واي مصير للحالمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن هويش
    • 31-12-2011
    • 3

    واي مصير للحالمين


    [marq]وأي مصير للحالمين[/marq]


    [mark=#EBE659]
    قصة قصيرة

    بقلم عبدالرحمن هويش







    كنا نلعب الكرة ، موقعي خط الهجوم ، استلمت الكرة وهجمت ، واجهني فريد اللاعب الخصم في خط الدفاع ، حاولت تخطيه لكنه كان ابرع مني ، رفسته فوقع ارضا ، امسك رجلي فوقعت ... تشاجرنا وامسك كل منا تلابيب الاخر .. ضربته وضربني .. كانت ضربته موجعة ... وصل غضبي قمته فسخرت من صمه وبكمه ... ضحك الجميع ... شعرت انني اقتصصت منه فانتابتني مشاعر الراحة والسرور ، صحوت من نومتي لاجد نفسي بين ثنايا فراشي ... استغربت حلمي هذا .. فلست ممن يلعبون الكرة ... ولا رابط بيني وبين فريد ( الاخرس ) سوى رؤيتي له في الشارع فأحييه ويحييني .

    قررت ان اعتكف بيتي اليوم لأتجنب ملاقاة فريد عساه ينسى حلمنا هذا أو يحلم به غيري فينشغل عني وينساني ، وإلا كيف ساشرح له او ابرر سخريتي منه في حلم لاشك عندي انه رآه مثلما رأيته انا بعد ان ابتليت مملكتنا الشاسعة بظاهرة غريبة وامر لم يحصل في العصور السالفة احتار لها كل عاقل وخبير ، فرح به اناس كثر وارتعبت منها اعدداً اُخر.

    • أن ترى نفس الحلم الذي يراك غيرك فيه شيء جميل ..لا بل انه نعمة ربانية تقرب البعيد وتوصل المشاعر بين الاحباب الذين استحال الوصل بينهم ... يقول سلام أو( سلام العاشق ) كما يطلق عليه اصحابه .

    • انه امر خطير ان يرى احلامك غيرك وان كانت هي احلامهم ايضا ... لكنها تودي لمشاكل خطيرة مع مافيها من حسنات ، إلا ان حسناتها تلك لا توازي ما قد تسببه من تباعد وبغض واشكالات بين الاحباب قد تكون اعظم بكثير بين البغضاء.. ، يرد حليم على سلام العاشق الذي ينصت مستغربا ومستنفرا ليسارع القول .

    • انني بدأت بمحاولة التعرف على اوقات النوم عند احبائي لانام بنفس الوقت عَلّي احضى بحلم يجمعني بهم فاهمس لهم وابوح واناجي ثم استمع هديلهم ونجواهم .

    غادرت فراشي لأجيب طارق الباب الصباحي وكم دهشت لرؤية فريد الاخرس واقفا وابتسامته العريضة مرسومة على تقاسيم وجهه الطفولي.

    • أهلاً ...أهلاً فريد ... تفضل ، اشرت بيدي له للدخول ففهم ما اردت قوله مع انني لا اجيد لغة الخرسان.

    • شككككك..را... اممم...ما زززعل... ، فهمت من حروفه المتقطعة واشارة يديه وابتسامته عدم تأثره بحلم الليل المنصرم .

    لم أجد كلاما اقوله له فأحتضنته بين يدي وقبلته وهو يضحك فداهمتني موجة بكاء سيطرت عليها بجهد كبير بذلته ، يبدو انه شعر بها فقبلني ورحل .

    خرجت الى السوق ولازال بعضاً من تأثير حلمي مع فريد الاخرس ومجيئه الى بيتي ملازما لي ... صار منظرا طبيعيا ان ترى من يعاتب هذا على حلم جمعهم مع بعد اماكن نومتهم ، فقصّر احدهم تجاه الثاني او تجاوز عليه ، او تجدهم يتبادلون القبل والاحضان على مواقفهم تجاه بعضهم في الاحلام ، بينما تجد اناس يهرب بعضهم من الاخر تجنبا لملاقاتهم بسبب احلام استحال بعدها تلاقي نظرات عيونهم بعضها ببعض.

    اعتادت الناس هذا الامر فاصبحوا يتندرون به مع ان بعضهم ما يزال يصر الى ان ما يراه في احلامه انما هو رد فعل مباشر لما يخفيه في باطنه وما يتمنى القيام به حقيقة .

    استمرت ظاهرة توارد الاحلام ورؤيتها بشكل مشترك بين كل من يتواجد فيها ، وانشغلت بها الصحف والمجلات وقنوات الاذاعة والتلفزيون لتورد اخبارها وتبحث في أسبابها وتلتقي خبراء التحليل النفسي وعلماء النجوم والفلك وأطباءاً شتى ، أجمع كثير منهم الى ان حالمية شعب مملكتنا هو السبب الأهم لحدوث هذه الظاهرة.

    اعتاد الناس احلامهم واعتادوا معها ان يصحوا كل يوم على هجرة صديق وهروب قريب بعد ان بدأت ظاهرة اخرى تنتشر في ارجاء مملكتنا المترامية الاطراف ، هي ظاهرة اختفاء اناس يزداد عددهم يوم بعد آخر تظهر جثثهم بعد فترة قريبة مرمية على الطرقات وليس من جريمة اقترفوها سوى انهم حلموا حلما واحداً كان مَلِكنْا المعظم موجودا فيه.
    [/mark]
  • فاطمة يوسف عبد الرحيم
    أديب وكاتب
    • 03-02-2011
    • 413

    #2
    الأستاذ القدير عبد الرحمن
    تحية وتقدير
    الله يا أستاذ منذ زمن لم أقرأ لك وسررت الآن عندما وجدت اسمك
    أما أن تحلم بالحرية في وطن عربي سيّجه ظلم الحكام من أدناه إلى أقصاه فهذا حلم وأماني قد لا تتحق، رائع بعباراتك وفكرك المتحرر
    ألف تحية لك ولأهل وطنك المطحون، مؤلم ما سطره يراعك الله يفرجها على أمّة محمد
    ودمت أخي

    تعليق

    • عبدالرحمن هويش
      • 31-12-2011
      • 3

      #3
      الاديبة القديرة فاطمة.
      شرفني مرورك وقرائتك خطوطي وكلماتي ...
      سيدتي الفاضلة لم يبقى لنا سوى الاحلام ، ونخاف عليها يوما من المنع ، والمنع لا يكون من السلطات التي برعت فيه فقط انما قد يأتي ممن نحسبهم من جنسنا من الفقراء .
      تحياتي لك واسعدني تواصلك ...اتمنى لك ولعائلتك كل الخير والسعادة .

      تعليق

      يعمل...
      X