خلاص

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سالم وريوش الحميد
    مستشار أدبي
    • 01-07-2011
    • 1173

    خلاص

    خلاص ...!

    جهاز تخطيط القلب الكهربائي السطحي يشير إلى أن موجات غير منتظمة متفاوتة الحجم والشكل وسرعة تواتر عالية جدا .ليؤشر إلى أن موجات شائهة تحل محل خط الأساس . انتهى التقرير
    أكثر من علامة استفهام راحت تقرأ وأنا أنظر إلى تلك العيون التي راحت تترقبني كفئران تجارب يحيطون بي يحاولون أن يختزلوا آلية الزمان ليصلوا إلى قرار واحد ، لأصعد المركبة وحدي لا أحد غيري فيها ، ليكون شاهدا على إني اخترقت كل حجب نظريات العلم الحديث (الكم ،والنسبية ، والنشوء ) وتوغلت إلى أبعد مما توصل إليه علماء المرآة ’ وما بات مشكوكا به أصبح اليوم في علم اليقين ، في لحظة لم أحسبها لأني كنت جزء منها ، لم أشأ الدخول في عالم القص الغريب هذا ، لكن فضولي قادني لأن أقرأ باقي الفصول
    نظرت إلي تلك العيون الكحيلة بفضول وهي تكاد أن تلتهمني ، الكل يحدق بي
    و كأني آت من فضاء خارجي ، كغيمة حطت على مدرج الزمن الغابر، تحلقوا حولي يبحثون عن سر يكتنف هذا الكائن الأسطوري الذي نزع ثوب الزمان وجاء إليهم من غياهب العصور السحيقة
    ،(ارسطفان )الكهل اليوناني حطام الشيخوخة و عجزها ، بدا كجذع نخلة نخرة لم يعد يربطه في هذه الدنيا غير بصيص يتعكز به على بقايا أيامه السالفة ، نظراته المتحفزة وعيناه المرتابة يرقب الجميع في حانته الصغيرة المسماة ب (الملاح التائه) ، والتي بدت كقنديل مضاء في ليلة ظلماء تهدي الساري لما يبتغيه ، نظر الرجل بتوجس عرف إني غريب عن أرضي ، وهو الماكث على خرائب أمسي ويومي وغدي، ورغم ابتسامته الصفراء إلا أن تقاطيع وجهه توحي بأن ألف هاجس داخله ، وهو يبحث عن سر قدومي ، كؤوس الخمر مترعة يحملها بيديه ، يترقب حركاتي من بعيد ، دون أن يدنو مني ..
    الخمر يلعب برؤوس شاربيه، (والبانجو ) يثير الانتعاش في النفوس والخدر في أجساد بدت كأنها سيقان بردي تميد بها الريح، زوجته تقترب مني ، جمال يأسر القلوب. تغترب الكلمات في رأسي أحاول أن أقترب من هذا التضاد اللا منطقي الذي ما استساغته نفسي، بدا تناقض مقيت ، الكهولة المركونة والشباب بعنفوانه ، جسدا ينطق بالأنوثة والأغراء ، راح يتثنى عودها الأهيف على أنغام آلات وترية كغصن بان تكتحل بالنظر إليها العيون
    ألقت بجيدها على كتفي وثمة ابتسامة ترتسم على وجهها الصبوح
    (من أين أنت ، ملامحك توحي بأنك من أهل ميزو بوتاميا ..؟ )
    لم أجبها بقيت أنظر إلى وجهها وكأنها تمثال برونزي ، جلست ، قربي تتأملني بدهشة ،
    أصوات تتعالى من بعيد تقترب شيئا فشيئا ، أيقظتنا من جنين حلم بدا يتكون .
    :- لقد قتل الإله (ست ) قتل إله الخصب والخير، سيحل بنا الجدب والشر ، راحت الأصوات تتعالى وكأنها تخترق جدران المستقبل لتمر بالماضي المنقاد طوعا إليها ، سمعت صوت رجل ضرير يحمل ألة العود يغني ، كأني أعرفه عشنا في مستقبل واحد ، بعد ألفين من السنين كان يحمل ذات العود
    ويعزف على أوتار القلوب الباكية المذبوحة على معبد الحرية ، يريد أن يطلق بغنائه حمامات تتأهب للطيران من أقفاصها ، ربما يخرج الموتى بعد أن تمزق أكفانهم ليعلنوا عصيانهم ،من أجل أن تطهر الأرض من أدرانها ، تطهر من الظلم والظالمين
    صيحة عظيمة تخترق الآفاق ، وتنفذ لحجب الزمان ، تتزامن مع صوت المغني ، تتمازج الأصوات ، وتتواتر الأخبار ، اشرأبت الأعناق تبحث عن ملاذ آمن، وعلت الوجوه غمة الحيرة لقادم الأحداث . أصوات أحالت السكون إلى دمدمة رعود ،
    : (أغلقوا ،الحانات ، فإنها مصدر الشر كله ، مصدر البلاء )
    اقتربت الأصوات حل الخوف بأهل الحانة ، بل روادها كلهم ، رجعوا بصف واحد مذعورين، ينظرون إلى المجهول الذي بث هذا الرعب و استشرى فيهم ، أصوات آدمية وقرع طبول ، وسنابك خيول تضرب الأرض
    ارتبكت حركاتهم الكل هرب ، إلا أنا (وانتجونا) ، قادتني بهدوء إلى ممر سري ضيق لا يكاد يتسع إلا لي ولها ، وما أن اجتزنا ذلك النفق المظلم حتى بدت روعة البحر تتجلى لنا، البحارة الإغريق شماليون وشرقيون ، تلتصق سفنهم الصغيرة بعضها ببعض يغطون منافذ البحر ، الإسكندرية يهل وجهها كقمر يستقبل القادم بابتسامة ربيع آت من غير معاد ، البحارة يبحثون عن ملاذ يبيتون فيه ،الحانات دمرت ، الدخان يتصاعد منها ، الشاطئ يمتد وامتداد البصر ،يحمل سحر جمال آسر أخاذ،تلك الزهور والنباتات الجميلة ، وهذه الخضرة التي تقتل وحشة الصحراء ،
    رمت ( انتجونا) كل شيء ورائها ، ركضت تختبئ خلف أشجار الزيتون ،لتحتوي رغبتي ، اقتربت منها أردت أن أبوح لها بإعجابي ، أشارت إلى عدد من فتيات كأنهن جنيات ، يتمايلن على أنغام قيثارة عراقية من أرض أشور ويرقصن على ألحان أندلسية ،
    يتضاحكن بغنج ، خلعن ما عليهن من غلالة فبدين كقطع ثلج تنساب في زرقة البحر ، دعونني إلى المبيت .ولكني لا أملك من وقتي شيئا.
    رن جرس الهاتف.. دقات متتالية حاولت إخفاءها أحست (انتجونا) برعب وهي تراني أكلم شيء مجهولا أذهلها أن أحكي مع آلة صماء ، لم تعرف سري أنا الآتي من بعيد، تخيلت إني أكلم نفسي ، تخيلت إني ... فقالتها ...!
    _ مجنون ..!
    هربت وهي تصرخ بفزع وكأن مس أصابها ، لم أفهم سر تحولها ..! أردت أن أمطرها بوابل من أسباب حيرتي ، كثيرة هي الأسئلة التي لم أجد لها إجابة بعد، لازلت أجهل كنه هذا العالم ، أين أنا ، إلى أي شيء أسعى ...؟ من هؤلاء الذين لا أشبههم ولا يشبهونني ..؟ من الذي أتى بي ، هل زخرفت أحلامي جمال الأمس فامتطيت حصان حاضري وارتقيت إلى الماضي ،
    قلبت الورقة ..
    برفق ،راح يطالعني وجه( انتجونا )
    .التي ظلت تترقبني من بعيد ، أعداد من الجنود أحاطوا بي ، لم تنفع توسلاتي بهم وضعوا الأصفاد بيدي جردوني من كل ما أحمل .حتى سيفي وقرآني ...!
    جلس قاضي القضاة يحملق بي أردت أن أثبت في مكاني، لكن رعشة من الخوف أخذتني ، عضضت على نواجذي أردت أن أعود لأهلي ، فلا أطيق الصعود إلى الهاوية ، نظرت إلى صورة ليست من ذاك العصر ، ربما هي من عصري أنا
    - أنت من خطف الزمن ...؟ أنت من قتل الإله ست .. استفزني السؤال .. من سرق من .. ومن القاتل ومن المقتول ؟
    - أنا من أكد . يا سيدي ..!جئت بكسر طينية لاسترداد مجد فقدناه ، بين سجال الأفكار والأفعال، بين الرغبات والحقائق ، وهل يضيع المجد..؟ ( أطرقت رأسي خجلا واستطردت قائلا بصوت منكسر ).. أبتلينا بنقمة ذهب أسود امتلأت به أرضنا ، فأوقد عبيده نارا لا يفتر أوارها ، زلزلت الأرض بنا ، اقتلعوا إيماننا وأهدروا أرواحنا أهدوها لملائكة الموت ، خافوا نقمتهم من أن يعودوا بلا نفوس زكية فقايضوهم بتلك الأرواح ،
    - مقابل اللعنة التي حلت بأرضنا، فأجدبت ربوعنا ، حرق زرعنا ، امتدت القبور كدمامل في (وادي السلام ) بعضها يلغي بعضا .
    أدرك القاضي أنني لست من هذا العصر وإني بريء من أكل الذئب ، عرف إني أتيت من عصر الخوف وتجمد العواطف ، وتحجر القلوب ، تفحص رُقمي ، نظر إلي بغرابة وكأنه يريد أن يبث سموم رعبه في داخلي لأنطق خوفي وأنزع رداء أسراري في لحظة ضعف تقدمت بي الأفكار إلى ثلاثين قرنا ، حيث سيحقق معي بتهمة الدخول إلى نخلتي ، والولوج إلى فرات قلبي ،و السكن عند دجلة وجداني ، نعم أنا من عصر الزيتون المر ..أردت أن أبوح بها ، جلست (أنتجونا ) تنظر إلي ، لا تريدني البوح بكل أسراري
    لازال ذلك الفنار في بحر عينيها يهدي سفن القلوب الملتاعة إليه ، جمالها يحمل سر استباحة ربوعنا
    كنت أبحث بين الأوراق عن لحظة الخلاص فقلبت الأوراق تباعا
    ندت صرخة من بين السطور مزقت صمت القبور التي أحاطت بعالمي النائم على زبد الأماني ،
    يمتد في الأرض ظلي ليحدد اتجاهاتي الأربع وكأني وتد مثبت في صحراء، تدور الأفلاك وأنا باق في مكاني ، أنا المنتمي أو اللا منتمي إلا لذاتي وكينونتي
    قلبت الورقة
    وكأني إن أغمضت عيني تلاشى الوجود فلا أملك منه غير مشاعر و أحاسيس تربطني به حبال وصل واهنة
    ، حاولت أن أترك كل شيء وأعود ,
    أصدر القرار، كتب القاضي بلغة أكاد أجهلها رغم إني أنا الذي فككت طلاسمها ، وحللت رموزها ، . لم يستجد شيئا على حالي ، والقاضي يتلو منطوق حكمه
    : أسجنوه لأنه جاء يشكو ظلمه إلينا..عاش خوفه، ولم يحرك ساكنا للخلاص

    لم يكن سجني جدرانا تحيط بي ولا سيافا يقف على رأسي ، ولا قضبانا تمنع خروجي ، كنت مسجونا بالخوف ،واليأس ، وعدم الثقة بالنفس أضافوا إليها ّ حقنا من البلادة والخنوع والذل ،
    ها أنا الهارب من طاعون أصفر استشرى في سوادنا . جئت أشكو للنيل عطش فراتي ، آه أين أجد من يحمل همي فوق رأسه ويخترق هواجس الخوف بمعاول الشجاعة والأيمان ،
    نظرت إلى تلك الصورة المعلقة لهذا الرجل المهيب ، جاثم فوق رأس القاضي وكأني اشكوه حالي، أعرفه جيدا قرأت الكلمات ، أنه إله الربيع ، أنه المنقذ ، أنه الحلم الموعود ، كل هذه السنون و ننتظر الخلاص ، نبحث عمن سيجمع هذا الشتات .. قال الضرير بيقين أنه آت.. سمعته يتلمس بصوته الحزين أعتاب الزمان ، يمر قرب بوابات الحكمة ويصدح صوته بالغناء يعلن موت البطل ، يفتت حجارة القلوب بنواح شجي ، الأرض تتكلم بذات الكلام ، كصدى يرتد عبر فضاء لا متناه ، تقدمت حشود من البشر بخطى ثابتة يرددون بصوت واحد وكأنهم في قداس جنائزي
    ( الإلة ست مات ).. والضرير يصرخ ( جيفارا مات)
    ربما اخطأ ، أنه لم يمت ، ربما اشترى المجد بعد أن باع أنفاسه الأخيرة للتأريخ ، هذيان .اللون الداكن ، يحيط بي يلفني كشرنقة لا أجد ما يحتو يني غير كهف من الذكريات لمستقبل بدا كمرآة قاتمة لم ينقشع ضبابها ، السحب الرمادية تملأ فضاء عالمي الموتور تنفث اللهب كمرجل ، خضاب الدم يمتزج ولهيب.النيران ، منذ بدء التأريخ وحتى هذه الساعة ، يدفئون الأسرى ، بفتاوى الحزن الأسود ، الموت يداهم أوكار الطيور فيسقط منها أغصان الزيتون ويحل الظلام ،وينعق البوم بين نهرك ونهري يريد أن يئد الحياة ليمنع الصهيل والأصالة ، صروح أحلامه تعدت كل الشواطئ الغارقة باليأس ، لحقت الضرير مشيت وراءه ، وضعت يدي مع الجموع ، هتفت معهم ، ربما علت الأصوات ، (أرسطفان )
    حاول أن يمنع الغضب القادم بنا سدودا من النيران ، الغربان تنعق ( ليس لكم خلاص ، على العالم خلاص)
    ولكنه قال (نحن جيش الخلاص ها نحن قادمون )
    (انتجونا ) لم تستطع أن تمارس الغواية مع الجميع لتحيلهم عبيد ا لها ، و تسحب شهادات الميلاد منهم، لتبيعهم خبزا من تنورهم الذي بدا يفور كبركان يرمي بحممه إلى الساحات ، الحشود تندفع كتيار دافق تحاول محو أثار أقدام الطاعون .. الضرير أبصر النور ، و غنى (لبهية ) اليوم أوغد ا (ستلبسين طرحتك وجلبابك ) ،أغمضت عيني وأنا أرى سمرة الأرض بوجه بهية التي كانت معنا تسير ..
    انتزعوا الأسلاك من رأسي ، تركوني على السرير ، تحسسوا نبضي ،ظنوا إني مت دقات قلبي بدت كأنها تقترب من النهاية ، جرع الأحلام ما عادت تجدي نفعا ، تورمت أوردتي ، الوقت يداهمهم وعروقي تغلي تريد الخلاص ، أحضروا جهاز الصدمات الكهربائي ، لا ..لا تتركوه يموت ، أو يصمت صمتا أبديا ، أنعشوه .. أعيدوا الحياة إليه ...
    واحد ..ردت أنفاسي إلي
    اثنان الحياة بدت تدب في جسدي ..
    ثلاثة قفزت من السرير ..
    ركضت إلى هناك .. إلى ساحة التحرير أنتظر بداية النهاية ..


    • أنتجونا وأسطفان .. شخوص من أسطورة مصرية قديمة
    • ميزو بوتاميا العراق القديم
    • وادي السلام أكبر مقبرة في العالم في النجف الأشرف
    • علماء المرآة علماء يمتلكون أدلة ومفاجآت جديدة سيغيرون من شكل العالم لأنها تتناول العلم من أساسه
    على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
    جون كنيدي

    الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

  • أحمد عيسى
    أديب وكاتب
    • 30-05-2008
    • 1359

    #2
    يااااه سالم
    كم كنت رائعاً مبدعاً متألقاً في حكايتك تلك ..
    نصٌ فلسفي عميق ، ورحلة مجازية عبر العصور ، واكبناك فيها ، الى أنتجونا الجميلة التي تمارس غواية الناس
    والى حيث الصمت كان هو العنوان ، حيث يتجسد الشر ، وتصبح النهاية قريبة جداً ، حين يأتي الخلاص
    النص يحمل جرعة فكرية عميقة ، وقراءة متواضعة لن تكفي ، لهذا فاني أقترح على الأستاذ ربيع أن يكون محور نقاشنا هذا الأسبوع
    سعيدٌ بك أستاذي القدير
    وبهذا النص الراقي

    على فكرة ست كان اله الشر عند قدماء المصريين ، والعدو اللدود الذي قتل أخيه اوزوريس
    فهل قصدت فعلاً أن تقول أنه اله الخير والخصب ( عندما تم اتهام البطل بقتله )
    هل قصدت أن الزمن فعلاً كان معكوساً لصبح ست هو ضحية اوزوريس ؟

    كانت مجازفة مني أن أسبق بردي
    قبل أن أرى انطباعات الآخرين

    لكن جمال النص لا يحتمل تأجيل


    مودتي كلها
    ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
    [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

    تعليق

    • سالم وريوش الحميد
      مستشار أدبي
      • 01-07-2011
      • 1173

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
      يااااه سالم
      كم كنت رائعاً مبدعاً متألقاً في حكايتك تلك ..
      نصٌ فلسفي عميق ، ورحلة مجازية عبر العصور ، واكبناك فيها ، الى أنتجونا الجميلة التي تمارس غواية الناس
      والى حيث الصمت كان هو العنوان ، حيث يتجسد الشر ، وتصبح النهاية قريبة جداً ، حين يأتي الخلاص
      النص يحمل جرعة فكرية عميقة ، وقراءة متواضعة لن تكفي ، لهذا فاني أقترح على الأستاذ ربيع أن يكون محور نقاشنا هذا الأسبوع
      سعيدٌ بك أستاذي القدير
      وبهذا النص الراقي

      على فكرة ست كان اله الشر عند قدماء المصريين ، والعدو اللدود الذي قتل أخيه اوزوريس
      فهل قصدت فعلاً أن تقول أنه اله الخير والخصب ( عندما تم اتهام البطل بقتله )
      هل قصدت أن الزمن فعلاً كان معكوساً لصبح ست هو ضحية اوزوريس ؟

      كانت مجازفة مني أن أسبق بردي
      قبل أن أرى انطباعات الآخرين

      لكن جمال النص لا يحتمل تأجيل


      مودتي كلها
      أستاذي العزيز أحمد عيسى المحترم

      يسعدني أن أول من تناول نصي هو أنت ، و لأن لك رؤيا عميقة وبما أن النص وافق هواك فإني
      أحسست برضا وغبطة ، وجعلتني أشعر لما جاد به أدبك وخطته أناملك المبدعة من إطراء وثناء بأني
      قدمت شيئا متميزا ،
      اعرف يا سيدي أن الإله ست هو إله الشر ولكني أردت أن أقلب الحقائق في بعض من مواقعها لأبين أن الشر نسبي والأجرام عند بعض الناس يمكن أن يكون شهادة وبطولة وقصدت هذا الوقت حيث اختلطت مفاهيم الحق والباطل ، وأردت أن أشير لذلك بالهامش لكني عدلت لأترك للقارئ التحليل وفك بعض الرموز
      ولو دققت في النص لوجدت صيحتين صيحة تمثل الإله ست والأخرى للضرير حيث يصرخ (جيفارا مات )
      والحوار الداخلي للسارد كان يؤكد هذه الحقيقة بقوله (من القاتل ومن المقتول ) أنا لا أريد أن اكشف خفايا النص قبل تناوله من قبل عدد كبير من القراء
      أشكرك كل الشكر أستاذي الغالي على هذا المرور الذي أضاف الكثير من الدعم المعنوي وأعطاني جرعات من الأمل
      دمت مبدعا .. ودام تواصلك .




      على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
      جون كنيدي

      الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

      تعليق

      • أحمد عيسى
        أديب وكاتب
        • 30-05-2008
        • 1359

        #4
        نعم أخي سالم تقريباً وصلني هذا المعنى ولكن أحببت أن استوضحه منك حين سألتك :
        هل قصدت أن الزمن فعلاً كان معكوساً ليصبح ست هو ضحية اوزوريس ؟

        مودتي كلها ولسوف أعود لها بكل تأكيد

        أنه إله الربيع ، أنه المنقذ ، أنه الحلم الموعود ، كل هذه السنون و ننتظر الخلاص ، نبحث عمن سيجمع هذا الشتات .. قال الضرير بيقين أنه آت.. سمعته يتلمس بصوته الحزين أعتاب الزمان ، يمر قرب بوابات الحكمة ويصدح صوته بالغناء يعلن موت البطل ، يفتت حجارة القلوب بنواح شجي ، الأرض تتكلم بذات الكلام ، كصدى يرتد عبر فضاء لا متناه ، تقدمت حشود من البشر بخطى ثابتة يرددون بصوت واحد وكأنهم في قداس جنائزي
        ( الإلة ست مات ).. والضرير يصرخ ( جيفارا مات)
        ربما اخطأ ، أنه لم يمت ،
        ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
        [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

        تعليق

        • رشا السيد احمد
          فنانة تشكيلية
          مشرف
          • 28-09-2010
          • 3917

          #5

          الأستاذ سالم
          نص عميق عمق حضارتنا العربية
          مقدمة جميلة دخلت للقصة من مدخل العصر الحديث وحداثة التكنولوجيا
          لتشير بنهاية نبضات القلب إلى نهاية الأنسان العربي الذي أرهقته إرهاصات العصر
          ولم يعد يتحمل ذاك القلب هذه الظغوط
          و كل أجهزة الحداثة لم تجدي فالحدث أكبر من أن تسترد عافيتة تلك الأجهزة
          وهذه الغيبوبة التي أنتقلت بنا كفانوس علاء الدين خطفا ً إلى الخلف تستعيد واقع جميل عاشته الحضارة العربية القديمة بكل رموزها المعكوسة بتناص الماضي والحاضر بجمال كبير وذكاء
          لتتمازج مع رمز من رموز النضال الحديث وهو تشي جيفارا رامزا ً للثورات العربية وتلك الشخصيات الرمزية التي وزعت بعناية بين أرجاء النص بدور ست المقلوب الذي رمز لأهل الشر ، حين راحو يتصورون إن شرورهم ما هي إلا الخير المرتجى وهذا كارثة الكوارث ، أن تنقلب المفاهيم والعقائد الإنسانية إلى عكسها ، فبهذا الفهم ستصبح الأمور مُحطمة للمجتمع إذا لم تعود الكفة إلى نصابها
          (( كل هذه السنون و ننتظر الخلاص ، نبحث عمن سيجمع هذا الشتات .. قال الضرير بيقين أنه آت.. سمعته يتلمس بصوته الحزين أعتاب الزمان ، يمر قرب بوابات الحكمة ويصدح صوته بالغناء يعلن موت البطل ))
          نعم منذ سنين طويلة تبحث العرب عن الخلاص وعمن يوحد هذا الشتات ويعيد للدولة العربية هيبتها وسلطتها
          وأنتجوانا ... تلك التي رأيتها تمثل أمريكا بكل وعودها الكاذبة .. رأيتها السلطة المستبدة التي لا تكف عن وعود من سراب والسياسات الكاذبة

          الخاتمة جاءت صحوة للإنسان العربي بعد عدة نفضات جعلته ينهض
          ولو إن تلك العلاجات كانت له وقع قوي على الجسد رأيت في ذلك رمز للثورات العربية
          والربيع العربي الذي سيحل على كل جسد الوطن العربي ولا بد
          وتلك الصحوة التي جعلت الجسد ينتفض بقوة ويقوم من سباته

          أستاذ سالم

          نص مغرق في فلسفته ورموزه ، وسامق برؤياه القوية جدا والتي تحفز القارئ للتمعن لرؤية الواقع كما هو ، وليس كم يصوره الغوات
          شهادتي بجمال نصك ستظل مجروحة
          نص جميل جدا بكل أبعاده السياسية الهادفة والناقدة والمعنى في البحث عن الخلا ص جلي من أول سطر
          ولا بد الخلاص سيأتي
          دورة الحياة لأي دولة سياسية هكذا تقول
          جميل التفاؤل التحليل بوعي للواقع جمال النص فرض نفسه ، من كل الرؤى الأدبية
          والمغزى والذي كان أكثر من مقصد

          أستاذي الرائع سالم وريوش

          أستمتع جدا ً بقراءتك حتى إن نصوصك أضحت ضوء يجذبني للتمتع بضيائه و مغزاه الأبعد
          تقبل قراءتي المتواضعة لنصك السامق

          تحايا الياسمين لروحك مع كل حرف ينديه النور
          .
          https://www.facebook.com/mjed.alhadad

          للوطن
          لقنديل الروح ...
          ستظلُ صوفية فرشاتي
          ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
          بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

          تعليق

          • سالم وريوش الحميد
            مستشار أدبي
            • 01-07-2011
            • 1173

            #6
            الأستاذة رشا السيد أحمد
            تحية طيبة
            دوما سباقة أنت للكتابة لنقد وتحليل أعمالي وبأسلوب راقي ، يتواءم مع القدر الكبير لمعرفتك الأدبية ، وخزين ثقافتك ، وقدرتك على اختراق النص وتحليله بشكل دقيق ، تلجين إلى عمق النص وتبحثين عن مواطن الضعف والقوة فيه ، وتبحثين عن المدلول القصدي الذي قد يغيب عن الكثير لأنهم يقرءون النص بسطحية ويحللونه وفق هذا المفهوم ، لذا أجدك تحملين رؤيا نقدية، تعطي للنص إضافات كثيرة ، بطرح مدلولاته الرمزية وكشفها
            أستاذتي العزيزة يسعدني مرورك الكريم الذي يملأني بالأمل ، ويضيف لي الكثير من الثقة
            كنت تواقا لأن أساهم من خلالكم ومعكم بحركة تجديدية في أدب القصة القصيرة
            يقود ركبها رائد الإبداع ربيع عقب الباب ، الذي أعطى الكثير ودفعنا إلى تصحيح مسيرنا
            فهو يلتقط الأنفاس المبدعة ، ويرتقي بها إلى بر الأمان ، ويعطيه من معين تجاربه الكثير

            أستاذة رشا
            أردت أن أعطي النص بعدا يجمع بين سريالية الشكل
            وواقعية المضمون والجمالية الوجدانية ، فأخضعته لهذا التوافق حتى لا يبدو نشازا لذا كانت البداية تنتمي للنهاية وهي تتناول واقعا عشناه ونعيشه اليوم في حين إن المتن ،جاء ليتناول زمانا غير زماننا ولكنه بعين هذا العصر
            حاولت قلب الأمور في بعض المواضع ، وذلك لإثبات إننا نعيش حالة تناقض يمكن أن تجعل البطل مجرما والمجرم بطلا وشهيدا في غمرة هذا التناقض يبحث البطل عن الحقيقة
            و لا أريد أن الزيادة على ما أضفتيه من ملاحظات جاءت تجسيدا للملامح الفنية التي ركبت فيه الشكل البنيوي للنص ، هناك انتقالات تدريجية للحدث جسدت فيه نمو صوت الحق من رجل واحد ضرير إلى أن يصبح جمعا ..
            أستاذتي الراقية
            أمنيتي أن أراك هكذا متفائلة دوما تنظرين للحياة بمنظار الأمل
            ، لحياة حرة كريمة ، اللون الوردي الذي تستخدمينه دوما في مشاركاتك عنوانا ورمزا لهذا التفاؤل ..
            دام الإبداع وجعل الله أيامك ملونة بلون الورد ( بمبي ) وأشكرك كل الشكر على كل كلمة كتبتيها بحقي
            أمنياتي لك .. وليدم التواصل
            على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
            جون كنيدي

            الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

            تعليق

            • دينا نبيل
              أديبة وناقدة
              • 03-07-2011
              • 732

              #7
              أ / سالم وريوش الحميد ..

              أستاذي الكبير .. فما قرأته هنا كان كبيرا !

              النص تجربة جديدة ..
              وعن تجربة علمية .. وكل شيء فيها نسبي خاضع للأخذ والرد والبراهين .. حيث يكون القرار النهائي هو الغاية .. والاستنتاج ضروري من أجل وضع النظرية ..


              لكنها تجربة ضربت كل شيء بعرض الحائط .. قلبت موازين الحقيقة ، أكدت نسبيتها بلسان آينشتاين وكأنك تطرح فكرة ( الزمكان ) والأبعاد الأربعة ..

              حيث يتنقل البطل عبر الزمان والمكان في آن واحد .. فكم مكان سافر إليه وكم زمان مرّ به بدءاً من زمن الفراعنة وآشور حتى يومنا هذا !


              تريد أن تطرح .. حسب قراءتي .. كيف تتلاشى الأفكار الأساسية والتي توارثتها الأجيال عبر العصور لتبين أننا الآن صرنا في وقت ليس للزمن ولا للمكان معنى فيه ..
              لقد فقد إنسان هذا العصر كل هذه المعاني وصار كمن تطوّحه الأحداث من حوله في زمن عجيب لو بعث أجدادنا فيه لاستنكروه أشد الاستنكار !

              النص فلسفي كما قال أساتذتي .. وأعجبتني فكرته الحداثية في الطرح ..

              يشبه هذا البطل ( كبسولة الزمن ) تلك التي قد احتوت كافة المعارف من كافة العصور .. ليتم فتحها في عصور متلاحقة .. لكن الرائع أنك أعدتها إلى الماضي .. فتكون أشد صعقا للسالفين ..
              فكرة جديدة للتناص المعكوس أو المرتد !


              اللغة رائعة .. ودوما أقول ذلك ، لكن هذه المرة بها قوة وكان يجب أن تكون هكذا لتناسب ما تم طرحه من فكرة كبيرة

              هناك بعض الصور المستهلكة .. قليلة جدا .. لكن موجودة فكنت اتمنى حداثيتها أيضا لتتناسب مع حجم ما طرح مثل : جسدا ينطق بالأنوثة والأغراء ، راح يتثنى عودها الأهيف على أنغام آلات وترية كغصن بان تكتحل بالنظر إليها العيون

              نص راقني .. أقرأه كأول عودة لي إلى ركن القصة بعض غياب ، ويسعدني أن تكون أول مصافحة لي .. لنصكم

              تحياتي

              تعليق

              • جودت الانصاري
                أديب وكاتب
                • 05-03-2011
                • 1439

                #8
                مرحبا اخ سالم
                مجيد ومبدع كعادتك وانت تتحفنا بكل ما هو جديد
                نص من الوزن الثقيل
                اسعدني المرور
                مودتي ونتواصل
                لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                تعليق

                • بيان محمد خير الدرع
                  أديب وكاتب
                  • 01-03-2010
                  • 851

                  #9
                  الأستاذ االقدير سالم وريوش الحميد ..
                  فعلا إنه نص من لوزن الثقيل .. جمع أقطاب المعرفة والثقافة والإبداع .. التاريخ .. الفلسفة .. الطبيعة الساحرةو جمال المرأة .. والكثير من هموم هذا العصر .. الذي أسميه الزمن اللقيط .. لإننا لم نعد نجد ملامحنا فيه .. فنهرب باللاشعور عبر بوابة الماضي علنا نسترد شيئا من ملامحنا !سلمت أستاذي على هذه السمفونية الرائعة التي تدخل عمق الأحاسيس لتسمعنا لحنا عذبا شجيا .. كنت هائلا ..متميزا خارج عن النمطية و مبتكرا للأفكار في القص كما عهدناك دائما ..
                  تقديري .. تحيات عبقة بالجوري ..
                  مودتي
                  التعديل الأخير تم بواسطة بيان محمد خير الدرع; الساعة 01-02-2012, 23:41.

                  تعليق

                  • سالم وريوش الحميد
                    مستشار أدبي
                    • 01-07-2011
                    • 1173

                    #10
                    الأستاذة دينا
                    ، كنت ولازلت واحدا من المعجبين بفنك وبقلمك الذي أبدع وأعطى وأضاف الكثيرمن الإبداعات المتميزة ، ومما أعجبني بنصوصك أنك لم تجربي فبدأت بقوة تفرضين أسلوبك ونهجك ، بينما أنا لازلت أحاول وأجرب دون أن أخضع قلمي لمعيار أو نمطا أشكل فيه أعمالي لذا تراوحت نصوصي بين الضعيف والمتوسط والقوي وأجد فيما تطرحيه من رؤى نقدية عما أكتبه كما هو حال الجراح الذي يستأصل كل ما يفسد من البدن لذا تجديني في حالة ترقب أتابع كل ما تكتبين بدقة وأراجع كل كلمة وكل أشارة وأقارن النص بما طرحتيه . وإني بحالة تشذيب لكل ما يشكل ضعفا لي لذا تجدين هناك حالة تطور أتلمسها بنصوصي ، بسبب أرائكم وتوجيهاتكم ،يحزنني أن أرى المعلم الذي لا يُعّلم والذي لا يتقبل إلا الإطراء والثناء والإشادة بنتاجه الأدبي دون ذكر أي سلب يكتنف عمله ، والأكثر إيلاما أنه يضر بنفسه دون أن يدري ، نعم هناك خصوصية لا يمكن لأحد أن يتدخل بها لكن يمكن توجيهها ،
                    لم تكن تجربة سهلة تلك التي أردت أن أطبقها تجربة الزمان والمكان ومسألة النشوء والارتقاء ونظرية الكم كلها مسائل علمية بحته ، و كذلك ديمومة الحياة أخضعتها لتكون ضمن الحدث وجزء من مضمون النص ، فلم تأتي وكأنها لصيقة به أو بدت كطفيلي أو حالة تعكز على النص ، بل جاءت لتكمل التركيبة الفنية و المضمون القصدي الذي أردت التعبير عنه ، وهذا ما أعطى النص بعدا آخرا ولعلك لخصتي الفكرة العامة للنص بهذه العبارات
                    تريد أن تطرح .. حسب قراءتي .. كيف تتلاشى الأفكار الأساسية والتي توارثتها الأجيال عبر العصور لتبين أننا الآن صرنا في وقت ليس للزمن ولا للمكان معنى فيه ..
                    شكرا لك سيدتي كل الشكر على هذا المرور الكريم

                    أمنياتي لك بالتقدم ومزيدا من الإبداع والتألق
                    على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                    جون كنيدي

                    الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                    تعليق

                    • سالم وريوش الحميد
                      مستشار أدبي
                      • 01-07-2011
                      • 1173

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة جودت الانصاري مشاهدة المشاركة
                      مرحبا اخ سالم
                      مجيد ومبدع كعادتك وانت تتحفنا بكل ما هو جديد
                      نص من الوزن الثقيل
                      اسعدني المرور
                      مودتي ونتواصل
                      أستاذي العزيز كل الشكر والا متنان لك على تكرمك بالكتابة عن نصي
                      والذي أثلج صدري حقا أنك عنيتني بهذه الكلمات المحفزة والأطراء الجميل ،
                      فقد لمست من خلال هذه الكلمات المقتضبة
                      أنك قريب من مقاصدي التي عنيتها في قصتي
                      لك دوام الابداع والتواصل

                      أطيب الأمنيات
                      التعديل الأخير تم بواسطة سالم وريوش الحميد; الساعة 04-02-2012, 18:41.
                      على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                      جون كنيدي

                      الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                      تعليق

                      • صدى الخالدي
                        عضو الملتقى
                        • 07-05-2011
                        • 25

                        #12
                        الأستاذ الأديب والناقد
                        الاخ سالم
                        تحية فخر واعتزاز بشخصك الكريم

                        وكأنك تقول بالنتيجة أن التقنيات المطوّرة باستمرار لم تحقق لنا الخلاص
                        وأن تلك المقدمات لمعنى وجودنا كحضاريين لم تنفعنا في عبور هذه المرحلة
                        الموغلة بالدماء .فنحن نعيش اليوم دون أن يتجسّد لنا الماضي أو يسعفنا على الأقل
                        بحيثياته المكانية وكأنّه سوى سطور في بطون الكتب.
                        وأنت تثير فينا تساؤلاتك انتابني الشك بانتمائنا الى تلك الحضارات أو ان وعينا الأجتماعي
                        مسلوب ولانقوى على اعادته.فلا تجد فينا اثنين يشعران بالمعية والصحبة على اساس البحث عمّا يسعدهما
                        وكل يحاول بمفرده وينعزل بانسانيته ويتوارى في تجربته النفسية.
                        ليس لأن العراق ومصر على رأس نبع الحضارات يحصل فيهما مايحصل، وأرى أن العالم كله يقترب من الخلاص
                        ولن يكون الخلاص الى حياة أفضل وأن لايأس في ذكر الحقائق.
                        ذلك عرض للمفهوم والفكرة التي تناولها هذا النص البديع.
                        ولم يكن للنص أن يرتقى الى هذا المستوى من الجمال لولم تكن لغته رائقة وصوره ملوّنة بالحياة
                        وشخوصه ممتدة من زمن عميق الى زمن يطفو على سطح العجائب والغرائب التي تحدث يوميا..
                        لاتعجبنا لكننا نعيشها مجبرين كمن يتجرّع المر ليقوى ،
                        النص مكتوب بتقنية فنية مذهلة جمعت بين المعاني الوجودية والسياسية والمعاناة الشخصية.


                        لشخصك اطيب المنى
                        ومن ابداع النقد الى روعة الكتابة دائما
                        اتمنى لك الموفقية
                        أخوك

                        تعليق

                        • سالم وريوش الحميد
                          مستشار أدبي
                          • 01-07-2011
                          • 1173

                          #13
                          الأستاذ صدى الخالدي تحية طيبة
                          تحية طيبة تليق بشخصك الكريم
                          أستاذنا الغالي
                          شكرا لك على هذا المرور الكريم والذي جاء بتحليل رائع يتفق ومارميت إليه من معنى رمزي
                          حاولت أن أستجلي فيه حقيقة قد لاتغيب عن المثقف الواعي إننا نعيش في حالة ضبابية ،
                          لانعرف حتى مواضع أقدامنا في ظل الهيمنة الفكرية والعقائدية ، وأنا معك في ماذهبت إليه
                          نعم لايوجد اثنين يشعران بالمعية
                          فأما معك وخالصا لك و أما عليك

                          قراءة عميقة وتعتمد على رؤيا واضحة وتحليل دقيق
                          شكرا لك أستاذي ودام التواصل
                          التعديل الأخير تم بواسطة سالم وريوش الحميد; الساعة 10-02-2012, 14:09.
                          على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                          جون كنيدي

                          الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #14
                            أنتظر بداية النهاية !!!!!!!!
                            أهو النكوص
                            و تبدل الأدوار و المواقع
                            و العبور على دورات التاريخ ؟

                            ست كان الأخ الأصغر أو ألأكبر لإيزيس و أوزوريس
                            و تبدل الأدوار يعني الكثير
                            هي مفردة من مفردات الكينونة
                            ترتبط طقسيا بالفصول و الشعبيات
                            كما عشتار و أدونيس و غيرها من الآلهة التي كانت هي قبلة الإيمان لدي القدماء
                            و كانت هنا انتيجونا على غير ما كانت مع الضرير ( أوديب )
                            الذي كانت عينيه اللتين يرى بهما
                            إنها قلب الوفاء و الحقيقة و هي تجسد رحمة الإنسان و ضرورة عودته للتراب بعد الموت
                            لكنها هنا كانت غير ما كانت عليه

                            الرموز كثيرة و الصوت العالي اغتال الكثير من جمال النص
                            كما اغتالته الأخطاء النحوية
                            ناهيك عن اللغة الجميلة و الإحساس الشاعري المدهش
                            الذي ذهب بي ، و توقف كثيرا مأخوذا

                            أحببت أن تكون على طبيعتك
                            أن تترك الحبل يلتوي و يستقيم كما يحلو له لا كما أردت له أن يكون
                            لكن بكل الأحوال هو تجربة مهمة تستحق الاشادة و المحاولة من جديد
                            علها تثري و تعطي الأجمل !

                            محبتي

                            لا تنس أنك كاتب مسرح
                            و النص الذي من الممكن أن يعطيك مسرحا جميلا
                            تأكد أنه نص جميل و يستحق العمل عليه

                            ربما التجربة هنا ذهبت بي إلي مهرج الماغوط و اللعب على التاريخ
                            للكشف و التحريض
                            لا للتضيع و التحطيم !
                            sigpic

                            تعليق

                            • ريما ريماوي
                              عضو الملتقى
                              • 07-05-2011
                              • 8501

                              #15
                              نعم الرمزية عالية جدا ..

                              وقلب الأدوار عم هو معروف في التاريخ

                              حيرنا .. النص موجه لتلك الفئة المثقفة العميقة...

                              ربما لو كان مبسطا لكان جذابا أكثر...

                              هذا لا ينفي جماله وثراء لغته, وعمق فكرته.

                              شكرا لك... مودتي وتقديري.

                              عميق تحيتي.


                              أنين ناي
                              يبث الحنين لأصله
                              غصن مورّق صغير.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X