الرصاص فقط ..
صوته ..
مسموع ..
دائماً .
*
إلى "بشير شعبان" (1)
قبل الانتفاضة ..
كنت غاضباً جداً
وبعد الانتفاضة ..
انتظرت أن تتغير ..
وتطلق ابتسامتك .
*
إلى كاتب وطني صادق
أشعر أنك ..
لسان حال الفلسطينيين
جميعاً ..
وأتساءل ..
لماذا لا يتقاعد ..
الكاذبون ..؟!
*
إلى يا سر عرفات ..
أنت الملك ..
لماذا تترك الدبابير
يقرصون شعبك .
*
وإليه أيضاً ..
" لا تؤجل عمل اليوم
إلى الغد .! "
*
إلى "مروان البرغوثي" (2)
أَثْبَتَّ حقاً ..
أنك ذا جدوى في المعركة ،
وأنك مقاتل عنيد ..
لكن ألست معي
أنك تجاوزت الكثير من المحرمات ..
صرت عاشقاً للفضائيات ..
وأسأل بعفوية طفل مصاب ..
هل تقبض كثيرا مقابل ذلك ؟
أخشى عليك ، أن تخرج من
درع المقاتل .
وأكرر سؤالي ..
بين السؤال والجواب ،
من أين يجيئك الوقت ..
لتقاتل ..!
*
حنظلٌ ..
طَعْمُ كلامي .
عكس ما أشتهيه ،
أعذروني يا صحابي ،
لم أبن مخبأً تحت بيتي ، أخبئ فيه
مشاعري ومشاهداتي .
لم أكذب يوماً ..
لأكذب عليكم .
فإني صاحبٌ ..
وسَوْطٌ كلامي .
*
إلى قُوى السلام الصهيوني المزعوم
هل تعرفون
كثيرون منا يصدقونكم ،
لم أصدقكم أبداً ..
لأن الأموات ..
لا يُبْعَثون أحياء إلا ..
يوم القيامة .
*
طعم الموت مرٌّ
لكن شوارعنا عرفت ..
كيف تحول الجنازات إلى
أعراس ربيع أخضر .
*
ماذا أصاب مثقفينا
دائماً هم في آخر الصف !
العديدون منهم ..
يعتقدون خيراً ..
بأعدائنا ..؟!
*
كنت بدأت مشروعي في البناء
عندما انفجر الغضب الفلسطيني
وقف كل شيء ..
أخيراً ..
عدت إلى رشدي
علينا مواصلة الحياة ..
لأن ذلك يقلق أعداءنا ..
أكثر .
*
لا يَهْوَى أطفالُنا الموت ،
بل أعداؤنا ..
تدربوا بقسوة
ليبرهنوا على قدرتهم في
اصطياد العصافير الراقدة
في أعشاشها .
*
الكثيرون منا
ما يزالون يصدقون صوت "إسرائيل"
نسوا أن ثمة مصادر أخرى ..
للأخبار .
*
من يصدق أن السلام ممكن
عليه الرحيل من بلادنا .
الأقصى ..
لا يحتمل التقسيم .
ولم نعد نحتمل ..
المنافقين .
*
الذي يصرخ " أَخْ " أولاً
يسقط ..
وتسقط معه أوهامه ..
نؤمن إننا لن ..
نصرخها ..
أبداً ..
لسبب وجيه ..
أن الأوهام لا تعشش
في صدورنا .
*
ليس دائما ..
يهيئ الحوارُ فرصةً للتنفس
في لحظةٍ مشئومةٍ ..
يمكن لحباله خنقنا ..
بسهولة .
*
الصواريخ والطائرات والدبابات
وعمليات الاغتيال
والحصار ..
لا يُوجب جميعُ ذلك أن نستسلم ..
بل ..
يستحق أن ..
نقاوم .
*
من يتنازل مرة
يواصل الانحدار نحو الهاوية ..
جيدٌ أننا صمدنا بقوة
ولم نَهْوِ في كامب ديفيد ..
العَبَثِية .
*
لا يزال العرب متماسكون جداً
متحدون بشكلٍ منقطع النظير ..
لسان حالهم يقول :
دعوا الانتفاضة تسير ..
بلا دعم ..
بلا جيش ..
بلا أمل يسير .
ستأكل الانتفاضة أبناءها ..
ونعاود المسير .
*
نحمل أملا يسيراً
أننا لسنا وحدنا في مواجهة المصير
الأمر يحتاج فقط ..
القليل ..
من جَوْدَةِ التدبير .
*
نستطيع مواجهة أنفسنا
ويمكن وَصْفَنَا بالتقصير .
لا نستطيع مجرد التعبير اليسير
أن العرب مغرمون بالتقصير .
وانهم لا يعرفون علوم الحساب
ولم يتعلموا التفسير .

نسب أنفسنا فقط ..
ولا نتهم العرب ..
بأنهم من يحُزَّ رقابنا
بالسكين .
*
ما نفع مجلس الأمن لنا
لِمَ المُرَاهنة ..
تَحَدَدت أطرافُ الخيوط
بأيادي أمريكا و"إسرائيل"
وثمّ المزيد ..
لا جدوى من الاتحاد الأوروبي
ولا من المبعوثين .
لم يبق لدينا ما نعطيه
فقدنا السبيل ..
روسيا والصين ..
ضاعتا منذ سنين .
*
تستنصرنا الخليل
فتجاوبها الجليل ..
*
لا سبيل ..
الرصاص وحده ..
قائدنا النبيل .
*
واحدٌ من "شيوخ القبائل" (3)
هلّ علينا كفارس ،
أعطانا دمه،
نشرت وسائل الإعلام صورته،
ومنذ ذاك اليوم ..
أصابتنا لعنة ..
المستعربين .
*
ألم أقل لكم ..
الجرائد لا تنشر كلامي ،
تدعي أنني محرض للأخوان وللجيران .
ليخبروني ..
أين هم ؟
ميامين الرجال.
*
آه ..
لو أن شعوبنا العربية قادرة
أو هادرة ..
لما بقي زعيم فوق كرسيه
عنواناً ..
للأنظمة البائدة .
آه ..
لو أن شعوبنا العربية قادمة ..
لا نتمنى ..
بل نسجل وقفات عز ماضية ..؟
هل بمقدور الشعوب البقاء
خامدة ..؟!
*
كلنا عبيد هذه اللحظة ..
طفل يواجه وحده ..
جيشاً غازياً ،
حَجَرَهُ يواجه دبابةً مارقة ..
" مَشْهَدُ عِزٍ "
مقولة شهيد في الجنوب الثائرة .
طفل وحده ..
يحارب الدويلة الطاغية .
*
الجيوش جميعها
موسومة بختم العبودية
الفاضحة .
*
كم نحن سُذَّجٌ ومَغْبونون
دائما نكرر ..
العنف الشاروني ..
العنف الشاروني ..
نسينا أن "إسرائيل" نفسها ..
مشروع شاروني .
و أشرح لكم ..
الشاروني تساوي ..
الصهيوني ..
هل ثمَّ غير صهيوني في "إسرائيل" ,؟!
*
اتفاق طابا ..
تقرير ميتشيل ..
اتفاق تينيت ..
أسبوع شارون ..
الطائرات .. الدبابات .. الصواريخ .. قنابل الغاز .. الرصاص المحرم ..
الفيتو في مجلس الأمن ..
التهديد والحصار ..
التدمير والاغتيال
الضوء الأخضر ..
وأشياء أخرى ليس بمقدوري عدها ..
أليس كل ما سبق يحمل ختماً واحداً ..
" صُنِعَ في أمريكا " .!
*
تفاءلتم كثيراً
ووعدتمونا الخير عندما يأتي
لما أتى ..!
اكتشفتم كم هو صادق مثلنا العربي :
"الولد لأبيه " .
ماذا ستفعلون الآن ..؟
أراهن أنكم ستنتظرون ..
الرئيس القادم ..!
*
بعد ذلك ..
لا يجد بعضنا غير الثناء
والعرفان لأمريكا .
وبلا حياء ..
يستغيثون بأمريكا
من أجل أن يظلوا حكاماً ..
إلى الأبد .
*
لا للاحتلال
نعم ..
للمقاومة
*
الصمت العربي
ما له نهاية .
مملوء بالوشاية .
ومنذ البداية ,,
رضينا أن يرسموا لنا
حدود الولاية .
الصمت العربي متفاقم
حتى آخر دمعة في عين أم ثكلى
فقدت ابنها قبل كلمة
الحماية .
*
الصمت العربي ..
يعالج جراح أجسادنا
فمن يعالج العرب
من خلود
حكامها .
*
الآن فقط
تم تدمير موقع فلسطيني (4)
لأنه ..
من رموز السيادة .
*
لم يجزع الأطفال
ولم تجزع القيادة .
ضربة اليهود لا تموتنا ..
تمنحنا السيادة .
*
هل نبحث عن ريادة
هي لنا من البداية
نعتقد ذلك ..
معنا مفتاح الحكاية ..
نبحث عن أشقائنا
نقتسم معهم ..
الغنائم والولاية .
*
العرب مغموسون في
ضنك الغواية .
*
حسبنا الله ونعم الوكيل
تُهَاجَمُ خان يونس
وتُضْرَبُ الخليل
ويبقى شاهداً نداؤنا
الله اكبر ..
من كل جبار دخيل .
وتبقى شاهداً دماؤنا
تَرْوي أرضَنَا العَطْشى
مَدَى السنين .
*
"بيت الشرق" موضوع جميل
فرعُ لفرعٍ من فرعٍ طويل
نسينا في خِضَمِّه الوطن الأسير ..
فلسطين ..
لكن البعض يهتم بالبُنْيَانِ الصغير .
رمزٌ هو ..
فمن أثمن ؟
الفرع أم الجَذْرِ الأصيل .
لكن بعضنا مهموم
ونهتم معه ..
لنقل نعم للكل ، ولا
لتجزئة المصير .
*
مات فيصل .. (5)
رمزُ للخالدين .
حيّ ..
في صدور المناضلين .
*
العنف والمقاومة
شتان بينهما
العنف "إسرائيلي"
على أطفالنا ودورنا وزرعنا ..
والمقاومة ..
فلسطينية بامتياز .
*
ثقافة السلام
أين أنت الآن ..
عندما سالت دماؤنا
لَمْ نَجِدْكِ في الميدان .
أين أنت يا ثقافة السلام .
عندما يموت العشرةُ منا والعشرون .
لا يثير ذلك .. الامتعاض ..
وعندما يسقط واحدٌ من اليهود
تنقلب الدنيا ..
وعلى فلسطين السلام .

أين أنت يا ثقافة السلام
أين رحت
حسبناك مُحَصَنةً ضد النفاق
حسبناك جديرةً بأن نحبك
نموت من أجلك
أين أنت الآن ..
أراهن أنك هناك ..
في مَعْمَلِ السلام ،
في "تل الربيع" أو "عسقلان" .
تنتظرين أن تهدأ الأحوال
لتبدئين من جديد ..
جولة الاحتيال .
*
مثقف جديد
يعتب اليوم على "يوسي بيلين" (6)
يصفه بداعية السلام ..
يقول له :
افعل شيئاً سننتظر ..
وإلا فالعداء تاريخي..
وقتها..
لن نستطيع أن نلتقي
في ساحة الحوار ..
الآثمة ..!
*
مهزلة ..
هي والله مهزلة
وزيرنا "أبو بشّار"
مصمم إلى النهاية
إن شارون فقط القاتل الوحيد .
يميز بين قاتل وقاتل ..
كأنما "إسرائيل" كلها
ليس بها غير شارون وحيد ..
مهزلة ..
أن تكون "إسرائيل" مسالمة .
ومقصلة ..
أن يظل بعضنا لها ..
داعية ..!؟
*
حسناً ما تقول يا وزير (7)
أطلب إذاً من أحبائك ..
الرحيل ..؟!
وأن يغادروا الجليل والنقب
ويغادروا السهل والجبال والوسط
يتركوننا وحدنا
نحدد المصير .
أُدْعُهُمْ أن يعودوا إلى من حيث أتوا
فلسطين..
لا تحتمل التأويل .
أراهن أنك لا تفكر كما يفكرون
يأخذون منك
ولم تعلمك السنون .
*
أجاب مسئول وما أعجب السؤال .
ثمانون بالمائة من السكان ..
لا يَعْبَئون بتلفاز البلاد .
ليعرفوا أخبارنا ..
يتحولون إلى فضائيات
الإخوان والجيران .
تلفازنا ناطقٌ باسم نفسه
ليته..
يعرف الكلام ..!
*
"جيلو" .. جيلو .. جيلو ..
نبتةَ المَرار
في حلق بيت جالا .
نظرةَ الخوف
في عيون أطفال بيت جالا .
وهي التهديد بتدمير
بيت جالا ..
"جيلو" .. جيلو .. جيلو (8)
مجرد اختبار ..
هل نطلق الرصاص
أم نرفع العويل ..!
بيت جالا ..
*
بعد كل هذه الشهور
بعد ما مضى من الأعوام
رغم قوافل الرحيل ،
وقوائم الاغتيال .
ظللنا واقفين
نقارع المستحيل .
"إسرائيل" لن تستكين فوق بلادنا ..
هذا هو المستحيل
هذا هو المستحيل .
*
ثلاثون متراً فاصلة
هكذا أخبرتني أم محمد
زوجي الفاضلة ..
كانت عائدة ..
إلى أسرتها المتواضعة ..
ثلاثون متراً كانت باقية
كانت حداً فاصلاً
بين أن تعود إلى أطفالها الثمانية
أو لا تعود ..
الصاروخ الإسرائيلي من فوق رأسها مرً مسرعاً
وكانت الصرخة مؤلمة ..
مركز شرطة القرارة هو الهدف
وكانت مجرد عابرة ..
ثلاثون متراً ..
فاصلة ..
*
ماذا بقي لنا ..؟
لن نكرر مأساة المُهَاجَرَة
لن نرضى بالمُقَامَرَة
بقي لنا رَوْحُ المقاومة ..
المقاومة ..
*
كم شهراً مضى
كم من الشهور نراها آتية
الانتفاضة ماضية ..
في طريقها العزيز ..
تُسْقِطَ الحروفَ الواهنة
لأنها مُقَدَسة
القدس لها
الأقصى لها
كل البلاد والشعوب
كلنا لها ..
فداؤها المتجدد ..
واللحظة الهادرة .
*
كم صحيفة تُطْبعُ في فلسطين
كم صحيفة لها انتماء
وكم مطبوعة مُجْبَرَة ..
غزة فقط ..
ليس لها مطبوعة
ولو نافرة ..
لم يعلمنا الحصار ..
عندما تنقطع الصحف عن الوصول
من الشمال المحاصرة .
*
ماذا فعل الشعر والأدب
كم مجزرة منع ..
كم .. وكم .. وكم ..
وهل فعل
غير التشدق بالجناس وبالكلام
وباستعطاف صهاينة الكلام ..
ماذا فعل ..؟!
هل أَخَافَ جُنْدَ الاحتلال ..؟
هل أنقذ من بين أيديهم وَلَد ..؟
ماذا فعل ..؟
هل كان له صدى ..
كالرصاصة أو القنبلة
هل هزّ أركان اليهود من الجذور
كما يفعل استشهادي بطل ..؟
ماذا فعل الشعر والأدب ..
هل جاء بشيء غير ما جاء به
العرب .؟!
*
لا أكره العرب
أحبهم ..
هم أخوتي
يبقون عنواناً للأبد ..
ندعو فقط ..
أن يعودوا إلى صوابهم
يصلحوا العَطَب .
*
لصاحبي الحق
أن ينتابه الغضب
لكن ليس له الحق بالرحيل
بلا سبب ..
بلا إعلان ،
قبل وصول المدد .
*
وصاحبي ابن الغضب
ابن البلد
كل يوم يقترب
من لحظة الانفجار
المرتقب ..!
*
ألم أقل لكم ..
الرصاص فقط ..
أثبت جدواه
في محاربة الظالمين والظُلَم
الرصاص وحده ..
يفتح بوابات التحرير المؤصدة ،
ويفعل العجب .
*
22/8/2001 خان يونس


1. صديق وزميل عمل في وزارة الشباب والرياضة
2. أمين سر حركة فتح في الضفة الفلسطينية في زمن القصيدة
3. وزير خارجية قطر حينها
4. مركز شرطة القرارة في محافظة خان يونس . دمره الإسرائيليون بالصواريخ يوم 8/8/2001
5. فيصل الحسيني ، مسئول حقيبة القدس في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حبنها
6. يدعى أنه من حمائم حزب العمل الصهيوني ، ممن ساهموا في انجاز اتفاق أوسلو . وتنسب له وثيقة " بيلين - ابو مازن ."
7. ياسر عبد ربه وزير الثقافة والإعلام الفلسطيني ، عضو الوفد الفلسطيني المفاوض حينها
8. مغتصبة صهيونية بجوار بيت جالا في محافظة بيت لحم
-%C7%E1%E3%D5%D1%ED&p=787157#post787157