بشائر الميلاد
**
*
الحق آذن فجره أن يطلعا
وعبير (طه) في الوجود تضوَّعا
وبشائر الميلاد آيات تَزف
إلى الحياة نهاره المتوقَّعا
ها نجم أحمد قد أطلّ على الورى
فازورّ ليل الجاهلين مودعا
والنار خامدة وساوة ماؤها
قد غاض والصرح المنيف تصدَّعا
وهواتف البشرى وسجع لحونها
قد رنَّ في أذن الزمان وأسمعا
الله أكبر خير من وطئ الثرى
من كان في غيب المشيئة مُودعا
قد عانق الدنيا ربيعُ صباحه
فاخضر يابسها الجديب وأينعا
**
يا رحمة الله التي قد أهدِيت
لعباده تسع الخلائق أجمعا
مجلى الحقيقة أنت.مرآة الجما
ل وفيك دستور الكمال تجمعا
روح الوجود ونوره وتمامه
خَتْم النبوة داعيا ومشرِّعا
وشهادة التوحيد أنت تمامها
والله دون (محمد) لن تنفعا
ومقامك المحمود يوم الكرب لم
يترك لغيرك في الكرامة موضعا
الكل ينظر مستغيثا راجيا
ويمد نحوك يا مُشفَّع أصبعا
لم يأذنِ الرحمن إلا للحبيـ
ب وعَينِ أعيان الورى أن يشفعا
والحوض حوضك والجموع ظميئة
يتزاحمون وقد رأوك المَفْزَعا
فوقفت غوثا للهيف ونجدة
كفا مناولة وكوبا مترعا
**
هذا هو المختار صفوة خلقه
وأبرُّ من أدى الحقوق ومَن رعى
الصادق الوعدِ الأمينُ الذاكر الـ
أواب أفضل من تعبَّد أو دعا
جاءت له الدنيا تجر ذيولها
فأبى وصدَّ زهادة وتورُّعا
ما مد عينا نحو زهرتها ولا
يوما إلى ترف الحياة تطلعا
قد عفَّ حتى ما ارتدى ثوب الحريـ
ـر ولا من المطعوم بطنا أشبعا
وكنوز هذى الأرض طوع بنانه
لو شاء . لكنْ عافها وترفَّعا
**
يا مشرق الأنوار يا شمس الهدى
وأجل من خلق الإله وأبدعا
الحسن أنت سماه لولا أنه
حسن بأردية الجلال تلفعا
ومكارم الأخلاق أنت رياضها
تهدى إلى الدنيا شذاك الممتعا
يا آية الخلق العظيم أتى بها الذ
كر الحكيم له زمانك رجعا
الصبر زادك فى الشدائد كلما
واجهت من موج البلاء الموجعا
والحلم والصفح الجميل شمائل
تغرى السفيه لعله أن يرجعا
والبر عندك شرعة وسجية
حاشا يكون من الكريم تصنّعا
ونداك مبذول وجودك غامر
هيهات طالب رفدكم أن يُمنعا
ما جاء ينهل من حياضك ظامئ
متعطِّش إلا ارتوى وتضلَّعا
ألبست دنيا الناس تاج سعادة
بجواهر العيش الرضيِّ مرصَّعا
وصدعت بالتوحيد تحت لوائه
تدعو الأنام مؤلِّفا ومجمِّعا
ووضعت ميزان العدالة أسه
(أن ليس للإنسان إلا ما سعى)
وغرست بَذر الحب في قلب الوجو
د وصنته حتى زكى وترعرعا
وبسطت ظل الأمن فوق الأرض مُنـ
ـداحا يُؤَمن خائفا و مروَّعا
وفتحت باب التوب للعاصي عسى
في لحظةٍ أن يستفيق ويُقلعا
**
يا واحد الدنيا وقرة عينها
القلب من شوق إليك تقطَّعا
قضَّيتُ أيامي بقربك حالما
ونزفت أشواقي ببابك أدمعا
الذنب أقصاني وبعدك شفني
ولعل صدقي في الهوى أن يشفعا
فعزاء روحى أنَّ حبك سيدي
مَلِكٌ على عرش الفؤاد تربعا
............
الزليتنى
تعليق