مني ماركت زحمان / هيثم الريماوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هيثم الريماوي
    مشرف ملتقى النقد الأدبي
    • 17-09-2010
    • 809

    مني ماركت زحمان / هيثم الريماوي


    لو سمح لنا القدير محمد سليم ، بهذه المشاركة المتواضعة



    مني ماركت زحمان




    كان يرتّب النفايات ، بحسب حجمها وقوة رائحتها ، الأقل فالأكثر ، النفيات البرّاقة على الرفوف العليا وفي صدارة الفاترينا ، والنفايات ذات الرائحة القوية في الرفوف الدنيا مغلّفة بورق سوليفان فاخر ، النفايات الهشّة موزعة على أرضية المحل الرخامية بطريقة دعائية ، والنفايات السائلة في المخزن الخلفي ، في الركن الأيمن مقابل باب ( السكوريت ) الرئيسي للمحل مكتب خشبي فاخر بلون بني محروق ، عليه من الناحية اليمنى ماكينة الكاش ، رفوف صغيرة بلون بني فاتح على الناحية اليسرى ، وُضع عليها عيّنات مختلفة من بضاعة المحل كتب عليها : للعرض فقط ممنوع اللمس . وعلى الجهة الأمامية من المكتب وُضعت لوحة نحاسية صغيرة ، تحاكي اللوحة الضخمة المعلّقة على باب المحل ، كتب عليها بأحرف بنيّة نافرة " مني ماركت زحمان / للنفايات الجديدة ".
    مواطن عادي يدخل المحل متلفتا حوله باستغراب ، واضعا يده على أنفه من شدّة الرائحة
    مواطن عادي : ما هذا يا رجل!
    زحمان : ولماذا تسأل ، أتريد أن تشتري أم أنت غلباوي فقط ؟
    مواطن عادي : ماذا أشتري " زبالة " ؟ !
    زحمان : عرفت من شكلك أنك غلباوي ، لماذا دخلت إذن ؟!
    مواطن عادي : معك حق ، لماذا أنا هنا !
    وخرج يتمتم محركا يديه بطريقة عصبيّة ، كأنه يتشاجر مع نفسه ، بينما عاد زحمان لترتيب وتنسيق المحل من جديد وكأن شيئا لم يكن .
    دخل مواطن عادي متلفتا حوله باستغراب
    مواطن عادي : بكم هذه ؟ مشيرا إلى قطعة صغيرة برّاقة ، من القطع الموجودة على الرفوف الصغيرة .
    زحمان : هذه غالية يا عمي ، وشكلك - عدم المؤاخذة – لا تقدر على ثمنها ، خذ هذه بقطعة نحاسية فقط .
    وأعطاه قطعة كبيرة قليلا وبرائحة نفّاثة
    المواطن العادي : شكرا يا عم . وهو يغادر المحل بعد أن أعطاه القطعة النحاسية .
    يدخل صاحب محل الحلويات الملاصق ل"مني ماركت زحمان " ، فاتحا الباب " السكوريت" بقوة.
    صاحب محل الحلويات ، بغضب شديد : ما هذا يا رجل ، قطعت رزقنا بهذا القرف ،من سيدخل الآن محلي وهذا النتَن بجانبه!
    زحمان : استغفر الله ، لا تكفر ياعمي ، من أنا حتى أوصل الرزق أو أقطعه ، الرزق على الله يا عمي .
    صاحب محل الحلويات : اسمع يا زحمان ، أنا لا بنفع معي لا يا عمي ولا كل هذا الدجل ، الآن سأذهب لأقدم شكوى ضدك.
    زحمان : اشتكِ وين ما بدك يا عمي ، هه ، كأنك لم تر رخصة المحل ! مختومة من كل الوزارات المعنيّة ، ياعمي .
    صاحب المحل يرفع عينيه - مدهوشا – للأعلى قليلا ، جداريّة فاخرة بلون بني فاتح منقّط كحبيبات الرمل ، مؤطّرة ببرواز ضخم وبلون بني لامع ، عليها أختام كثيرة محبّرة وبأشكال مختلفة ، كُتب على الجدارية بأحرف نافرة و بلون بني محروق " مواد صالحة لاستهلاك الشعب " .


    هيثم الريماوي

    ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

    بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
    بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

  • محمد سليم
    سـ(كاتب)ـاخر
    • 19-05-2007
    • 2775

    #2
    يااااااااااااااااااااااااااا الله
    يا لها من مفاجأة جميلة ..

    أستاذنا وأخي العزيز الأديب الشاعر هيثم
    يا مرحبا ويا مرحبتين ...نورتنا والله يا باشا ..
    البيت بيتك أخي ..
    بعد أذنك ..سأذهب إلي جارنا المشهور" حلويات جبري"
    وسأعود حالا..لهذه القطعة (mini market)
    الفنية الساخرة بفلسفة عصر العولمة...
    و
    دعواتك يا باشا " نفكفكها " و" ندوّرها - ري سيكل "
    ونأكلها همّ همّ....وصحتين
    بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

    تعليق

    • هيثم الريماوي
      مشرف ملتقى النقد الأدبي
      • 17-09-2010
      • 809

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد سليم مشاهدة المشاركة
      يااااااااااااااااااااااااااا الله
      يا لها من مفاجأة جميلة ..

      أستاذنا وأخي العزيز الأديب الشاعر هيثم
      يا مرحبا ويا مرحبتين ...نورتنا والله يا باشا ..
      البيت بيتك أخي ..
      بعد أذنك ..سأذهب إلي جارنا المشهور" حلويات جبري"
      وسأعود حالا..لهذه القطعة (mini market)
      الفنية الساخرة بفلسفة عصر العولمة...
      و
      دعواتك يا باشا " نفكفكها " و" ندوّرها - ري سيكل "
      ونأكلها همّ همّ....وصحتين
      التشرف لي أيها القدير العزيز ،،، والوجبة المدوّرة عليك
      جهزت المائدة ، فرشت الشرشف ،وضعت السلطات ، وأنتظر
      محبتي
      هيثم الريماوي

      ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

      بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
      بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

      تعليق

      • محمد سليم
        سـ(كاتب)ـاخر
        • 19-05-2007
        • 2775

        #4
        هيّا

        نتذوّق طعم السخرية..
        من خلال قراءة النصّ الساخر للأديب الشاعر هيثم الريماوي..
        ---------------------
        نحن الآن مع محاولة أظنها الأولى(لأديب جاد وشاعر من شعراء قصيدة النثر) وهي باكورة أعماله الساخرة..ولكن لا بأس ولنحاول معا تفكيك هذه القطعة لنتذوق طعم السخرية فيها..جاهزون؟.. بالسكاكين!..و قعقعة الملاعق! ..أذن لــ نقرأ الفاتحة..ونُسمي الله ونأكل من بداية السطر..فقرة بعد فقرة ومفردة تلو مفردة؛................
        (مني ماركت) بلغة إفرنجية..لم؟,,وصحة المفردة لغويا"mini market"
        وتعنى السوق الصغير..وتعنى أيضا مكان لبيع أي شيء..والمحل لــ رجل يُدعي (
        زحمان)..وليس وصفا للسوق..أذن العنوان يتضمن لهجة ساخرة والقاص يتلاعب بالمفردة( زحمان) ليفهمها القارئ بأشكال مختلفة ؟وهذا من أهم فنون السخرية................

        وبداية النصّ...(كان يُرتب ) من الذي كان يرتب؟.. زحمان طبعاً,, يرتب ماذا؟..(النفايات)..والنفايات جمع نفاية وهي البقايا عديمة القيمة" لمن تخلى عنها ورماها"..والناتجة عن الاستخدام الصحي والآمن للإنسان..وبالمدن العامرة تُجمّع في مكبّات " حرق الزبالة"و قد يعيش عليها بعض الفقراء المُعدمين كطعام وشراب وملبس وإعاشة وأيضا يتكسب منها بعضهم بيعاً وشراءً لمن يساوونهم دخلا ومرتبة اجتماعية وما دونهم ,,وكيف يُرتبها؟..يرتبها بطريقة ساخرة" أي أنك ستتعجب من ترتيبه وعنايته بــ زبالة "وكأنه محل لبيع " أنتيكات وتحف نفيسة لأكابر القوم وأثريائه"..أذن هنا مفارقة ساخرة"..و يرتبها تبعا للحجم وقوة الرائحة..على رفوف مخصصة وبالأرضية بطريقة دعائية مغرية للزبون القادم..بل ويحافظ على الرائحة النفاذة..لتصبح بضاعته طازجة وحديثة!" من ( النفايات الجديدة) من المصنع مباشرة للمستهلك".. أذن القاص" نعم القاص ..لأنها أقصوصة ساخرة مكتملة الأركان"..وصّف المكان بما يليق بالعنوان (ماركت)المختار من مفردتين الأولى ميني ماركت لتكون عن قصد بلغة غربية" عُليا" والمفردة الثانية بلهجة عامية " زحمان" لتناسب البسطاء والفقراء ويكون المُسمى قريب لقلوبهم ولهجتهم وهذا من فنون علم التسويق .... ثم ..
        بُدئ الحوار ..وننتقل للمشهد التالي ..................
        الحوار بين مجموعة من زوار المحل و زحمان صاحب المحل ونلاحظ أن القاص لم يُعدد أسماء الشخوص ولم يرتبهم كأرقام؟!..وإنما وصمهم جميعهم بـمفردتين ( مواطن عادي) كأنهم سواء فهل من مغزى لذلك أراده القاص؟..نعم ..لأن القاص أراد أن تكون الحوارية محصورة مع ( مواطن)من الوطن والمواطنة وهو ذاك المشتري الذى كان يجب أن ترعاه الدولة وتحافظ على كرامته ..و( عادي) أي من عامة الشعب والسواد الأعظم الذى وصل به الحال لشراء القمامة ليستفيد منها في معاشه وإعاشة نفسه ومن يعول...
        والشخص الثالث الموجود بالحوارية (صاحب محل الحلويات الملاصق ل"مني ماركت زحمان ") الذي يتقزز من رائحة محل جاره ويتهم عم زحمان بقطع رزقه..كيف؟ ولهذا المحل زبون ولمحل زحمان زبون آخر ! أذن القاص هنا أراد أن يقول :هذا المجتمع تتآكل فيه طبقة الأغنياء وسيتحوّل المواطنين إلى فقراء بمرور الأيام وينضوى كافة المواطنين تحت طبقة الفقراء الباحثين عن القمامة !..
        وسنلاحظ من الحوار الدائر بينهما ..أتهامات شتى من " الحلواني" لجاره زحمان ..وسيصل لنا كقراء المعنى الذى أردا القاص ؛ الرزق على الله الخالق .. زحمان أكثر تديّنا وخادما للفقراء..وأن الدولة تُنظم بيع وشراء " الزبالة " للمواطنين باعتبار أنها(
        مواد صالحة للشعب ) !!.لا حظ لم يقل القاص مواد صالحة للمواطنين بل أستبدلها بالشعب كافة !..وبهذه الجُملة كانت خاتمة الأقصوصة وكما يقول أهل الأدب كانت" القفلة الصاعقة ..والدهشة المحمولة على سخرية وفلسفة رائقة".............

        فهل وصل الحال بالمواطنين لهذا الوضع.. ليس فقط أن تسمح الدولة ببيع وشراء الزبالة بل تُعطيها شهادة صلاحية..وهل للنفايات صلاحية ؟إلا إذا كان الشعب لا يجد قوت يومه وتريد الدولة أن " تدوّر = ري سيكل" النفايات من طبقة أعلى لطبقة دنيا ......الخ................
        --------------------
        إسقاطات أخري؛ لا يتم تداول " الزبالة " بين أبناء الطبقات الاجتماعية المختلفة بالبلد الواحد ..بل تتداول بين البلدان الغنية والفقيرة " لذ أختار القاص مفردة أجنبية ميني ماركت"..وهناك نفايات ذرية ونووية تاجر فيها بعض حكامنا ودفنوها ببلادنا ... الخ والخ مما يتوارد لذهن القارئ عند قراءة هذى الأقصوصة الساخرة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والنفسية ..ووقع تداول النفايات بين أفراد المجتمع نفسيا...
        -----------------------------
        العزيز أ هيثم ......أشجعك على تكرار التجربة مرة ومرات
        وستجد في كتابة السخرية متعة تضاهي قصائد النثر..لأنك
        " ستضحك كثيرا أثناء كتابة السخرية "

        واللهِ أنا أموت ضحكا أثناء كتابة أي شيء لأني أتخيل المواقف فأضحك بقهقهات حتى أنى أغلق باب غرفتي كي لا يسمعني الأولاد " ويتهمونني بالجنان هاهاهاهاهاها"
        ولكن وبصدق
        " وجهة نظري الشخصية "؛

        يجب إظهار" روح الكاتب" الفكهة والناقدة لدفع القارئ على الابتسامة أثناء القراءة من خلال زيادة جرعة السخرية والمفارقات الغير منطقية" وارى أنك تملك القدرة "...فمثلا ما رأيك لو كنت وصفت " الزبائن " أحدهم يدخل بجرافيت وبذة وحذاء ملمّع ثم يدور حوار بين زحمان وهذا المتقمّع ؟ ..و..أحد الزبائن يدخل بالخطأ.."كان ينتوى دخل محل الحلوى" ودخل لمحل زحمان ويسأله : هل عندك حلويات من كذا وكذا بالفستق واللوز والكريمة ومن ثم نقرأ حوارية باسمة تعتمد على مفارقة المواقف.......الخ .....................
        والحديث معك جميل وممتع أخي العزيز ...
        وأخيرا شكري وأمتناني لكم ....
        تشرفت بك .........................................وتحياتي .
        ------------
        مني ماركت زحمان كان يرتّب النفايات ، بحسب حجمها وقوة رائحتها ، الأقل فالأكثر ، النفيات البرّاقة على الرفوف العليا وفي صدارة الفاترينا ، والنفايات ذات الرائحة القوية في الرفوف الدنيا مغلّفة بورق سوليفان فاخر ، النفايات الهشّة موزعة على أرضية المحل الرخامية بطريقة دعائية ، والنفايات السائلة في المخزن الخلفي ، في الركن

        الرابط أعلاه بملتقى إشراقات أدبية ( ملتقى القصة )...للنقاش

        التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 01-02-2012, 18:34.
        بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

        تعليق

        يعمل...
        X