كان الأستاذ ينظف رفوف خزانته التي تراكمت عليها أتربة سنوات خالية، حين عثر على كتاب يدل لون أوراقه الصفراء على عتاقته وقدمه ، كما أن الزمان قد أتى على بعضها فأتلفه أو ربما يد الأستاذ هي التى امتدت إليه لتقطع منه بعض تلك الأوراق بالإضافة للغلاف ، أو لعله استنقذه من بعض باعة (الزريعة)[1] كعادتهم في إتلاف العلم من أجل الحصول على ثمن زهيد ( 4 ريالات)[2] ، المهم تناوله من الرف وأزاح عنه ما تراكم عليه من غبار وسلمه لأحد تلامذته هدية ، والذي قبله بالطبع ولكن دون أن يكون له أثر في نفسه، نظرا لمنظره القديم، وفقدانه للغلاف، إضافة إلى زهده في القراءة حينها، وظل الكتاب أو قل ما تبقى منه قابعا بين الكتب الدراسية لا يثير أي انتباه ، وفي أحد الأيام قيض الله للكتاب أحد أصحاب المهارات اليدوية فصنع له غلافا من الورق المقوى ، وكتب عليه اسم الكتاب والمؤلف الذي استفاده من خلال بعض الصفحات على عادة بعض المطابع التي تكتب اسم الكتاب في أسفل بعضها ، وصار منظره جميلا على الأقل من الخارج. ومرت الأيام وحان موعد سفر صاحبنا ، فأخذ يجمع بعض الأغراض والكتب التي سيصطحبها معه فهل سيكون ذلك الكتاب معها ؟؟؟؟
يتبع ....
[1] حب نوار الشمس
[2] خُمس الدرهم المغربي ويسمى أيضا عشرين سنتيما
يتبع ....
[1] حب نوار الشمس
[2] خُمس الدرهم المغربي ويسمى أيضا عشرين سنتيما