تبدو على الرغم / محمد ثلجي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد ثلجي
    أديب وكاتب
    • 01-04-2008
    • 1607

    تبدو على الرغم / محمد ثلجي

    تبدو على الرغم

    كثيرةٌ قاطرات الحزن في لغتي
    تبدو على الرغم من صمتي وتوريتي
    كثيرةٌ ..
    ما بها تجتازني عوضاً
    عن ذلك الشارع المبنيِّ من سعةِ
    في صحبة الموتِ أذوي
    كلما اقتربت هزيمتي
    وتفشّى ضعف تجربتي
    فلست آمن لي .. رؤياي خاوية
    على عروش الهوى العذريِّ يا أبتي
    كم كوكباً سأرى حتى أكون أنا
    ذاتاً لذاتي
    وألوي قاب صومعتي
    كأنني وحميّا الشعر من جهةٍ
    ولاعج الهجر والتعذيب
    من جهة
    لا ماء في الغيم ،
    لا غيمٌ يظللني
    ولا شقوق تقيني حرَّ أمنيتي
    أغلقت نفسي
    على نفسي فحرّرني
    دمي الموزّع من إبريق موهبتي
    ملامح الليل
    تبدي سوءتي قطعا
    وفي الكؤوس يصبّ السّاق أغنيتي
    كأنما وجبات الشك أبلعها
    بعض على طبق ,
    كلّ على حدة
    تُرَى أيُبْدِعُ مِثلي في قصائده
    يوماً ,
    وثمة نزف من مخيلتي
    وهلْ سَيشعُرُ منْ
    تغويه أحرفها
    بِحَرَّها
    وَوَجيبِ الصمت في لغتي
    إن كنت آعلم أن لن تستبيح دمي
    إني لفي حذر منها على شفتي
    مرّت ثلاثون !!
    أم كانت معلّقةً
    رؤى الشقيِّ بأوراقٍ ومحبرةِ
    لعلّها تتوارى خلفَ أعمـــــــدةٍ
    من الشعور طرياً بعدُ لم يَمُتِ
    أمشي خفيفاً بأبعادٍ
    ممــــــــــوهةٍ
    في حيّز الصمتِ أو
    في لفح هاجرة
    ماضٍ
    وراحلتي من حملها انكفأت
    وفي الحِراكِ ذوت
    روحي وأمتعتي
    فاسّاقط العمر في الأيام وانحسرت
    ذاتي
    وأوهام تحت قبعتي
    وضقت ذرعا بأشواق مشرعة
    وقبّرات على شبّاك مكتبتي
    كم يلزم الامر حتى
    ينجلي ثقلي
    وتخرج الروح من ضيق
    الى سعة
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد ثلجي; الساعة 24-01-2013, 19:58. سبب آخر: تنسيق
    ***
    إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
    يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
    كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
    أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
    وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
    قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
    يساوى قتيلاً بقابرهِ
  • فجر عبد الله
    ناقدة وإعلامية
    • 02-11-2008
    • 661

    #2


    تبدو على الرغم
    عنوان يستنطقه القارئ بمجرد قراءته .. فهو يطرح تساؤلا لتكتمل فكرة العنوان ..
    تبدو على الرغم من ماذا ياشاعر ؟
    أجد الأخ الشاعر والناقد محمد ثلجي قد نجح ببراعة في جعل العنوان كما لغز بدأ به قصيدته
    ليجعل القارئ يطرح تساؤلات كي يلج للقصيدة ويكتشف فيها الجواب

    تبدو على الرغم .. على الرغم من ماذا ؟
    لتهمس القصيدة بشجن وأحزان تتدلى من قوافيها

    بدأ القصيدة بكلمة " كثيرة " ياه على هذه الكثرة التي تعجّ بها جنبات القصيدة .. فهو لم يمهل القارئ ليسترسل ويكتشف ما تلكم الكثرة ..
    بل عرفها بسرعة وكأنها يريد التخص من ثقلها .. وقال مباشرة :

    " كثيرة قاطرات الحزن في لغتي "

    وكأن لغته قطار يسير به إلى عوالم الشعر ليرسم بكلماتها ما في أعماقه من حزن وأسى
    قاطرات الحزن كثيرة في قطار لغته ..
    وفي البيت الثاني يجيب الشاعر على السؤال الذي كان متخفيا في عنوان القصيدة ليقول

    " تبدو على الرغم من صمتي وتوريتي "

    على الرغم من الصمت الذي يلفّ الشاعر فأحزانه تتحدث بدلا عنه .. قطار لغته مليء بقاطرات تكتظ بالأحزان
    الصمت هنا عازل وستار يخفي هذه الأحزان التي تستّرت بدورها في قاطرات اللغة
    ويتساءل الشاعر والحيرة تغلّف السؤال

    كثيرةٌ .. ما بها تجتازني عوضاً
    عن ذلك الشارع المبنيِّ من سعةِ

    مابها قطارات الحزن الكثيرة تجتازه وقد استعاضت به عن ذلك الشارع الواسع المبني بنية تحية كبيرة تسع كثرة تلك القاطرات ؟!
    الشاعر وصف القاطرات بالعناد والمؤامرة .. فكأنها تفعل هذا عمدا فهي قد تركت الشارع الكبيرالمبني بنية قوية واسعة تسع كثرة القطارات .. وجاءت لطريقه كي تسلكه .. وتأبى هذه القاطرات المليئة بالحزن إلا أن تجتاز طريقه هو

    وهنا نتساءل لم َ الشاعر استعمل كلمة الشارع مع أن القاطرات تسلك سكة القطار ..؟!
    القاطرات هي عربات القطار .. إذاً كيف تسلك القاطرات الشارع ؟
    الشاعر هنا استعمل وصفا - الشارع - لا يتماشى مع وظيفة العربات .. ليقول أن القاطرات لم تعاند ولم تسلك طريقا خطأ ..
    هي سلكت الطريق الصحيح .. طريقه أو سكة قطار لغته هي المكان الصحيح لتسير عليه القاطرات الملأى بالأحزان
    فهو قد استعمل تقنية الضدية – الشارع ، القاطرات – ليمني نفسه أن لغته ليست حزينة ولا يجب أن تكون بل هناك خطأ ما وخلل ما جعل القاطرات تغفل وتترك الشارع لتسلك طريقه .. استغراب ودهشة مع أنه يعرف الحقيقة .. حقيقة أنه فعلا القاطرات الكثيرة المليئة بالحزن تنتمي لبيئة وتقنية وعالم لغته

    في صحّة الموتِ أذوي كلما اقتربت
    هزيمتي وتفشّى ضعف تجربتي

    في صحة الموت يذبل وينشف كلما اقتربت هزيمته وتفشى ضعف تجربته
    نجد كلمة الصحة ضد كلمة الموت .. الصحة تعني الحياة والقوة والموت هو الفناء والزوال والعدم .. الشاعر تفنّن في هذا البيت
    ورسمه بإبداع متقن .. الغرابة وظفها بإتقان تام .. فكما يقول د. شاكر عبد الحميد في كتاب حول مصطلح الغرابة في الأدب
    " يكمن جوهر الغرابة في الحياة وفي الفن وفي الأدب في تلك العلاقة التي توجد بين الحياة والموت ...."
    وأجد هنا أن الشاعر استعمل تقنية الغرابة ورسم ملامحها على تقاسيم هذا البيت بإبداع رائع
    إذ كيف للموت أن تكون له صحة أوَ مرض وهو العدم بعينه وانقضاء الحياة والزوال ..!!

    الشاعر استنبط من العدم حياة .. وجعل للموت صحة يذوي إليها .. يذوي إلى صحة الموت يذبل في صحة الموت وليس يذبل في الموت ..
    فرغم ذبوله وجفافه يحيا بصحة الموت .. لم يجعل الموت والذّويّ يجتمعان عليه حين تقترب هزيمته وضعف تجربته ..
    كي لا يستسلم للموت – الأنا – عنده قوية ترفض الاستسلام وترفض الموت

    الشاعر الأخ محمد ثلجي هنا أراد أن يبرهن أنه رغم ذبوله وجفافه لا يموت حين تقترب منه الهزيمة .. والهزيمة كلمة تدل
    على أن صراعا ما كان هناك أو معركة .. هناك منتصر ومهزوم .. حين تقترب الهزيمة وضعف التجربة لتبتلعه يذوي إلى صحة الموت
    .. يقتبس من الموت حياةَ وهنا ترفرف راية الأمل والتفاؤل والصمود ليكون هو المنتصر لا المنهزم ..
    ينتصر رغم كل الموت الذي يحيط به .. والهزيمة التي تكاد تودي به إلى هاوية العدم

    فلست آمن لي .. رؤياي خاوية
    على عروش الهوى العذريِّ يا أبتي
    كم كوكباً سأرى حتى أكون أنا
    ذاتاً لذاتي وألوي قاب صومعتي
    كأنني وحميّا الشعر من جهةٍ
    ولاعج الهجر والتعذيب من جهة
    لا ماء في الغيم ، لا غيمٌ يظللني
    ولا شقوق تقيني حرَّ أمنيتي

    حيرة وتيه تشدّ بحبالها القاطرات كي تبقى في سكة الشاعر .. فهو لا يأمن لذاته لأن رؤاه خاوية على عروش الهوى ..
    لا رؤى عنده حين يتعلق الأمر بالحب العذري ..يخاف ويسأل أباه كم من كوكب سيراه ليكون ذاته ليكون هو ..
    والكواكب هنا التجارب .. عوالم التجارب التي مرّ بها وقد استعمل الشاعر كلمة الكواكب لتدلّ على كثرة تلك التجارب وتنوعها
    ومسافات البعد ما بينها .. كم من الكواكب أقصد من التجارب في الهوى العذري لابد أن يراها أو يعيشها كي يكتشف نفسه ..
    وهنا إشارة منه على أنه لم يجد تلك التي تكون ذاته وعالمه ويستقرّ في كوكبها .. وتهنئ لغته ..

    حمياّ الشعر وولاعج الهجر اجتمعت لتعذيبه .. فلا ماء في الغيم ليطفئ حرارة العذاب بل لا غيم هناك يظلله .. غير شمس العذاب تحرقه ..
    فهاهو قد أغلق على نفسه في نفسه ليجد في أعماقه إبريق موهبته – الشعرية ، اللغوية – لتطفئ الحريق الذي تسببت فيه
    تلكم التجارب والهزائم والذبول .. ها هو إبريق موهبته يسقي ذاته لتعود للحياة
    لتعود لغته بدورها للحياة .. موهبته الشعرية هي الملاذ وهي الغمام الذي يهمي عليه بسقيا ذاته

    الأخ الفاضل الشاعر والناقد محمد ثلجي تقبل مروري السريع على وارفتك
    عنوان رائع وقصيدة أروع تقول الكثير
    تقديري

    تعليق

    • زياد بنجر
      مستشار أدبي
      شاعر
      • 07-04-2008
      • 3671

      #3
      شاعرنا الرّائع " محمد ثلجي "
      رائعة بديعة يا شاعرنا و قصيدة نجمع أطياف الحسن
      شاعريّة و عمق و انسياب و بوحٌ رقيق
      لا فضّ فوك شاعرنا و تثبّت القصيدة
      تحيّاتي و إعجابي و خالص الودّ
      لا إلهَ إلاَّ الله

      تعليق

      • آمال محمد
        رئيس ملتقى قصيدة النثر
        • 19-08-2011
        • 4507

        #4
        روعة تنساب بهدوء
        تعلن الشعر على الورق
        وقلب اللغة يفوح أزهارا
        تتفتح وبلا تكلف



        أستاذ محمد
        تقديري واحترامي

        تعليق

        • آسيا رحاحليه
          أديب وكاتب
          • 08-09-2009
          • 7182

          #5
          أغلقت نفسي على نفسي فحرّرني
          دمي الموزّع من إبريق موهبتي

          لم أجد فيها بيتا أجمل من آخر و لكن البيت أعلاه فغر فمي دهشة .
          لا جدوى . لن نستطيع الهرب . لن نتمكّن من إغلاق النفس علينا أو العالم
          لأنّ الموهبة تحاصرنا... و تحرّرنا في نفس الوقت ..
          يا للتناقض الجميل ..حصار و حرية !
          رائعة هذه القصيدة .
          شكرا لأنّك جمّلت صباحي.
          تقديري
          .
          يظن الناس بي خيرا و إنّي
          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

          تعليق

          • ظميان غدير
            مـُستقيل !!
            • 01-12-2007
            • 5369

            #6
            محمد ثلجي

            قصيدة من أروع ما يكون الشعور
            روعة تصاوير وروعة مشاعر ووجدان تائه مبعثر بين السنين والامنيات
            مرّت الثلاثون ولكن سيبقى قلبك شاعرا مبدعا
            نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
            قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
            إني أنادي أخي في إسمكم شبه
            ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

            صالح طه .....ظميان غدير

            تعليق

            • عبير هلال
              أميرة الرومانسية
              • 23-06-2007
              • 6758

              #7
              الشاعر القدير

              محمد ثلجي

              لله درك من شاعر

              أصفق لك بحرارة على هذه الرائعة..

              تقبل مروري المتواضع

              لك مني أرق تحياتي

              أمنيتي لك من ابداع لآخر
              sigpic

              تعليق

              • محمد ثلجي
                أديب وكاتب
                • 01-04-2008
                • 1607

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة فجر عبد الله مشاهدة المشاركة

                تبدو على الرغم
                عنوان يستنطقه القارئ بمجرد قراءته .. فهو يطرح تساؤلا لتكتمل فكرة العنوان ..
                تبدو على الرغم من ماذا ياشاعر ؟
                أجد الأخ الشاعر والناقد محمد ثلجي قد نجح ببراعة في جعل العنوان كما لغز بدأ به قصيدته
                ليجعل القارئ يطرح تساؤلات كي يلج للقصيدة ويكتشف فيها الجواب

                تبدو على الرغم .. على الرغم من ماذا ؟
                لتهمس القصيدة بشجن وأحزان تتدلى من قوافيها

                بدأ القصيدة بكلمة " كثيرة " ياه على هذه الكثرة التي تعجّ بها جنبات القصيدة .. فهو لم يمهل القارئ ليسترسل ويكتشف ما تلكم الكثرة ..
                بل عرفها بسرعة وكأنها يريد التخص من ثقلها .. وقال مباشرة :

                " كثيرة قاطرات الحزن في لغتي "

                وكأن لغته قطار يسير به إلى عوالم الشعر ليرسم بكلماتها ما في أعماقه من حزن وأسى
                قاطرات الحزن كثيرة في قطار لغته ..
                وفي البيت الثاني يجيب الشاعر على السؤال الذي كان متخفيا في عنوان القصيدة ليقول

                " تبدو على الرغم من صمتي وتوريتي "

                على الرغم من الصمت الذي يلفّ الشاعر فأحزانه تتحدث بدلا عنه .. قطار لغته مليء بقاطرات تكتظ بالأحزان
                الصمت هنا عازل وستار يخفي هذه الأحزان التي تستّرت بدورها في قاطرات اللغة
                ويتساءل الشاعر والحيرة تغلّف السؤال

                كثيرةٌ .. ما بها تجتازني عوضاً
                عن ذلك الشارع المبنيِّ من سعةِ

                مابها قطارات الحزن الكثيرة تجتازه وقد استعاضت به عن ذلك الشارع الواسع المبني بنية تحية كبيرة تسع كثرة تلك القاطرات ؟!
                الشاعر وصف القاطرات بالعناد والمؤامرة .. فكأنها تفعل هذا عمدا فهي قد تركت الشارع الكبيرالمبني بنية قوية واسعة تسع كثرة القطارات .. وجاءت لطريقه كي تسلكه .. وتأبى هذه القاطرات المليئة بالحزن إلا أن تجتاز طريقه هو

                وهنا نتساءل لم َ الشاعر استعمل كلمة الشارع مع أن القاطرات تسلك سكة القطار ..؟!
                القاطرات هي عربات القطار .. إذاً كيف تسلك القاطرات الشارع ؟
                الشاعر هنا استعمل وصفا - الشارع - لا يتماشى مع وظيفة العربات .. ليقول أن القاطرات لم تعاند ولم تسلك طريقا خطأ ..
                هي سلكت الطريق الصحيح .. طريقه أو سكة قطار لغته هي المكان الصحيح لتسير عليه القاطرات الملأى بالأحزان
                فهو قد استعمل تقنية الضدية – الشارع ، القاطرات – ليمني نفسه أن لغته ليست حزينة ولا يجب أن تكون بل هناك خطأ ما وخلل ما جعل القاطرات تغفل وتترك الشارع لتسلك طريقه .. استغراب ودهشة مع أنه يعرف الحقيقة .. حقيقة أنه فعلا القاطرات الكثيرة المليئة بالحزن تنتمي لبيئة وتقنية وعالم لغته

                في صحّة الموتِ أذوي كلما اقتربت
                هزيمتي وتفشّى ضعف تجربتي

                في صحة الموت يذبل وينشف كلما اقتربت هزيمته وتفشى ضعف تجربته
                نجد كلمة الصحة ضد كلمة الموت .. الصحة تعني الحياة والقوة والموت هو الفناء والزوال والعدم .. الشاعر تفنّن في هذا البيت
                ورسمه بإبداع متقن .. الغرابة وظفها بإتقان تام .. فكما يقول د. شاكر عبد الحميد في كتاب حول مصطلح الغرابة في الأدب
                " يكمن جوهر الغرابة في الحياة وفي الفن وفي الأدب في تلك العلاقة التي توجد بين الحياة والموت ...."
                وأجد هنا أن الشاعر استعمل تقنية الغرابة ورسم ملامحها على تقاسيم هذا البيت بإبداع رائع
                إذ كيف للموت أن تكون له صحة أوَ مرض وهو العدم بعينه وانقضاء الحياة والزوال ..!!

                الشاعر استنبط من العدم حياة .. وجعل للموت صحة يذوي إليها .. يذوي إلى صحة الموت يذبل في صحة الموت وليس يذبل في الموت ..
                فرغم ذبوله وجفافه يحيا بصحة الموت .. لم يجعل الموت والذّويّ يجتمعان عليه حين تقترب هزيمته وضعف تجربته ..
                كي لا يستسلم للموت – الأنا – عنده قوية ترفض الاستسلام وترفض الموت

                الشاعر الأخ محمد ثلجي هنا أراد أن يبرهن أنه رغم ذبوله وجفافه لا يموت حين تقترب منه الهزيمة .. والهزيمة كلمة تدل
                على أن صراعا ما كان هناك أو معركة .. هناك منتصر ومهزوم .. حين تقترب الهزيمة وضعف التجربة لتبتلعه يذوي إلى صحة الموت
                .. يقتبس من الموت حياةَ وهنا ترفرف راية الأمل والتفاؤل والصمود ليكون هو المنتصر لا المنهزم ..
                ينتصر رغم كل الموت الذي يحيط به .. والهزيمة التي تكاد تودي به إلى هاوية العدم

                فلست آمن لي .. رؤياي خاوية
                على عروش الهوى العذريِّ يا أبتي
                كم كوكباً سأرى حتى أكون أنا
                ذاتاً لذاتي وألوي قاب صومعتي
                كأنني وحميّا الشعر من جهةٍ
                ولاعج الهجر والتعذيب من جهة
                لا ماء في الغيم ، لا غيمٌ يظللني
                ولا شقوق تقيني حرَّ أمنيتي

                حيرة وتيه تشدّ بحبالها القاطرات كي تبقى في سكة الشاعر .. فهو لا يأمن لذاته لأن رؤاه خاوية على عروش الهوى ..
                لا رؤى عنده حين يتعلق الأمر بالحب العذري ..يخاف ويسأل أباه كم من كوكب سيراه ليكون ذاته ليكون هو ..
                والكواكب هنا التجارب .. عوالم التجارب التي مرّ بها وقد استعمل الشاعر كلمة الكواكب لتدلّ على كثرة تلك التجارب وتنوعها
                ومسافات البعد ما بينها .. كم من الكواكب أقصد من التجارب في الهوى العذري لابد أن يراها أو يعيشها كي يكتشف نفسه ..
                وهنا إشارة منه على أنه لم يجد تلك التي تكون ذاته وعالمه ويستقرّ في كوكبها .. وتهنئ لغته ..

                حمياّ الشعر وولاعج الهجر اجتمعت لتعذيبه .. فلا ماء في الغيم ليطفئ حرارة العذاب بل لا غيم هناك يظلله .. غير شمس العذاب تحرقه ..
                فهاهو قد أغلق على نفسه في نفسه ليجد في أعماقه إبريق موهبته – الشعرية ، اللغوية – لتطفئ الحريق الذي تسببت فيه
                تلكم التجارب والهزائم والذبول .. ها هو إبريق موهبته يسقي ذاته لتعود للحياة
                لتعود لغته بدورها للحياة .. موهبته الشعرية هي الملاذ وهي الغمام الذي يهمي عليه بسقيا ذاته

                الأخ الفاضل الشاعر والناقد محمد ثلجي تقبل مروري السريع على وارفتك
                عنوان رائع وقصيدة أروع تقول الكثير
                تقديري
                استاذتي الغاليه الاستاذة فجر عبد الله

                لست ممن يتقنون فن الردود ولست آبه كثيراً لأن ما في القلب يتسع لهذا العالم كله.. وها أنت تثيرين فيه تلك الجلبة بحضورك الملفت وقراءتك العميقة .
                كم محظوظ هذا النص بهذه اللفته الكريمه ووقتك الثمين أجله وأقدره ..
                تقبلي من أخيك كل المودة والتقدير
                ***
                إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
                يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
                كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
                أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
                وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
                قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
                يساوى قتيلاً بقابرهِ

                تعليق

                • خالد البهكلي
                  عضو أساسي
                  • 13-12-2009
                  • 974

                  #9
                  الأخ الحبيب الشاعر الجميل محمد ثلجي
                  سلام الله عليك
                  افتقدك وافتقدت حرفك العذب
                  أبدعت وخالق السماء
                  كن بخير ولك خالص ودي

                  تعليق

                  • محمد ثلجي
                    أديب وكاتب
                    • 01-04-2008
                    • 1607

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة زياد بنجر مشاهدة المشاركة
                    شاعرنا الرّائع " محمد ثلجي "
                    رائعة بديعة يا شاعرنا و قصيدة نجمع أطياف الحسن
                    شاعريّة و عمق و انسياب و بوحٌ رقيق
                    لا فضّ فوك شاعرنا و تثبّت القصيدة
                    تحيّاتي و إعجابي و خالص الودّ
                    أخي النبيل والشاعر القدير زياد بنجر
                    كل الود والمحبه لتفضلك بالرد والتثبيت
                    دمت لأخيك
                    ***
                    إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
                    يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
                    كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
                    أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
                    وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
                    قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
                    يساوى قتيلاً بقابرهِ

                    تعليق

                    • محمد ثلجي
                      أديب وكاتب
                      • 01-04-2008
                      • 1607

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة أمال الساعي مشاهدة المشاركة
                      روعة تنساب بهدوء
                      تعلن الشعر على الورق
                      وقلب اللغة يفوح أزهارا
                      تتفتح وبلا تكلف



                      أستاذ محمد
                      تقديري واحترامي
                      اختي العزيزة امال الساعي
                      اشكرك كثيرا على مرورك النبيل وشعورك الطيب
                      شهادة من شاعرة قديرة اعتز بها
                      ***
                      إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
                      يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
                      كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
                      أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
                      وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
                      قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
                      يساوى قتيلاً بقابرهِ

                      تعليق

                      • محمد ثلجي
                        أديب وكاتب
                        • 01-04-2008
                        • 1607

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                        أغلقت نفسي على نفسي فحرّرني
                        دمي الموزّع من إبريق موهبتي

                        لم أجد فيها بيتا أجمل من آخر و لكن البيت أعلاه فغر فمي دهشة .
                        لا جدوى . لن نستطيع الهرب . لن نتمكّن من إغلاق النفس علينا أو العالم
                        لأنّ الموهبة تحاصرنا... و تحرّرنا في نفس الوقت ..
                        يا للتناقض الجميل ..حصار و حرية !
                        رائعة هذه القصيدة .
                        شكرا لأنّك جمّلت صباحي.
                        تقديري
                        .
                        الاستاذة القديرة آسيا رحاحليه
                        كم سأكون ممتناً لك سيدتي الفاضله
                        ولمرورك كل هذا العبق الجميل والأثر البليغ
                        دمت بخير وسعادة
                        ***
                        إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
                        يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
                        كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
                        أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
                        وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
                        قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
                        يساوى قتيلاً بقابرهِ

                        تعليق

                        • خالدالبار
                          عضو الملتقى
                          • 24-07-2009
                          • 2130

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد ثلجي مشاهدة المشاركة



                          كثيرةٌ قاطرات الحزن في لغتي

                          تبدو على الرغم من صمتي وتوريتي



                          كثيرةٌ .. ما بها تجتازني عوضاً

                          عن ذلك الشارع المبنيِّ من سعةِ



                          في صحّة الموتِ أذوي كلما اقتربت

                          هزيمتي وتفشّى ضعف تجربتي



                          فلست آمن لي .. رؤياي خاوية

                          على عروش الهوى العذريِّ يا أبتي



                          كم كوكباً سأرى حتى أكون أنا

                          ذاتاً لذاتي وألوي قاب صومعتي



                          كأنني وحميّا الشعر من جهةٍ

                          ولاعج الهجر والتعذيب من جهة



                          عصيّة ريحك الهوجاء جارحة

                          خطوط أهدابك السمراء سيدتي



                          لا ماء في الغيم ، لا غيمٌ يظللني

                          ولا شقوق تقيني حرَّ أمنيتي



                          أغلقت نفسي على نفسي فحرّرني

                          دمي الموزّع من إبريق موهبتي



                          أمشي خفيفاً بأبعادٍ مموهةٍ

                          في حيّز الصمتِ أو في لفح هاجرةِ



                          مرّت ثلاثون !! أم كانت معلّقةً

                          رؤى الشقيِّ بأوراقٍ ومحبرةِ



                          لعلّها تتوارى خلفَ أجنحةٍ


                          من الشعور طريّاًَ بعدُ لم يَمُتِ


                          يا ااااااااااااااااالله يا اااااااااااااالله
                          اخي الشاعر الفذ
                          القدير
                          محمد ثلجي
                          حفظك الله اينما كنت
                          ما اروع الحكمة في هذه الخميلة
                          أتشرف بتثبيتها للمرة الثانية
                          ففيها الحكمة
                          محبتي وودي وتقديري
                          اخوك خالدالبار
                          أخالد كم أزحت الغل مني
                          وهذبّت القصائد بالتغني

                          أشبهكَ الحمامة في سلام
                          أيا رمز المحبة فقت َ ظني
                          (ظميان غدير)

                          تعليق

                          • محمد ثلجي
                            أديب وكاتب
                            • 01-04-2008
                            • 1607

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة أميرة عبد الله مشاهدة المشاركة
                            الشاعر القدير

                            محمد ثلجي

                            لله درك من شاعر

                            أصفق لك بحرارة على هذه الرائعة..

                            تقبل مروري المتواضع

                            لك مني أرق تحياتي

                            أمنيتي لك من ابداع لآخر
                            الاستاذة المبدعه أميره عبدالله

                            كل الود والامتنان لمرورك العذب وحضورك الملفت
                            تحياتي وتقديري
                            ***
                            إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
                            يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
                            كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
                            أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
                            وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
                            قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
                            يساوى قتيلاً بقابرهِ

                            تعليق

                            • محمد ثلجي
                              أديب وكاتب
                              • 01-04-2008
                              • 1607

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة خالد البهكلي مشاهدة المشاركة
                              الأخ الحبيب الشاعر الجميل محمد ثلجي
                              سلام الله عليك
                              افتقدك وافتقدت حرفك العذب
                              أبدعت وخالق السماء
                              كن بخير ولك خالص ودي
                              اخي الحبيب والغالي خالد البهلكي
                              دمت بكل الحب والتقدير على مرورك الدافئ
                              ***
                              إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
                              يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
                              كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
                              أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
                              وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
                              قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
                              يساوى قتيلاً بقابرهِ

                              تعليق

                              يعمل...
                              X