عصافير الدوري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جودت الانصاري
    أديب وكاتب
    • 05-03-2011
    • 1439

    عصافير الدوري

    عصافير الدوري
    منذ بضعة أيام ,,,وعلى الرغم من نسمات كانون شديدة البرودة ,حيث مرورها يسيل الأنوف ويسلب خيوط الروح ,,,أخذ يشعر ببراعم غابة الصفصاف تزداد انتفاخا وخضرة, وهي تتدلى بأغصانها على صفحة دجله, وكأنها عذارى تغترف الماء,,, وعلى الرغم من وحشة الأعشاش المتناثرة هنا وهناك بين الأغصان, وبقايا النباتات المتسلقة منذ الصيف المنصرم كخيوط عنكبوت,, ,, كان يسمع أصواتا خجلة لعصافير الدوري الصغيرة وقد ارهقها البرد تعود من جديد, وتناغي بعضها بعضا عبر النهر ,,,حتى بدت له غابة الصفصاف كمدينته المهجّرة وقد بدأ الجيران بالعودة شيئا فشيئا حيث دبِّ بعض الامان وروائح صيف في الافق.
    في كل ليلة كعادته كان يمر في تلك الطرق النيسميه بين بستانه و بستان جاره الذي هجّرته الطائفية المقيته,, وهو يشعل بطاريته اليدوية حيث تشابكت اغصان الأشجار في الأعلى ,من الجانبين لتمنع الرؤيا , وهو يلف بندقيته كطفل صغير خوف الندى ,,, وقد بدا بستان جاره كغابة مجنونه .. فلم يسمح لاحد من الأقتراب من البيت أو البستان منذ عامين,,, وقد ظنّ الكثيرون أنه يريده لنفسه, لكنه لم يحاول حتى دخوله , وبقي المحصول ملقى على الأرض ألى أن أصابه التلف.
    من مضيفه المتواضع الذي اصطبغ سقفه بدخان لزج من الموقد المحفور في الارض ,, كان يسمع هدير الآليات الثقيلة وهي تنسحب صوب الجنوب , وعشرات من المروحيات المنخفضة وهي تكاد تلامس سعف النخيل ,وهو يردد :- بلا رجعه,, بلا رجعه اللهم اهلكهم بجبروتك .
    لم يكن حديث ضيوفه من الجيران وهم يحركون ملاعق الشاي وتلك الجلبة التي طالما كرهها ,, لم يكن الحديث سوى عن الشارع العام وقد اكتظ بمئآت الآليات الثقيلة وألوانها القاتمة حتى أصبح من الصعوبة بمكان صعود الأسفلت وهم يقودون مركباتهم بتلك الطريقة الرعناء... أما هو فلم
    يكن يصغي إلا ألى صوت البراعم وهي تحاول التخلص من أقبية الشتاء التي تحيطها,,,,
    في الصباح كان يجلس كعادته يتكئ على السياج الطيني يتمتع بأشعة الشمس وهي تتسرب في أوصاله كتيار كهربائي ,,, وموّال قديم بين شفتيه يردده وكأنه قادم من باطن الشتاء الأخير ,,, ويحاول بيده الثقيلة طرد نحلة أصّرت على الوقوف على وجهه وكأنها تبلغه بنهاية موسم السبات ,,, وأن شجرة الخوخ لن تحتمل الإنتظار فأخرجت بعض أزهارها كسرية استطلاع .
    فجأة ,, تباطأ الموال بين شفتيه كجهاز تسجيل قديم ,,وفرك عينيه اكثر من مرة وكأنه في حلم ,,, وقد خيل اإليه أنه رأى ابن جاره الصغير يركض مع الأطفال وقد استقبلوه على رأس الطريق ,,, إرتفعت ضجة الأطفال ومنبه سيارة يطرق أذنيه ,,, لا ليس حلماً إنه هو فهذه الشاحنة الصغيرة البيك أب المحملة بغير ترتيب ببعض أغراض البيوت,, نعم يعرفها إنها سيارة جاره,, فقد ذهب ذات يوم مع جاره العزيز إلى بغداد لشرائها .
    خانه لسانه,,وتوقف داخل حلقه الجاف كخشبة قديمة,, فلم يستطع الكلام,, لكن الدموع التي بللت لحيته البيضاء ,, كانت أفصح من كل كلمات الترحيب التي كان
    ينوي إستقبال العائدين بها


    التعديل الأخير تم بواسطة جودت الانصاري; الساعة 29-01-2012, 09:26.
    لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا
  • فايزشناني
    عضو الملتقى
    • 29-09-2010
    • 4795

    #2

    حتى عصافير الدوري زقزقت ابتهاجاً لرحيل قوات الاحتلال
    وكأني أشعر بكل شبر يرقص فرحاً في عراقنا الحبيب
    في زمن الاحتلال تفاقمت الطائفية والمذهبية وكان التهجير أحد صورها البشعة
    الشعوب العربية عاطفية ومحبة لبعضها البعض على اختلاف أطيافها وطوائفها
    وكل هذه الفرقة هي صنيعة الاستعمار وللأسف أحياناً تتم بأيدي عربية انتهازية رخيصة
    أخي جودت أحببت أن تصف أكثر مشاعر الفرح لعودة الجار القديم
    وكيف هي مشاعر الفرح والسرور على البشر والشجر والحجر بعد رحيل الاحتلال
    محبتي وأكثر أيها الصديق الغالي
    هيهات منا الهزيمة
    قررنا ألا نخاف
    تعيش وتسلم يا وطني​

    تعليق

    • سلمان الجاسم
      أديب وكاتب
      • 07-02-2011
      • 122

      #3
      الأستاذ جودت الأنصاري/
      تحية وتقدير..
      أخي الفاضل ..حاولوا وسيستمرون بالمحاولات على خلط الأوراق..
      والعزف على أوتار الطائفية ،والقومية،والدينية،والمذهبية..
      الحمدلله أن هذ الشعب فهم وعرف جميع أنواع السمفونيات ..وبدأت أذنه الموسيقية
      تميزها وتعرف خيرها من شرها !
      وستبقى أشجار الصفصاف تعانق أشجار النخيل، وأشجار الجوز..
      لاأملك إلا الدعاء لك بالتوفيق..وشكرا لك ولوطنيتك ..
      حفظك الله من كل مكروه .

      تعليق

      • جودت الانصاري
        أديب وكاتب
        • 05-03-2011
        • 1439

        #4
        اخي الغالي فايز
        تحيه كبيره لحضرتك واصرارك امام الهجمه الشرسه التي تتعرض لها انت وارضنا في الشام
        الجميع فرح في العراق وخارج العراق من المحبين لكن هناك من بكى بمراره ,, من المستفيدين من الوجود
        الامركي لعلمهم ان الشعب سيقتلعهم كشوكة نمت في ظل الاحتلال
        الاتلاحظ صديقي دعوات العثمانيين الجدد الى تقسيم العراق وبدعوى قطع الهلال الشيعي
        بتاسيس دوله طائفيه غرب العراق,, وليتك رأيت العراقيين وهم ينتفضون بوجه دعاة الاقاليم
        يسدون الطرق بصدورهم العاريه ,, فهرب اصحاب المشروع الى عرّابهم في الخارج
        ستعوي بعيدا كلاب الطريق ------ وقد ثلّم الشحذ اسنانها
        اسعدني مرورك ونتواصل

        لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

        تعليق

        • جودت الانصاري
          أديب وكاتب
          • 05-03-2011
          • 1439

          #5
          مرحبا اخ سلمان
          والله لو سقط كل هذا الضيم على جبل لنسفه
          ولكن رحمة الله وبركة آل الرسول صلى الله عليه وآله تبقيه شامخا متراصا
          اسعدني حضورك ونتواصل
          اشيرك هنا لقصيدتي (ارض العراق )
          التعديل الأخير تم بواسطة جودت الانصاري; الساعة 24-01-2012, 14:34.
          لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

          تعليق

          • إيمان الدرع
            نائب ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3576

            #6
            الزميل الغالي جودت الأنصاري:
            عاش هذا القلم النظيف
            وعاشت الأوطان التي تنجب الشرفاء..
            وكم من /منتظر زيدي / يقف بعنفوان
            يرفض التقسيم ، ويفضح المؤامرات، ويزدري المحتل ..!!!
            سلم العراق الشقيق وأهله من كلّ أذى..
            حيّااااااااااكَ أخي جودت.

            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

            تعليق

            • جودت الانصاري
              أديب وكاتب
              • 05-03-2011
              • 1439

              #7
              الزميله المبدعه ايمان احييك
              وكم اسعدني مرورك البهي كجنح فراشه
              عسى الباري ان يديم الود والتواصل سيدتي
              لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

              تعليق

              • البكري المصطفى
                المصطفى البكري
                • 30-10-2008
                • 859

                #8
                الفاضل جودة الأنصاري تحيتي العطرة :
                هذه حكاية مثقلة بهموم الوطن ؛ تترك في القلب حسرة ؛ وجرحا غائرا ؛ صغتها بأسلوبك المتميز الذي يخلو من مظاهر التكلف ، لكنه لا يخلو من بعض الأخطاء الإملائية واللغوية . فهمزة الوصل لا تـنوب عن همزة القطع التي غابت في النص كله . وكلمة( بدء) تكتب الهمزة على الألف بدلا من كتابتها على السطر و(متكئ) تكتب الهمزة على الياء في قولك : في الصباح كان يجلس كعادته متكئا.........
                أجدد لك التحية .

                تعليق

                • جودت الانصاري
                  أديب وكاتب
                  • 05-03-2011
                  • 1439

                  #9
                  الاخ الغالي البكري تحيه ملؤها الامتنان
                  والشكر على التصويبات ,, واعذرني فلا ازال ضعيف في الكتابه على الكي بورد
                  اشكر اهتمامك ونتواصل
                  لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                  تعليق

                  • سالم وريوش الحميد
                    مستشار أدبي
                    • 01-07-2011
                    • 1173

                    #10
                    الأستاذ جودت
                    أكثر ما يعجبني في نصوصك هو قدرتك على نسج خيوط غزلك بإتقان وتشكيل صورة إبداعية غاية في الدقة ، وأنت تصف الريف بتفاصيل خالية من التعقيد والتنافر ، لذا أراك ترسم النص بالكلمات ، لتطلق بعد ذلك عصافير إبداعك ، في مضامين راقية ، فموضوعاتك دوما تلامس هموم الوطن والمواطن
                    ، وتنفذ إلى الصميم ن لأنها نابعة من صدق مشاعرك ،ورقي إحساسك وانتماءك لتربة هذا الوطن ، كم جميل
                    أن تتحرر أفكارنا من هذه الكلمة المقيتة الطائفية أن نلغيها من قاموس حياتنا
                    ، أن تتقارب أفكارنا وعقائدنا وأن يكون انتمائنا للوطن هو معيار علاقاتنا فحبنا للوطن هو احترامنا لعقائد الغير ، وحتى لا تنكأ الجروح من جديد
                    عصافير الدوري لابد لها أن تعود ، و لابد أن نرمم أركان بيتنا الكبير.
                    (خانه لسانه,,وتوقف داخل حلقه الجاف كخشبة قديمة,, فلم يستطع الكلام,, ))
                    هذه هي مشاعر أهلنا ،مرهفة دوما ، نبكي حين نفارق جارا ، حين يرحل من دياره بإرادته فكيف إذا كان مرغما على الرحيل حينها سوف تكون الدموع جمرات في العيون ، لا تقر هذه العيون إلا بعد عودة ذلك الجار ،حينها ستكون دموع الفرح هي البديل (( لكن الدموع التي بللت لحيته البيضاء ,, كانت أفصح من كل كلمات الترحيب التي كان
                    ينوي إستقبال العائدين بها ))

                    شكرا لك أستاذ جودت دمت مبدعا
                    على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                    جون كنيدي

                    الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                    تعليق

                    • سالم وريوش الحميد
                      مستشار أدبي
                      • 01-07-2011
                      • 1173

                      #11
                      الأستاذ جودت

                      فاتني أن أعلق على مسألة الربط بين رحيل الأمريكان وعودة الجار
                      فقد لخصت كل كلام وشرح طويل بصورة إيحائية وبشكل غير مباشر لتقول لنا :

                      أن أمريكا وراء هذه الفتنه ، وراء هذا القتل والدمار الذي أجتاح بلادنا ، وقد وجدت الأرض الأدوات التي تستطيع من خلالها أن تنفذ مخططها ..

                      والأن نفس المخطط ، ينفذ بدقة وبأدوات مختلفة في الوطن العربي
                      وبذات السكين تطعن هذه البلدان ، نحن نلوم
                      دعاة حملة الثقافة والفكر ، قبل الغير لأنهم سرعان ما يقعون فريسة هذا التطاحن وبدلا أن يكون
                      دورهم تثقيفي بدرء مخاطر هذه الفتنه تجدهم هم مؤججي نارها ،
                      على المثقف أن يكون عنصرا إيجابيا ، في إيجاد جسورا للتواصل بين كل أطياف الأمة
                      وكان الفلاح البسيط أقدر من غيره على فهم أن ثقافة التعايش السلمي واللاعنف هي طريق الإنسانية
                      نحو التقدم والرفاه ( يقول الأمام علي ع ) إن لم يكن أخا لك في الدين فنظيرا لك في الإسانية ) فقبل 1400عام فهم الأسلام هذه الحكمة وطبقت كأساس للعدالة الإنسانية . ونحن اليوم بعيدين عن فهمها .. لقد اجدت المقارنة ، فسلم يراعك
                      تحية .. تفوح بعطر الياسمين لأخي جودت
                      على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                      جون كنيدي

                      الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                      تعليق

                      • جودت الانصاري
                        أديب وكاتب
                        • 05-03-2011
                        • 1439

                        #12
                        من القلب احييك اخي سالم
                        صدقني الطائفية التي عفّ ثوبها وزالت بعون الله
                        لم تكن يوما حقيقية وانما هي سياسية مبطنه ببرقع المذهبيه
                        ولو سالت اي عراقي اليوم عما جرى بالامس لكان جوابه الدموع بدل الكلمات
                        وانا اكتب قصائدي وقصصي ,, نسخة طبق الاصل من الارض ,, وصدقني احيانا احرص ان اعيش حتى الزمان والمكان
                        كي اجعلها لوحة واحيانا صورة فوتغرافيه ملونه
                        قد اتحيّز احيانا ولكن للعراق ,, واظنني غير ملام ,,
                        عسى الله ان يحفظ العراق ويديم الوصل والود اخي
                        لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                        تعليق

                        • آسيا رحاحليه
                          أديب وكاتب
                          • 08-09-2009
                          • 7182

                          #13
                          جميلة القصة...
                          مشاعر المحبة و الود و الجيرة
                          التي لا تموت مهما يحاولون قتلها .
                          اعجبتني القصة و العنوان جميل .
                          تحيتي و تقديري.
                          يظن الناس بي خيرا و إنّي
                          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                          تعليق

                          • جودت الانصاري
                            أديب وكاتب
                            • 05-03-2011
                            • 1439

                            #14
                            مرحبا اخت اسيا
                            صدقيني سيدتي :الطائفية المقبوره مستورده الف بالمئه
                            وبمباركه من القوات الامريكيه ,, وليس رجما بالغيب ما اقول انما بالف دليل على الارض
                            وبمجرد خروجهم عادت الالفه وطيور الدوري مع الربيع
                            اشكر مرورك اخيتي المبدعه ونتواصل
                            لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                            تعليق

                            • نجاح عيسى
                              أديب وكاتب
                              • 08-02-2011
                              • 3967

                              #15
                              صباحك عطر المطر اخي الكريم ...
                              انها الخطوة الاولى في انعطاف العراق الحبيب نحو الآمان ..هذا البلد العريق ومهد الحضارة والتاريخ ، ألا تبّت كل يدٍ جبانه أثمةٍ
                              ساهمت في اغتيال نخلةٍ ..أو إزهاق روح ...
                              حفظ الله العراق واهله الأُباة ...وأنار لهم طريق التحرر وأعانهم على دحر المستعمرين الجدد ..واجتثاث ذيولهم واقتلاع عيونهم
                              من العملاء والجواسيس ...
                              نص طافح بالآمل الموجوع ...وقلم مبدع ...أتمنى له دوام التألق والشموخ .....

                              تعليق

                              يعمل...
                              X