سفر في جرح "امرأة الحرج" لميساء عباس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رضا الزواوي
    نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
    • 25-10-2009
    • 575

    سفر في جرح "امرأة الحرج" لميساء عباس

    اللوحة الإبداعية:
    =============

    امرأة الحرج

    ورثت عن أمي ..الوداع
    وعن أبي.. الموت
    وعن حبيبي .. المغادرة،
    وعن وطني ..
    علما.. ينتظر من يغرسه في قمة الجبل.
    وهكذا تقاسمني مخرجون أربعة.
    كطفلة مدللة ظننت أنني سأكون بطلة في رواية هذه الحياة
    ولكني أصبحت قبيلة نساء متشحات بالدموع .. وأيّ أنا منهن
    علمني الألم كثيرا وكشف لي باطنية الحياة وأسرارا وددت لو لم أعرفها .
    والمجتمع بين النافذة والشرفة ..كان لا يتوانى عن رش رذاذه علي كلما وددت أن أنطق وأعبر
    فسرت بهودجه ..طفلة كي أبوح بمشاعري
    فالمرأة ممنوعة من الصرف والحب مازال وشاية .والحرية استرجالا . والطموح فنونا من الجنون
    لم أستطع أن أعشق .وقلبي ..صرّة ممنوعات وكل شيء في هذه الحياة بات لي عورة وعيبا
    الخوف منقوش في دمي؛ فكيف سأحبك "ياحبيبا زرت يوما أيكه"، ومازالت إطلالته مشهدا بالأسود والأبيض يذكرني بأول الحياة عندما ظننت أنني سأفوز بي؟!
    ولم أستطع أن أحب
    كيف... وأنا تعلمت أن أكظم مشاعري؟!
    كيف سأقول اشتقت إليك ياحبيبا كان حزنه أشد من هلال؟!
    سرت ..كناي مريض وعلى ظهري حطب كثير من الوصايا ...
    إن تزوجت عليك أن تكوني ربّة مطبخ فباب الرجل معدته،
    وأن تكوني أنيقة فرحة...
    عليك أن تبديَ الحب والمشاعر الجميلة المضمخة بالإعجاب حتى لا يبحث عنها خارج البيت، وأن توافقيه في رأيه ليشعر برجولته..وأن تمطريه بشتلة أطفال يعلقونه بك، وأن...وأن...
    يغصّ حبر صرّتي عن البوح؛ فأنا ابنة مجتمع كله همزات...
    واتضح أنها المعجزة أن أصنع مسلسلا مدبلجا بمئات الحلقات
    وأن أصنع بطلها بل أوهمه أنه بطلها؛ لأتخفى أنا ..وراء الكواليس
    وحتى لو أحببت هذا البطل لن تخرج مني كلمة حب، أوتصرف جميل مادامت روحي مغلفة بالوصايا، وما دام الرجل بحاجة لأن أبني له عرشا من قش الأوهام...
    ومن أين لي هذا ؟!
    وأنا المنفصمة قبيلة نساء لم نتفق على وحدة مصير واختلفنا وجهات عشق
    ومن هذا الرجل الموقوت الذي سأرتبط به؛ حتى أبدأ من أول يوم من زفافي ..أزف العدّ التنازلي لرجل .. قنبلة موقوتة .
    كانت تناورني.. في اللوحات الحرجة من حياتي..أغنية لفيروز ( الله معك يا هوانا )
    لابد أن المخرج الكبير كان يرسلها إلي عند أوهن خيوطي.
    مضت السنون ..وأنا بين مد وجزر أمواج بحر تتلاطم
    ولم أصل ..
    المعادلة مستحيلة الحل ..
    استعرت الليالي .أجمع ..وأحصي ..أطرح وأحصي .النتيجة صفر .. لااااااااا حبيب
    ذات يوم حرج ..تسللت أغنية لفيروز غير التي اعتدتها ( ياقلبي لا تتعب قلبك )
    وفتح الباب .. .هلوست ..لا بد أنّ المخرج الكبير اقتحم القدر بمعجزة
    عيناي غرغرت على الباب
    وكاااااان ..المساء
    نسمة مسروقة هربت من الفراغ حركت بكاحلها بابي
    دخل المساء مشمّرا ساقيه
    أجمع وأحصي أطرح وأحصي .. لا حبيب
    أطفأت النور ..
    أشعلت شمعتين كعيد الحب
    استعرت حبيبا من خيالي
    رفعت كأسي بابتسامة بلون الشفق
    كأنها فرّت من رواية جديدة
    وقلت للفراغ:
    -كأسك حبيبي!


    الرؤية النقدية:
    ==========


    قبل البدء:

    في رحلة مع الذاكرة استوقفتني تأملات في نص مترع بالألم منها ما نثرته سابقا، ومنها ما استلقى على جدار ذاكرتي يحصي أنفاس بطولة وهمية لامرأة الجرح الغائر في "الأنا" القابع فيها، تلك البطلة الورقية التي عجز مخرجو لوحتها عن توجيهها؛ فحلقت خارج النص في رحلة عبر "قارات" أملها، ومحيطات ألمها...
    ها أني أجمع ما تشتت منها في رؤية قد تضيء جانبا من نص نال "حضوة" من قبل وأرجو ألا أكون أثقل على صاحبته بالرجوع إليه، وعلى القراء بالسياحة فيه!

    وفي البدء:
    =======

    نحن أمام لوحة تجاذبتها صرخة أنثى ما بين صمت، وصوت، أخذتنا فيها آهة ممزوجة بدمعة عبر مسار ذاتي خارجي، لم تهتم فيها الكاتبة بشكل الكتابة، وإطارها بقدر اهتمامها بنثر "خرزات" من عقد الحزن المنطلق من مستودع "نكباتها"!
    امرأة ...الحرج: قصة مأساة امرأة الظل، قصة مأساة نفس بائسة يائسة!
    تلك هي قصة بطلتنا هذه التي سنتناولها بفقرات كفقرات ظهورنا نلقيها لنقصم ظهر حقيقة كانت ولا تزال بين ظهرانينا!

    (ورثت عن أمي ..الوداع
    وعن أبي.. الموت
    وعن حبيبي .. المغادرة
    وعن وطني ..
    علما.. ينتظر من يغرسه قمة الجبل )

    هل سمعتم عن ميراث القوس في ساحة النزال؟
    وهل سمعتم عن غضب فارق سورته عند سفحه!
    وهل سمعتم عن صمت ينطق لما يسكن حنجرة صوته؟
    إذا التقى الحنين بالوداع، واختفى الحبيب في جذاذة المغادرة!
    حينها قد ترى علما يرفرف فوق قمة يبكي أبا غرسه بحلمه
    هكذا تبدأ البطلة مغازلتنا؛ لنبحر بما تيسر لنا من "مراكب" و"مجاديف" داخل "همومها"!

    (وهكذا تقاسمني مخرجون أربعة )

    بعد تناثرها ، وتبعثر صورتها بين عدسات مخرجيها، نراها تتساءل عن كنهها، فالجميع تقاسم رؤاها، حد التعدد فيهم، والتوحد في تشتتها، فاجتماع الأكلة قسم القصعة، ولما نفضوا عنها أطراف نهمهم وجدت نفسها الوحيدة المتعددة المفرغة من حلمها، المشبعة بتساؤلها، في وحدة مضللة، كسراب بقيعة، لذلك وجدت نفسها:

    (كطفلة مدللة ظننت أنني سأكون بطلة في رواية هذه الحياة)

    بعض الظن ألم يحفر في قاع الذاكرة المتعبة...
    بوجود "مخرجين أربعة" ظنت أن دور البطولة لن يتجاوزها، وهو في الحقيقة لم يفارقها، لكنّ مفهومها عن البطولة اختلف عن رؤية مخرجيها!

    (ظننت أني سأكون...)

    وقد كانت بطلة من ألم، فالظنّ هنا التحف بمعنى اليقين المؤجل الذي رافق الظن، واتسع في ضيقها حتى انسلخ عن أملها...

    (ولكني أصبحت قبيلة نساء متشحات بالدموع .. وأيّ أنا منهن)

    امرأة الحرج... امرأة متمددة، متعددة، تختزل داخلها "قبيلة نساء"، وهي إذ تنطلق من ذاتها لا تذوب فيها، وإنما تحلق عبرها خارجها؛ لتؤوب إليها محملة بغيوم أخريات تسوقها رياح تسبي "نكستها"!
    ما بين الآخر-المجتمع-الأمل، والأنا-النفس-الأمل تجد نفسها داخل قفص طفولتها بحثا عن الحرية، والانطلاق بعيدا عن عالم الأقفاص، والقيود:

    (فسرت بهودجه ..طفلة كي أبوح بمشاعري )

    بعد الالتحاف بالرموز قليلا تنتقل إلى المباشرة المغلفة بصور تبتعد قليلا لكنها تعود محملة بألم طفولتها المحشورة في حاضرها كصوت ضائع بين اللهاة والحنجرة!

    (فالمرأة ممنوعة من الصرف والحب مازال وشاية.والحرية استرجالا .والطموح فنونا من الجنون...
    لم أستطع أن أعشق .وقلبي ..صرّة ممنوعات، وكل شيء في هذه الحياة بات لي عورة وعيبا
    الخوف منقوش في دمي)

    نسترسل قليلا مع التقارير "شبه الأمنية" عن امرأة خارج إطارها، داخل مدارها المنهك؛ فتنكشف أنوار من جوانب نفسها القاتمة: امرأة ممنوعة من الجريان في نهر الحياة، بل ممنوعة من الخفقان، ممنوعة من كسر نوافذ الطاعة، ممنوعة من النوم قبل حرق بوادر اليقظة!!!
    ممنوعة من كسر الحواجز العالقة بين أسنان الواقع الأليم وجدران اليأس الممدة في شرايين امرأة الحرج المستحيل!

    (لم أستطع أن أعشق .وقلبي ..صرّة ممنوعات) (ولم أستطع أن أحب ) (تعلمت أن أكظم مشاعري )

    رويدا رويدا تأخذنا إلى عالمها حيث تركب الظنون أحلامها، لتجد نفسها مرتعا لآلام قدمت لها على طبق صرعت فيه ألوان الحياة سوادها، طبق فاز به حامل حلمها، وتلاشت فيه أسئلتها حتى أنها تاهت عن طريق هي التي رسمته لكن مشاعرها المكبوتة سرعان ما محته!
    ما أشد أن تعجز عن قول: أحبك والحب يلفك ويلتحف بك!

    (سرت ..كناي مريض وعلى ظهري حطب كثير من الوصايا ...)

    بعد الحرمان من الحب يأتي العذاب!
    ووصايا العسر، وصايا العصر، وصايا القهر، تبدأ الأوامر من بوابة القفص: كلي واشربي ولا تسرفي في أحلامك، نظفي الأسلاك لتنعمي بأشعة شمس ستنفذ قبل أن تنفدي!
    هدهدي أنوثتك على أعتاب ذكورته، فأنت مختزلة يا "صغيرتي" في "بطن امرأة" "كبيرة"
    ...
    وتواصل "امرأة الحرج" تقديم "أوراق اعتمادها" كسفيرة "فوق العادة" للألم، والتشظي، ثم تذكرنا بتلميحاتها بكلمات نزار قباني عن الرجل الشرقي الذي لا يرضى بغير أدوار البطولة، وتبرز لنا بقية المأساة، بتواصل التمثيل، واستمرار مسرحية الذوبان في صنم أعد لتذبح على أعتابه، قربانا على بابه،:

    (فأنا ابنة مجتمع كله همزات
    واتضح أنها المعجزة أن أصنع مسلسلا مدبلجا بمئات الحلقات
    وأن أصنع بطلها بل أوهمه أنه بطلها
    لأتخفى أنا ..وراء الكواليس
    وحتى لو أحببت هذا البطل
    لن تخرج مني كلمة حب أوتصرف جميل مادامت روحي مغلفة بالوصايا
    ومادام الرجل بحاجة لأن أبني له عرشا من قش الأوهام)


    وأمام تموجات المشاعر، وترنحها تحت وقع الواقع القاتم المتشح بغبار ماضيها تجد نفسها متعلقة بمتكلم غائب يدفئها ببرودته، وهذا ما جعل "هواها" يمتطي صهوة رؤاها؛ لتكون "فيروز" المرأة-الحلم المتهادية من حضن الصمت الموجع فيها:

    (كانت تناورني.. في اللوحات الحرجة من حياتي..أغنية لفيروز "الله معك يا هوانا")

    ثم تبدأ رحلة العذاب مع الحبيب الوهمي، "الرجل الموقوت" كما حلا لها أن تسميه: موقوت لحزنها، موقوت لحربها، موقوت لحملها، موقوت لسن حد السكين ليحسن وأدها!
    ويبقى ماسك خيوطها ذلك المخرج الذكر، وكأنه مكتوب عليها أن تتلاطمها أقدام تنز رائحة العفن منها!

    (ومن هذا الرجل الموقوت الذي سأرتبط به
    حتى أبدأ من أول يوم من زفافي ..لأزف العدّ التنازلي لرجل .. قنبلة موقوتة.)

    لعلّ شدة الوجع فككت مفاصل الجمل، وقصت أجنحة العبارة؛ فبدت كلماتها غير مترابطة، مترنحة، تحتاج إلى اتزان لتستقرّ في مرافئها!

    (استعرت الليالي .أجمع ..وأحصي ..أطرح وأحصي .النتيجة صفرا .. لااااااااا حبيب)

    فجأة تبدأ الحسابات: الخاسر هو من يحسب أكثر، وهي الخاسرة الكبرى حسابات بطرق وعرة، ومسالك مقفرة، والناتج دائرة مفرغة، فوهة حاضر، وقعر ماض، وقاع مستقبل، كل ذلك تحت مرأى ومسمع الأبطال، داخل قفصها، وخارجه!!!
    وأمام برود الواقع حولها، تعود ثانية لعالم الخيال، وإلى فرن ذاكرتها الموجع، إلى "فيروزها" وأنغامها الملامسة لوجعها، لنبض أتعب قلبها:

    (ذات يوم حرج ..تسللت أغنية لفيروز غير التي اعتدتها "ياقلبي لا تتعب قلبك")

    ثم يبدأ الأمر أكثر تعقيدا فتتساوق معه اللغة، تبدأ التخيلات فتتناثر الصور الجميلة فجأة لتزيد النص ألقا

    (غرغرت عيناي) (المساء نسمة مسروقة...حركت بكاحلها بابي) (دخل المساء مشمرا...)

    بدأت الوحدة تنساب منها لتحل محلها قتامة الواقع الجديد، يبدأ المساء ينسل داخل أوردة الفراغ المسيطر على جنبات نفسها:

    (كاااااان ..المساء
    نسمة مسروقة هربت من الفراغ حركت بكاحلها بابي
    دخل المساء مشمّرا ساقيه)


    فجأة تهرب بنا من تسلسل مأساوي إلى قصة انتظار غائب لن يأتي
    قصة وحدة مستمرة تحاول أن تكسرها بمسرحية داخل حلقات مسلسلها بعيدا عن أعين مخرجها!

    (استعرت حبيبا من خيالي
    رفعت كأسي بابتسامة بلون الشفق
    كأنها فرّت من رواية جديدة
    وقلت للفراغ ..
    كأسك
    حبيبي)

    تستعير "كومبارس" وهو حبيب الخيال لتنطقه ما تشاء، وتلبسه ما تشاء، وتلقنه ما تشاء، وتجعله يسمعها ما تريد، ويسافر بها إلى عالم يحكمه الفراغ: فراغ الحقيقة، فراغ الواقع، فراغ أسدل على أحلامها ستارا قبل انتهاء مسرحيتها المضكخة بألم خيالها القابع في أحلامها المنهكة!
    امرأة من فراغ، منتفخة بأمنيات تحيط به إبر واقع يسلبها الحضور، ويلقي بها في قعر السواد، ومن شدة وقع حوافر ذاكرتها الجامحة يذوب ضميرها داخل ضمير المخاطب؛ فتنسى ذاتها، وتختلط رؤاها بعتمة واقعها، فتحتفل بمخاطبها داخل فراغ ذاتها:

    (وقلت للفراغ ..
    كأسك
    حبيبي)

    لم يستطع المخرجون الأحياء منهم، والأموات بكل حنكتهم، وخبراتهم، ودهائهم أن يقدموا لها بطلا مناسبا فما كان عليها سوى صنع بطل من سراب، من خيال، لتشرب معه هواء ليزداد عقلها انتفاخا، وقلبها اتساعا لحبيب قد يأتي يوما؛ لتعيد خاتمتها، وأظنها بعد أن أفرغت ما في كأسها تناهت إلى سمعها كلمات أغنية زلزلت فراغها:

    ... لو أني أعلم خاتمتي ما كنت بدأت...

    أما أنا فقد كنت أعلم خاتمة هذه المأساة، لكني بدأتها، وأرجو أن أكون قد وفقت في التسلل داخلها، والخروج منها بما يضيء أحد "جنباتها"!

    خـتـامــا:
    ======

    وبعد هذا السفر الحالم في لوحة المبدعة ميساء عباس وجدتني أردد:

    ما أروع أن نتقاسم الأحزان مع قلب ينبض حرقة؛ فنلتقط نبضا وارفا، دافئا يسوق غيمة تحمل غيثا!

    [frame="15 98"]
    لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
    وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

    [/frame]
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    #2
    شكرا أستاذ رضا على هذا الجهد الكبير
    النص يستحق التفاتتك المميّزة.

    فائق التقدير
    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

    تعليق

    • رضا الزواوي
      نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
      • 25-10-2009
      • 575

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
      شكرا أستاذ رضا على هذا الجهد الكبير
      النص يستحق التفاتتك المميّزة.

      فائق التقدير
      شكرا لمرورك.
      دمت بخير،
      مع تحياتي.
      رضا
      [frame="15 98"]
      لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
      وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

      [/frame]

      تعليق

      يعمل...
      X