في يوم أغبر لم تطلع فيه الشمس ، وبينما كان العبد لله يعاني من حالة قرف واكتئاب شديدة بسبب مانمر به من أحداث مؤلمة .. رن جرس الهاتف الأرضي الذي أصبح يذكرنا بمصباح الكيروسين أو لمبة الجاز أوالجرامافون أوويندوز 3.11 وغيرها من التقنيات التي أكل عليها الدهر وشرب .. رفعت السماعة وأنا متردد خائف حيث أن هذا الهاتف لم يرن منذ ثلاث سنوات أو أكثر اللهم إلا رنات تأتيه من موبايلي الخاص للتسلية والتأكد من وجود نبض في الهاتف الأرضي .. المهم ليس هذا هو موضوعنا بل موضوعنا الأساسي هو ذلك الصوت الناعم الشقي الذي تحدث بعد السلام والتحية ليعلن عن مفآجأة كبرى .. وأترك لكم صاحبة الصوت الناعم لتحدثكم عن المفآجأة بنفسها حيث تقول أو حيث قالت .. مبروك ياافندم لقد اخترناك من بين 85 مليون مصري .. وهنا احمر وجهي وتلعثم لساني وأسقط في يدي على رأي سيبويه رحمه الله .. وقلت متمتما وبصوت خافت واووووو .. أخيرا اختارني الشعب رئيسا لمصر وليس محتملا فقط .. وقبل أن أستكمل تمتماتي .. أكملت صاحبة الصوت الناعم .. لقد اخترناك لتفوز بعرض جهاز كيربي العجيب .. مبروك يافندم .. وهنا انقلب حالي وتمنيت لو أنني أحسن اصدار ذلك الصوت الأبيح الذي يصدره السوقة والدهماء كبديل عن علامات التعجب .. أمسكت روحي من الانفعال وكتمت غيظي .. وقلت لها .. خيرا ياأستاذة .. قالت كله خير إن شاء الله .. ثم تحدثت بلهجة فيها غنج ودلع ودلال وقالت هذا الجهاز هىء هىء هىء هىء .. يعمل لك مساج ويحقق لك المتعة .. هنا فقط بدأت أعصابي تهدأ ، وتستريح ، وبدأت استمع لها بإنصات وكأن أناملها تداعب خيالي المريض .. ففعلا الواحد الحمد لله تحققت كل طموحاته في الحياة ماعدا حكاية المساج دي .. ولكنها أردفت قائلة .. ويقضي أيضا على حشرات الفراش هىء هىء هىء .. حضرتك تعرف حشرة الفراش .. هنا ضحكت بصوت عال وقلت لها أكيد .. دا احنا أصحاب من عقود مضت .. قالت : ولكنها لاترى بالعين المجردة ولاعلاقة لها بالنظافة .. قلت لها ضاحكا .. طيب بس احنا نخلص من الحشرات المرئية التي تمشي بيننا على عينك ياتاجر ثم نبحث على غير المرئي .. وهنا تمنيت أن أضع اصبعا على فتحة أنفي اليسرى و أصدر ذلك الصوت السحري الذي يلخص مجلدا من علامات التعجب الاستنكاري فما هذا الجهاز العجيب الذي يعمل لك مساج ، ويقضي في ذات الوقت على حشرة الفراش .. قالت ليس هذا فحسب .. بل إن الجهاز يستطيع تنظيف السيارة والستائر وتنظيف القاعدة .. قاطعتها تقصدي قاعدة بن لادن رحمه الله .. ضحكت بشدة وقالت بل قاعدة التواليت .. وهنا خرجت نغمة أخرى لاإرادية شاخرة تفر منها مأئة بعير في الربع الخالي .. ويبدو وكأنني قد فقدت القدرة على التحكم في فتحة أنفي .. ثم بدأت تعدد الوظائف التي يقوم بها جهاز كيربي العجيب .. وطلبت مني أن أضرب لها ميعادا على رأي أبو جهل لتعرض علي الجهاز عرضا حيا .. فقلت لها أستغفر الله العظيم