<b> </b>
قصص ربما قصيرة جدا " منشورة بملتقى ق ق ج
قصص ربما قصيرة جدا / هيثم الريماوي
قصص ربما قصيرة جدا / هيثم الريماوي
1-
وجهي إلى الحائط الخلفي، نتوء برعمٍ أخضر.
وجهي إلى الفضاء ، نجمة تموت .
2
كتبت على الحائط الخلفي شعرا ، بالطباشير مبتهجا.
أمطرت السماء بازدراء.
3
صعدت على الحائط ؛ كي أرى منظر الفناء
رأيت النجوم أبعد.
4
وحدي أرى الحائط الخلفي ، والغيمات كانت مشاع
5
كنت ألهث كثيرا ، من الركض حول الجدار.
كانت الغيمات الساخرات ، يحملها الهواء.
6
حطّمت الحائط الخلفي ، الفضاء مازال هو الفضاء.
7
السبت كان يوم ميلادي ، فاسترحت –قليلا- من الجدار والهواء.
هيثم الريماوي
--------------------------
محمد سليم و قراءة تفكيكية فـ
( قصص ربما قصيرة جدا,للأديب هيثم الريماوي)
أولا ..العنوان؛
قصص ربما قصيرة جدا..
أراد القاص بمعرض عنوانه أن يلفت نظر القارئ أنه سيتناول مجموعة من القصص؛منفصلة عن بعضها بعضا..كل منها قائم بذاته.. قد يقول قائل أنها قصص قصيرة جدا نظرا للتكثيف الشديد والرمزية المُدغمة إلا أن القاص يهمس فينا من خلال العنوان ولسان حاله يقول : لطفا عزيزي القارئ سترى بكل قصة منهم مشاهد متعدد وحركة لا نهائية في زمنكان كل قصة منهم وربما ستقول أنها قصيرة جدا وليست قصص!....,,..ولكن
ماذا تحت العنوان من قصّ؟...
نجد,,7 قصص,,مرتبة بحرفية ومهنية لافتة وبقصدية مرتبة..وبلغة اقرب ما تكون بلغة الشعر..الصورة فيها مرسومة كما يحب ويرغب شعراء قصيدة النثر خاصةً..والعلاقة المحورية ولُب القصص سنجد أن تتمركز حول علاقة ما ..بين الإنسان " الأنا كلغة السرد " وبين الحائط ...فما هي تلك العلاقة ؟..
ثانيا..
المشهد العام و المفردات؛...
سبعة أيام بـ سبع قصص..بكل يوم قصة منفصلة من قصص خلق الإنسان..يحاول فيها "الإنسان" أن يتفاعل مع تلك الجداران المحيطة به والتي ولا شك تمنعه من الانطلاق وتحد من حرية الحركة ..ولا شك أيضا أن الجدار الخلفي يعبّر عن الماضي المُقدّر والمكتوب على جبين القدر والمنتهي منه كأفعال وحركات مضت وولّت..والجدار الأمامي يعبّر عن المستقبل المفتوح والذي يجب أن يتفاعل معه الإنسان بالحركة والتغيير والبناء ....
والقاص يُحيل القارئ للتمعن في الجدار الخلفي"كمشكلة" !؟( وهنا إشكالية من إشكاليات القص..قد نتفق أو نختلف مع القاص فيها وعنها ) إلا لو اعتبرنا أن الماضي هو العقبة الوحيدة التى تقف حجر عثرة أمام الإنسان المعذب في الأرض... وسنجد أن هناك فيما بين الجدار الخلفي فقط ( نتوء برعم أخضر)..وهذا النتوء البُرعمي هو مجرد بداية الخلق لشجرة مثمرة يانعة تظلل الإنسان ومنها يستفيد في حركة الحياة...وسنجد مفردة ( الفضاء)الذي يعيش فيه الإنسان ويحتويه ..وبالفضاء نجوم منيرة تشع الضياء للكون ليلا" مع ملاحظة أن القاص لم يتطرق إلى مفردة الشمس..فهل من مغزى لذلك؟"..وسنرى أيضا الغيوم والسحب المتناثرة بالفضاء والتي قد تكون سببا لمنفعة الإنسان أو المجلبة للضرر.......
ثالثا ..
القصص والأيام؛
اليوم الأول ؛
((وجهي إلى الحائط الخلفي، نتوء برعمٍ أخضر.
وجهي إلى الفضاء ، نجمة تموت.))..الإنسان يبحث دوما عن أصل الحياة ..يبحث عن الذات وعن ما ماهية الإنسانية والحياة ..وما الهدف من وجوه بهذا الفضاء الشاسع ..وتعذبه الأسئلة ولا يجد غير جدران صامتة لا يستطيع فك شفرتها غير بالنظر للماضي ليعرف ما هية المستقبل ..ولا يجد غير نتوءات خضراء لا بد أن يستفيد الإنسان منها وينميها ..........
اليوم الثاني؛
(( كتبت على الحائط الخلفي شعرا ، بالطباشير مبتهجا.
أمطرت السماء بازدراء.))..الطريف هنا أن الإنسان يظن أن بكتابة الشعر يفك رمزية الحياة مع أن الشعر رمزية وإيحاءات وتكثيف وتركيز أيضا فكيف بالشعر والكلام تُفك إشكاليات الوجود..والأطرف أن الإنسان بالطبشور يكتب على الجدران ظنا أن ما يكتبه بذي قيمة ..ومن هنا كانت الإجابة من المطر بازدراء أفعال الإنسان..
اليوم الثالث؛
((صعدت على الحائط ؛ كي أرى منظر الفناء
رأيت النجوم أبعد.))..باليوم الثالث كان ولابد من الصعود وقهر هذا الحائط المنيع ..فماذا وجد هذا الإنسان؟!..لم يجد غير أنه أضحى أكثر ضئالة عما قبل ورأى النجوم أكثر بعداً..وكأنه اللغز الذي يحاول الإنسان حله فيزداد صعوبة على صعوبة.....
اليوم الرابع؛
((وحدي أرى الحائط الخلفي ، والغيمات كانت مشاع))....هنا..وصل الإنسان إلى منتهى " الأنانية المفرطة " ليقول أنا أنا بنفعية مقيتة ..مع أن ما يترصد الإنسان من متاعب ومزايا لهو مشاع على العالمين ...
الخامس؛
((كنت ألهث كثيرا ، من الركض حول الجدار.
كانت الغيمات الساخرات ، يحملها الهواء.))...وسيظل الإنسان يلهث ويلهث وسيضنيه البحث عن ما هيته وما هية وجوده داخل تلك الجدران..وستظل الغيمات تسخر وتسخرمن أفعال الإنسان ...
السادس؛
((حطّمت الحائط الخلفي ، الفضاء مازال هو الفضاء.))..حتى لو حُطم جدارنا الخلفي " كعائق ومانع وسد" نحو العودة الى الحرية المطلقة دون قيود أو للخروج من السجون المتتالية ستظل الحياة هى الحياة بؤس وشقاء ...
السابع والأخير؛
((السبت كان يوم ميلادي ، فاسترحت –قليلا- من الجدار والهواء.))..,, السبت؟..هنا تناص واضح ..حيث يحيلنا القاص إلى قصة الخلق والكون في سبعة أيام ..وبيوم السبت " كما يدّعي اليهود أن الله استراح بعد تعب خلق الكون ..وحاشا لله ".. والخاتمة ؟...
قفلة منطقية تدلل على " فلسفة القاص ورؤيته للكون وللخالق" أن الإنسان وإن استراح بعد التعب والجهد المضني سيعاود الكرة تلو الكرة .. للبحث في ماضيه برغم ضبابية المشهد وغبش رؤية هذا الإنسان المعذب بالأرض ..............................
رابعا..حول النص ؛
من الناحية الفلسفية البسيطة..لا شك أن النص يتناول مشكلتين بغاية الأهمية ..الأولى هي بحث الإنسان عن الحرية " وجنة الخلد التي يتمتع فيها دون تعب ولا نصب.."..والثانية هي تلك القيود التى تسجن الإنسان وتجعله أسيرا لماضيه .......ولا شك أيضا أن القاص غلبته فكرة الأيام وحاول أن يصور لنا هذا الصراع بين الإنسان والجدران ...ولم يخرج القارئ ألبته من فكرة تسلسل الأحداث ومرور الأيام .. ولذا قلتُ أن النص يُقرأ ككيان واحد مُسلسل وليس كقصص مستقلة ؟وإلا كانت أحاجي وفوازير تُكتب ليخرج علينا أحد النقاد ويكتب قراءة " موازية للنص " ليفلسف الأمور أكثر ويضيّعنا في متاهات !!.....................
وأكتفي .....
شكرا جزيلا الأديب والشاعر هيثم الريماوي
شكرا عزيزي القارئ .
أُكرر: كما أحلى الشعر أكذبه ..أيضا أصدق النقد أبسطه..؟!.
21/01/2012
وجهي إلى الحائط الخلفي، نتوء برعمٍ أخضر.
وجهي إلى الفضاء ، نجمة تموت .
2
كتبت على الحائط الخلفي شعرا ، بالطباشير مبتهجا.
أمطرت السماء بازدراء.
3
صعدت على الحائط ؛ كي أرى منظر الفناء
رأيت النجوم أبعد.
4
وحدي أرى الحائط الخلفي ، والغيمات كانت مشاع
5
كنت ألهث كثيرا ، من الركض حول الجدار.
كانت الغيمات الساخرات ، يحملها الهواء.
6
حطّمت الحائط الخلفي ، الفضاء مازال هو الفضاء.
7
السبت كان يوم ميلادي ، فاسترحت –قليلا- من الجدار والهواء.
هيثم الريماوي
--------------------------
محمد سليم و قراءة تفكيكية فـ
( قصص ربما قصيرة جدا,للأديب هيثم الريماوي)
أولا ..العنوان؛
قصص ربما قصيرة جدا..
أراد القاص بمعرض عنوانه أن يلفت نظر القارئ أنه سيتناول مجموعة من القصص؛منفصلة عن بعضها بعضا..كل منها قائم بذاته.. قد يقول قائل أنها قصص قصيرة جدا نظرا للتكثيف الشديد والرمزية المُدغمة إلا أن القاص يهمس فينا من خلال العنوان ولسان حاله يقول : لطفا عزيزي القارئ سترى بكل قصة منهم مشاهد متعدد وحركة لا نهائية في زمنكان كل قصة منهم وربما ستقول أنها قصيرة جدا وليست قصص!....,,..ولكن
ماذا تحت العنوان من قصّ؟...
نجد,,7 قصص,,مرتبة بحرفية ومهنية لافتة وبقصدية مرتبة..وبلغة اقرب ما تكون بلغة الشعر..الصورة فيها مرسومة كما يحب ويرغب شعراء قصيدة النثر خاصةً..والعلاقة المحورية ولُب القصص سنجد أن تتمركز حول علاقة ما ..بين الإنسان " الأنا كلغة السرد " وبين الحائط ...فما هي تلك العلاقة ؟..
ثانيا..
المشهد العام و المفردات؛...
سبعة أيام بـ سبع قصص..بكل يوم قصة منفصلة من قصص خلق الإنسان..يحاول فيها "الإنسان" أن يتفاعل مع تلك الجداران المحيطة به والتي ولا شك تمنعه من الانطلاق وتحد من حرية الحركة ..ولا شك أيضا أن الجدار الخلفي يعبّر عن الماضي المُقدّر والمكتوب على جبين القدر والمنتهي منه كأفعال وحركات مضت وولّت..والجدار الأمامي يعبّر عن المستقبل المفتوح والذي يجب أن يتفاعل معه الإنسان بالحركة والتغيير والبناء ....
والقاص يُحيل القارئ للتمعن في الجدار الخلفي"كمشكلة" !؟( وهنا إشكالية من إشكاليات القص..قد نتفق أو نختلف مع القاص فيها وعنها ) إلا لو اعتبرنا أن الماضي هو العقبة الوحيدة التى تقف حجر عثرة أمام الإنسان المعذب في الأرض... وسنجد أن هناك فيما بين الجدار الخلفي فقط ( نتوء برعم أخضر)..وهذا النتوء البُرعمي هو مجرد بداية الخلق لشجرة مثمرة يانعة تظلل الإنسان ومنها يستفيد في حركة الحياة...وسنجد مفردة ( الفضاء)الذي يعيش فيه الإنسان ويحتويه ..وبالفضاء نجوم منيرة تشع الضياء للكون ليلا" مع ملاحظة أن القاص لم يتطرق إلى مفردة الشمس..فهل من مغزى لذلك؟"..وسنرى أيضا الغيوم والسحب المتناثرة بالفضاء والتي قد تكون سببا لمنفعة الإنسان أو المجلبة للضرر.......
ثالثا ..
القصص والأيام؛
اليوم الأول ؛
((وجهي إلى الحائط الخلفي، نتوء برعمٍ أخضر.
وجهي إلى الفضاء ، نجمة تموت.))..الإنسان يبحث دوما عن أصل الحياة ..يبحث عن الذات وعن ما ماهية الإنسانية والحياة ..وما الهدف من وجوه بهذا الفضاء الشاسع ..وتعذبه الأسئلة ولا يجد غير جدران صامتة لا يستطيع فك شفرتها غير بالنظر للماضي ليعرف ما هية المستقبل ..ولا يجد غير نتوءات خضراء لا بد أن يستفيد الإنسان منها وينميها ..........
اليوم الثاني؛
(( كتبت على الحائط الخلفي شعرا ، بالطباشير مبتهجا.
أمطرت السماء بازدراء.))..الطريف هنا أن الإنسان يظن أن بكتابة الشعر يفك رمزية الحياة مع أن الشعر رمزية وإيحاءات وتكثيف وتركيز أيضا فكيف بالشعر والكلام تُفك إشكاليات الوجود..والأطرف أن الإنسان بالطبشور يكتب على الجدران ظنا أن ما يكتبه بذي قيمة ..ومن هنا كانت الإجابة من المطر بازدراء أفعال الإنسان..
اليوم الثالث؛
((صعدت على الحائط ؛ كي أرى منظر الفناء
رأيت النجوم أبعد.))..باليوم الثالث كان ولابد من الصعود وقهر هذا الحائط المنيع ..فماذا وجد هذا الإنسان؟!..لم يجد غير أنه أضحى أكثر ضئالة عما قبل ورأى النجوم أكثر بعداً..وكأنه اللغز الذي يحاول الإنسان حله فيزداد صعوبة على صعوبة.....
اليوم الرابع؛
((وحدي أرى الحائط الخلفي ، والغيمات كانت مشاع))....هنا..وصل الإنسان إلى منتهى " الأنانية المفرطة " ليقول أنا أنا بنفعية مقيتة ..مع أن ما يترصد الإنسان من متاعب ومزايا لهو مشاع على العالمين ...
الخامس؛
((كنت ألهث كثيرا ، من الركض حول الجدار.
كانت الغيمات الساخرات ، يحملها الهواء.))...وسيظل الإنسان يلهث ويلهث وسيضنيه البحث عن ما هيته وما هية وجوده داخل تلك الجدران..وستظل الغيمات تسخر وتسخرمن أفعال الإنسان ...
السادس؛
((حطّمت الحائط الخلفي ، الفضاء مازال هو الفضاء.))..حتى لو حُطم جدارنا الخلفي " كعائق ومانع وسد" نحو العودة الى الحرية المطلقة دون قيود أو للخروج من السجون المتتالية ستظل الحياة هى الحياة بؤس وشقاء ...
السابع والأخير؛
((السبت كان يوم ميلادي ، فاسترحت –قليلا- من الجدار والهواء.))..,, السبت؟..هنا تناص واضح ..حيث يحيلنا القاص إلى قصة الخلق والكون في سبعة أيام ..وبيوم السبت " كما يدّعي اليهود أن الله استراح بعد تعب خلق الكون ..وحاشا لله ".. والخاتمة ؟...
قفلة منطقية تدلل على " فلسفة القاص ورؤيته للكون وللخالق" أن الإنسان وإن استراح بعد التعب والجهد المضني سيعاود الكرة تلو الكرة .. للبحث في ماضيه برغم ضبابية المشهد وغبش رؤية هذا الإنسان المعذب بالأرض ..............................
رابعا..حول النص ؛
من الناحية الفلسفية البسيطة..لا شك أن النص يتناول مشكلتين بغاية الأهمية ..الأولى هي بحث الإنسان عن الحرية " وجنة الخلد التي يتمتع فيها دون تعب ولا نصب.."..والثانية هي تلك القيود التى تسجن الإنسان وتجعله أسيرا لماضيه .......ولا شك أيضا أن القاص غلبته فكرة الأيام وحاول أن يصور لنا هذا الصراع بين الإنسان والجدران ...ولم يخرج القارئ ألبته من فكرة تسلسل الأحداث ومرور الأيام .. ولذا قلتُ أن النص يُقرأ ككيان واحد مُسلسل وليس كقصص مستقلة ؟وإلا كانت أحاجي وفوازير تُكتب ليخرج علينا أحد النقاد ويكتب قراءة " موازية للنص " ليفلسف الأمور أكثر ويضيّعنا في متاهات !!.....................
وأكتفي .....
شكرا جزيلا الأديب والشاعر هيثم الريماوي
شكرا عزيزي القارئ .
أُكرر: كما أحلى الشعر أكذبه ..أيضا أصدق النقد أبسطه..؟!.
21/01/2012
تعليق