ترجمة الثورة... وثورة الترجمة...حسام الدين مصطفى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسام الدين مصطفى
    رئيس الجمعية المصرية للترجمة
    • 04-07-2007
    • 408

    ترجمة الثورة... وثورة الترجمة...حسام الدين مصطفى

    ترجمة الثورة...

    نجحت الثورة المصرية الشعبية السلمية التي أطلق شرارتها شباب مصر من ميدان التحرير في الخامس والعشرين من يناير، فسرى لهبها بين جموع الشعب الذي طالما عانى من الظلم والقمع، وخرجت جموع المصريين معلنة ثورتها بعد صبر استمر لعقود طويلة كانت تعزيتهم الوحيدة خلالها أنه ربما يحمل الغد خيراً، وظل أملهم يتضافر مع صبرهم وقناعتهم حتى بلغ فساد الحكم مبلغاً شعروا معه أن كل آمالهم وما دفعوه من حياتهم سيذهب سدى في ظل تجاهل الطغمة الحاكمة لحقوق هذا الشعب وطموحاته وآماله..
    صبر المصريون عقوداً زاد من طولها وقسوة أيامها ما عانوه من تجاهل وجور واستخفاف بكرامتهم وتطلعاتهم بلغ إلى شعورهم بالمهانة وقلة الشأن بين أمم كانت لا تزال تحبوا على طريق التحضر والمدينة أيام كانت مصر هي منارة الحضارة... لذلك وحين بلغ الأمر حداً تخطى كل حدود الاحتمال والصبر الوفير الذي يمتاز به المصريون وحين وصل من أوكل لهم شعب مصر أمر الحكم إلى درجة من الاستهانة بكبرياء هذا الشعب الذي استطاع أن يجلي كل مستعمر أجنبي عن أرضه ليجد نفسه يرزح تحت وطئة استعمار كل الأمم ممثلة في وكلائهم حكام مصر.. كان لابد له أن يثور وأن يرفض أن يتعامل معه حكامه على أنه قطيع لا يملك إلا أن يحمد الله أن تفضل عليه هؤلاء الحكام بتركه يتنفس حتى وإن كان الهواء ملوثاً بمختلف أنواع السموم، وأن منحوهم جحوراً يسكنوا فيها حتى وإن تهاوت هذه الجحور تحت صخور المقطم، وأنهم منحوهم حاويات يتنقلون فيها بين ربوع مصر حتى وإن انتهى الأمر بحرقهم أحياء وتناثرت أشلاؤهم فوق قضبان السكك الحديدية ..
    ولم يشفع للمصريين صبرهم ولا آمالهم البسيطة في غد أفضل عند هؤلاء القساة قلوبهم الذين استفحل شرهم وفسادهم فشكلوا فيما بينهم ثلة ضمت أصحاب المصالح الذين نهبوا خيرات مصر على مر سنين، فأبوا إلا أن يترجموا رؤيتهم لهذا الشعب وكأنه قطيع عديم الهمة وفارغ العقل، فأوعزوا إلى زبانيتهم وجلاديهم ليريقوا دماء شباب مصر وفتياتها على أرض مصر، ولا عجب فلطالما كان هذا هو دأبهم وكان من النادر أن تجد بيتاً مصرياً لم يتعرض احد أفراده للتنكيل وإهدار الكرامة وسوء المعاملة والإجبار على دفع الرشوة.. لكن مصر بأبنائها وبناتها أبوا أن تتناثر دمائهم وتسفك كما سفكت كرامة آبائهم وأجدادهم طوال العقود السابقة، فكان أن جمعهم ميدان التحرير ليصبح هو المرجل الذي تجمعت فيه كل جراحاتهم ومعاناتهم وحلقت فوق ساحته آمالهم وتطلعاتهم، فتعالت هتافاتهم معبرة عن مكنونات صدورهم وجاءت صرخاتهم هادرة "الشعب يريد إسقاط النظام" ذلك النظام الذي كان مجرد تنظيم محكم لنهب خيرات هذا البلد الآمن واستيقافه في آخر صف الأمم، ومع هتافات أبناء وبنات مصر التي دوت منادية بالحرية سالت دماء المصريين ليس على أرض ميدان التحرير فقط وإنما في ميادين مصر في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها... فكانت كل قطرة دم ارتوت بها أرض مصر بمثابة معول يهدم كل جدران الصمت والركون والخوف ويقود الجموع نحو طريق تضيئه شمس الحرية بعد أن اختفت لسنين خلف ستائر الظلم والجور والاستعباد.


    لقد ترجم المصريون كل الأفكار التي طالما اختبأت في صدورهم إلى ثورة ناطقة ملهمة، وكانت الصياغات صادقة معبرة، فوصلت الرسالة واضحة كاملة، ومفادها أن هذا الشعب ما عاد ليقبل بالرضوخ ولن يظل غارقاً في آمال يسعى حاكموه إلى وأدها كلما أزهرت، وجاء معناها لا يحمل أي غموض أو لبس وهو أن هذا الشعب قرر أن تكون مصر له وأنه ما عاد يقبل أن يظل عبداً في ضيعة اسمها مصر يمتلكها أزلام نظام أهلك الحرث والنسل وسعى في الأرض فساداً..
    وجاء نجاح ثورة مصر ليكون ترجمة لإصرار هذا الشعب، وليكون دليلاً على أن مصر لشعبها وليست إقطاعية يتوارثها آل مبارك وزباينتهم.... حتى النجاح ذاته ترجمه المصريون إلى خطوات ملموسة نحو تأسيس دولتهم الجديدة القائمة على حق هذا الشعب في أن ينعم بحريته على أرضه وأن يتمتع بخيرات هذه الأرض التي ضحى بدمه من أجلها... لقد ترجم المصريون كثيراً من المعاني والقيم التي طالما سمعوا عنها لكنهم لم يعايشوها واستطاعوا أن يضعوا في قاموس الإنسانية مفردات جديدة ومعان ذات دلالات خاصة حملت جذورها اسم الثورة المصرية... تلك الثورة البيضاء التي أزاحت واحداً من أقدم النظم الديكتاتورية في العالم دون أن تقع في هوة الاقتتال أو التناحر بين بني الوطن الواحد، ولم يطيحوا برؤوس من ساموا هذا الشعب صنوف الضيم والهوان بل أوكلوهم إلى عدل القانون وعدالة السماء...
    نعم كانت الثورة ترجمة للكثير والكثير من الأفكار والمشاعر والآمال والويلات كلها انطلقت في منظومة تعبيرية لغوية وفعلية وتمت صياغة جملها في ميادين مصر لتنطلق الصرخة واضحة فصيحة... وكان شعب مصر هو المترجم الذي أحيا ألفاظاً كادت أن تندثر وتختفي من محتوى اللغة الشعورية المصرية.... لكن هذا الشعب الذي نجح في ترجمة الصفحات الأولى لسجل عزته وفخاره لا تزال أمامه صفحات أخرى عليه أن يحل طلاسمها، ويتعمق في مضمونها، وينصهر مع معانيها... لا تزال أمام شعبنا مهمة شاقة صعبة، فبالرغم من اجتيازه المدخل الأصلي للحرية وهذا أصعب المراجل إلا أن الاستمرار على نفس المستوى والنسق الذي أبدعه الشعب المصري في ترجمة آلامه وآماله هو التحدي الحقيقي. إن هذا الشعب الذي تخطى كل صعوبات المرحلة السابقة وتحدياتها عليه أن يستمر على ذات الوتيرة المنجزة السلمية وأن يجدد في أساليب ثوراته وترجمتها إلى واقع ملموس، عليه أن يتجه إلى ثورة العلم والإنتاج ليترجمها إلى سلام ورخاء يجددا الدماء في شرايين مصر التي استمر نزفها الخفي لعقود طويلة....
    حسام الدين مصطفى
    مترجم - باحث- كاتب
    رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
    رئيس المجلس التأسيسي للرابطة المصرية للمترجمين- المركز القومي للترجمة
    أمين عام المجلس التأسيسي لنقابة المترجمين المصريين
    www.hosameldin.org
    www.egytrans.org

  • حسام الدين مصطفى
    رئيس الجمعية المصرية للترجمة
    • 04-07-2007
    • 408

    #2
    ثورة الترجمة...
    أشارت التقارير والمصادر-الأجنبية- المتخصصة في صناعة الترجمة أن حجم صناعة الترجمة في العالم خلال العام المنصرم (2011) قد بلغ 24 مليار دولار أمريكي، وتركزت أسواق الترجمة العالمية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين والهند، ولم يأت ذكر العرب أو اللغة العربية إلا في بعض التفاصيل التكميلية التي لا تمثل أي قيم مؤثرة تجدر الإشارة إليها.... وهذا ما يجعلنا نتساءل بداهة أين المترجمون العرب عموما وأين المترجمون المصريون على وجه الخصوص من هذا الفن والعلم الذي تحول خلال العقود الماضية إلى صناعة عالمية تضم قطاعات عديدة وتدر عائدات تنافس أكبر الصناعات والأعمال التقليدية القديمة.
    لقد استطاع التعليم الجامعي في وطننا العربي أن يحقق طفرة كمية في عدد الجامعات التي تضاعفت من (40) جامعة فقط إلى ما يزيد على (400) جامعة خلال أربعين عاماً فقط، وبحسابات بسيطة نجد أن لدينا ما يقترب من نحو 1000 كلية ومعهد معنية بدراسات اللغات والترجمة أي أن هناك ما يزيد على ربع المليون ممن درسوا علوم اللغات والترجمة في هذه الكليات والمعاهد يقذف بهم إلى سوق العمل في قطاع الخدمات اللغوية المختلفة، ويحتل قطاع خدمات الترجمة وحده ثلثي قطاع الخدمات اللغوية الكلي... وإذا ركزنا الحديث على مصر ففي مصر ما يزيد على (40) جامعة تعمل كليات ومعاهد اللغات بها على تخريج ما لا يقل عن (25000 ) خريج سنوياً يتشاركون معزملائهم خريجي كليات ومعاهد اللغات في اللعالم العربي نفس المصير.
    وعودة إلى أرقام الإحصائيات العالمية نجد أن تقارير منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو) قد أشارت إلى أن العرب الذين يتخطى عددهم 300 مليون نسمة يترجمون أقل من 500 كتاب سنوياً، بينما أسبانيا البالغ تعداد سكانها عشر سكان الوطن تترجم أكثر من 10000 كتاب سنوياً أي عشرين ضعفاً مما يترجمه العرب. وبتوزيع عدد الكتب المترجمة خلال عقد على عدد السكان فإن كل مليون عربي يقابلهم أقل من خمسة كتب أما كل مليون أسباني فيقابلهم 1000 كتاب بينما كل مليون مجري يقابلهم 550 كتاب.. وبالطبع فإن هذه الحقائق تعكس الحالة البائسة لواقع الترجمة في عالمنا العربي جملة وفي مصر خاصة... وليس الغرض من تجريد هذا الواقع الأليم إضافة بكائيات جديدة على حال الترجمة العربية وإنما هو توضيح لحقيقة الأمر يمكننا من خلالها أن نقر بضآلة الدور الذي يلعبه المترجم العربي في عالم صناعة الترجمة، ويدفعنا إلى بحث الأسباب وطرح حلول واقعية جذرية وتعمل على تغيير هذا الواقع المحزن الذي تعيشه الترجمة والمترجمون في وطننا العربي.
    إن دراسة الترجمة وممارستها والامتزاج مع أهلها في مختلف بلدان العالم هي عوامل أساسية يمكن الاعتماد عليها عند مناقشة قضية الترجمة العربية، والمقصود بالترجمة العربية هو حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها. إننا إذا نظرنا على واقع خريجي معاهد وكليات اللغات والترجمة في العالم العربي سنجد أن مستويات الخريجين جملة تتسم بالإخفاق والتردي سواء على مستوى فنون ومهارات الترجمة أو القدرات اللغوية للمترجم في اللغة الأم واللغة الأجنبية بل حتى وان اقتصر دور هؤلاء الخريجين على تدريس اللغة الأجنبية التي أمضوا سنوات في دراستها بالجامعة وهذا يعكس حقيقة العجز الذي تعاني منه هذه الكليات والمعاهد فيما يتعلق بالنواحي التطبيقية والمهنية والتدريبية، فصار معظم هذه المؤسسات مجرد معامل لإنتاج من يستطيعون بالكاد التواصل مع غيرهم من أصحاب اللغات الأخرى... وأصبح هؤلاء الخريجون الذين طالما حلموا بنقس اسمائهم كمترجمين على صفحات الكتب ومنافذ المعرفة ضحية لهذه المؤسسات التي أسرفت في تكديس المحتوى الأكاديمي النظري متجاهلة الجزء التطبيقي وممارسات الصنعة ذاتها، وحتى المعاهد التكميلية التي عهدوا إليها استكمال الجزء التدريبي في إطار المنظومة الجامعية أصبحت مجرد صورة جديدة لممارسات عتيقة في إطار اسم جديد...
    إن الناظر –حتى دون تخصص- في جملة المناهج التعليمية في كليات اللغات أو الترجمة ومعاهدها في العالم العربي يجدها (متاهة) معرفية، يصعب على دارس الترجمة أن يجد فيها طريقه بوضوح بين الحقول المعرفية التي يدرسها ويحسب أنها ستعينه عندما ينطلق في مساره المهني بعد التخرج فيصطدم بأن ما أنفق أربع سنوات –على الأقل في دراسته- لم يوفر له إلا أساسيات عامة لم تتعمق به في جوهر العلم أو أسرار الصنعة، وبينما نرى أن خريج كلية الطب لا يسعه العمل إلا في مجال الطب أو مجال آخر شبيه وثيق الصلة بممارسات علوم الطب أو تخصصاته، فإننا نجد أن خريج كلية اللغات أو الترجمة يوجه إلى العمل في أكثر من 15 مجال، وبينما يفرح البعض بظاهر هذا العدد من المجالات المتعددة إلا أنه يكشف عن حقيقة مفزعة وهو انعدام التخصص في هذه الكليات مما جعل المنتج النهائي (الخريج) في مرحلة وسط تصلح أن نقذف به نحو أي مجال ولكن فرصه تضيع عندما يتنافس مع أهل الاختصاص في هذه المجالات، ويجد نفسه حائراً في منتصف طريق... فلا هو قد درس علوم التدريس والتربية كخريجي لغات التربية ليصبح مدرساً مؤهلاً ولا هو درس علوم الصحافة لينافس خريج الإعلام بل لم يدرس التاريخ وأسس الإرشاد السياحي لينافس المرشد السياحي وإن قلت المهارات اللغوية للمرشد السياحي.... فهذه المعاهد والكليات قد جنت على هؤلاء الخريجين فلا هي علمتهم اسس الصناعة وضوابطها وخفاياها ودربتهم على استغلال مهاراتهم اللغوية والمعرفية والشخصية في هذا الحقل، ولا هي دفعتهم نحو كليات أو معاهد أخرى تجعلهم يستثمرون المهارات اللغوية التي اكتسبوها في حقل معرفي تخصصي.
    إن هذا البون الشاسع الذي يفصل بين ما درسه الخريج طوال سنوات الجامعة و واقع سوق العمل بكل محتوياته لا يمكن تجسيره إلا من خلال اهتمام هذه الكليات والمعاهد بتحسين وتطوير وتحديث مدخلاتها الأكاديمية وتعزيز المهارات اللغوية للدارس وإيجاد صياغات تخصصية ضمن منظومة التدريس بالكلية أو المعهد تجعل الدارس قادراً على استخدام مهاراته والاستفادة من المعارف التي اكتسبها في مجال محدد، فالمترجم القادر على ترجمة كل صنوف العلوم والآداب والمعارف هو ضرب من الوهم، والعالم بأسره يتجه نحو المعرفة التخصصية بينما لا تزال كليات ومعاهد الترجمة واللغات تدرس المحتويات اللغوية بصورة عامة يسهل على الطالب الحصول عليها بطرق غير أكاديمية، ويمكن أن يتم هذا التحول نحو التقسيم التخصصي لفنون وعلوم الترجمة وتطبيقها بصورة تدريجية بحيث تقتصر المعارف العامة اللغوية والعلمية على المرحلة الأولى من الدراسة فقط كسنة أو سنتين تمهيديتين ثم يدخل المترجم في مسارات أكاديمية تهتم بالتخصص اللغوي والعلمي والمهاري.... وهذا قد يسهم في حل جزء من المشكلة..
    إلا أن الضرورة والحل الجذري هو الاهتمام بإعداد برامج تدريبية مهنية تسد الفجوة بين الدراسة النظرية و سوق العمل الفعلي وأن يتم إعداد هذه البرامج بواسطة خبراء متمرسين عايشوا صعوبات ومشكلات الترجمة ووقفوا على أساليبها وتقنياتها واختبروا تحدياتها ومعضلاتها وألموا بأدوات صناعتها ومجالاتها وأصول سوق خدماتها ليكملوا بذلك البعد المهني الذي لابد للمترجم من أن يلم به ويتقن من خلاله أصول الصنعة...
    كذلك فلا مناص من التأكيد على ضرورة توحيد جهود هذه الكليات والمعاهد ضمن منظومة قومية تحسن استثمار طاقات الدارسين وقدراتهم البشرية الموزعة في الوطن العربي باسره... وقد كنا نعول على الحكومات والقيادات العربية في الإنتباه إلى هذا الأمر والعمل على تحقيقه وكثيرا ما رفعنا توصيات كثيرة بهذا المعنى إلى الجهات صانعة ومتخذة القرار، ولكن النتيجة التي كانت تتحقق دائماً هي التجاهل وكأن إعمال العقل والامتزاج بالثقافة ونقل العلم إلى شعوبنا خطر يهدد كراسي الحكم وعروش الملك، وهناك مبادرات أحادية سعت إلى تقديم دعم لحركة الترجمة وكنا نرى فيها بارقة أمل قد تسهم في تغيير واقع الترجمة العربية إلا أن بعض هذه المبادرات قد تحول إلى مجرد مظهر من مظاهر الوجاهة الثقافية والبعض تحول إلى خزانة مال لا تفتح إلا للمحسوبين وأهل الحظوة..
    لقد أنشأ رفاعة الطهطاوي أول مدرسة للترجمة في العصر الحديث في عالمنا العربي عام 1835م –منذ أكثر من 175 سنة- وكانت بنية هذه المدرسة وما يدرس فيها تعكس فهماً عميقاً لصناعة الترجمة ودور المترجم واحتياجاته، وكان الطالب يدرس أصول اللغة العربية ، والتركية، و الألمانية والفرنسية و الإنجليزية، و الشريعة الإسلامية، و الخط العربي والخط الأوربي، و الجغرافيا، و التاريخ الطبيعي ـ والرياضيات، وبالنظر إلى هذا المواد التي كانت تدرس في مدرسة الألسن فإننا نلمس الرؤية العميقة التي اتسم بها رفاعة الطهطاوي وفهمه لحقيقة صنعة الترجمة التي تمزج بين علوم اللغة والعلوم التخصصية وهذا لا نجده في كليات ومعاهد الترجمة في عصرنا الحالي رغم ادعائنا بتطور منظومة التعليم الجامعي الأكاديمي، كما أنه قسم مدرسة الترجمة إلى ثلاث أقسام قسم للمترجمين وقسم للمحاسبين وقسم للمحررين الإداريين، كذلك يجب ان ننتبه إلا أن اختيار هذه اللغات والعلوم واتباعه لهذا التقسيم لم يكن عشوائياً بل نتيجة لدراسة متعمقة لاحتياجات المجتمع العربي في هذه الفترة، واستطاع الطهطاوي وتلامذته أن يترجموا نفائس كتب في مختلف العلوم بصورة تفوق ما تم ترجمته من بعدهم.
    ويمكننا أن نلحظ التحول في طبيعة مدرسة الطهطاوي عن تلك المدرسة التي أعيد افتتاحها عام 1959 على أنقاض مدرسة الألسن التي أنشأها الطهطاوي إذا ما راجعنا المواد التي كانت تدرس في هذه الفترة والتي كانت تطبق على طلاب السنوات الأربع هي: اللغة العربية، اللغة الأجنبية الأصلية ( لغة التخصص)، فيلولوجيا لغة التخصص، واللغة الأجنبية الإضافية، و البحوث المكتبية في لغة التخصص، و الثورة العربية والتحول الاشتراكي... مما يعكس الاهتمام بالمهارات اللغوية وحدها وهذا هو المنهج الذي تسير عليه معظم معاهد وكليات اللغات والترجمة في وطننا العربي...
    إنني وإذ كنت قد تناولت الحالة المصرية نموذجاً إلا أن هناك ثمة قواسم مشتركة يتشاركها العرب، لذا فلابد من ثورة ترجمية عربية ثقافية إنسانية، نسعى بها إلى إسقاط القوالب البالية والتحرك نحو إيجاد واقع جديد لصنعة الترجمة في بلداننا العربية، وأن يكون تحركنا هذا قائم على فهم ووعي لطبيعة ورسالة وهدف الترجمة وتقديراً لقيمتها ليس كوعاء تواصلي إنساني فحسب بل ولأنها أداة لصناعة حضارات الإنسان وتطوير حياة البشرية، وهذا الثورة لا صاخبة هادرة غاضبة بل هي عاقلة متزنة منسابة تأخذ روعتها من قيمة وقدر المشاركين فيها ومدى إيمانهم برسالتهم ودورهم في كل المجالات.
    حسام الدين مصطفى
    مترجم - باحث- كاتب
    رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
    رئيس المجلس التأسيسي للرابطة المصرية للمترجمين- المركز القومي للترجمة
    أمين عام المجلس التأسيسي لنقابة المترجمين المصريين
    www.hosameldin.org
    www.egytrans.org

    تعليق

    • منيره الفهري
      مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
      • 21-12-2010
      • 9870

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة حسام الدين مصطفى مشاهدة المشاركة
      ترجمة الثورة...

      نجحت الثورة المصرية الشعبية السلمية التي أطلق شرارتها شباب مصر من ميدان التحرير في الخامس والعشرين من يناير، فسرى لهبها بين جموع الشعب الذي طالما عانى من الظلم والقمع، وخرجت جموع المصريين معلنة ثورتها بعد صبر استمر لعقود طويلة كانت تعزيتهم الوحيدة خلالها أنه ربما يحمل الغد خيراً، وظل أملهم يتضافر مع صبرهم وقناعتهم حتى بلغ فساد الحكم مبلغاً شعروا معه أن كل آمالهم وما دفعوه من حياتهم سيذهب سدى في ظل تجاهل الطغمة الحاكمة لحقوق هذا الشعب وطموحاته وآماله..
      صبر المصريون عقوداً زاد من طولها وقسوة أيامها ما عانوه من تجاهل وجور واستخفاف بكرامتهم وتطلعاتهم بلغ إلى شعورهم بالمهانة وقلة الشأن بين أمم كانت لا تزال تحبوا على طريق التحضر والمدينة أيام كانت مصر هي منارة الحضارة... لذلك وحين بلغ الأمر حداً تخطى كل حدود الاحتمال والصبر الوفير الذي يمتاز به المصريون وحين وصل من أوكل لهم شعب مصر أمر الحكم إلى درجة من الاستهانة بكبرياء هذا الشعب الذي استطاع أن يجلي كل مستعمر أجنبي عن أرضه ليجد نفسه يرزح تحت وطئة استعمار كل الأمم ممثلة في وكلائهم حكام مصر.. كان لابد له أن يثور وأن يرفض أن يتعامل معه حكامه على أنه قطيع لا يملك إلا أن يحمد الله أن تفضل عليه هؤلاء الحكام بتركه يتنفس حتى وإن كان الهواء ملوثاً بمختلف أنواع السموم، وأن منحوهم جحوراً يسكنوا فيها حتى وإن تهاوت هذه الجحور تحت صخور المقطم، وأنهم منحوهم حاويات يتنقلون فيها بين ربوع مصر حتى وإن انتهى الأمر بحرقهم أحياء وتناثرت أشلاؤهم فوق قضبان السكك الحديدية ..
      ولم يشفع للمصريين صبرهم ولا آمالهم البسيطة في غد أفضل عند هؤلاء القساة قلوبهم الذين استفحل شرهم وفسادهم فشكلوا فيما بينهم ثلة ضمت أصحاب المصالح الذين نهبوا خيرات مصر على مر سنين، فأبوا إلا أن يترجموا رؤيتهم لهذا الشعب وكأنه قطيع عديم الهمة وفارغ العقل، فأوعزوا إلى زبانيتهم وجلاديهم ليريقوا دماء شباب مصر وفتياتها على أرض مصر، ولا عجب فلطالما كان هذا هو دأبهم وكان من النادر أن تجد بيتاً مصرياً لم يتعرض احد أفراده للتنكيل وإهدار الكرامة وسوء المعاملة والإجبار على دفع الرشوة.. لكن مصر بأبنائها وبناتها أبوا أن تتناثر دمائهم وتسفك كما سفكت كرامة آبائهم وأجدادهم طوال العقود السابقة، فكان أن جمعهم ميدان التحرير ليصبح هو المرجل الذي تجمعت فيه كل جراحاتهم ومعاناتهم وحلقت فوق ساحته آمالهم وتطلعاتهم، فتعالت هتافاتهم معبرة عن مكنونات صدورهم وجاءت صرخاتهم هادرة "الشعب يريد إسقاط النظام" ذلك النظام الذي كان مجرد تنظيم محكم لنهب خيرات هذا البلد الآمن واستيقافه في آخر صف الأمم، ومع هتافات أبناء وبنات مصر التي دوت منادية بالحرية سالت دماء المصريين ليس على أرض ميدان التحرير فقط وإنما في ميادين مصر في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها... فكانت كل قطرة دم ارتوت بها أرض مصر بمثابة معول يهدم كل جدران الصمت والركون والخوف ويقود الجموع نحو طريق تضيئه شمس الحرية بعد أن اختفت لسنين خلف ستائر الظلم والجور والاستعباد.


      لقد ترجم المصريون كل الأفكار التي طالما اختبأت في صدورهم إلى ثورة ناطقة ملهمة، وكانت الصياغات صادقة معبرة، فوصلت الرسالة واضحة كاملة، ومفادها أن هذا الشعب ما عاد ليقبل بالرضوخ ولن يظل غارقاً في آمال يسعى حاكموه إلى وأدها كلما أزهرت، وجاء معناها لا يحمل أي غموض أو لبس وهو أن هذا الشعب قرر أن تكون مصر له وأنه ما عاد يقبل أن يظل عبداً في ضيعة اسمها مصر يمتلكها أزلام نظام أهلك الحرث والنسل وسعى في الأرض فساداً..
      وجاء نجاح ثورة مصر ليكون ترجمة لإصرار هذا الشعب، وليكون دليلاً على أن مصر لشعبها وليست إقطاعية يتوارثها آل مبارك وزباينتهم.... حتى النجاح ذاته ترجمه المصريون إلى خطوات ملموسة نحو تأسيس دولتهم الجديدة القائمة على حق هذا الشعب في أن ينعم بحريته على أرضه وأن يتمتع بخيرات هذه الأرض التي ضحى بدمه من أجلها... لقد ترجم المصريون كثيراً من المعاني والقيم التي طالما سمعوا عنها لكنهم لم يعايشوها واستطاعوا أن يضعوا في قاموس الإنسانية مفردات جديدة ومعان ذات دلالات خاصة حملت جذورها اسم الثورة المصرية... تلك الثورة البيضاء التي أزاحت واحداً من أقدم النظم الديكتاتورية في العالم دون أن تقع في هوة الاقتتال أو التناحر بين بني الوطن الواحد، ولم يطيحوا برؤوس من ساموا هذا الشعب صنوف الضيم والهوان بل أوكلوهم إلى عدل القانون وعدالة السماء...
      نعم كانت الثورة ترجمة للكثير والكثير من الأفكار والمشاعر والآمال والويلات كلها انطلقت في منظومة تعبيرية لغوية وفعلية وتمت صياغة جملها في ميادين مصر لتنطلق الصرخة واضحة فصيحة... وكان شعب مصر هو المترجم الذي أحيا ألفاظاً كادت أن تندثر وتختفي من محتوى اللغة الشعورية المصرية.... لكن هذا الشعب الذي نجح في ترجمة الصفحات الأولى لسجل عزته وفخاره لا تزال أمامه صفحات أخرى عليه أن يحل طلاسمها، ويتعمق في مضمونها، وينصهر مع معانيها... لا تزال أمام شعبنا مهمة شاقة صعبة، فبالرغم من اجتيازه المدخل الأصلي للحرية وهذا أصعب المراجل إلا أن الاستمرار على نفس المستوى والنسق الذي أبدعه الشعب المصري في ترجمة آلامه وآماله هو التحدي الحقيقي. إن هذا الشعب الذي تخطى كل صعوبات المرحلة السابقة وتحدياتها عليه أن يستمر على ذات الوتيرة المنجزة السلمية وأن يجدد في أساليب ثوراته وترجمتها إلى واقع ملموس، عليه أن يتجه إلى ثورة العلم والإنتاج ليترجمها إلى سلام ورخاء يجددا الدماء في شرايين مصر التي استمر نزفها الخفي لعقود طويلة....
      الأستاذ الكبير و الأديب المترجم القدير

      حسام الدين مصطفى

      جميل هذا المقال الذي يتحدث و بكل حماس عن الثورة المصرية

      و بورك لها من ثورة

      كل عام و مصر العظيمة بخير

      كل عام و شعبها الأصيل إلى الأمام

      سعدت بالقراءة في هذه الكلمات الوطنية الجميلة

      تقديري و احترامي

      تعليق

      • منيره الفهري
        مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
        • 21-12-2010
        • 9870

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة حسام الدين مصطفى مشاهدة المشاركة
        ثورة الترجمة...
        أشارت التقارير والمصادر-الأجنبية- المتخصصة في صناعة الترجمة أن حجم صناعة الترجمة في العالم خلال العام المنصرم (2011) قد بلغ 24 مليار دولار أمريكي، وتركزت أسواق الترجمة العالمية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين والهند، ولم يأت ذكر العرب أو اللغة العربية إلا في بعض التفاصيل التكميلية التي لا تمثل أي قيم مؤثرة تجدر الإشارة إليها.... وهذا ما يجعلنا نتساءل بداهة أين المترجمون العرب عموما وأين المترجمون المصريون على وجه الخصوص من هذا الفن والعلم الذي تحول خلال العقود الماضية إلى صناعة عالمية تضم قطاعات عديدة وتدر عائدات تنافس أكبر الصناعات والأعمال التقليدية القديمة.
        لقد استطاع التعليم الجامعي في وطننا العربي أن يحقق طفرة كمية في عدد الجامعات التي تضاعفت من (40) جامعة فقط إلى ما يزيد على (400) جامعة خلال أربعين عاماً فقط، وبحسابات بسيطة نجد أن لدينا ما يقترب من نحو 1000 كلية ومعهد معنية بدراسات اللغات والترجمة أي أن هناك ما يزيد على ربع المليون ممن درسوا علوم اللغات والترجمة في هذه الكليات والمعاهد يقذف بهم إلى سوق العمل في قطاع الخدمات اللغوية المختلفة، ويحتل قطاع خدمات الترجمة وحده ثلثي قطاع الخدمات اللغوية الكلي... وإذا ركزنا الحديث على مصر ففي مصر ما يزيد على (40) جامعة تعمل كليات ومعاهد اللغات بها على تخريج ما لا يقل عن (25000 ) خريج سنوياً يتشاركون معزملائهم خريجي كليات ومعاهد اللغات في اللعالم العربي نفس المصير.
        وعودة إلى أرقام الإحصائيات العالمية نجد أن تقارير منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو) قد أشارت إلى أن العرب الذين يتخطى عددهم 300 مليون نسمة يترجمون أقل من 500 كتاب سنوياً، بينما أسبانيا البالغ تعداد سكانها عشر سكان الوطن تترجم أكثر من 10000 كتاب سنوياً أي عشرين ضعفاً مما يترجمه العرب. وبتوزيع عدد الكتب المترجمة خلال عقد على عدد السكان فإن كل مليون عربي يقابلهم أقل من خمسة كتب أما كل مليون أسباني فيقابلهم 1000 كتاب بينما كل مليون مجري يقابلهم 550 كتاب.. وبالطبع فإن هذه الحقائق تعكس الحالة البائسة لواقع الترجمة في عالمنا العربي جملة وفي مصر خاصة... وليس الغرض من تجريد هذا الواقع الأليم إضافة بكائيات جديدة على حال الترجمة العربية وإنما هو توضيح لحقيقة الأمر يمكننا من خلالها أن نقر بضآلة الدور الذي يلعبه المترجم العربي في عالم صناعة الترجمة، ويدفعنا إلى بحث الأسباب وطرح حلول واقعية جذرية وتعمل على تغيير هذا الواقع المحزن الذي تعيشه الترجمة والمترجمون في وطننا العربي.
        إن دراسة الترجمة وممارستها والامتزاج مع أهلها في مختلف بلدان العالم هي عوامل أساسية يمكن الاعتماد عليها عند مناقشة قضية الترجمة العربية، والمقصود بالترجمة العربية هو حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها. إننا إذا نظرنا على واقع خريجي معاهد وكليات اللغات والترجمة في العالم العربي سنجد أن مستويات الخريجين جملة تتسم بالإخفاق والتردي سواء على مستوى فنون ومهارات الترجمة أو القدرات اللغوية للمترجم في اللغة الأم واللغة الأجنبية بل حتى وان اقتصر دور هؤلاء الخريجين على تدريس اللغة الأجنبية التي أمضوا سنوات في دراستها بالجامعة وهذا يعكس حقيقة العجز الذي تعاني منه هذه الكليات والمعاهد فيما يتعلق بالنواحي التطبيقية والمهنية والتدريبية، فصار معظم هذه المؤسسات مجرد معامل لإنتاج من يستطيعون بالكاد التواصل مع غيرهم من أصحاب اللغات الأخرى... وأصبح هؤلاء الخريجون الذين طالما حلموا بنقس اسمائهم كمترجمين على صفحات الكتب ومنافذ المعرفة ضحية لهذه المؤسسات التي أسرفت في تكديس المحتوى الأكاديمي النظري متجاهلة الجزء التطبيقي وممارسات الصنعة ذاتها، وحتى المعاهد التكميلية التي عهدوا إليها استكمال الجزء التدريبي في إطار المنظومة الجامعية أصبحت مجرد صورة جديدة لممارسات عتيقة في إطار اسم جديد...
        إن الناظر –حتى دون تخصص- في جملة المناهج التعليمية في كليات اللغات أو الترجمة ومعاهدها في العالم العربي يجدها (متاهة) معرفية، يصعب على دارس الترجمة أن يجد فيها طريقه بوضوح بين الحقول المعرفية التي يدرسها ويحسب أنها ستعينه عندما ينطلق في مساره المهني بعد التخرج فيصطدم بأن ما أنفق أربع سنوات –على الأقل في دراسته- لم يوفر له إلا أساسيات عامة لم تتعمق به في جوهر العلم أو أسرار الصنعة، وبينما نرى أن خريج كلية الطب لا يسعه العمل إلا في مجال الطب أو مجال آخر شبيه وثيق الصلة بممارسات علوم الطب أو تخصصاته، فإننا نجد أن خريج كلية اللغات أو الترجمة يوجه إلى العمل في أكثر من 15 مجال، وبينما يفرح البعض بظاهر هذا العدد من المجالات المتعددة إلا أنه يكشف عن حقيقة مفزعة وهو انعدام التخصص في هذه الكليات مما جعل المنتج النهائي (الخريج) في مرحلة وسط تصلح أن نقذف به نحو أي مجال ولكن فرصه تضيع عندما يتنافس مع أهل الاختصاص في هذه المجالات، ويجد نفسه حائراً في منتصف طريق... فلا هو قد درس علوم التدريس والتربية كخريجي لغات التربية ليصبح مدرساً مؤهلاً ولا هو درس علوم الصحافة لينافس خريج الإعلام بل لم يدرس التاريخ وأسس الإرشاد السياحي لينافس المرشد السياحي وإن قلت المهارات اللغوية للمرشد السياحي.... فهذه المعاهد والكليات قد جنت على هؤلاء الخريجين فلا هي علمتهم اسس الصناعة وضوابطها وخفاياها ودربتهم على استغلال مهاراتهم اللغوية والمعرفية والشخصية في هذا الحقل، ولا هي دفعتهم نحو كليات أو معاهد أخرى تجعلهم يستثمرون المهارات اللغوية التي اكتسبوها في حقل معرفي تخصصي.
        إن هذا البون الشاسع الذي يفصل بين ما درسه الخريج طوال سنوات الجامعة و واقع سوق العمل بكل محتوياته لا يمكن تجسيره إلا من خلال اهتمام هذه الكليات والمعاهد بتحسين وتطوير وتحديث مدخلاتها الأكاديمية وتعزيز المهارات اللغوية للدارس وإيجاد صياغات تخصصية ضمن منظومة التدريس بالكلية أو المعهد تجعل الدارس قادراً على استخدام مهاراته والاستفادة من المعارف التي اكتسبها في مجال محدد، فالمترجم القادر على ترجمة كل صنوف العلوم والآداب والمعارف هو ضرب من الوهم، والعالم بأسره يتجه نحو المعرفة التخصصية بينما لا تزال كليات ومعاهد الترجمة واللغات تدرس المحتويات اللغوية بصورة عامة يسهل على الطالب الحصول عليها بطرق غير أكاديمية، ويمكن أن يتم هذا التحول نحو التقسيم التخصصي لفنون وعلوم الترجمة وتطبيقها بصورة تدريجية بحيث تقتصر المعارف العامة اللغوية والعلمية على المرحلة الأولى من الدراسة فقط كسنة أو سنتين تمهيديتين ثم يدخل المترجم في مسارات أكاديمية تهتم بالتخصص اللغوي والعلمي والمهاري.... وهذا قد يسهم في حل جزء من المشكلة..
        إلا أن الضرورة والحل الجذري هو الاهتمام بإعداد برامج تدريبية مهنية تسد الفجوة بين الدراسة النظرية و سوق العمل الفعلي وأن يتم إعداد هذه البرامج بواسطة خبراء متمرسين عايشوا صعوبات ومشكلات الترجمة ووقفوا على أساليبها وتقنياتها واختبروا تحدياتها ومعضلاتها وألموا بأدوات صناعتها ومجالاتها وأصول سوق خدماتها ليكملوا بذلك البعد المهني الذي لابد للمترجم من أن يلم به ويتقن من خلاله أصول الصنعة...
        كذلك فلا مناص من التأكيد على ضرورة توحيد جهود هذه الكليات والمعاهد ضمن منظومة قومية تحسن استثمار طاقات الدارسين وقدراتهم البشرية الموزعة في الوطن العربي باسره... وقد كنا نعول على الحكومات والقيادات العربية في الإنتباه إلى هذا الأمر والعمل على تحقيقه وكثيرا ما رفعنا توصيات كثيرة بهذا المعنى إلى الجهات صانعة ومتخذة القرار، ولكن النتيجة التي كانت تتحقق دائماً هي التجاهل وكأن إعمال العقل والامتزاج بالثقافة ونقل العلم إلى شعوبنا خطر يهدد كراسي الحكم وعروش الملك، وهناك مبادرات أحادية سعت إلى تقديم دعم لحركة الترجمة وكنا نرى فيها بارقة أمل قد تسهم في تغيير واقع الترجمة العربية إلا أن بعض هذه المبادرات قد تحول إلى مجرد مظهر من مظاهر الوجاهة الثقافية والبعض تحول إلى خزانة مال لا تفتح إلا للمحسوبين وأهل الحظوة..
        لقد أنشأ رفاعة الطهطاوي أول مدرسة للترجمة في العصر الحديث في عالمنا العربي عام 1835م –منذ أكثر من 175 سنة- وكانت بنية هذه المدرسة وما يدرس فيها تعكس فهماً عميقاً لصناعة الترجمة ودور المترجم واحتياجاته، وكان الطالب يدرس أصول اللغة العربية ، والتركية، و الألمانية والفرنسية و الإنجليزية، و الشريعة الإسلامية، و الخط العربي والخط الأوربي، و الجغرافيا، و التاريخ الطبيعي ـ والرياضيات، وبالنظر إلى هذا المواد التي كانت تدرس في مدرسة الألسن فإننا نلمس الرؤية العميقة التي اتسم بها رفاعة الطهطاوي وفهمه لحقيقة صنعة الترجمة التي تمزج بين علوم اللغة والعلوم التخصصية وهذا لا نجده في كليات ومعاهد الترجمة في عصرنا الحالي رغم ادعائنا بتطور منظومة التعليم الجامعي الأكاديمي، كما أنه قسم مدرسة الترجمة إلى ثلاث أقسام قسم للمترجمين وقسم للمحاسبين وقسم للمحررين الإداريين، كذلك يجب ان ننتبه إلا أن اختيار هذه اللغات والعلوم واتباعه لهذا التقسيم لم يكن عشوائياً بل نتيجة لدراسة متعمقة لاحتياجات المجتمع العربي في هذه الفترة، واستطاع الطهطاوي وتلامذته أن يترجموا نفائس كتب في مختلف العلوم بصورة تفوق ما تم ترجمته من بعدهم.
        ويمكننا أن نلحظ التحول في طبيعة مدرسة الطهطاوي عن تلك المدرسة التي أعيد افتتاحها عام 1959 على أنقاض مدرسة الألسن التي أنشأها الطهطاوي إذا ما راجعنا المواد التي كانت تدرس في هذه الفترة والتي كانت تطبق على طلاب السنوات الأربع هي: اللغة العربية، اللغة الأجنبية الأصلية ( لغة التخصص)، فيلولوجيا لغة التخصص، واللغة الأجنبية الإضافية، و البحوث المكتبية في لغة التخصص، و الثورة العربية والتحول الاشتراكي... مما يعكس الاهتمام بالمهارات اللغوية وحدها وهذا هو المنهج الذي تسير عليه معظم معاهد وكليات اللغات والترجمة في وطننا العربي...
        إنني وإذ كنت قد تناولت الحالة المصرية نموذجاً إلا أن هناك ثمة قواسم مشتركة يتشاركها العرب، لذا فلابد من ثورة ترجمية عربية ثقافية إنسانية، نسعى بها إلى إسقاط القوالب البالية والتحرك نحو إيجاد واقع جديد لصنعة الترجمة في بلداننا العربية، وأن يكون تحركنا هذا قائم على فهم ووعي لطبيعة ورسالة وهدف الترجمة وتقديراً لقيمتها ليس كوعاء تواصلي إنساني فحسب بل ولأنها أداة لصناعة حضارات الإنسان وتطوير حياة البشرية، وهذا الثورة لا صاخبة هادرة غاضبة بل هي عاقلة متزنة منسابة تأخذ روعتها من قيمة وقدر المشاركين فيها ومدى إيمانهم برسالتهم ودورهم في كل المجالات.
        نعم لابد من ثورة ترجمية عربية ثقافية إنسانية،
        نسعى بها إلى إسقاط القوالب البالية والتحرك
        نحو إيجاد واقع جديد لصنعة الترجمة في بلداننا العربية

        و هذا لا يكون إلا بتبادل الخبرات و الجهود و بغيير نظرتنا للترجمة
        فالترجمة إبداع و أدب و تواصل حضارات
        و رسالة علينا تبليغها على أكمل وجه

        كان مقالك هذا قيما مفيدا راقيا
        أستاذنا المترجم و الأديب الكبير
        حسام الدين مصطفى

        احترامي و أجمل تحياتي

        تعليق

        • م.سليمان
          مستشار في الترجمة
          • 18-12-2010
          • 2080

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة حسام الدين مصطفى مشاهدة المشاركة
          ترجمة الثورة...

          نجحت الثورة المصرية الشعبية السلمية التي أطلق شرارتها شباب مصر من ميدان التحرير في الخامس والعشرين من يناير، فسرى لهبها بين جموع الشعب الذي طالما عانى من الظلم والقمع، وخرجت جموع المصريين معلنة ثورتها بعد صبر استمر لعقود طويلة كانت تعزيتهم الوحيدة خلالها أنه ربما يحمل الغد خيراً، وظل أملهم يتضافر مع صبرهم وقناعتهم حتى بلغ فساد الحكم مبلغاً شعروا معه أن كل آمالهم وما دفعوه من حياتهم سيذهب سدى في ظل تجاهل الطغمة الحاكمة لحقوق هذا الشعب وطموحاته وآماله..
          صبر المصريون عقوداً زاد من طولها وقسوة أيامها ما عانوه من تجاهل وجور واستخفاف بكرامتهم وتطلعاتهم بلغ إلى شعورهم بالمهانة وقلة الشأن بين أمم كانت لا تزال تحبوا على طريق التحضر والمدينة أيام كانت مصر هي منارة الحضارة... لذلك وحين بلغ الأمر حداً تخطى كل حدود الاحتمال والصبر الوفير الذي يمتاز به المصريون وحين وصل من أوكل لهم شعب مصر أمر الحكم إلى درجة من الاستهانة بكبرياء هذا الشعب الذي استطاع أن يجلي كل مستعمر أجنبي عن أرضه ليجد نفسه يرزح تحت وطئة استعمار كل الأمم ممثلة في وكلائهم حكام مصر.. كان لابد له أن يثور وأن يرفض أن يتعامل معه حكامه على أنه قطيع لا يملك إلا أن يحمد الله أن تفضل عليه هؤلاء الحكام بتركه يتنفس حتى وإن كان الهواء ملوثاً بمختلف أنواع السموم، وأن منحوهم جحوراً يسكنوا فيها حتى وإن تهاوت هذه الجحور تحت صخور المقطم، وأنهم منحوهم حاويات يتنقلون فيها بين ربوع مصر حتى وإن انتهى الأمر بحرقهم أحياء وتناثرت أشلاؤهم فوق قضبان السكك الحديدية ..
          ولم يشفع للمصريين صبرهم ولا آمالهم البسيطة في غد أفضل عند هؤلاء القساة قلوبهم الذين استفحل شرهم وفسادهم فشكلوا فيما بينهم ثلة ضمت أصحاب المصالح الذين نهبوا خيرات مصر على مر سنين، فأبوا إلا أن يترجموا رؤيتهم لهذا الشعب وكأنه قطيع عديم الهمة وفارغ العقل، فأوعزوا إلى زبانيتهم وجلاديهم ليريقوا دماء شباب مصر وفتياتها على أرض مصر، ولا عجب فلطالما كان هذا هو دأبهم وكان من النادر أن تجد بيتاً مصرياً لم يتعرض احد أفراده للتنكيل وإهدار الكرامة وسوء المعاملة والإجبار على دفع الرشوة.. لكن مصر بأبنائها وبناتها أبوا أن تتناثر دمائهم وتسفك كما سفكت كرامة آبائهم وأجدادهم طوال العقود السابقة، فكان أن جمعهم ميدان التحرير ليصبح هو المرجل الذي تجمعت فيه كل جراحاتهم ومعاناتهم وحلقت فوق ساحته آمالهم وتطلعاتهم، فتعالت هتافاتهم معبرة عن مكنونات صدورهم وجاءت صرخاتهم هادرة "الشعب يريد إسقاط النظام" ذلك النظام الذي كان مجرد تنظيم محكم لنهب خيرات هذا البلد الآمن واستيقافه في آخر صف الأمم، ومع هتافات أبناء وبنات مصر التي دوت منادية بالحرية سالت دماء المصريين ليس على أرض ميدان التحرير فقط وإنما في ميادين مصر في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها... فكانت كل قطرة دم ارتوت بها أرض مصر بمثابة معول يهدم كل جدران الصمت والركون والخوف ويقود الجموع نحو طريق تضيئه شمس الحرية بعد أن اختفت لسنين خلف ستائر الظلم والجور والاستعباد.


          لقد ترجم المصريون كل الأفكار التي طالما اختبأت في صدورهم إلى ثورة ناطقة ملهمة، وكانت الصياغات صادقة معبرة، فوصلت الرسالة واضحة كاملة، ومفادها أن هذا الشعب ما عاد ليقبل بالرضوخ ولن يظل غارقاً في آمال يسعى حاكموه إلى وأدها كلما أزهرت، وجاء معناها لا يحمل أي غموض أو لبس وهو أن هذا الشعب قرر أن تكون مصر له وأنه ما عاد يقبل أن يظل عبداً في ضيعة اسمها مصر يمتلكها أزلام نظام أهلك الحرث والنسل وسعى في الأرض فساداً..
          وجاء نجاح ثورة مصر ليكون ترجمة لإصرار هذا الشعب، وليكون دليلاً على أن مصر لشعبها وليست إقطاعية يتوارثها آل مبارك وزباينتهم.... حتى النجاح ذاته ترجمه المصريون إلى خطوات ملموسة نحو تأسيس دولتهم الجديدة القائمة على حق هذا الشعب في أن ينعم بحريته على أرضه وأن يتمتع بخيرات هذه الأرض التي ضحى بدمه من أجلها... لقد ترجم المصريون كثيراً من المعاني والقيم التي طالما سمعوا عنها لكنهم لم يعايشوها واستطاعوا أن يضعوا في قاموس الإنسانية مفردات جديدة ومعان ذات دلالات خاصة حملت جذورها اسم الثورة المصرية... تلك الثورة البيضاء التي أزاحت واحداً من أقدم النظم الديكتاتورية في العالم دون أن تقع في هوة الاقتتال أو التناحر بين بني الوطن الواحد، ولم يطيحوا برؤوس من ساموا هذا الشعب صنوف الضيم والهوان بل أوكلوهم إلى عدل القانون وعدالة السماء...
          نعم كانت الثورة ترجمة للكثير والكثير من الأفكار والمشاعر والآمال والويلات كلها انطلقت في منظومة تعبيرية لغوية وفعلية وتمت صياغة جملها في ميادين مصر لتنطلق الصرخة واضحة فصيحة... وكان شعب مصر هو المترجم الذي أحيا ألفاظاً كادت أن تندثر وتختفي من محتوى اللغة الشعورية المصرية.... لكن هذا الشعب الذي نجح في ترجمة الصفحات الأولى لسجل عزته وفخاره لا تزال أمامه صفحات أخرى عليه أن يحل طلاسمها، ويتعمق في مضمونها، وينصهر مع معانيها... لا تزال أمام شعبنا مهمة شاقة صعبة، فبالرغم من اجتيازه المدخل الأصلي للحرية وهذا أصعب المراجل إلا أن الاستمرار على نفس المستوى والنسق الذي أبدعه الشعب المصري في ترجمة آلامه وآماله هو التحدي الحقيقي. إن هذا الشعب الذي تخطى كل صعوبات المرحلة السابقة وتحدياتها عليه أن يستمر على ذات الوتيرة المنجزة السلمية وأن يجدد في أساليب ثوراته وترجمتها إلى واقع ملموس، عليه أن يتجه إلى ثورة العلم والإنتاج ليترجمها إلى سلام ورخاء يجددا الدماء في شرايين مصر التي استمر نزفها الخفي لعقود طويلة....
          ***
          بالتأكيد ستكون : ترجمة الثورة :
          1.- ترجمة مرحلة أعراض الثورة من خلال :
          _ تفسير ألفاظ السخط التي تُسمع في الاحتجاجات الشعبية والتي تحدث بعفوية هنا وهناك، وفك رموز ومعاني الخربشات التي تكتب بالطلاء خلسة بالليل على الجدران من طرف الشباب الغاضب.
          2.- ترجمة مرحلة استفحال الثورة من خلال :
          _ تفسير اجتياح الساحات العامة وأعمال النهب والسلب والحرق والتعدّي على الأملاك العامة والخاصّة.
          3.- ترجمة مرحلة ما قبل نهاية الثورة ( لأن الثورات لا تنتهي في عالمنا العربي) من خلال :
          _ تفسير عبارات التهم والتخوين التي تكال لهذا الطرف من ذاك الطرف الآخر في وسائل الإعلام أو على المنابر الحكومية في سعي الجميع إلى اعتلاء الكرسي طمعا في الحصول على نفس الامتيازات التي استأثر بها من كان قبلهم في الحكم والسلطة.
          أ. حسام الدين مصطفى :
          يحلو لي كثيرا أن أسمي هذه الحلقة من مقالك الجيد هذا بـ : "بيان حركة ترجمة الثورة" أو "مقدمة في حركة ترجمة الثورة".
          وشكرا على المجهود المبذول في كتابة هذا المقال الذي جاء في وقته وشكرا جزيلا على عرضه هنا.
          ***
          sigpic

          تعليق

          • خديجة بن عادل
            أديب وكاتب
            • 17-04-2011
            • 2899

            #6
            الأستاذ ؛ حسام الدين مصطفى
            مقال جيد يعد بيان كامل عن الثورة العظيمة
            التي فجرت يوم 25 يناير من طرف الشباب المثقف والواعي المصري
            ولا شك أن المصر مرت ولا تزال تمر بأزمة إقتصادية
            لكن هذا لا يحبط أبدا من عزيمة شعبها وعدم استقرار وخاصة ما يدعى بالبلطجة والحرمية وأنا شاهدت هذا بأم عيني لأنني من مشاركات الثورة ولغاية تنحي الرئيس السآبق حسني مبارك
            وهذه صور من قلب ميدان التحرير في مليونية الترحم على أرواح الشهداء بعد التنحي .








            مقر الحزب محترق








            قلب ميدان التحرير


            http://douja74.blogspot.com


            تعليق

            • هناء عباس
              أديب وكاتب
              • 05-10-2010
              • 1350

              #7
              قال د حسام
              أين المترجمون العرب عموما وأين المترجمون المصريون على وجه الخصوص من هذا الفن والعلم الذي تحول خلال العقود الماضية إلى صناعة عالمية تضم قطاعات عديدة وتدر عائدات تنافس أكبر الصناعات والأعمال التقليدية القديمة؟؟؟؟؟؟

              ________________________________________________
              ألم يكن لهذا الربيع العربي للثورات أثر علي عقل المترجم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
              ألم يكن الشعور بالخوف والإحساس بعدم الامان في الوطن أثر علي عقل المترجم؟؟؟؟؟؟
              ألم يكن لمقتل الشهداء ونزيف الدماء الذي نراه كل يوم يوم أثر علي عقل المترجم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
              ألم يكن لترويع الامنين في بيوتهم وإشعال الحرائق في المنازل السكنية أثر عل عقل المترجم؟؟؟؟؟؟
              ألم يكن للسرقة والنهب والبلطجة وطلقات الرصاص أثر علي عقل المترجم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
              الترجمة فن وإبداع فكيف لهذا المترجم ان يبدع وطلقات الرصاص تنطلق من حوله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
              كيف يفكر و ينقل لغة وثقافة وهو مهدد بإقتحام منزله او مكان عمله لاعمال السرقة والنهب من قبل عناصر إجرامية؟؟؟
              كيف لنا ان نعمل وقد باتت دموع الشهداء علي كل وجه في مصر اثر ما نشاهده هذه الأيام؟
              !!!!!!!!!!
              المترجم إنسان ينفعل مع قضايا عصره ومجتمعه وإنتكاسة الترجمة حلت علينا جميعا بالعام الماضي لعل الله يجعل عامنا هذا افضل مما سلف والله المستعان

              التعديل الأخير تم بواسطة هناء عباس; الساعة 07-02-2012, 11:31.
              يستطيع أي أحمقٍ جعل الأشياء تبدو أكبر وأعقد, لكنك تحتاج إلى عبقري شجاع لجعلها تبدو عكس ذلك.
              هناء عباس
              مترجمة,باحثة,مدربة الترجمة ومناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية,كاتبة

              تعليق

              • ظميان غدير
                مـُستقيل !!
                • 01-12-2007
                • 5369

                #8
                على الثورة ان تكون ثورة في كل مجالات واشكال الحياة
                كي يعم الخير والثورة والفائدة على الجميع
                ولكي لا تنمو الحرية بأجزاء دون أجزاء

                شكرا لك
                نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
                قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
                إني أنادي أخي في إسمكم شبه
                ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

                صالح طه .....ظميان غدير

                تعليق

                • منيره الفهري
                  مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
                  • 21-12-2010
                  • 9870

                  #9
                  الدكتور الكبير أستاذنا حسام الدين مصطفى
                  لا أخفيك أن هذا المقال مازال يثير اعجابي و أجد فيه الكثير من وجهة نظري ( العفو)
                  و لكنها الحقيقة ..مازلت أعود لهذا الموضوع و أستفيد
                  و كم هو شرف لنا ان تكون بيننا و تنمي معارفنا
                  احترامي سيدي

                  تعليق

                  يعمل...
                  X