تعشير البقرة ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رضا الهجرسي
    أديب وكاتب
    • 27-01-2012
    • 212

    تعشير البقرة ..

    تعشير البقرة
    تأليف:رضا الهجرسى
    إذا أردت أن..
    تفتح طريقا فى الصخر..
    برأسك..
    ستفتح الطريق...ولكن..
    فى رأسك..
    ............
    فرض السؤال نفسه على رأس إسلام فى الحاح عجيب وهو غارق فى حيرته وأفكاره المتلاطمة..
    هل الإنسان قادر على تغيير ما ترسب فى أعماق عقله الباطن من معتقدات
    وتقاليد من طفولته؟!وقد أصبحت جزءا لا يتجزأ من شخصيته و كيانه ؟!!!
    أم هو كمن يريد أن يفتح طريقا فى الصخر برأسه؟..
    ألح هذا السؤال على إسلام وهو يتفرس فى وجه زوجته الحبيبة الرقيقة ندى وهى غارقة فى سبات عميق أثر تعرضها لصدمة عصبية شديدة ..
    ارتمى على أقرب كرسى وعاد برأسه للخلف مغمضا عينيه مادا يده الى صدره
    وأخرج حجابا ملفوفا حول رقبته هذا الحجاب الذى لم يفارقه منذ طفولته المبكرة ..وقبض عليه بكفه بشده طالبا منه الإحساس بالأمان الذى طالما وهبه له كلما مر بأزمة أو كارثة خلال مشوار حياته..حتى بعد أن أصبح الدكتور إسلام المرشح لأعلى المناصب القيادية داخل الجامعة لم يفارقه هذا الشعور بالأمان طالما هذا الحجاب ملفوفا حول رقبته ..
    تزاحمت ذكريات طفولته فى رأسه كأمواج متلاطمة متداخلة ثم أخذت تنتظم فى ترتيب زمني متتالي واضح الصورة والملامح .كشريط سينمائي له بداية ووسط ونهاية.وكأن عقله وضميره يبحثون عن مواقف الضعف التى تسلل من خلالها غول الجهل والتخلف الى حياته وابتلع زوجته ورفيقة عمره أمام عينيه دون أن يحرك ساكنا لإنقاذها قبل حدوث الطامة الكبرى.ووقوعها فريسة سهلة لهذا الغول القبيح و كان كمن يسرد لها قصته من البداية فقد تجد له عذرا وتغفر له غفلته..
    ولد اسلام فى إحدى قرى الريف الأصيل بمحافظة الشرقية لأب يعد من أثرياء
    القرية ووجهائها وصاحب كلمة مسموعة فيها.أنعم الله عليه بزينة الحياة الدنيا من مال وولد.له من الأولاد خمس ومن البنات ست.وزوجة ذات شخصية مسيطرة تقبض على بيتها بيدا من حديد.وكان إسلام أخر العنقود والسكر المعقود كما كانت تردد دائما على مسامعه.كانت هذه العبارة تسعده كثيرا. تسللت أمه الى كيانه ودمه منذ طفولته المبكرة..عشقها بجنون.وأستمد من سلطتها وسطوتها. قوته وسطوته على جميع أشقائه.فلا يجرؤ أحدا منهم على ضربه أو لومه وإذا تجرأ أحدا منهم وفعلها فلا يجد مهربا من عود الحطب الذى يتكسر على رأسه وجسده لأنه تجرأ وأغضب آخر العنقود وسكرها المعقود.
    أرتبط إسلام مع أمه فى علاقة حميمة لا ينافسه فيها ألا هذة البقرة .. مسعدة... التى تشاركه أهتمام وحب أمه. كانت الغيرة تنهش قلبه عندما يرى أهتمامها بها وتدليلها بكلمات الحب فتناديها تارة..بوجة السعد..وتارة أخرى..بوجة الخير..وكانت البقرة مسعدة لا تأكل الا من يديها.
    بدأت كراهيته لمسعدة..
    ووسوس له شيطانه الصغير بالتخلص من مسعدة حتى يخلص له قلب أمه....
    وقد واتته الفكرة من تحذيرات أبيه وأخوته المتكررة ..بألا يقترب من هذه المبيدات الحشرية ..كى لا يموت ..
    فقرر أن يضع فى طعامها المبيد الحشري..
    ورسم خطته بأن يتسلل ليلا الى حظيرة البهائم وينفذ خطته ..
    لكن القدر كان رحيما بالبقرة مسعدة..فعندما اقترب منها برز له فجأة وحشا أسود اللون ضخم الجثة ذو قرنين كبيرين يزمجر فى هياج شديد..
    فأرتد إسلام الى الوراء بسرعة مذهلة مذعورا مرعوبا يصرخ صراخا عاليا متواصلا ولم يهدأ الا وهو فى أحضان أمه ..
    وعلم منها ان هذا الوحش ما هو الا ثورا .أحضرته أمه ليعشر مسعده بالإيجار.
    لم يستوعب فىحينها كلام أمه.وكيف يعشر هذا الوحش مسعده؟!!!
    وما الفائدة المرجوة من أن تعشرمسعدة أولاتعشر.لم يعلم الإجابة على تساؤلاته المحيرة الاعندما ولدت مسعدة عجلا..عندها أحب اسلام مسعدة ووليدها وأخذ يشارك فى العناية بهم ويقدم لهم الطعام بيديه ويجرهم خلفه الى الترعة ليسقيهم ويقوم بتنظيف أجسادهم بالماء
    ويمر عامان على هذا المنوال ويزداد وعيه وفهمه للحياة المحيطة به.ويبرز نبوغه و تفوقه مبكرا على أقرانه عند دخوله كتاب القرية وحفظه للقرآن الكريم وتفهمه لمعانيه وبدأ الصلاة مبكرا.و فى هذه الأثناء تزوجت جميع أخواته البنات الواحده تلو الاخرى.. وأنهى أخوته دراستهم المتوسطة فالأب لا يسمح لأولاده بإكمال تعليمهم حتى لا يتركوه ويفقد زينة الحياة الدنيا .كان مبدأه أن من يكمل دراسته المتوسطة من أولاده يتزوج فورا ومبكرا وينجب له أحفادا يزيدون من زينة الحياة الدنيا من حوله وتسير أيامه على هذا المنوال الى أن علم أن أمه قد أرسلت فى طلب الثور لاعادة تعشير مسعدة.كانت مساهمته هذه المرة كبيرة فى رعاية مسعدة والثور فى أكلهم وشربهم منتظرا خبر تعشيرها .
    ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن...
    ووقعت الكارثة لم تقبل مسعدة التعشير.. وغادر الثور دون إتمام مهمته وكانت المرة الأولى التى يرى فيها إسلام وجه أمه صارما..غاضبا..عصبية المزاج وكان يشاركها صمتها بالجلوس بجوارها حزينا.. وفجأة قفزت أمه واقفة فى غضب شديد وتناولت أقرب حزمة من أعواد الحطب . وأتجهت ناحيةالحظيرة وتبعها إسلام فى فضول صبياني.ولأول مرة يشعر بالخوف الشديد ينسل الى روحه وكيانه من أمه عندما رآها تضرب مسعدة بأعواد الحطب فى قسوة ووحشية.. والبقرة تتحرك يمينا ويسارا لتتفادى ضربات الأم الموجعة..... تجمد فى مكانة كتمثال جرانيتى والدموع تنهال من عينيه وهو يرى القسوة و الوحشية المرتسمة على وجه أمه والسباب و الشتائم بأفظع الألفاظ و الدموع تتساقط من عينيها كشلال غزير.وهى تصرخ بالبقرة و تهددها بالموت لأنها أصبحت عجوزا شمطاء لا تستحق الحياة.فلم تعد هناك فائدة ترجى من حياتها
    غادرت الأم الزريبة فى خطوات مسرعة وتبعها إسلام كالمسحور.. صرخت بأعلى صوتها منادية أبنها البكرو لبى الابن نداءها على الفور طلبت منه فى لهجة لا تقبل الجدل أو المراجعة أن يذهب فورا ويحضر جزار القرية ليذبح مسعدة وقف الأبن مذهولا لا يتحرك..حركته لطمة شديدة على وجهه جعلته يغادر البيت مسرعا لتنفيذ أوامر أمه..
    منذ هذا اليوم ترسبت شخصية أمه الى اللاوعي و اختلطت المشاعر بداخله بين حب أوديبى وخوف ورهبة من جبروتها وقسوتها.
    ومرت السنوات الأولى من طفولته بإنهاء دراسته الابتدائية وحصوله على المركز الأول بالمحافظة.كانت سعادته كبيرة عندما رأى أبيه يصافح المحافظ ويتسلم جائزته فخورا بأبنه وعلى الرغم من سعادته كانت بداخله لهفة وشوق فى لقاء أمه ليرى علامات الرضا عنه مرتسمة على وجهها والأستمتاع بحضنها الدافئ الحنون ولم تخيب الأم رجاءه استقبلته استقبال الفاتحين .. الأبطال بالزغاريد والطبل والزمر وأخوته وأخواته ينثرون الحلوى على الأطفال والمهنئين.
    خطفته أمه فى أحضانها ولفت ذراعيها من حوله .وأسرعت بكنزها الثمين الى غرفتها وأغلقتها بإحكام ..وبدأت طقوسها الخاصة .
    أشعلت البخور حتى امتلأت الغرفة برائحته الذكية النفاذة وأخذت تلف المبخرة حول رأسه وهى تردد الآيات القرآنية لدرأ العين الحسود التى رأته ولم تصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخذت تنثر من حوله مياه طاهرة وهى تردد أدعية تبطل بها أى أعمال شريرة .
    ثم كان اللقاء الأول بينه وبين الحجاب عندما لفته أمه حول رقبته وأوصته ألا يخلعه فى نومه أوصحوه ففيه نجاته من أى شر وان هذا الحجاب به آيات قرآنية معزم عليها تعزيمات سحرية لتحفظه من شياطين الجان وعفاريت الأرض السفلية...وتحفظه من عيون الحاسدين التى فلقت الحجر وهذه أوامر وتعليمات صانع الحجاب.. الشيخ عزام خادم مقام الشيخ أبو حطب والوسيط بين نساء القرية والشيخ أبو حطب لتنفيذ طلباتهم وحل مشاكلهم . فهذه عاقر ترجو الولد.. وتلك عانس تحلم بالزواج.. وأخرى تريد صنع حجاب للمحبة لزوجها وكان الشيخ عزام يطمئن الجميع بتحقيق طلباتهم .
    عشق إسلام هذه الطقوس.التى يشعر معها أنه محور حياة أمه ومن يومها أصبح هو والحجاب كيانا واحدا .
    وتمر الأعوام عاما وراء عام..
    يتكرر التفوق والنجاح..وتتكرر الطقوس..
    حتى حدثت المواجهة التى كان يخشاها إسلام..فعلى الرغم من تفوقه وحصوله كعادته على المركز الأول للمحافظة بشهادة الثانوية.قرر أباه إيقاف تعليمه مساواة باخوته..
    استسلم إسلام لطقوس أمه فاقدا لحماسه المعتاد بعد أن ألقى به أبيه الظالم فى أحضان الاكتئاب والحزن والإحباط.. وكأنها جهاز أستقبال راداري استقبلت أمه كامل مشاعره وأحاسيسه من نظرتها الأولى فى وجهه أوقفت طقوسها أحتضنته فى حنان بالغ مع أبتسامة مطمئنة.. رد عليها بأبتسامة باهتة مجاملة لها.تركته متجهه الى غرفة أبيه..وكانت المرة الأولى والأخيرة اللذى سمع فيها صوت أمه يعلوأمام أبيه.. أجتمعت كل حواس إسلام فى أذنيه الفضوليتين المتلهفتين لمعرفة القرار الأخير لهذا الصراع الرهيب الدائر خلف باب غرفة أبيه أغمض عينيه فى أرتياح شديد عندما سمع زغرودة أمه المجلجلة تعلن بها موافقة أبيه.
    وكعاشقين يريدان أن يهربا الى مخبأهماالسرىمن عين المتلصصين والحاسدين أغلقا عليهما غرفتهما وبدءا طقوسهما.
    دخل إسلام عالمه الجديد مصطحبا معه حجابه الملفوف حول رقبته وقد ترك علامة واضحة على جلد صدره.
    كان يوم دخوله من بوابة الجامعة متجها الى مبنى كلية العلوم يوما من أسعد أيام عمره لم يستغرق وقتا طويلا ليلفت أنظار الجميع الى تفوقه ونبوغه.. وخاصة الدكتور حاتم فقد توسم فى إسلام نبوغ وأستيعاب للعلوم الحديثة .
    أجتاز إسلام سنوات دراسته الجامعية بتفوق وكان الأول دائما بمساعدة أستاذه الدكتور حاتم ورعاية أمه التى شملته فى مسكنه وأكله ومعيشته الاجتماعية لم يعكر صفو هذه الفترة الزمنية الا وفاة والدة قبل حصوله على درجة البكالوريوس بتفوق ومع مرتبة الشرف الأولى وتعيينه معيدا بالجامعة وقد أشرف الدكتور حاتم على رسالة الماجستير الخاصة به وسمح له بالاطلاع على مراجعه العلمية الخاصة الموجودة فى مكتبة منزله...
    وجاء اللقاء الذى فقد فيه عذرية مشاعره ..
    دخلت عليه ندى فجأة وبدون مقدمات وكان مستغرقا فى مراجعة أحد المراجع العلمية منفصلا عن العالم الخارجي بكامل كيانه..
    أخذ كلا منهما يحدق فى الآخر فى فضول وأرتباك لم ينقذهما ألا ظهور الدكتور حاتم وتقديم كلا منهما للآخر.
    وعلم إسلام أن ندى هى وحيدة الدكتور حاتم والتى وهبها حياته وهى فى السنة النهائية بكلية الخدمة الاجتماعية.
    هائما...سارحا...متيما...يحدق فى مراجعه دون أن يستوعب أويعى أى شيء.يختلق الأعذار لزيارة الدكتور حاتم فى منزله..
    يسير فى الشوارع كالمسحور لا يدرى أين هو؟ أو الى أين يتجه؟؟.
    كان يستنجد بحجابه ويقبض عليه بكفه بقوة ليهدئ من ضربات قلبه المتلاحقة
    لكن لا فائده..
    وكالمسحور أتجه الى محطة القطار وأستقل القطار الى قريته بحث عن أمه كالمجنون وأرتمى فى أحضانها منهارا باكيا أخذت أمه تربت عليه فى حنان حتى أستغرق فى نوم عميق تركته نائما وأسرعت الى الشيخ عزام لتعرف ما حدث لولدها وكنزها الثمين.. طلبت منه أن يسأل الشيخ أبو حطب عما حدث لأسلام..
    طمأنها الشيخ أبو عزام أن ما حدث لولدها ما هو ألا بعض عكوسات وان هناك عين رصدته وحسدته وأنه فى أحتياج الى حجاب جديد وطلب منها أن تذبح الذبائح للشيخ أبو حطب وتوزعها على الفقراء حتى يرضى عنها ويطرد الأرواح المعاكسة والشريرة ويحفظ لها ولدها وكنزها من كل شر.
    على الفور نفذت الأم كل ما أمر به الشيخ عزام خادم المقام وأستيقظ العاشق الولهان من نومه العميق على رائحة البخور الذكية وأمه تلف بالمبخره حول سريره وتطلب من الأرواح الشريرة والعين الحسودة أن تبعد عن ولدها ..
    ومدت يدها الى صدره لتخلع الحجاب ولكنه قبض عليه فى ذعر ولكنها طمأنته أنها أحضرت حجابا جديدا أقوى وأشد من هذا الحجاب فأستسلم لها وهى تبدل له الحجاب..
    شعر بإرتياح شديد بعد أن لفت الحجاب الجديد حول رقبته.
    وأجلسها بجانبه فى عطف وحب وحنان وبدأ فى سرد قصته مع ندى وشعوره المتدفق تجاهها.
    انتابت الأم مشاعر متضاربة أثناء سرده لقصة غرامه الملتهبة لندى أحست بالغيرة تجاه هذه الدخيلة التى تشاركها فى قلب ولدها وكنزها الثمين ثم تعود الفرحة تغمر قلبها بفرخها الصغير فقد كبر و أصبح ديكا.. وبقبلة حنونة على خده تعلن مباركتها لهذا الزواج.
    اكتملت سعادة إسلام عندما وافقت ندى والدكتور حاتم على إتمام مراسم الزواج بعد حصوله على درجة الماجستير وانتهاء ندى من إتمام دراستها.
    وكانت المواجهة الأولى بين إسلام وأمه والتي لم يحسب لها إسلام حسابا كانت عندما بدأ الدكتور حاتم فى إجراء ترتيبات الزواج وحجز قاعة أفراح فى أرقى فنادق القاهرة .وسافر إسلام الى قريته ليرتب مع أمه وأخوته مواعيد سفرهم للقاهرة.وقتلت أمه فرحته فى مهدها عندما ألقت بقنبلتها فى ساحته فى قسوة ووحشية عندما أصرت على أن يتم زفافه فى القرية ووسط أهله وعشيرته ليتأكد الجميع من شرف زوجته عندما يخرج المنديل الأبيض الملطخ بدم شرف زوجته ويرفع رأسه أمام أهله وعشيرته.
    أرتجت الأرض تحت أقدام إسلام ومناديل شرف أخواته البنات وزوجات أخوته تمر أمام عينيه.
    جثم الحزن والهم على صدر إسلام وكاد الفكر أن يقتله الى أن أزاح الدكتور حاتم الغمة من على صدر إسلام عند علمه بطلب أمه وموافقته على الفور فهو أيضا من أصل ريفى ويطلب هو الآخر منديل ابنته الأبيض الملطخ بدم شرفها
    ومرت المواجهة الأولى على خير.
    ومر عامان على زواجهما فى سعادة غامرة وقد حصل فى خلالهما على درجة الدكتوراه فكان لا ينغص حياتهما الا محاولات ندى المستمرة فى تخليصه من هذا الحجاب الملتصق بجلده والملتف حول رقبته وذهبت كل محاولاتها سدي.. وكانوا يترددون على القرية على فترات شبه منتظمة فى الأعياد و المناسبات.
    ولكن فى إحدى هذه الزيارات.. حدثت المواجهة الثانية بينه وبين أمه عندما فاجأته ندى بسؤالها عن البقرة مسعدة أخترق السؤال أذنه وتسلل منها الى اللاوعي عائدا الى طفولته المبكرة وصورة مسعدة وهى تذبح أمام عينيه عندما أصبحت عاقرا فسألها فزعا.. وما أدرا كي انت بالبقرة مسعدة؟!
    فأخبرته ندى بأن أمه تلح عليها منذ فترة كبيرة لتقوم بزيارة مقام الشيخ أبو حطب ليراها الشيخ عزام ويعرف سبب تأخر إنجابها حتى الآن ويزيل أى عكوسات أو أعمال سحرية قد عملت لها.. وظهرت علامات الغضب الشديد على وجه إسلام وصمم على عدم ذهابها ولكن عند سماعه لصوت أمه تنادى على زوجته طلب من ندى أن تساير أمه.. وتعتبرها زيارة لأحد أولياء الله الصالحين وتقرأ له الفاتحة وأصرت ندى على أن يأتى معها لإنهاء هذا الموقف السخيف. وأتجهت القافلة الى مقام الشيخ أبو حطب الواقع على الطرف الآخر من القرية وهو مقام اسطوانى الشكل مبنى من الطوب اللبني له باب فى اتجاه الطريق الزراعي وشباكان على جانبية .. ووصل الركب وكان فى استقباله الشيخ عزام والغول يلف من حولهم وهو يرقص فرحا بمريديه وأتباعه.وسحب الشيخ عزام ندى من يدها فى قوة متجاهلا الجميع وفتح لها باب المقام ولقنها ما ستطلبه من الشيخ أبو حطب وأن تتوسل اليه ليهب لها الولد وتفعل كل هذا وهى تلف حول قبره ذات الكسوة الخضراء.ثم دفعها الى داخل المقام فى قسوة وأغلق الباب خلفها أنفطر قلب إسلام عندما رأى وجه ندى شاحبا فى أصفرار وجسدها النحيل يرتجف تلقاها فى أحضانه محاولا تهدئتها .. وأتجه الشيخ عزام الى الأم ثم أخذ يهمس فى أذنها ثم ناولها كيس من القماش. تحرك موكب التعشير عائدا بفريسته.. لم تدعها الأم تلتقط أنفاسها. أقتحمت عليهما الغرفة ومعها ابنتها الكبرى وطلبت من إسلام مغادرة الغرفة . وأغلقت الأم الباب خلفه وأنفردت بفريستها هى وابنتها الكبرى جلست الأم القرفصاء فوق سرير ندى وجلس بجانبها الغول يراقب فى فرحة غامرة ما سيحدث لفريسته المستسلمة ناولت الأم الكيس القماشى الذى أعطاها لها الشيخ عزام الى الأخت الكبرى التى فردته على الأرض و أخذت ترص ما بداخله فى اهتمام بالغ.وسألتها ندى عندما رأت ما بداخل الكيس وهو عبارة عن مقص ومشط وماكينة حلاقة وموسى كبيرة
    .وأجابتها الأم .بأن ما تراه هو أدوات حلاق القرية وطلبت من ندى أن تمر فوقها سبع مرات قامت الأم بالعد بصوت عالى حتى أكتملت السبع.ثم أجلست ندى بجانبها فى حنان بالغ وشرحت لها فى أستاذية أن أوامر الشيخ عزام أن يتم الجماع الليلة مع إسلام وقبل آذان الفجر وكررت طلبها هذا لأسلام وأصرت أن يتم الجماع الليلة حتى يتم المراد ويرزقه الله بالولد الصالح ولكن عندما رأى إسلام وجه ندى الشاحب وجسدها المرتجف فى خوف تعلل لأمه بأن الجامعة تطلبه فورا.وأصطحب زوجته المنهارة وغادر القرية فورا وقد قرر فى تصميم قاطع ألا يعرض زوجته الرقيقة لمثل هذه المواقف البشعة مرة أخرى والتي لا تتفق مع دين أو علم.
    لم يكن يعلم أن الغول يرتب له الكارثة الكبرى.
    ومرت عدة شهور واسلام يختلق الأعذار و الحجج لعدم إحضار ندى معه الى القرية لزيارة أمه.
    ولكنه فوجئ بطلب ندىبالسفرالى القرية لقضاء أجازه العيد مع أمه.ولم يكتشف وقتها ما تمر به ندى من ضعف أنثوي كإحساس أيا من بنات حواء على وجه البسيطة بعدم أكتمال أنوثتها الا بالإنجاب ومع إحساس ندى المتصاعد باليأس من علاج الأطباء دون نتيجة ملموسة أتجهت بجميع آمالها وحلمها بالإنجاب الى الأم والشيخ عزام خادم المقام.وأمام إصرارها وافق إسلام على قضاء إجازة العيد وأصطحابها معه الى القرية وهو فى حالة من الذهول والدهشة لهذا الإصرار العجيب من ندى.وعندما نظرت الأم فى عينيها شعرت بما فى أغوارها من أنكسار وأستسلام.
    وعلى الفور أرسلت فى طلب الشيخ عزام خادم المقام....
    ومع أول أيام العيد استيقظ إسلام مبكرا ليؤدى صلاة العيد مع أخوته وأهله وعند عودته للبيت فوجئ بندى مرتديه ملابس أمه السوداء وتتجهز للخروج مع أمه وأخوته البنات لزيارة المقابر.وفى أندهاش نظر الى ندى فهو يعلم تماما خوفها من زيارة المقابر.ولم يأخذ فرصته للأعتراض فقد غادر الركب المتشح بالسواد المنزل قبل أن ينطق إسلام حرفا واحدا.
    تحرك ركب التعشير فى أتجاه المقابر والغول يرقص طربا وفرحا وهو فى قمة سعادته وأنتصاره وفريسته تتوسط الركب محاطه بأخوات إسلام ومتشبثة فى ذراع الأم تستمد منها الشجاعة والعزم.وقد بدأت ندى تشعر برجفة فى جسدها النحيل تزداد كلما أقترب الركب من المقابر.ووصل ركب التعشير الى محطته أمام إحدى المقابر المفتوحة ووضعتها الأم فى مواجهة باب المقبرة وأحاط بها باقى الركب فى نصف دائرة والجميع يحدقون محملقين فى اتجاه باب المقبرة وفجأة وبدون مقدمات برز الشيخ عزام من فتحة القبر حاملا على يديه جثة طفل ملفوف فى كفنه وأخذ يصعد فى بطأ قاتل سلالم المقبرة وهو يحملق فى عيني ندى بعينيه الجاحظتين والتي زرعت الرعب والفزع فى نفس ندى وازدادت رعشة جسدها الرقيق كلما أقترب منها ولم تعد قدميها قادرة على حملها.
    وقف الشيخ عزام أمامها ومد يده بجثة الطفل وطلب منها أن تحمله بين يديها وحاولت الأم أن ترفع يديها لتتناول الجثة من الشيخ عزام وتفتح الكفن وتقبل الجثة..
    مادت الأرض تحت أقدام ندى.وبدأت تلف من حولها فى دوائر.... متسارعة وتداخلت صور الأشياء واختلطت أمام عينها.. ثم سقطت مغشيا عليها فاقدة النطق والوعى.
    بعد أن اطمأن الدكتور إسلام على زوجته تركها مستغرقة فى نومها تحت تأثير الحقنة المهدئة التى أعطاها لها الطبيب نتيجة الصدمة العصبية التى تعرضت لها جلس مصدوما أمام أمه وأخواته البنات وهم يقصون عليه ما حدث بالمقابر وهم يضحكون مستهزأين بضعف قلب زوجته الرقيقة.
    وفى هذه اللحظة المصيرية أنار الله بصيرته ورأى بأم عينيه الغول متجسدا أمام ناظريه جالسا القرفصاء بجانب أمه واضعا فمه فى أذنها ليلقنها ما تنطق به.ثم ينتقل الى الأخت الكبرى..فالأصغر..فالأصغر..
    ثم ينظر اليه ويخرج له لسانه..غيظا..وشماتة..وكيدا.
    أحس إسلام بفداحة خطأه وفظاعة جريمته وغفلته التى تسلل من خلالها الغول الى عقر داره وأخذ يعيث فسادا فيها وكاد أن يقضى على زوجته..
    ومد يده الى صدره وأمسك الحجاب الملفوف حول رقبته وشده بقوة وعزم وألقى به فى وجه الغول وهو يصرخ من أعماق روحه.وكيانه.

    إن الله لا يغير ما بقوم..حتى يغيروا ما بأنفسهم.

    النهاية
    التعديل الأخير تم بواسطة رضا الهجرسي; الساعة 02-02-2012, 19:33.
  • أحمد على
    السهم المصري
    • 07-10-2011
    • 2980

    #2
    رواية طويلة

    السرد فيها جيد ،
    شكرا لك أستاذ رضا الهجرسي
    في انتظار ابداعاتك


    تعليق

    • شيماءعبدالله
      أديب وكاتب
      • 06-08-2010
      • 7583

      #3
      الفاضل رضا الهجرسي
      كل ومعتقده وعلى ماربوه أهله عليه
      وهنيئا لإسلام وعيه وثقافته التي انتشلته من ضياع وإن تأخر بعض الشيء ..
      وهناك من يعتقد بهذه الأمور البالية رغم علمه ومعرفته
      فلا عتب على من لم يتعلم وقد نشأ في جو ريفي مغلق
      كان السرد جميلا وإن طال بعض الشيء
      سلمت وسلم مدادك ودام العطاء
      مع فائق التحية والتقدير

      تعليق

      • محمد بن عبدالله السلمان
        أديب وكاتب
        • 06-02-2011
        • 140

        #4
        نشكرك على هذه التحفة الادبية
        حفظك الله
        يأستاذ رضا الهجرسي
        مع فائق احترامي وتقديري

        تعليق

        • عبد الرحيم محمود
          عضو الملتقى
          • 19-06-2007
          • 7086

          #5
          كاتبنا الجميل
          التطور السردي جميل ومترابط ، رغم طول القصة لم يكن هناك تخلخل في الحدث عبر التساوق الزماني الطويل ، الربط بين طريقة حبل البقرة ومحاولة تطبيقه على البشر كان في حقبة منتصف القرن الماضي ، ولا أدري أبقيت تلك الترهات أم لا ، هناك تأثر واضح في الأسلوب مع نجيب محفوظ ، لكن نجيب محفوظ كان معنيا بوصم الرموز الدينية وتلويثها فلا تسر خلفه لا داعي للقول بالشيخ والزج بهذه الصفة للمتسلقين على الدين والمسغلين لجهل الناس عبر الخوف من التكفير أو القوى الخفية .
          لو تفاعلت مع أزمات شعبك الحاضرة وكتبت ما ينير الطريق للناس ستكون قاصا كبيرا خلال وقت قياسي فأنت تمتلك كل أدوات القاص الناجح وتقنيات القصة / تحيتي .
          نثرت حروفي بياض الورق
          فذاب فؤادي وفيك احترق
          فأنت الحنان وأنت الأمان
          وأنت السعادة فوق الشفق​

          تعليق

          • محمد فهمي يوسف
            مستشار أدبي
            • 27-08-2008
            • 8100

            #6
            الأستاذ رضا الهجرسي
            تحياتي لك وتقديري لقلمك القاص

            الفكرة مناسبة لعنوان القصة
            اتخذت أسلوب السرد الوصفي لأحداث قصتك ، عبرت عن ( العزوة ) وهي الاعتزاز بكثرة الإنجاب عند بعض أهل الريف في حقبة مضت
            وتركت أزيالها متمثلة في أسر قليلة ما زالت تعيش في ماضي العادات القديمة التي عفى عليها الزمن الآن حتى بين الريفيين أنفسهم
            شخوص قصتك لم تخرج عن إطار أفراد الأسرة الواحدة ومعهم أعوان الدجل والخرافات التي انتشرت في تلك الحقبة كالشيخ عزام ومن يعاونه
            على خزعبلاته الشيطانية التي لا يدعو إليها دين ولا شرع . وأضفت إلى هؤلاء الشخوص ابنة الدكتور حاتم وأبيها استاذ بطل القصة ( إسلام )
            أما الحبكة فجاءت جيدة الصياغة من تسلسل الحدث وتصاعده إلى قمة الصراع القصصي في إبداع فكرة قصتك القصيرة ـ على عكس ما يطلق عليها
            من تابع معنا القصة أنها طويلة ـ فكما نعرف الفرق بين القصة القصيرة جدا والقصيرة والطويلة أو الرواية ؛
            أن هناك تشعب الأحداث في أفكار متنوعة ترتبط في النهاية بقمة الصراع في أحداث القصة الطويلة
            وهذا ليس في قصتك التي جاء تشعب أحداثها في جانب واحد بين إسلام وأمه وندى وبقرتهم مسعدة ، والقصة القصيرة لها إطار طولي يكاد يشبه
            كلماتك في إخراجها في ( تعشير البقرة )
            ولقصتك أيضا مكان وزمان من مسرح الحياة الواقعية المعروفة وهي عناصر مهمة في تكوين القصة لأنها توضح ثقافة وعادات وتقاليد البيئة المكانية
            والزمانية للقاص وللأشخاص فيها .
            وإذا كانت الرقى والدعوات بمنع الحسد أو العين لها وجود في السنة ، بالتعوذ من الشيطان واللجوء إلأى الله في الملمات فإنك جسدتها في الأحجبة
            والتعليق والذهاب إلى المشعوذين والدجالين من الناس الذين يستغلون سذاجة عقول بعض العامة من الريفيين البسطاء

            أما من الناحية اللغوية فقد جاءت الأخطاء اللغوية والنحوية في أسلوبك دون أن تراجع أو تدقق قبل طرحها مثل :
            1- عدم وضع أية علامة للترقيم والفصل بين الجمل والعبارات والفقرات غير بعض النقاط وبعض علامات الاستفهام التعجبي ، وهذا شيء يعيب الكتابة لدى الكاتب
            2- إهمال صحة وضع همزات القطع في مواضعها ، ووضع ألفات الوصل في مواضعها الصحيحة ؛ رغم وجود الصحيح منها في القصة !!
            3- عدم وضع نقاط التاء المربوطة والتباسها مع هاء السكت في بعض الكلمات ، وهذا عيب إملائي في الكتابة
            4- عدم الالتزام بقواعد النحو في اللغة العربية في ضبط وكتابة الكلمات كتابة صحيحة ( الفاعل والمفعول والأسماء الخمسة وحذف ياء المنقوص عند التنوين بالجر ومراعاة الجر وما يفعله في الاسم بعده .......وغيرها )
            5- عود الضمائر المؤنثة على مذكر ، والجمع إلى مثنى خطأ نحوي أيضا في بعض الكلمات

            مغمضا عينيه مادا يده الى صدره ( إلى )
            .وقبض عليه بكفه بشده ( بشدة )
            فى ترتيب زمني متتالي واضح الصورة ( متتالٍ )
            غول الجهل والتخلف الى حياته ( إلى )
            ولد اسلام ( إسلام )
            وزوجة ذات شخصية مسيطرة تقبض على بيتها بيدا من حديد. ( بيدٍ )
            وكان إسلام أخر ( آخر )
            تسللت أمه الى كيانه ودمه ( إلى )
            وأستمد من سلطتها وسطوتها ( استمد )
            فلا يجرؤ أحدا منهم ( أحدٌ )
            وإذا تجرأ أحدا منهم وفعلها ( أحدٌ )
            أرتبط إسلام مع أمه ( ارتبط )
            لا ينافسه فيها ألا هذة البقرة ( إلا )
            التى تشاركه أهتمام وحب أمه ( اهتمام )
            عندما يرى أهتمامها بها وتدليلها ( اهتمامها )
            لا تأكل الا من يديها. ( إلا )
            تحذيرات أبيه وأخوته المتكررة ( إخوته )
            يتسلل ليلا الى حظيرة ( إلى )
            برز له فجأة وحشا أسود اللون ( وحشٌ )
            فأرتد إسلام الى الوراء بسرعة ( إلى )
            ولم يهدأ الا وهو فى أحضان أمه ( إلا )
            علم منها ان هذا الوحش ما هو الا ثورا ( أن ...إلا )
            فىحينها كلام أمه.وكيف يعشر هذا الوحش مسعده؟!!! ( في حينها )
            وما الفائدة المرجوة من أن تعشرمسعدة أولاتعشر. ( ؟!)
            على تساؤلاته المحيرة الاعندما ( إلا )
            عندها أحب اسلام ( إسلام )
            مسعدة ووليدها وأخذ يشارك فى العناية بهم ( بهما )ويقدم لهم ( لهما ) الطعام بيديه ويجرهم ( يجرهما )خلفه الى ( إلى ) الترعة ليسقيهم ( ليسقيهما ) ويقوم بتنظيف أجسادهم ( أجسادهما )
            أخواته البنات الواحده تلو الاخرى (إخوته ) ( الأخرى )
            وأنهى أخوته دراستهم المتوسطة ( إخوته )
            كان مبدأه ( مبدؤه )
            الى أن علم أن أمه قد أرسلت فى طلب الثور لاعادة ( إلى ... لإعادة )
            وأتجهت ناحيةالحظيرة ( اتجهت )
            ينسل الى روحه وكيانه من أمه ( إلى )
            منادية أبنها البكر ( ابنها )
            وقف الأبن ( الابن )

            ترسبت شخصية أمه الى اللاوعي (إلى )
            عندما رأى أبيه فخورا بأبنه ( أباه )
            على وجهها والأستمتاع ( الاستمتاع )
            وأخوته وأخواته (إخوته )
            أسرعت بكنزها الثمين الى غرفتها ( إلى )
            تردد الآيات القرآنية لدرأ العين الحسود ( لدرء )
            ولم تصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ( لم تصل )
            أخذت تنثر من حوله مياه طاهرة ( مياها )
            وان هذا الحجاب به آيات قرآنية ( أن )
            قرر أباه إيقاف تعليمه مساواة باخوته.. ( أبوه ...بإخوته )
            بعد أن ألقى به أبيه الظالم ( أبوه )
            كأنها جهاز أستقبال راداري ( استقبال )
            أحتضنته فى حنان بالغ مع أبتسامة ( احتضنته ..... ابتسامة )
            رد عليها بأبتسامة ( بابتسامة )
            متجهه الى غرفة أبيه..وكانت المرة الأولى والأخيرة اللذى سمع فيها صوت أمه ( إلى ... الذي )
            أجتمعت كل حواس ( اجتمعت )
            أغمض عينيه فى أرتياح شديد (ارتياح )
            يهربا الى مخبأهماالسرىمن ( إلى .. السري )
            متجها الى مبنى كلية العلوم ( إلى )
            ليلفت أنظار الجميع الى تفوقه ونبوغه ( إلى )
            فقد توسم فى إسلام نبوغ وأستيعاب للعلوم الحديثة ( نبوغا واستيعابا )
            أجتاز إسلام سنوات دراسته الجامعية بتفوق ( اجتاز )
            لم يعكر صفو هذه الفترة الزمنية الا وفاة والدة ( إلا )
            فى فضول وأرتباك لم ينقذهما ألا ظهور الدكتور ( ارتباك ) ( إلا )
            أو الى أين يتجه؟؟ ( إلى )
            لكن لا فائده.. ( فائدة )
            وكالمسحور أتجه الى ( اتجه إلى )
            أستقل القطار الى قريته ( استقل ....إلى )
            وأرتمى فى أحضانها منهارا ( وارتمى )
            حتى أستغرق فى نوم عميق ( استغرق في )
            وأسرعت الى الشيخ عزام ( إلى )
            طلبت منه أن يسأل الشيخ أبو حطب عما حدث لأسلام. ( أبا حطب ؛ ومن باب الحكاية جائز ( أبو حطب) ( لإسلام )
            ما هو ألا بعض عكوسات وان هناك عين ( إلا ) ( وأن هناك عينا ) لأنها اسم أن مؤخر
            أنه فى أحتياج الى حجاب جديد ( احتياج ...إلى )
            تذبح الذبائح للشيخ أبو حطب وتوزعها ( للشيخ أبي حطب ومن باب الحكاية جائز أبو حطب )
            وأستيقظ العاشق الولهان من نومه العميق ( استيقظ)
            ومدت يدها الى صدره ( إلى )
            شعر بإرتياح شديد ( بارتياح )
            سافر إسلام الى قريته ليرتب مع أمه وأخوته ( إلى )و ( إخوته )
            أرتجت الأرض تحت أقدام إسلام ( ارتجت )
            وزوجات أخوته تمر أمام عينيه ( إخوته )

            الى أن أزاح الدكتور حاتم الغمة ( إلى )
            لا ينغص حياتهما الا محاولات ندى ( إلا )
            مسعدة أخترق السؤال أذنه ( اخترق )
            وتسلل منها الى اللاوعي عائدا الى ( إلى ...إلى )
            وما أدرا كي انت بالبقرة مسعدة؟! ( ما أدراكِ )
            الآن ويزيل أى عكوسات ( أية )
            وأتجهت القافلة الى مقام الشيخ ( اتجهت ...إلى)
            وشباكان على جانبية ( جانبيه )
            وأن تتوسل اليه ليهب لها الولد ( إليه )
            ثم دفعها الى داخل المقام ( إلى )
            أنفطر قلب إسلام ( انفطر )
            فى أصفرار ( في اصفرار )
            وأتجه الشيخ عزام الى الأم ( اتجه ...إلى )
            ثم ناولها كيس من القماش. ( ناولها كيسًا ؛ مفعول به )
            أقتحمت عليهما الغرفة وأنفردت بفريستها ( اقتحمت ... وانفردت )
            ناولت الأم الكيس القماشى الذى أعطاها لها الشيخ عزام الى الأخت الكبرى ( الذي أعطاه ...إلى )
            قامت الأم بالعد بصوت عالى حتى أكتملت السبع. ( بصوتٍ عالٍ ... اكتملت )
            وكررت طلبها هذا لأسلام ( لإسلام )
            أصطحب زوجته المنهارة وغادر القرية ( اصطحب )
            ومرت عدة شهور واسلام يختلق ( إسلام )
            لعدم إحضار ندى معه الى القرية ( إلى )
            بطلب ندىبالسفرالى القرية لقضاء أجازه العيد ( ندى ...للسفر ... إلى ... إجازة )
            ضعف أنثوي كإحساس أيا من بنات حواء على وجه البسيطة بعدم أكتمال أنوثتها الا بالإنجاب ( أيٍّ ...اكتمال ...إلا )
            أتجهت بجميع آمالها وحلمها بالإنجاب الى الأم والشيخ عزام خادم المقام ( اتجهت ..إلى )
            وأصطحابها معه الى القرية ( اصطحابها ...إلى )
            فى أغوارها من أنكسار وأستسلام. ( انكسار واستسلام )
            ليؤدى صلاة العيد مع أخوته وأهله ( إخوته )
            وفى أندهاش نظر الى ندى ( اندهاش ..إلى )
            ولم يأخذ فرصته للأعتراض ( للاعتراض )
            تحرك ركب التعشير فى أتجاه المقابر والغول يرقص طربا ( اتجاه )
            وهو فى قمة سعادته وأنتصاره ( انتصاره )
            تتوسط الركب محاطه ( محاطةً)
            تزداد كلما أقترب ...........رعشة جسدها الرقيق كلما أقترب منها ( اقترب )
            وصل ركب التعشير الى محطته ( إلى )
            وأخذ يصعد فى بطأ قاتل ( في بطءٍ)
            ولم تعد قدميها قادرة على حملها. ( قدماها ) فاعل
            مستهزأين بضعف ( مستزئين )
            ثم ينتقل الى الأخت الكبرى..فالأصغر..فالأصغر.. ( إلى ... فالصغرى لأن الأصغر وصف للمذكر على وزن أفعل )
            ثم ينظر اليه............أحس إسلام بفداحة خطأه ( إليه ... خطئه )
            الى عقر داره ( إلى )

            ومد يده الى صدره وأمسك الحجاب الملفوف ( إلى )


            =============

            مع تحيات
            خدمات رابطة محبي اللغة العربية

            أخطاء في مشاركة وتصويبها رقم ( 126)

            تعليق

            • محمد فهمي يوسف
              مستشار أدبي
              • 27-08-2008
              • 8100

              #7
              الأخ الفاضل الأستاذ عبد الرحيم محمود
              والأخ الأستاذ رضا الهجرسي
              ==============

              ما أراه من وجهة نظري المتواضعة ؛ أن تراجع الأعمال الأدبية النثرية أو الشعرية لغويا ونحويا قبل طرحها للقاريء
              ثم إن العمل الأدبي لايقلل من احترامنا لصاحبه أو يقدح في ذاته الشخصية
              وعلى هذا كنت آمل من الأخ الأستاذ عبد الرحيم ألا يقلل من قيمة الأديب الكبير الذي شرف العرب جميعا بحصوله
              على جائزة نوبل في الأدب وهي من الجوائز التي لاتمنح اعتباطا أو عشوائيا دون دراسة واعية لأدب صاحبها
              فأعتب عليه قوله :


              ( هناك تأثر واضح في الأسلوب مع نجيب محفوظ ، لكن نجيب محفوظ كان معنيا بوصم الرموز الدينية وتلويثها فلا تسر خلفه )
              فنجيب محفوظ أديب عربي معروف ، ولقد انتقدت المهندس عبد المنعم الشحات عندما اتهمه بنفس الاتهام فكان ذلك من أسباب
              عدم فوزه في انتخابات مجلس الشعب المصري لرؤيته غير المدروسة لأدب الكاتب القدير نجيب محفوظ والقدح في شخصه .
              ولكني أوافق الأستاذ عبد الرحيم بعدم الزج بأسماء أو ألقاب العلماء الدينيين ( كالشيخ واسم فلان مثلا من علماء الدين )
              في تصوريهم بالصورة المنفرة لأن ذلك أثر أجنبي من الاستعمار الذي يكره الإسلام ويحاربه ، فلا ينبغي أن نفعل ذلك في إبداعاتنا الأدبية شعرا أو نثرا .

              تعليق

              • رضا الهجرسي
                أديب وكاتب
                • 27-01-2012
                • 212

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة أحمد على مشاهدة المشاركة
                رواية طويلة

                السرد فيها جيد ،
                شكرا لك أستاذ رضا الهجرسي
                في انتظار ابداعاتك


                الأخ الفاضل ..احمد على ..
                شكرا لرأيك الراقى الذى أدخل البهجة إلى قلبى ..وقريبا سنتواصل بأعمال جديدة ..

                تعليق

                • رضا الهجرسي
                  أديب وكاتب
                  • 27-01-2012
                  • 212

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة شيماءعبدالله مشاهدة المشاركة
                  الفاضل رضا الهجرسي
                  كل ومعتقده وعلى ماربوه أهله عليه
                  وهنيئا لإسلام وعيه وثقافته التي انتشلته من ضياع وإن تأخر بعض الشيء ..
                  وهناك من يعتقد بهذه الأمور البالية رغم علمه ومعرفته
                  فلا عتب على من لم يتعلم وقد نشأ في جو ريفي مغلق
                  كان السرد جميلا وإن طال بعض الشيء
                  سلمت وسلم مدادك ودام العطاء
                  مع فائق التحية والتقدير
                  السيدة الفاضلة ..شيماء عبدالله ..
                  دائما يسعدنى مرورك المثمر والواعى ..

                  تعليق

                  • رضا الهجرسي
                    أديب وكاتب
                    • 27-01-2012
                    • 212

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد بن عبدالله السلمان مشاهدة المشاركة
                    نشكرك على هذه التحفة الادبية
                    حفظك الله
                    يأستاذ رضا الهجرسي
                    مع فائق احترامي وتقديري
                    الأخ الفاضل ..محمد بن عبدالله ..
                    اثلجت صدرى ونسيت ما عانيتة من تعب فى كتابة هذه القصة ..
                    تقديرى وأحترامى لمرورك الراقى ..

                    تعليق

                    • رضا الهجرسي
                      أديب وكاتب
                      • 27-01-2012
                      • 212

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحيم محمود مشاهدة المشاركة
                      كاتبنا الجميل
                      التطور السردي جميل ومترابط ، رغم طول القصة لم يكن هناك تخلخل في الحدث عبر التساوق الزماني الطويل ، الربط بين طريقة حبل البقرة ومحاولة تطبيقه على البشر كان في حقبة منتصف القرن الماضي ، ولا أدري أبقيت تلك الترهات أم لا ، هناك تأثر واضح في الأسلوب مع نجيب محفوظ ، لكن نجيب محفوظ كان معنيا بوصم الرموز الدينية وتلويثها فلا تسر خلفه لا داعي للقول بالشيخ والزج بهذه الصفة للمتسلقين على الدين والمسغلين لجهل الناس عبر الخوف من التكفير أو القوى الخفية .
                      لو تفاعلت مع أزمات شعبك الحاضرة وكتبت ما ينير الطريق للناس ستكون قاصا كبيرا خلال وقت قياسي فأنت تمتلك كل أدوات القاص الناجح وتقنيات القصة / تحيتي .
                      السيد الفاضل ..عبد الرحيم محمود ..
                      شكرا يا سيدى على رأيك فى ككاتب ..وتحليلك الواعى الذى وضع بقعة ضوء على نقاط هامة بالقصة ..وسأراعى ملحوظة سيادتكم الهامة ..بعدم ذكر الأسماء الدينية ..أما عن سؤال سيادتكم ..عن إختفاء أو إنحسار هذه الظاهرة ..فما إستفزنى لكتابتها ..تأكدى من وجودها ..ولو راجعت حضرتك المقطع الأخير ..الذى رأى إسلام غول التخلف ..يلقن امه ..ثم ينتقل إلى الأبنة الكبرى ثم الأصغر فالأصغر ..كانت إسقاط لتوارث هذه العادة القميئة حتى وقتنا هذا ..بعد تأكدى بالطبع من نساء القرية التى يمكننى التحدث معهم دون حرج ..
                      اسعدنى مرور سيادتكم المثمر ..

                      تعليق

                      • رضا الهجرسي
                        أديب وكاتب
                        • 27-01-2012
                        • 212

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
                        الأخ الفاضل الأستاذ عبد الرحيم محمود
                        والأخ الأستاذ رضا الهجرسي
                        ==============

                        ما أراه من وجهة نظري المتواضعة ؛ أن تراجع الأعمال الأدبية النثرية أو الشعرية لغويا ونحويا قبل طرحها للقاريء
                        ثم إن العمل الأدبي لايقلل من احترامنا لصاحبه أو يقدح في ذاته الشخصية
                        وعلى هذا كنت آمل من الأخ الأستاذ عبد الرحيم ألا يقلل من قيمة الأديب الكبير الذي شرف العرب جميعا بحصوله
                        على جائزة نوبل في الأدب وهي من الجوائز التي لاتمنح اعتباطا أو عشوائيا دون دراسة واعية لأدب صاحبها
                        فأعتب عليه قوله :


                        ( هناك تأثر واضح في الأسلوب مع نجيب محفوظ ، لكن نجيب محفوظ كان معنيا بوصم الرموز الدينية وتلويثها فلا تسر خلفه )
                        فنجيب محفوظ أديب عربي معروف ، ولقد انتقدت المهندس عبد المنعم الشحات عندما اتهمه بنفس الاتهام فكان ذلك من أسباب
                        عدم فوزه في انتخابات مجلس الشعب المصري لرؤيته غير المدروسة لأدب الكاتب القدير نجيب محفوظ والقدح في شخصه .
                        ولكني أوافق الأستاذ عبد الرحيم بعدم الزج بأسماء أو ألقاب العلماء الدينيين ( كالشيخ واسم فلان مثلا من علماء الدين )
                        في تصوريهم بالصورة المنفرة لأن ذلك أثر أجنبي من الاستعمار الذي يكره الإسلام ويحاربه ، فلا ينبغي أن نفعل ذلك في إبداعاتنا الأدبية شعرا أو نثرا .
                        السيد الفاضل ..محمد فهمى يوسف ..
                        كلما هممت بالرد على مشاركة سيادتكم الراقية ..تعجز الكلمات عن التعبير عما بداخلى لتقدير هذا المجهود المذهل لمراجعة القصة سطرا سطرا ..
                        وهذا طمعنى فى كرم سيادتكم ..لأنزال آخر ما كتبت ومعرفة رأى سيادتكم فى صلاحيتها فى النشر من عدمة ..والأهم مدى تعارضها أو توافقها مع الناحية الدينية ..وهى تدور فى عالم ما وراء الطبيعة ..ميتافيزقيا ..وقد فرضت نفسها على عقلى وتفكيرى فى العشر الأواخر من رمضان الماضى على الرغم بأننى لم أفكر فى الأتجاة فى كتاباتلى ..وعندما رأيت هذا المستوى الراقى والعلمى للنقد الموضوعى ..تشجعت على سؤال سيادتكم ..هل مسموح فى الملتقى بعرض رواية فى عالم ما وراء الطبيعة وبها شئ من الخوف ..وتحمل مفاهيم دينية ..
                        اكرر شكرى وتقديرى لهذا الرقى والمفيد ..

                        تعليق

                        • الشيخ احمد محمد
                          أديب وكاتب
                          • 16-10-2011
                          • 228

                          #13
                          شكرا لك أستاذ رضى الهجرسي على هذه القصة الممتعة كثيرا ، دمت بخير تحيتي لك مع التقدير

                          تعليق

                          • رضا الهجرسي
                            أديب وكاتب
                            • 27-01-2012
                            • 212

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة الشيخ احمد محمد مشاهدة المشاركة
                            شكرا لك أستاذ رضى الهجرسي على هذه القصة الممتعة كثيرا ، دمت بخير تحيتي لك مع التقدير
                            الشيخ الفاضل احمد محمد ..
                            شكرا على رأيك الذى أثلج صدرى ..ودام مرورك الراقى ..

                            تعليق

                            يعمل...
                            X