عُذرا
ندمٌ يكلل بالشـــحوب بشائري ....لأشدُّ من فتك الصقيل البــــاتر
الرفق يا ذات الكيان الساحـــــر ....فالعفو من شيم الكريــــم القادر
يا مُنيتي والروح حولكِ رُقيتي .... من مسّ أنظار العذول الغادر
فإليك قلبي وهو أكبر شــــــــافعٍ ....عند الملامة للحبيـــــب الهاجر
تحنو الجبال لما يجول بخــــافقي ....وتنوء عن حملٍ يصدّع خاطــري
فيكِ الخلاص وغايتي والمُرتجى ...والشاهدات على الوفاء محاجري
عاقرتُ حبّك ماء طهر سائــغ ....فأضاف ذخرا في رصيد سرائري
وجه ملامحه السماحــة والرضا ....متبسمّان بلطف ثغر فــــــــــــاتر
نضرٌ كمشكاةٍ يُظلُّ ضفافها .... شعرٌ كبدرٍ في غياهب داجر
وبحسن أوصافٍ لها حدّث ولا .... حرج على نظمٍ وريشة ناثر
أغرتْ سجاياها البهيّة مطمحي ....وعلَتْ على وصفي الضئيل القاصر
وأستحوذتْ ملكات عقل مداركي .... حسّا وروحا من نبيل مآثري
مَنْ مثلها فهي الوحيدة دائما ....في كلّ نبض بالوريــــــــد الفائر؟
خفراء يا ذات الدلالة حلّــــقتْ ....تهفو إليها خافقـــــــات نواشري
وثملتُ من نُجلِ اللحــاظ بطلّةٍ ....صهباء كالبدر المنير الســـــــافر
عذراء قد بات التجنّي مذ رأى ....ورد العذارى في المحيّا عاذري
هو ذا الدليل على يقين نبوءتي ....والصدقُ دوما ما تكنّ ضمائري
أمٌّ لمولــــــــــــــود ينادي يا أبي ....بكرٌ بتولٌ حجّــــــــــــةٌ للحائر
فالعذر من عقل الرجاحة أرتجي ....صار الجنون ملاذ عقلي الثـــــائر
تزهو بمطلعها السماء فأخجلتْ ....منه البدور وكل نجم زاهـــــــر
فالحسْنُ والحَوَرُ البديع سمـــاتها .... رُسمتْ بإبداع العليّ القـــــادر
أشتاقها والشوق يحرق مهجتـــــــي ....كـ ثرىً تشقق للغمام المــاطر
تستكثرين دقائقا أحظـــــــــــى بها ....بجناح سهدٍ في الظلام الساهر
من ألف ميعاد تَفينَ بموعــــــــــد ....متعجّلٍ كوميض لمح البــــاصر
رفقا فلستُ من الصخور وإنّما ....من فيض تحنانٍ أصوغ مشاعري
في كـــلّ صبح أرتجي شفق المسا ....وبذات ليلٍ للبكور الســــــــاحر
متمنيا للعين كحلا باللقـــــــــــــا ....بملامح غرّاء تُشبع ناظـــري
متأملا تلك الثنايا إنّـــــــــــها ....تفترّ عن بيضٍ كــــــــــــدرٍّ نادر
الكون يشهد مع جميع جوارحي .... قلبي بحبك كالعباب الزاخـــــــر
والروح هامتْ في عوالم عشقنا ....فغدت تلفّك كالمحيط الساجر
بحرٌ بأعلاه المزاج تكدّراً .... والعشق في اللــــبّ العميق الساتر
هي كلّ فوزي وانتصار مطامحي ....في لحظها فتَكات سهــمٍ خادر
هي غايتي ووسيلتي ودروبــــــها ....في حلكة الأيام نور بصائري
لا الشعر يوما قد يحيط بوصفها ....أو حسنها الأخّاذ صيغة شاعر
إني لأشكو العجز في إرضائها ....فعسى تسامت عن جميع جرائري
لن أبتغي يوما سوى محبوبتي ....فيما مضى والآتيات وحاضري
إنّي الكــــريم ولم أخيّب مطلبا ....يوما لقاصد منزلي والســـــــائر
وأنا الذي دوما مثارُ رغائبٍ .... من جمع ربّات الجمـــال الساحر
شيمي يخبّرها الكرام بصدقهم .... لا ضيرَ أن تصغي لسرد مفاخري
مازلت أصبو للوصال فربما ....وصلٌ يزيّن بالســـــــــــــرور بشائري
كريم سمعون\ 20\1\2012
تعليق