يغرقك (كاف المخاطب) - سألتني (تاء المخاطب) - تجلّيتَ (تاء المخاطب) – كنتُ (كاف المخاطب) – أراك (كاف المخاطب) – سمائك (كاف المخاطب) – قدميه (هاء الغائب) – حوله (هاء الغائب) - وجهه (هاء الغائب) كان (ضمير مستتر تقديره هو) - ورأيتك (كاف المخاطب) – براحك (كاف المخاطب) - لا تخون (ضمير مستتر تقديره أنتَ) - أنّك (كاف المخاطب) - أنّك (كاف المخاطب) – وحدك (كاف المخاطب) – هاديّ(ضمير مستتر تقديره أنتَ) - سمعتك (كاف المخاطب) – بنبرتك (كاف المخاطب) - همستَ (تاء المخاطب) بك (كاف المخاطب) – باسمك (كاف المخاطب) – تسألُنّ (ضمير مستتر تقديره أنت)

    (3) أنهم (هاء الغائبين) يأكلون (واو الجماعة الغائبين) لحومهم(هاء الغائبين)، يحتسون (واو الجماعة الغائبين) قهوتهم (هاء الغائبين) أو خمورهم (هاء الغائبين).. يسوقون (واو الجماعة الغائبين) سياراتِهم (هاء الغائبين) - قادتهم (هاء الغائبين)- يمارسون (واو الجماعة الغائبين) عهرَهم (هاء الغائبين) .. ويسخرون (واو الجماعة الغائبين) – يشبههم (هاء الغائبين) - تساقطهم (هاء الغائبين) - وهجُهم – نفضتهم (هاء الغائبين) – إليهم (هاء الغائبين) - بيوتهم (هاء الغائبين) – آذانهم (هاء الغائبين) - عيونَهم (هاء الغائبين) - انفضّوا (واو الجماعة الغائبين) – كلّهم (هاء الغائبين) – أحدهم (هاء الغائبين) – نشازهم (هاء الغائبين) – شوائبهم (هاء الغائبين) – يغتالوها (واو الجماعة الغائبين) - منهم (هاء الغائبين) – يتحركون (واو الجماعة الغائبين) – نفوسهم (هاء الغائبين).
    [frame="15 98"]
    لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
    وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

    [/frame]
  • بلقاسم علواش
    العـلم بالأخـلاق
    • 09-08-2010
    • 865

    #2
    تحليل ينحت عموديا في عمق بنية النص ولا يغفل أية علامة دالة، خاصة العتبات التي منها يُفتَتَح النص ويدخل القارئ إلى أعماقه.ويفتح الشهية لأصحاب الرؤى للغوص نحوالبنية العميقة لالتقاط الدرر النصية.
    ومثلك من يفتقده ملتقى النقد الأدبي أستاذ رضا الزواوي، فلم تمنعه هذه المجادف النفاذة والرؤى الوقادة؟؟
    سعدت بالقراءة لك وللنص، فنعمتَ ناقداً ونعمتِ الناصة مبدعة
    كانت قراءةً واعيةً رصينةً لنَّصٍ متعاليٍ
    تحياتي لك
    التعديل الأخير تم بواسطة بلقاسم علواش; الساعة 17-01-2012, 14:02.
    لا يَحـسُـنُ الحـلم إلاّ فـي مواطـنِهِ
    ولا يلـيق الـوفـاء إلاّ لـمـن شـكـرا

    {صفي الدين الحلّي}

    تعليق

    • د.نجلاء نصير
      رئيس تحرير صحيفة مواجهات
      • 16-07-2010
      • 4931

      #3
      القدير / رضا الزواوي
      نفتقد للنقد الذي يركز على بنية النص
      ولكن وبعد قراءتي لهذا التحليل الرائع لنص القديرة / أنوار سرحان
      أدركت أن القراءة النقدية تزيد النص بهاء وجمالا
      تحياتي لابداعك النقدي وأتمنى أن نرى مزيدا من هذه القراءات النقدية التي
      تنم عن ثقافة ووعي وحس فني مرهف يمتزج من النص ويسبر أغواره بحرفية واتقان
      sigpic

      تعليق

      • الشيخ احمد محمد
        أديب وكاتب
        • 16-10-2011
        • 228

        #4
        عمل نقدي رائع بامتياز هنيئا لك أستاذ على هذه الدراسة النقدية المفيدة والجميلة لهذا العمل القصصي المتألق ، كل التقدير

        تعليق

        • أحمد على
          السهم المصري
          • 07-10-2011
          • 2980

          #5
          في الحقيقة هو عمل رائع ،
          وجهد متميز منك أستاذ رضا الزواوي
          حقا أضفت بهاءا للنص وأثريته أكثر

          سعدت جدا بما قرأت هنا


          تحيات لك

          تعليق

          • مها منصور
            أديبة
            • 30-10-2011
            • 1212

            #6
            دع الأسراب تُغني
            وتقف بصمت أمام الحقيقة
            نص جميل
            وقراءة أكثر جمالاً
            أعجبني التحليل البنيوي
            افتقدنا لفك النص وتركيبه
            بحثاً عن العطب وإصلاحه
            وعن الميزة لنترقي بها
            وهذا النوع هو المفضل لديّ
            سعيدة جداً بوجودك معنا
            وبالتأكيد سنستفيد منك
            مودتي ...

            تعليق

            • رضا الزواوي
              نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
              • 25-10-2009
              • 575

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة بلقاسم علواش مشاهدة المشاركة
              تحليل ينحت عموديا في عمق بنية النص ولا يغفل أية علامة دالة، خاصة العتبات التي منها يُفتَتَح النص ويدخل القارئ إلى أعماقه.ويفتح الشهية لأصحاب الرؤى للغوص نحوالبنية العميقة لالتقاط الدرر النصية.
              ومثلك من يفتقده ملتقى النقد الأدبي أستاذ رضا الزواوي، فلم تمنعه هذه المجادف النفاذة والرؤى الوقادة؟؟
              سعدت بالقراءة لك وللنص، فنعمتَ ناقداً ونعمتِ الناصة مبدعة
              كانت قراءةً واعيةً رصينةً لنَّصٍ متعاليٍ
              تحياتي لك
              سعدت بمرورك الأنيق، ورأيك الذي أحترمه، وأقدره.
              أعدك بقراءات لنصوص أخرى مستقبلا.
              دمت بخير أخي الكريم،
              مع تحياتي.
              رضا
              [frame="15 98"]
              لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
              وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

              [/frame]

              تعليق

              • أنوار سرحان
                عضو الملتقى
                • 17-06-2011
                • 13

                #8
                الناقد العزيز والمبدع رضا..
                أعترف أوّلاً أنّ هذا النصّ من أقرب النصوص إلى روحي، إلى فلسفتي ورؤاي وقناعاتي، وإلى حلمي بل وقلبي.. ولكنّك جعلتَني اليوم أحبّه أكثر إذ أراه بعينك الرحبة الصافية.. فكأنّي بك تفكّك خيوطَ الحرف وتتركها تتناثر حرّةً منطلقة، ثمّ تلملمها فتعيد تضفيرَها جديلةً من رؤىً جديدة، وأفكارٍ وأحلامٍ أخرى.. أو كأنما أراك مع كلّ فقرةٍ تمسك بمصباحٍ يفيض ضوءاً فتلقي به إلى فقرةٍ أو عبارةٍ أو حرفٍ أو صورة لتفتح لنا كوةً نطلّ منها إليها ونرى ما قد يكون تخفّى... فأمّا والقراءة هي نورٌ فلنسمّ ما جاء هنا إضاءاتٍ إذن، إضاءاتٍ أشرق فيها النقد في سماء النصّ فتجلّى...
                وإن كانت الكتابة تظلّ ألماً حتى يتلقّفها قارئٌ حقيقيّ فيحيلها أملاً ، فإنك كنتَ نعم القارئ الذي نجح في جعلي أقف خارج نصّي وأطلّ إليه من سدرةٍ أخرى وبعينٍ مغايرةٍ وحسٍّ غنيّ ومتنوّع.. فألف شكرٍ لمجهودك الراقي وأعذب تحيةٍ لقلمك الصافي..
                تحية ومحبة لك وللكرام الذين مرّوا من هنا..

                تعليق

                • أنوار سرحان
                  عضو الملتقى
                  • 17-06-2011
                  • 13

                  #9
                  ولأنك أهديتَني بعضاً من النور بهذي القراءة المُحبّة للنصّ حدّ العشق، والواعية له في آنٍ.. فاسمح لي أن أهديك بعضاً من مراياه في هذا الرابط ، وهو تسجيلٌ لأداءٍ من برنامجٍ "وجوه ومرايا" على إذاعة فلسطين.... بصوتي والإعلاميّ أحمد زكارنة.. وكلّي أملٌ أن يلامس ذائقتَك والإخوة في الملتقى مثلما لامست قراءتك روحي..
                  التعديل الأخير تم بواسطة أنوار سرحان; الساعة 18-01-2012, 05:59.

                  تعليق

                  • رضا الزواوي
                    نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
                    • 25-10-2009
                    • 575

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة الشيخ احمد محمد مشاهدة المشاركة
                    عمل نقدي رائع بامتياز هنيئا لك أستاذ على هذه الدراسة النقدية المفيدة والجميلة لهذا العمل القصصي المتألق ، كل التقدير
                    أخي الكريم الشيخ أحمد
                    شكرا لمرورك العبق.
                    دمت بخير،
                    مع تحياتي.
                    رضا
                    [frame="15 98"]
                    لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
                    وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

                    [/frame]

                    تعليق

                    • رضا الزواوي
                      نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
                      • 25-10-2009
                      • 575

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة أحمد على مشاهدة المشاركة
                      في الحقيقة هو عمل رائع ،
                      وجهد متميز منك أستاذ رضا الزواوي
                      حقا أضفت بهاء للنص وأثريته أكثر

                      سعدت جدا بما قرأت هنا


                      تحيات لك
                      سعدت بمرورك أخي الكريم أحمد، وبرأيك حول رؤيتي.
                      دمت بخير، وصحة.
                      مع تحياتي.
                      رضا
                      [frame="15 98"]
                      لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
                      وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

                      [/frame]

                      تعليق

                      • رضا الزواوي
                        نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
                        • 25-10-2009
                        • 575

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة مها منصور مشاهدة المشاركة
                        دع الأسراب تُغني
                        وتقف بصمت أمام الحقيقة
                        نص جميل
                        وقراءة أكثر جمالاً
                        أعجبني التحليل البنيوي
                        افتقدنا لفك النص وتركيبه
                        بحثاً عن العطب وإصلاحه
                        وعن الميزة لنترقي بها
                        وهذا النوع هو المفضل لديّ
                        سعيدة جداً بوجودك معنا
                        وبالتأكيد سنستفيد منك
                        مودتي ...
                        مرحبا بمرورك الجميل، وبما نثرت من عبق الكلام.
                        نحن سعداء بوجودك بيننا أيضا.
                        دمت بخير، وصحة،
                        مع تحياتي.
                        رضا
                        [frame="15 98"]
                        لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
                        وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

                        [/frame]

                        تعليق

                        • غسان إخلاصي
                          أديب وكاتب
                          • 01-07-2009
                          • 3456

                          #13
                          أخي الكريم رضا المحترم
                          مساء الخير
                          كلما مررت على نقد لك لنص ما أزداد تقديرا وإعجابا لصبرك وبحثك المتجدد عن نقاط القوةفي كل نص يصل ليديك بشكل مختلف عن طرق النقد التقليدي .
                          بوركت أخي الكريم وبارك الله في نظرتك الشائقة.
                          هل يمكن أ ن يمر نص ( اغتيال الغرام7 ) على أناملك الحصيفة ؟؟؟؟؟؟؟ .
                          وسوف أهديك ( الجزء الثامن لوسمحت ) لتكتمل الصورة لديك فما رأيك ؟.
                          تحياتي ودي لك .
                          (مِنْ أكبرِ مآسي الحياةِ أنْ يموتَ شيءٌ داخلَ الإنسانِِ وهو حَيّ )

                          تعليق

                          • رضا الزواوي
                            نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
                            • 25-10-2009
                            • 575

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة غسان إخلاصي مشاهدة المشاركة
                            أخي الكريم رضا المحترم
                            مساء الخير
                            كلما مررت على نقد لك لنص ما أزداد تقديرا وإعجابا لصبرك وبحثك المتجدد عن نقاط القوةفي كل نص يصل ليديك بشكل مختلف عن طرق النقد التقليدي .
                            بوركت أخي الكريم وبارك الله في نظرتك الشائقة.
                            هل يمكن أ ن يمر نص ( اغتيال الغرام7 ) على أناملك الحصيفة ؟؟؟؟؟؟؟ .
                            وسوف أهديك ( الجزء الثامن لوسمحت ) لتكتمل الصورة لديك فما رأيك ؟.
                            تحياتي ودي لك .
                            أهلا أخي الكريم غسان إخلاصي
                            شكرا على مرورك الجميل.
                            عذرا على تأخري في الرد؛ فالآن فقط رأيت مداخلتك.
                            أبشر، كما يُقال هنا في "بلاد الحرميْن"
                            و"أنت غالي والطلب رخيص" كما نقول بالعامية التونسية.
                            اتفقنا، وأعدك بتقديم رؤية خاصة أرجو أن يوفقني الله فيها.
                            أرجو إرسال رابط النص في رسالة خاصة.
                            في الانتظار،
                            دمت بخير، وصحة.
                            مع تحياتي.
                            رضا
                            [frame="15 98"]
                            لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
                            وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

                            [/frame]

                            تعليق

                            يعمل...
                            X