سَأجْعَلُ رَاحَتِي طَحْنَ الرَّحَايَا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد القادر أمين
    • 06-02-2012
    • 1

    سَأجْعَلُ رَاحَتِي طَحْنَ الرَّحَايَا




    أسِيرًا كُنْتُ مُذْ كُنْتَ الأسِيرا
    سَجِينٌ حَلَّ فِي جَسَدَيْنِ زُورا

    تَعَانَقَ جذْرُهُ فِي الأرْض حَتَّى
    رَأيْنـَـــا فرْعَهُ فِي الأفْقِ نُورا

    وَمَنْ كَانَتْ لَهُ دُنْيـَـــاهُ سِجْنًا
    تَبَدَّلَ صَدْرُهُ قفَصــــــــًا كَبيرا

    تَشُدُّ وَثَاقَهُ فِيهِ الْهُمـُـــــــومُ
    فَمَا اسْطَاعَ الشَّهيقَ وَلا الزَّفِيرا

    يُسَائِلُنِي صَغِيريَ يَا أبَانــَــا
    هَل الأوْطانُ لا تَحْمِى الأجِيرا ؟

    فَتَشْرَبُ مِنْ دِمَانـَـا كُـلَّ لَيْــلٍ
    وَنُحْرَمُ مَاءَهَا قَسْــرًا بُكُـــورا !

    أمَا إنِّي أنَاجِيـــــــكَ افْتِخَارًا
    أنَاشِدُكَ الْحَقِيقــَـــةَ وَالضَّمِيرا

    فَهَلْ نَاءَتْ بِنَا الأحْمَالُ يَوْمًا
    جُنــُـــــودٌ نَحْنُ مُذْ كُنْتَ الأمِيرا

    فَتَأمُرُ تَلْقَنَا رَهْنـــــــًا لأمْركْ
    وَتَلْقَى اليُسْرَ لوْ تَخْشَى العَسِيرا

    وَهَلْ كُنْتَ الأمَانَ لِمَا أهَبْنَا ؟
    أيَا وَطَنِي وَهَلْ كُنْتَ الهَصُورا ؟

    وَمَا لِيَ لا أرَاكَ اليَوْمَ حُرًّا ؟
    وَعَيـْــنُ القَوْم تَعْتَقِلُ المَسِيرا

    نَعِيشُ حَيَاتنا فِي الأسْر صَبْرًا
    لِيُطلِقَ أسْرُنَا وَطنــــــــــًا كَبِيرا

    وَنَرْقُبُ فِي سَوَادِ الليْل فَجْرًا
    يُدَاعِـبُ فِي الرُّؤى قَمَرًا مُنِيرا

    وَنَحْمِلُ فِي حَنَايَانَا الْعَطــَـاءَ
    وَنَصْنَـعُ مِنْ جَمَاجِمِنَا الْجُسُورا

    أقَطِّرُ مِنْ عُيُون المَاءِ قلْبِي
    وَأحْمِلُهُ رضًا غَدَقــــــــًا نَمِيرا


    سَأجْعَلُ رَاحَتِي طَحْنَ الرَّحَايَا
    وَأمْزجُ حَبَّهَا مِسْكًا فَخــُــــورا

    فَأنْتَ العِشْقُ يُمْرضُهُ الجَفَاءُ
    وَمَصْلُ الوَصْلِ قدْ يُحْيى العَشِيرا

    تُنَازعُنِي هَوَاكَ النَّفْسُ حَتَّى
    تَقَاتَلْنــَـــــــا وَلَمْ نَلْقْ المُشِيرا

    كَتَبْنَا الْحُبَّ فِيــــكَ مُجَلَّدَاتٍ
    أتَأبَى أنْ تُسَطـِّـــرُنَا سُطُورا !

    فَدَيْتُــــكَ يَا مِهَادِي كُلَّ غَالٍ
    وَقُمْتُ اللَّيـْـلَ مُبْتَهِلًا صَبُورا

    أنَخْتُ جَوَانِحِى ورأيْتُ نَفسِي
    رِكَابــــًـا عِنْدَ عَتْبَتِكُمْ دُهُورا

    وَقُدْتُ مُشَمـِّــــرًا قَلْبِي إلَيْكَ
    لِنَمْضِى نَحْوَ غَايَتِنَا سُرُورا

    فَمَنْ كَانَتْ لَهُ الأوْطَانُ مَهْدًا
    تَطَاوَلَ فِي العُلا غَيْمًا مَطِيرا

    وَأنْبَتَ مِنْ سَحَائِبِهِ الفيَافِي
    فَأوْرَقَ غَرْسُـــهُ وَرْدًا نَضِيرا

  • صقر أبوعيدة
    أديب وكاتب
    • 17-06-2009
    • 921

    #2
    قصيدة راقية ممزوجة بحب الوطن ومغموسة بترابه وجماله
    فيها من الحكمة ما يلتفت له وينهل منه
    شاعرنا الحبيب
    شكرا لما رسمت من بهاء وجمال ووطن
    ولا أدري لم لم تلق القصيدة شرف القراءة والتعليق
    فشكرا لك

    تعليق

    • ظميان غدير
      مـُستقيل !!
      • 01-12-2007
      • 5369

      #3
      الشاعر عبدالقادر امين

      قصيدة رائعة وجميلة
      عزفت انشودة الاوطان وشعور الغربة والاسر والجفاء داخل الوطن

      لاحظت بيتا جاء فيه تسكينا في حشوه وذلك مكروه عروضيا

      فَتَأمُرُ تَلْقَنَا رَهْنـــــــًا لأمْركْ
      وَتَلْقَى اليُسْرَ لوْ تَخْشَى العَسِيرا

      لك تحياتي وتقديري
      نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
      قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
      إني أنادي أخي في إسمكم شبه
      ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

      صالح طه .....ظميان غدير

      تعليق

      • السيد سالم
        أديب وكاتب
        • 28-10-2011
        • 802

        #4
        بوح رآقــــي .. وحروف لها ايقآع خآص على الدوم تطربنيّ
        :
        لآفض فآك ولآعَدِمْنـَــآكَكَ وَسْلمَتْ قَرِيحِتَكْوَيُمْنـَـآكْ

        :

        دمت بخيــــــــــر ,,
        د. السيد عبد الله سالم

        تعليق

        يعمل...
        X