ستونَ أنهكتِ الخُطَى : إبراهيم خالد أحمد شوك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابراهيم خالد احمد شوك
    أديب وكاتب
    • 09-01-2012
    • 534

    ستونَ أنهكتِ الخُطَى : إبراهيم خالد أحمد شوك

    ستونَ أنهكتِ الخُطَى


    إبراهيم خالد أحمد شوك



    بحرٌ من الأسفِ العميقْ
    بحرٌ تلاطمَ موجُهُ
    اللّيلُ أوغلَ في الظّلامِ ولا رفيق ْ
    خوفي تقمَّصَ مُهجتي
    الحزنُ أنشبَ نابُهُ
    في باطنِ الدّارِ العتيقْ
    عَزّ المزارُ وفاتني فرحُ الصِّحابِ
    وبِتُّ أبحثُ عن صديقْ
    الشّجوُ أطبقَ ياعَلّيُّ "1"
    وغابَ عنا الشَّدوُ والشعرُ الرقيقْ
    وأهزُّ نخلَ الصِّدقِ
    كي يتساقطَ الوعدُ الجّنِيُ
    ويشرقُ الفجرُ اللّصِيقْ
    أسفي عَلَى مافاتَ
    هلْ يجْدِى الأسى
    ويُعيدُ موجُ البحرِ للشّطِ الغريقْ
    ستونَ"2" تُوشِكَ أنْ تَمُرَّ
    حصادُنا منها سَرابْ
    النِّّيلُ يجرى
    والأراضي البور تهزمنا
    ويسكننا اليَّبابْ
    وتباعدَ الأملُ الوضِئُ
    وخارت أحلامُ الشَّبابْ
    هذي حقائبنا تنوءُ
    عَلَى رصيفِ الإغترابْ
    الصمتُ يصلبُنا ويلسعُنا العذابْ
    وهِنِتْ حبالُ الوصلِ
    لا سُفنٌ تلوحُ لنا
    ولاطيفُ الإيابْ
    البحرُ خلفٌ
    والعدوُ أمامنا
    الخيلُ طوَّقَها الحريقْ
    فَوْحُ النَّهارِ يَفُحُّ
    يُسلِمُنا إلى رَهَقِ الشِّتاءْ
    صارَ الدَّواءُ هَبَاءَ
    لايهبُ الشِّفاءْ
    النِّيل ماعادتْ عذوبتُهُ
    تقودُ إلى الرَّواءْ
    نيلٌ بأيَّةِ حالٍ فضتَ يانيلُ
    بخيرٍ لنا أمْ لأمرٍ فيهِ تنكيلُ
    تقضي عَلَى كلِ حيٍّ إنْ مررتَ بهِ
    ويهدُّ إعمارَ القُرى السَّيلُ
    الماءُ يركدُ والأمراضُ تفْتِكُ
    جيشُ البعوضِ يهاجمنا أبابيلُ
    لاماء يروي في أباطحنا
    بتنا يُحاصرنا التَّشريدُ والويلُ
    " كالعيسِ في البيداءِ يقتلها الظمأْ "
    " والماءُ فوقَ ظهورها محمولُ "
    أتريدُ قرباناً لتعتقنا
    عدُ بالسَّلامةِ للشَّطينِ يانيلُ
    **********
    بحرٌ من الأسفِ العميقِ
    اللَّيلُ سادرٌ
    والنَّجمُ واهن البريقِ
    العقلُ حائرٌ أكان ذا رفيقى
    ادَّخرتهُ ليومِ ضِيْقِ
    غافلنى وسرقَ الأفراحْ"3"
    وسّدنى أسِنّة الأتراحْ
    عَمّقَ الجراحْ
    كَشَّر عنْ شعورهِ الحقيقىْ
    أنكرتهُ وسرتُ فى طريقىْ
    أبحثُ عن صديقىْ
    لعله يَبُلُّ ريقى
    وشوقى لماجدٍ
    يُطَبِّبُ الجِّراحْ
    نستحثُ مقدم الصباحْ
    وصدقِ وعدٍ يُشعلَ الكفاحْ

    ----------------------------

    "1" بروفيسر على المك ( فبراير 1937م- اكتوبر 1992م) أستاذ جامعى ، قاص وأديب سودانى راحل ، على عبد القيوم
    ( 1943م - 1998 م) شاعر سودانى راحل ، كانا مناضلين من أجل الحرية
    "2" ستون عاماً على إستقلال السودان ، استقل السودان فى 1 يناير 1956م
    "3" إشارة للذين يظهرون الإنحياز لصف الجماهير ، لكن عند قيام الثورات يستولون على السلطة ويسرقون أفراح الشعب

    التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم خالد احمد شوك; الساعة 23-02-2012, 19:56.
  • فاكية صباحي
    شاعرة وأديبة
    • 21-11-2009
    • 790

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


    وكم من السنوات تلزمنا حتى نعيد للصباح ألقه
    ونعيد للسوسنات عبيرها المنداح
    على حد الأصوات النازفة عبر الدروب الطرقات

    تألق الحرف هنا بطعم الجراح

    الأديب القدير إبراهيم خالد شوك
    سوف تشرق الشمس - بإذن الله تعالى-
    أبية وتعيد للمآذن والربى ألق الصباح

    لك مني كل التقدير

    تعليق

    • السيد سالم
      أديب وكاتب
      • 28-10-2011
      • 802

      #3
      بوح رآقــــي .. وحروف لها ايقآع خآص على الدوم تطربنيّ
      :
      لآفض فآك ولآعَدِمْنـَــآكَكَ وَسْلمَتْ قَرِيحِتَكْوَيُمْنـَـآكْ

      :

      دمت بخيــــــــــر ,,
      د. السيد عبد الله سالم

      تعليق

      • ابراهيم خالد احمد شوك
        أديب وكاتب
        • 09-01-2012
        • 534

        #4
        اختى العزيزة فاكية صباحي
        مرورك أشعل فجرى الخاص ،
        لكن متى يشرق الفجر العام ليدك حصون ليلنا العربى ،
        آمل ألا يطول الانتظار


        مودتى واحترامى
        التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم خالد احمد شوك; الساعة 03-02-2012, 13:14.

        تعليق

        • ابراهيم خالد احمد شوك
          أديب وكاتب
          • 09-01-2012
          • 534

          #5
          تسلم أيها الدكتوراالسيد السالم ،
          كلامك ومروك منبعبان ومصدران ،
          منهما تنهمر شلالات الطرب فيتراقص قلبى فرحاً ،

          دمت ، دام مرورك وحرفك النابض ودا

          تعليق

          يعمل...
          X