تويت
أمنية
أعمل في شركة من شركات القطاع العام , جاءني الأستاذ ماجد أحد موظفي قسم التخطيط والمتابعة وبرفقته شاب بعمر ابني الكبير سالم.. وسيم مفعم بالحيوية والنشاط .. بادراني بالتحية ,
- أستاذ هذا حسام من أبناء الحي الذي أسكنه وهو من عائلة طيبة وأحضرته إليك لتجد له عملا ولو بصفة وقتية ,لأن أباه رجل طيب أحيل على المعاش مؤخرا وعائلتهم كبيرة ولا يكفيهم راتبه
- آه مفهوم ..نعم ماذا تستطيع أن تعمل ؟
- أنا بإمكاني العمل في الحدادة واللحام
- جيد إننا بحاجة إليك في الورشة الميكانيكية..بإمكانك الحضور غدا في الساعة السابعة والنصف لتباشر العمل ..خذ هذه الورقة سلمها إلى مهندس الورشة غدا .
- شكراني وغادرا مكتبي .
مضت ثلاثة شهور وأنا لا أسمع إلا كل خير عن حسام ..زملاؤه ، ملاحظ الورشة ، مهندس الورشة .. يمدح الجميع به ويثنون على أخلاقه والتزامه في الدوام واحترامه للجميع .
زرت الورشة ذات يوم..
- صباح الخير أستاذ
- صباح الخير يا حسام .. كيف حالك؟ و ما هي أخبار أبيك ؟
- إني بخير أشكرك أستاذ.. وأبي بخير و الحمد لله .. وأريد أن أوفر له بعض النقود ليتمكن من الذهاب إلى الحج هذا العام إن شاء الله .
- بارك الله فيك ..وغادرت الورشة بعد أن أمرت بصرف مكافأة بسيطة له..
عدت إلى مكتبي وأنا أمني نفسي بولد مثله ليس مثل أولادي الذين يفشلون سنويا في دراستهم رغم إنني أقوم بتلبية كافة احتياجاتهم وطلباتهم فهم يلبسون أفخر الملابس ويأكلون أحسن الأكلات .. وكنت من السباقين إلى شراء الحاسوب لهم إلا أنهم.. لا هم لهم سوى الإنترنيت والألعاب والسهر ..وهذا حسام يجهد نفسه بالعمل الشاق ويكافح ليس ليشتري حاسوبا أو ليلبس ملابس فاخرة ..ولكن ليعين أباه في توفير .. عيشة مقبولة لأسرته ..!
جاءني مهندس الورشة بعد خمسة شهور منذ آخر زيارة قمت بها ليخبرني أن حسام انقطع عن الدوام منذ ثلاثة أيام ..تذكرت السيد ماجد..أرسلت في طلبه ..
- نعم أستاذ أخبروني أنك بحاجة لي
- أستاذ ماجد هل تذكر حسام الذي جلبته معك وبدأ يعمل عندنا في الورشة؟
- نعم أستاذ أذكره ..ما به؟
- إنه لم يحضر للعمل منذ ثلاثة أيام ذلك ما أخبرني به مهندس الورشة
- ذلك صحيح أستاذ فقد توفى أبوه !
- سبحان الله ..ما أعجب هذه الدنيا ! لقد كان ابنه يحاول أن يرسله إلى الحج هذا العام ..
- ماذا ؟! من تقصد أستاذ ؟!
- أقصد حسام
- وهل علمت ما سبب وفاة أبي حسام؟ ..لم تسألني كيف توفى؟
- وكيف توفى؟
- ..لقد أصيب بعدة ضربات على رأسه تمت بواسطة قطعة من أنبوب حديدي ..وتم بعدها نقله إلى المستشفى على أثرها.. إلا أنه توفى بعد ذلك بساعات !
- ومن الذي اعتدى عليه؟!
- إذا أقول لك لن تصدق ..إنه ..إنه صاحبنا حسام !!
سلمان الجاسم 24/شباط/2011
أعمل في شركة من شركات القطاع العام , جاءني الأستاذ ماجد أحد موظفي قسم التخطيط والمتابعة وبرفقته شاب بعمر ابني الكبير سالم.. وسيم مفعم بالحيوية والنشاط .. بادراني بالتحية ,
- أستاذ هذا حسام من أبناء الحي الذي أسكنه وهو من عائلة طيبة وأحضرته إليك لتجد له عملا ولو بصفة وقتية ,لأن أباه رجل طيب أحيل على المعاش مؤخرا وعائلتهم كبيرة ولا يكفيهم راتبه
- آه مفهوم ..نعم ماذا تستطيع أن تعمل ؟
- أنا بإمكاني العمل في الحدادة واللحام
- جيد إننا بحاجة إليك في الورشة الميكانيكية..بإمكانك الحضور غدا في الساعة السابعة والنصف لتباشر العمل ..خذ هذه الورقة سلمها إلى مهندس الورشة غدا .
- شكراني وغادرا مكتبي .
مضت ثلاثة شهور وأنا لا أسمع إلا كل خير عن حسام ..زملاؤه ، ملاحظ الورشة ، مهندس الورشة .. يمدح الجميع به ويثنون على أخلاقه والتزامه في الدوام واحترامه للجميع .
زرت الورشة ذات يوم..
- صباح الخير أستاذ
- صباح الخير يا حسام .. كيف حالك؟ و ما هي أخبار أبيك ؟
- إني بخير أشكرك أستاذ.. وأبي بخير و الحمد لله .. وأريد أن أوفر له بعض النقود ليتمكن من الذهاب إلى الحج هذا العام إن شاء الله .
- بارك الله فيك ..وغادرت الورشة بعد أن أمرت بصرف مكافأة بسيطة له..
عدت إلى مكتبي وأنا أمني نفسي بولد مثله ليس مثل أولادي الذين يفشلون سنويا في دراستهم رغم إنني أقوم بتلبية كافة احتياجاتهم وطلباتهم فهم يلبسون أفخر الملابس ويأكلون أحسن الأكلات .. وكنت من السباقين إلى شراء الحاسوب لهم إلا أنهم.. لا هم لهم سوى الإنترنيت والألعاب والسهر ..وهذا حسام يجهد نفسه بالعمل الشاق ويكافح ليس ليشتري حاسوبا أو ليلبس ملابس فاخرة ..ولكن ليعين أباه في توفير .. عيشة مقبولة لأسرته ..!
جاءني مهندس الورشة بعد خمسة شهور منذ آخر زيارة قمت بها ليخبرني أن حسام انقطع عن الدوام منذ ثلاثة أيام ..تذكرت السيد ماجد..أرسلت في طلبه ..
- نعم أستاذ أخبروني أنك بحاجة لي
- أستاذ ماجد هل تذكر حسام الذي جلبته معك وبدأ يعمل عندنا في الورشة؟
- نعم أستاذ أذكره ..ما به؟
- إنه لم يحضر للعمل منذ ثلاثة أيام ذلك ما أخبرني به مهندس الورشة
- ذلك صحيح أستاذ فقد توفى أبوه !
- سبحان الله ..ما أعجب هذه الدنيا ! لقد كان ابنه يحاول أن يرسله إلى الحج هذا العام ..
- ماذا ؟! من تقصد أستاذ ؟!
- أقصد حسام
- وهل علمت ما سبب وفاة أبي حسام؟ ..لم تسألني كيف توفى؟
- وكيف توفى؟
- ..لقد أصيب بعدة ضربات على رأسه تمت بواسطة قطعة من أنبوب حديدي ..وتم بعدها نقله إلى المستشفى على أثرها.. إلا أنه توفى بعد ذلك بساعات !
- ومن الذي اعتدى عليه؟!
- إذا أقول لك لن تصدق ..إنه ..إنه صاحبنا حسام !!
سلمان الجاسم 24/شباط/2011
تعليق