[]المهووس00
توجّهْ أنتَ بِأصابع الخوفِ نحوَ الظلام ،وكَفاكَ تَرتَجفُ،فَإنَّ الأشباحَ التي تتَرائى لكِ هيَ عديمةُ الألوانِ ،
شَفّافَة ، قالَها الطبيبُ النّفسيُّ قبلَ مغادرتهِ العيادةَ.ٌ
- لكنّ المهدئات ُوالنّصائحَ لم تحقق أيّ َتَحسّنٍ وحالتي النفسيّة في تَدهورٍ مستَمِر
تَصَوّر يادكتور الّذي جَرى لي عصرَ البارحةِ حيثُ غَلَبَني النّومُ على الشّاطئ الرمليّ
للبحيرة الكبيرة فَظَهَرتْ ليَ التّماسيحُ من عيونِ الماءِ،وهي تُكَشِرُ عن أنيابها وأحاطتني بصفوفٍ من الأسنانِ المدبّبةِ
وَبَدأتْ تَلتَهمني من أطرافيَ حتى رأسيَ ثمّ انصرَفتْ وهيَ تَمضَغُ بِتَلَذّ ُذٍ بقايا المخِّ وَتنسابُ إلى الماءِ لِتترُكَني أبحثُ
عن جَسَدٍ فَلا أجدُ.
*
في الجلسةُ العاشرةُ خَرَجَتْ من مُغارةِ فَمهِ تحتَ أجنحةِ الظّلام ِ آفةٌ عظيمةٌ وَلَمّا طَلَعَ النّهارُ،لم يَجدْ النّاسُ شارعَ المدينةِِ
فَأصبَحوأ في ذهولٍ ، تَعوي بوجوهِهم الأرصِفَةُ وَتُكَلّمُهم واجهاتُ المحلاّتِ وهيَ تَرفَعُ لافتاتَ الأستنكارِ
*
وفي الجلسةُ الأخيرةُ ناوَلَهُ الطبيبُ القرصَ المهدئَ وَأمَرَهُ أن يبتَلِعَهُ ويستَلقي على كرسيّ ِ الاسترخاء ، وماهيَ إلاّ دقائقَ معدوداتٍِ
حتّى تَحوّلَ الطبيبُ إلى كلبٍ مسعورٍ يغرُزُ أنيابَهُ السّاخنةِ في كَبدٍ باردٍ.
الخالدي
2009/5/27
تعليق