تشرين يدنو من نهايتهِ والخريفُ يرحلُ ، يُسلمُ الطبيعةَ للشتاء ..وهاهي االمدينة المتلفعة بهذا الضباب الآبديّ بدأت تخشع بهدوء وروعةٍ لهبوط المساء .
وحيدةُ جلست...وقد ترامى النهرُ أمامي خلفَ زجاجٍ نقشهُ الرذاذ بغَبَشٍ يُضفي على المكان حميمية دافئة ،تُفعمُ الخيالَ وتُلقي الشِعر على الخاطر.
وتهبُّ الريح فترتعش الآغصان العاريةُ في الخارج وتتشتتُ في ارتعاشات عشوائيةٍ بديعه.
ووحيداُ كان في هدأةِ المساء والمكان ..، يتمتمُ بقايا أغنيةٍ حزينه ...، يدفن متاعب يومِهِ في كأسٍ نصفها فارغ ....وقد شدّهُ مقعدٌ جانبيّ وصحيفه .
وجهٌ صحراويّ اسمر..وهامةٌ تسلقتها السنون..جمعت هيبةالعمر ووقار الكهولة ،بقايا شبابٍ يحثُّ الخطى نحو الخمسين ...أو هكذا بدا .
عينان في سوادهما رهبة..أرسلت نحوي عبرَ شقوق العتمةِ .....نظرة .!
أليفةً كرائحة القهوة ...
مُدهشةً كزهرةِ صبّارتفتحت وسط الرمال .
مُحَلّقةً فوق المقاعدِ والرؤؤس ..
مائلةً قرب عمودٍ حجريّ يتوسطُ المكان ..
مخترقةً ستار العتمةِ..طائرة على موجات الضوء الشحيحِ ...لتصلني مُحَمّلة بسحر الشرقِ وعَبق هذا المساء الشتويّ الدافيء .
فيرِفّ قلبي المُثقل بوحشة الغربة ...وعلى وهج اللحظة يُغادرُ عصفور شوقي المكان ..، فيرُدّهُ من منتصف الطريق ..ظلُّ ....ابتسامة..!
هادئة كرَفّةِ جناح حمامةٍ بيضاء ..،تطيرُ الهُوينا بغير اصطخاب ..،فيرتعشُ صمتي مبهوراً ....وأُطلقُ خلف الحمامة البيضاءِ حمامه .
تُبحرُ في وجهي عيناه ..،يرفعُ الكأسَ يوميئ بتحيةٍ ....وسلام !
تُباغتني التحية ويستدرجني السلام ...،تتراجعُ حدود العزلةِ قليلاً ...وتتهاوى بعضُ الجدران ،وتفيض اللحظةُ بأطرافِ حديثٍ .....وكلام !
= أمُقيمةُ انتِ هنا ..؟
= لا..عابرةُ سبيلٍ أنا ..
= كيف ؟
=زائرة لفترةٍ ما ..
أما هو ......فمُهجَّرٌ هنا ...مُطارَدٌ ...هاربٌ من قهرٍ ما ...من سوطٍ ما .. في وطنٍ ما ..!
وبحروفٍ عمَّدها الصدقُ... وفي لحظةٍ مُترَعةٌ بشهوة البَوْح ... لجلجَ الصمتُ بأجراس الكلام ..فحدثني ...
عن مرارة البُعدِ..،عن لسع الحرمان ...عن برودة الليلِ ...عن وحشةِ الآيام ..!
عن عُري القلبِ وانكماش الآماني في منافي الغربةِ .
حدّثتهُ عن وطنٍ ينتحرُ على طرَفَيْ السكين ..،وعن أُخُوَّةٍ يُمزقها التشرذمُ والانقسام ...
عن شعبٍ يُقاد الى السلام المزعوم ..كمن يُجَرُّ الى معسكَر اعتقال ..
حدثني عن بؤس الآعيادِ هنا ...حددثتُهُ عن وطنٍ بلا أعياد ..عن قراصنةٍ تسكنُ رؤؤس التلال ..!
حدثني عن عواصف اليأسٍ تقتلعُ غِراس أحلامهِ ...عن الحيرةِ ...عن تأرجُح القرار ..!
حدثتهُ عن اغتيال الزيتون ...عن موتِ الصّغار ...
حدّثني عن قطراتِ عُذوبةٍ مسروقة من خلف ظهر الزمان ...
حدثتهُ عن جفاف السنابل ..وعطش الارواح لظل الامان ....!!
يُمَدّدُ الليل ساعاتهُ ...يباغتني الوقتُ ...أستأذنُ بالانصراف ....
يسأل : أما من وسيلةٍ لِموعدٍ هنا يتبعهُ _ربما _ لقاء ...؟
أبتسمُ بلا جواب ........
يقول : سانتظرُ هنا لموعدٍ جميلٍ ..أتراهُ يجيءُ ذات مساء ؟؟
صامتةً ....أواصلُ الابتسام .. فبعضُ المواقفِ سيدها الصمتُ ..مهما يكون الكلام ...!
وبلا جواب وقفتُ أودّعُ ليلةً على ضفةِ (التايمز)..وأُلملمُ اطراف شالٍ تشرّبت رطوبةَ ليلٍ عابقٍ بشذى احلامٍ بعيدةٍ واطياف ، وأسحبهامن عمق هذاالليل المُفعمِ بالعتمةِ المُشعّة ..والمُثقَل بالضباب .
أستشيرُ ساعتي ...، فقدد كدتُ أنسى في غمرة هذا الزمن الضائعِ وهدير الذكريات ..على مشارف هذا الآُفق النائي هنا ...، موعدَ طائرتي فجر غدٍ ،
تاركةً خلفي _في ليل عاصمةِ الضباب_ ....نظرةً ..وابتسامةً وسلام ....لكن بلا موعدٍ ...أو لقاء ...!!!!!!!
وحيدةُ جلست...وقد ترامى النهرُ أمامي خلفَ زجاجٍ نقشهُ الرذاذ بغَبَشٍ يُضفي على المكان حميمية دافئة ،تُفعمُ الخيالَ وتُلقي الشِعر على الخاطر.
وتهبُّ الريح فترتعش الآغصان العاريةُ في الخارج وتتشتتُ في ارتعاشات عشوائيةٍ بديعه.
ووحيداُ كان في هدأةِ المساء والمكان ..، يتمتمُ بقايا أغنيةٍ حزينه ...، يدفن متاعب يومِهِ في كأسٍ نصفها فارغ ....وقد شدّهُ مقعدٌ جانبيّ وصحيفه .
وجهٌ صحراويّ اسمر..وهامةٌ تسلقتها السنون..جمعت هيبةالعمر ووقار الكهولة ،بقايا شبابٍ يحثُّ الخطى نحو الخمسين ...أو هكذا بدا .
عينان في سوادهما رهبة..أرسلت نحوي عبرَ شقوق العتمةِ .....نظرة .!
أليفةً كرائحة القهوة ...
مُدهشةً كزهرةِ صبّارتفتحت وسط الرمال .
مُحَلّقةً فوق المقاعدِ والرؤؤس ..
مائلةً قرب عمودٍ حجريّ يتوسطُ المكان ..
مخترقةً ستار العتمةِ..طائرة على موجات الضوء الشحيحِ ...لتصلني مُحَمّلة بسحر الشرقِ وعَبق هذا المساء الشتويّ الدافيء .
فيرِفّ قلبي المُثقل بوحشة الغربة ...وعلى وهج اللحظة يُغادرُ عصفور شوقي المكان ..، فيرُدّهُ من منتصف الطريق ..ظلُّ ....ابتسامة..!
هادئة كرَفّةِ جناح حمامةٍ بيضاء ..،تطيرُ الهُوينا بغير اصطخاب ..،فيرتعشُ صمتي مبهوراً ....وأُطلقُ خلف الحمامة البيضاءِ حمامه .
تُبحرُ في وجهي عيناه ..،يرفعُ الكأسَ يوميئ بتحيةٍ ....وسلام !
تُباغتني التحية ويستدرجني السلام ...،تتراجعُ حدود العزلةِ قليلاً ...وتتهاوى بعضُ الجدران ،وتفيض اللحظةُ بأطرافِ حديثٍ .....وكلام !
= أمُقيمةُ انتِ هنا ..؟
= لا..عابرةُ سبيلٍ أنا ..
= كيف ؟
=زائرة لفترةٍ ما ..
أما هو ......فمُهجَّرٌ هنا ...مُطارَدٌ ...هاربٌ من قهرٍ ما ...من سوطٍ ما .. في وطنٍ ما ..!
وبحروفٍ عمَّدها الصدقُ... وفي لحظةٍ مُترَعةٌ بشهوة البَوْح ... لجلجَ الصمتُ بأجراس الكلام ..فحدثني ...
عن مرارة البُعدِ..،عن لسع الحرمان ...عن برودة الليلِ ...عن وحشةِ الآيام ..!
عن عُري القلبِ وانكماش الآماني في منافي الغربةِ .
حدّثتهُ عن وطنٍ ينتحرُ على طرَفَيْ السكين ..،وعن أُخُوَّةٍ يُمزقها التشرذمُ والانقسام ...
عن شعبٍ يُقاد الى السلام المزعوم ..كمن يُجَرُّ الى معسكَر اعتقال ..
حدثني عن بؤس الآعيادِ هنا ...حددثتُهُ عن وطنٍ بلا أعياد ..عن قراصنةٍ تسكنُ رؤؤس التلال ..!
حدثني عن عواصف اليأسٍ تقتلعُ غِراس أحلامهِ ...عن الحيرةِ ...عن تأرجُح القرار ..!
حدثتهُ عن اغتيال الزيتون ...عن موتِ الصّغار ...
حدّثني عن قطراتِ عُذوبةٍ مسروقة من خلف ظهر الزمان ...
حدثتهُ عن جفاف السنابل ..وعطش الارواح لظل الامان ....!!
يُمَدّدُ الليل ساعاتهُ ...يباغتني الوقتُ ...أستأذنُ بالانصراف ....
يسأل : أما من وسيلةٍ لِموعدٍ هنا يتبعهُ _ربما _ لقاء ...؟
أبتسمُ بلا جواب ........
يقول : سانتظرُ هنا لموعدٍ جميلٍ ..أتراهُ يجيءُ ذات مساء ؟؟
صامتةً ....أواصلُ الابتسام .. فبعضُ المواقفِ سيدها الصمتُ ..مهما يكون الكلام ...!
وبلا جواب وقفتُ أودّعُ ليلةً على ضفةِ (التايمز)..وأُلملمُ اطراف شالٍ تشرّبت رطوبةَ ليلٍ عابقٍ بشذى احلامٍ بعيدةٍ واطياف ، وأسحبهامن عمق هذاالليل المُفعمِ بالعتمةِ المُشعّة ..والمُثقَل بالضباب .
أستشيرُ ساعتي ...، فقدد كدتُ أنسى في غمرة هذا الزمن الضائعِ وهدير الذكريات ..على مشارف هذا الآُفق النائي هنا ...، موعدَ طائرتي فجر غدٍ ،
تاركةً خلفي _في ليل عاصمةِ الضباب_ ....نظرةً ..وابتسامةً وسلام ....لكن بلا موعدٍ ...أو لقاء ...!!!!!!!
تعليق