معلقة القدس؟ احمد مطر
--------------------------------------------------------------------------------
=
معلقة القدس؟ احمد مطر
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟***أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
مَطَرٌ مِنَ الحِيَلِ القَدِيمَةِ نَفْسِها****والجَمْرُ أَهْلِي والحَصَى أوْلاَدِي
شَعْبٌ على عُشْبٍ وحُلْمٌ شَارِدٌ***خَلْفَ النَدى، والشِعْرُ عَرْشُ الحَادِي
الشَعْبُ مَاءَ لِفَرْطِ ما كَذَبُوا الرُؤَى***والماءُ يَشْرَبُ في دَمِ الأشْهادِ
والشِعْرُ ماعَ لِفَرْطِ مَا جاعَ الذينَ**** بُلُوا بِهِ، فالعَفْوَ يا نُقَّادِي
شَعْبٌِ بِلاَ ظَهْرٍ أُحَاوِلُ شَدَّهُ*****بِعَمُودِ شِعْرِي، فاغْفِرُوا لِعِنَادِي
*
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟****أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
بِي حَاجَةٌ لِلمَدْحِ مُنْذُ طُفُولَتِي****لَمْ أَلْقَ فِينَا لاَئِقًا بِمِدَادِي
فَلأَغْتَنِمْ فَوْزَ العِرَاقِ بِنَفْسِهِ****وسُرَى فِلسْطِينِي إلى الأمْجَادِ
وعجيج سوداني ورعد جزائري****ووميض لبنان بفجر الكاد
لِأَشُدَّ قَوْسَ قَصِيدَتِي بِجِراحِها****وأرى المَدِيحَ يَلِيقُ بِي ويُبَادِي
رشاشتي هذه لناري هذهِ****وَغَدِي غَدًا لِلغَنِّ والتغْرَادِ
لِلدَهْرِ أَحْقَابٌ يَلِيقُ بِجَمْرِهَا****أَنْ تَجْرَحَ الأشْعَارُ حَلْقَ الشَادِي
*
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟****أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
ماذا يَقُولُ التونسيُّ لِظِلِّهِ ****والظِلُّ فَخُّ الطائِرِ الغَرَّادِ؟
مِنْ مِصْرَ قَدْ...أوْ قَدْ...إلى شَامِي**** فَقَدْ...قَدْقَدْتُ حتّى قَدَّنِي تَقْدَادِي
....
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟****أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
لَيْلٌ يُكَفَّنُ في خَلِيجِ النَارِ أَمْ*****أَبْقَارُ "هِيغِل" بُدِّلَتْ بِعِبَادِ؟
وقُرًى مِنَ البَطِّيخِ تَأْكُلُ نَاسها*****أَمْ كأْسُ سُقْرَاطٍ بِكَفِّ زِيَادِ؟
مُلْكٌ بِلاَ مِلْكٍ ومِلْكٌ مَالِكٌ*****ومُلُوكُ مَرْدٍ لاَكَمُوا مُرَّادِي
سَرَقُوا المَفَاخِرَ مِنْ نُيُوبِ أُسُودِنَا****فَلْنَفْتَخِرْ بِالسَبْقِ في الأضْدَادِ
مَنْ بَاعَ جِلْدَ ثَرًى بِثَوْرٍ قَبْلَنَا؟****وَدَمًا مُنَاقَصَةً بِسُوقِ مَزادِ؟
وَطَنٌ وأَضْيَقُ مِنْ فَمٍ، حُلْمٌ***** وأَصْغَرُ مِنْ يَدٍنَفْطٌ وحَشْوُ نَفَادِ
المَشْهَدُ اكتَمَلَتْ فُصُولُ خَرَابِهِ****لاَ نَصْرَ في نَصْرٍ بهذا الوادِي
لَوْلاَ العراق يشُدُّنَا مِنْ مُوجِعٍ****ويقُولُ إنَّ النارَ تَحْتَ رَمَادِ
*
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟****أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
رِيحٌ لِكَسْرِ الحُلْمِ فيما بَعْضُنَا****رِيحٌ لِمَدِّ الريحِ بالإمداد
كُنَّا انْكَسَرْنَا قَبْلُ مَرّاتٍ *****ولَمْنَطْلُبْ عداءَ الدهْرِ وهو يُعادِي
أرأيْتَ دُودَ القَزِّ كيف يندُّ عَنْيَ*****رَقاتِهِ شَغَفًا بِمَوْتِ نِدَادِ؟
أَرأيْتَ لِلبَحَّارِ كيف يَعَضُّهُ زَبَدٌ****فَيَرْكَبُ عَضَّةَ الإزْبَادِ؟
هُوَ نَحْنُ تُشْعِلُنا الجِراحُ فنَغْتَذِي*****مِنْها، ونَشْكُمُها عن الإخْمادِ
شَعْبٌ عَصِيُّ العُودِ، مِظْفَارُ الخُطَى****،شَدَّادُ حَبْلِ الودِّ لِلأَوْدَادِ
شَعْبٌ يُعَلِّمُنَا اخْتِراعَ نُجُومِنَا****إِنْ حَادَفَتْنَا بالنُجُومِ أَيَادِ
ويقُولُ لُمُّوا الجَمْرَ نُنْضِجْ ثَمْرَهُ****لِنَرُدَّ كَيْدَ عَتادِهِمْ بعَتَادِ
ولْنَرْتَشِفْ عَسَلْ الحياةِ إذَا حَلاَ****مِنْ نَارِ إِبْرَةِ نَحْلِهِ بِعِنَادِ
لَمْ يَبْقَ بَعْدَ اليوْمِ جبَّارٌ ولاَقَزَمٌ،**** عَدا فادٍ ودُونَ فُؤَادِ
شَعْبٌ يَرَى وَبْلَ الجِهاتِ بِصَدْرِهِ****والقَلْبُ حافٍ في لَظًى وقَتَادِ
ويَقُولُ أَيْنَ عَشِيرَتِي وأنا يَدِيرُشِقَتْ ****بِصَلْدِ الرصْدِ والأرْصَادِ
لِيَكُنْ بِأَنِّي قد بُلِيتُ بِمِرْجَل مِنْ قَبْلُ**** أوْ ضِقْتُمْ بِبَعْضِ وجادِي
مَنْ كان رُوحًا يَرْمِنِي بِحِجارَةٍ****قالَ المسِيحُ، ولَمْ يَقُلْ بِبِعادِ
فَإِلَيَّ يا عَدَدِي، إِلَيَّ، تَوَحَّدُوا*****هذا زمانٌ ليس للآحادِ
أنا لَسْتُ مِنْ صَخْرٍ ولكنّي أرى**** جَبَلِي، وأرْكَبُ صَخْرَهُ بِوِهادِي
وأرُدُّ ثأْرَ أحِبَّتِي وأَحَبُّهُم حتّى ****على ردِّ الثرى حُسّادِي
وإذا سَقَطتُ فقد رفعْتُ رُؤوسَهُمْ *****ودَمِي سيُرْضِعُ جَمْرُهُ أَحْفادِي
شَعْبٌ فلسْطِينِيّةٌ آياتُهُ *****وَخَطَ البَعِيدَ وخطّ بالأبْعادِ
يا للفلسْطِينيّ، يا لَمُعَلِّمٍ بَزَّ**** النخيل بِتَمْرِهِ البَغْدَادِي
كُسِرتْ جِرارُ أَبِي جِهادٍ دُونَهُ*****وأبي إيادٍ فارتَوى بِزِنادِ
يَسْقِي الحياةَ بِشِيبِهِ وشبابِهِ كأسًا***** إِذَا نَقُصَتْ يَقُولُ ازْدَادِي
أَرْضَعْتُ ثَدْيَ الكَوْنِ مِنْ فَمِ رُضَّعِي**** وأنا البذارُ ومنْجَلُ الحصَّادِ
هي ذي الجِبالُ تسلَّقتْ بِجِبالِها**** كَتِفِي، فلَمْ تُصْبِحْ من الأندادِ
الأرْضُ ما ظُلِمتْ فلسْطِينِيّةٌ**** وعِراقُها ما عاشَ مِنْ أجْنادِي
*
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟**** أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
وطنٌ خليجُ النار يَكْتُبُ بِيدَهُ *****جِبْحًا لِيُقْرِئَ شَهْدُهُ أعْدادِي
وطنٌ لِتَنْفُرَ صُورَةٌ عربيّةٌ *****عن لَوْنِها المُتَلَبِّدِ المُعْتادِ
هي حِكْمةٌ أخرى ستعْصفُ**** رِيحُها بِعقالِ عَقْلٍ ناءَ بالأصْفادِ
العَقْلُ أَعْقَلُ عِنْدَنا مِمّا نُحِبُّفَ ****جَنِّنِينَا يا حياةُ ونادِي
*
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟ *** أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
يَقْوَى القَوِيُّ بِضُعْفِ مَنْ ضَعُفُوا *** كما يَقْسُو الوِسادُ بِرِقَّةِ الوَسَّادِ
ويضِيعُ قَصْدُ القَوْلِ مِنْ يَدِ قَصْدِهِ ******إِنْ ضاعَ فيه تَعَدُّدُ القُصّادِ
فالسِلْمُ سَمْلٌ لِي وسُلَّمُهُمْ إلى**** زادِي لِيَدَّخِرُوا ويَفْنَى زادِي
والعَدْلُ أنْ يَزِنُوا، فمِكْيالٌ لَنا*****ولهم مكاييلٌ بلا تعْدادِ
وحُقوقُ إِنْسانِي بغابَتِهم فمٌ***** مُتَبَسِّمٌ والنابُ بالمرْصادِ
يَئِدُونَ بُلْدانِي ويُعْمُونَ الخُطَ****** ويُخَرِّبُونَ مدائِنِي ببوادِ
ويُعَذِّبُونَ الطفْلَ في فَمِ أُمِّهِ ****ويُنَكِّلُونَ بِعاقِلِي وجَمادِي
ويبدلون ممالكي وكلوكها بدمى**** محركة على أوتادِ
فإذا رددتُ سِلاحَهُمْ بِسِلاحِهمْ**** جَلَدُوا دَمِي، ووُصِفْتُ بالجَلاَّدِ
كُشِفَتْ لنا العَوْراتُ، بِئْسَ حضارةٍ***** تَبْنِي عِبادًا مِنْ رُكامِ عِبادِ
طُوبَى لِبغْدادَ التي عَصَفَتْ على *****كَمْ مِنْ قِناعٍ خادِعٍ كَيَّادِ
*
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟ ****أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
يانْكِي، وياجوجٌ، وماجوجٌ،***** ومأجورٌ عَلَيَّ، حسبْتُهُ مِنْجادِي
عارٌ يُراقُ دَمُ العِراقِ وبَعْضُنا***** رِيقٌ يَغُطُّ دِماءَهُ بِرُقادِ
يا حَالِمِينَ بِوحْدَةٍ، أَ فَلَمْ تَرَوْا**** كَمْ وَحَّدَتْنَا ذلَّةٌ وأعَادِ؟
إرنوا الى كم تاج ملك تحته ****سواس اسطبل وسرب جراد
لأكاد أصرخ إذ يثور نهيقهم***** من فول فاسٍ إلى ضراط الضاد
أحديقة الحيوان هذي أم ترى**** بيدٌ تسميها الدواب بلادي
أسد على فهد على نمر على**** أمواج فئرانٍ وبحر قراد
وترى الجميع على العوادي بعرة***** وعلى الموائد والنساء عوادي
حتى الحمار غدوت أخشى لمسه**** فلعله أحدٌ من الأسياد
زعماء إن سمعوا الزئير.......***** فتبللوا فتحللوا فتسللوا فتعللوا بحيادي
قَبْرُ المُحَايِدِ حَيْثُ عاشَ، حِيادُهُ،***** ما بيْنَ أبْيَضِ عَيْشِهِ وسَوادِ
مَنْ كانَ ذا مُلْكٍ وَلَمْ يَكْمُلْ بِهِ *****مَلَكَتْهُ وَصْمَتُهُ مَدَى الآمادِ
فتَسَلَّقُوا كَتِفَ العِراقِ وخَلْفَهُ سِيرُوا*** فذَا صَوْتُ الحياةِ يُنادِي
تَرِثُ الشُعُوبُ ثِيَابَهَا عَنْ صُوفَةٍ ****في النارِ تَنْسُجُها بِنَوْلِ شِدَادِ
عرْيانُ فَالِقُ شَاتِهِ عَمَّا ارْتَدَى**** سَهْلٌ تَوَهُّجُهُ على التبْدَادِ
كَاسٍ مَنِ الْتَمَعَتْ خُيُوطُ ثِيَابِهِ**** مَخْطُوفَةً مِنْ فَرْوَةِ الآسَادِ
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟*** أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
الفُلْكُ عائِدَةٌ على أَزْواجِهَا ***وأنا العِراقُ مُزَوِّجُ الأعْيَادِ
يا خَاذِلِيَّ لِكَيْ تَعيشوا تُبَّعًا مُوتُوا*** فَلَسْتُمْ لاَئِقِينَ بِزَادِي
سَتُطَبِّلُونَ لِفَرْحَةٍ مَغْشُوشَةٍ**** وسَتَخْرُجُونَ لِفَرْحَةٍ بِحِدَادِ
سَيدُوسُكُمْ نَعْلُ الذي لَذْتُمْ بِهِ**** دَوْسَ الحَوافِرِ نَاعِمَ الأكْبَادِ
وستَنْدَمُونَ ولاَ تَبَلُّ نَدامَةٌ مَا**** جَفَّ مِنْ حِسٍّ ومِنْ أَعْوادِ
مهما يكن ذاك الصباح فإنه**** ضد الصباح لأنه طروادي
مُوتُوا إذَنْ لِنَرَى صَباحًا لائِقًا**** مُوتُوا فَلَسْتُمْ لائِقِينَ بِزادِي
لاَ شَيْءَ يُولَدُ مُغْمَدًا إِلاَّ الصَدَى**** ولَقَدْ وُلِدتُمْ مِنْ صَدَى الأغْمادِ
--------------------------------------------------------------------------------
=
معلقة القدس؟ احمد مطر
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟***أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
مَطَرٌ مِنَ الحِيَلِ القَدِيمَةِ نَفْسِها****والجَمْرُ أَهْلِي والحَصَى أوْلاَدِي
شَعْبٌ على عُشْبٍ وحُلْمٌ شَارِدٌ***خَلْفَ النَدى، والشِعْرُ عَرْشُ الحَادِي
الشَعْبُ مَاءَ لِفَرْطِ ما كَذَبُوا الرُؤَى***والماءُ يَشْرَبُ في دَمِ الأشْهادِ
والشِعْرُ ماعَ لِفَرْطِ مَا جاعَ الذينَ**** بُلُوا بِهِ، فالعَفْوَ يا نُقَّادِي
شَعْبٌِ بِلاَ ظَهْرٍ أُحَاوِلُ شَدَّهُ*****بِعَمُودِ شِعْرِي، فاغْفِرُوا لِعِنَادِي
*
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟****أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
بِي حَاجَةٌ لِلمَدْحِ مُنْذُ طُفُولَتِي****لَمْ أَلْقَ فِينَا لاَئِقًا بِمِدَادِي
فَلأَغْتَنِمْ فَوْزَ العِرَاقِ بِنَفْسِهِ****وسُرَى فِلسْطِينِي إلى الأمْجَادِ
وعجيج سوداني ورعد جزائري****ووميض لبنان بفجر الكاد
لِأَشُدَّ قَوْسَ قَصِيدَتِي بِجِراحِها****وأرى المَدِيحَ يَلِيقُ بِي ويُبَادِي
رشاشتي هذه لناري هذهِ****وَغَدِي غَدًا لِلغَنِّ والتغْرَادِ
لِلدَهْرِ أَحْقَابٌ يَلِيقُ بِجَمْرِهَا****أَنْ تَجْرَحَ الأشْعَارُ حَلْقَ الشَادِي
*
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟****أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
ماذا يَقُولُ التونسيُّ لِظِلِّهِ ****والظِلُّ فَخُّ الطائِرِ الغَرَّادِ؟
مِنْ مِصْرَ قَدْ...أوْ قَدْ...إلى شَامِي**** فَقَدْ...قَدْقَدْتُ حتّى قَدَّنِي تَقْدَادِي
....
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟****أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
لَيْلٌ يُكَفَّنُ في خَلِيجِ النَارِ أَمْ*****أَبْقَارُ "هِيغِل" بُدِّلَتْ بِعِبَادِ؟
وقُرًى مِنَ البَطِّيخِ تَأْكُلُ نَاسها*****أَمْ كأْسُ سُقْرَاطٍ بِكَفِّ زِيَادِ؟
مُلْكٌ بِلاَ مِلْكٍ ومِلْكٌ مَالِكٌ*****ومُلُوكُ مَرْدٍ لاَكَمُوا مُرَّادِي
سَرَقُوا المَفَاخِرَ مِنْ نُيُوبِ أُسُودِنَا****فَلْنَفْتَخِرْ بِالسَبْقِ في الأضْدَادِ
مَنْ بَاعَ جِلْدَ ثَرًى بِثَوْرٍ قَبْلَنَا؟****وَدَمًا مُنَاقَصَةً بِسُوقِ مَزادِ؟
وَطَنٌ وأَضْيَقُ مِنْ فَمٍ، حُلْمٌ***** وأَصْغَرُ مِنْ يَدٍنَفْطٌ وحَشْوُ نَفَادِ
المَشْهَدُ اكتَمَلَتْ فُصُولُ خَرَابِهِ****لاَ نَصْرَ في نَصْرٍ بهذا الوادِي
لَوْلاَ العراق يشُدُّنَا مِنْ مُوجِعٍ****ويقُولُ إنَّ النارَ تَحْتَ رَمَادِ
*
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟****أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
رِيحٌ لِكَسْرِ الحُلْمِ فيما بَعْضُنَا****رِيحٌ لِمَدِّ الريحِ بالإمداد
كُنَّا انْكَسَرْنَا قَبْلُ مَرّاتٍ *****ولَمْنَطْلُبْ عداءَ الدهْرِ وهو يُعادِي
أرأيْتَ دُودَ القَزِّ كيف يندُّ عَنْيَ*****رَقاتِهِ شَغَفًا بِمَوْتِ نِدَادِ؟
أَرأيْتَ لِلبَحَّارِ كيف يَعَضُّهُ زَبَدٌ****فَيَرْكَبُ عَضَّةَ الإزْبَادِ؟
هُوَ نَحْنُ تُشْعِلُنا الجِراحُ فنَغْتَذِي*****مِنْها، ونَشْكُمُها عن الإخْمادِ
شَعْبٌ عَصِيُّ العُودِ، مِظْفَارُ الخُطَى****،شَدَّادُ حَبْلِ الودِّ لِلأَوْدَادِ
شَعْبٌ يُعَلِّمُنَا اخْتِراعَ نُجُومِنَا****إِنْ حَادَفَتْنَا بالنُجُومِ أَيَادِ
ويقُولُ لُمُّوا الجَمْرَ نُنْضِجْ ثَمْرَهُ****لِنَرُدَّ كَيْدَ عَتادِهِمْ بعَتَادِ
ولْنَرْتَشِفْ عَسَلْ الحياةِ إذَا حَلاَ****مِنْ نَارِ إِبْرَةِ نَحْلِهِ بِعِنَادِ
لَمْ يَبْقَ بَعْدَ اليوْمِ جبَّارٌ ولاَقَزَمٌ،**** عَدا فادٍ ودُونَ فُؤَادِ
شَعْبٌ يَرَى وَبْلَ الجِهاتِ بِصَدْرِهِ****والقَلْبُ حافٍ في لَظًى وقَتَادِ
ويَقُولُ أَيْنَ عَشِيرَتِي وأنا يَدِيرُشِقَتْ ****بِصَلْدِ الرصْدِ والأرْصَادِ
لِيَكُنْ بِأَنِّي قد بُلِيتُ بِمِرْجَل مِنْ قَبْلُ**** أوْ ضِقْتُمْ بِبَعْضِ وجادِي
مَنْ كان رُوحًا يَرْمِنِي بِحِجارَةٍ****قالَ المسِيحُ، ولَمْ يَقُلْ بِبِعادِ
فَإِلَيَّ يا عَدَدِي، إِلَيَّ، تَوَحَّدُوا*****هذا زمانٌ ليس للآحادِ
أنا لَسْتُ مِنْ صَخْرٍ ولكنّي أرى**** جَبَلِي، وأرْكَبُ صَخْرَهُ بِوِهادِي
وأرُدُّ ثأْرَ أحِبَّتِي وأَحَبُّهُم حتّى ****على ردِّ الثرى حُسّادِي
وإذا سَقَطتُ فقد رفعْتُ رُؤوسَهُمْ *****ودَمِي سيُرْضِعُ جَمْرُهُ أَحْفادِي
شَعْبٌ فلسْطِينِيّةٌ آياتُهُ *****وَخَطَ البَعِيدَ وخطّ بالأبْعادِ
يا للفلسْطِينيّ، يا لَمُعَلِّمٍ بَزَّ**** النخيل بِتَمْرِهِ البَغْدَادِي
كُسِرتْ جِرارُ أَبِي جِهادٍ دُونَهُ*****وأبي إيادٍ فارتَوى بِزِنادِ
يَسْقِي الحياةَ بِشِيبِهِ وشبابِهِ كأسًا***** إِذَا نَقُصَتْ يَقُولُ ازْدَادِي
أَرْضَعْتُ ثَدْيَ الكَوْنِ مِنْ فَمِ رُضَّعِي**** وأنا البذارُ ومنْجَلُ الحصَّادِ
هي ذي الجِبالُ تسلَّقتْ بِجِبالِها**** كَتِفِي، فلَمْ تُصْبِحْ من الأندادِ
الأرْضُ ما ظُلِمتْ فلسْطِينِيّةٌ**** وعِراقُها ما عاشَ مِنْ أجْنادِي
*
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟**** أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
وطنٌ خليجُ النار يَكْتُبُ بِيدَهُ *****جِبْحًا لِيُقْرِئَ شَهْدُهُ أعْدادِي
وطنٌ لِتَنْفُرَ صُورَةٌ عربيّةٌ *****عن لَوْنِها المُتَلَبِّدِ المُعْتادِ
هي حِكْمةٌ أخرى ستعْصفُ**** رِيحُها بِعقالِ عَقْلٍ ناءَ بالأصْفادِ
العَقْلُ أَعْقَلُ عِنْدَنا مِمّا نُحِبُّفَ ****جَنِّنِينَا يا حياةُ ونادِي
*
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟ *** أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
يَقْوَى القَوِيُّ بِضُعْفِ مَنْ ضَعُفُوا *** كما يَقْسُو الوِسادُ بِرِقَّةِ الوَسَّادِ
ويضِيعُ قَصْدُ القَوْلِ مِنْ يَدِ قَصْدِهِ ******إِنْ ضاعَ فيه تَعَدُّدُ القُصّادِ
فالسِلْمُ سَمْلٌ لِي وسُلَّمُهُمْ إلى**** زادِي لِيَدَّخِرُوا ويَفْنَى زادِي
والعَدْلُ أنْ يَزِنُوا، فمِكْيالٌ لَنا*****ولهم مكاييلٌ بلا تعْدادِ
وحُقوقُ إِنْسانِي بغابَتِهم فمٌ***** مُتَبَسِّمٌ والنابُ بالمرْصادِ
يَئِدُونَ بُلْدانِي ويُعْمُونَ الخُطَ****** ويُخَرِّبُونَ مدائِنِي ببوادِ
ويُعَذِّبُونَ الطفْلَ في فَمِ أُمِّهِ ****ويُنَكِّلُونَ بِعاقِلِي وجَمادِي
ويبدلون ممالكي وكلوكها بدمى**** محركة على أوتادِ
فإذا رددتُ سِلاحَهُمْ بِسِلاحِهمْ**** جَلَدُوا دَمِي، ووُصِفْتُ بالجَلاَّدِ
كُشِفَتْ لنا العَوْراتُ، بِئْسَ حضارةٍ***** تَبْنِي عِبادًا مِنْ رُكامِ عِبادِ
طُوبَى لِبغْدادَ التي عَصَفَتْ على *****كَمْ مِنْ قِناعٍ خادِعٍ كَيَّادِ
*
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟ ****أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
يانْكِي، وياجوجٌ، وماجوجٌ،***** ومأجورٌ عَلَيَّ، حسبْتُهُ مِنْجادِي
عارٌ يُراقُ دَمُ العِراقِ وبَعْضُنا***** رِيقٌ يَغُطُّ دِماءَهُ بِرُقادِ
يا حَالِمِينَ بِوحْدَةٍ، أَ فَلَمْ تَرَوْا**** كَمْ وَحَّدَتْنَا ذلَّةٌ وأعَادِ؟
إرنوا الى كم تاج ملك تحته ****سواس اسطبل وسرب جراد
لأكاد أصرخ إذ يثور نهيقهم***** من فول فاسٍ إلى ضراط الضاد
أحديقة الحيوان هذي أم ترى**** بيدٌ تسميها الدواب بلادي
أسد على فهد على نمر على**** أمواج فئرانٍ وبحر قراد
وترى الجميع على العوادي بعرة***** وعلى الموائد والنساء عوادي
حتى الحمار غدوت أخشى لمسه**** فلعله أحدٌ من الأسياد
زعماء إن سمعوا الزئير.......***** فتبللوا فتحللوا فتسللوا فتعللوا بحيادي
قَبْرُ المُحَايِدِ حَيْثُ عاشَ، حِيادُهُ،***** ما بيْنَ أبْيَضِ عَيْشِهِ وسَوادِ
مَنْ كانَ ذا مُلْكٍ وَلَمْ يَكْمُلْ بِهِ *****مَلَكَتْهُ وَصْمَتُهُ مَدَى الآمادِ
فتَسَلَّقُوا كَتِفَ العِراقِ وخَلْفَهُ سِيرُوا*** فذَا صَوْتُ الحياةِ يُنادِي
تَرِثُ الشُعُوبُ ثِيَابَهَا عَنْ صُوفَةٍ ****في النارِ تَنْسُجُها بِنَوْلِ شِدَادِ
عرْيانُ فَالِقُ شَاتِهِ عَمَّا ارْتَدَى**** سَهْلٌ تَوَهُّجُهُ على التبْدَادِ
كَاسٍ مَنِ الْتَمَعَتْ خُيُوطُ ثِيَابِهِ**** مَخْطُوفَةً مِنْ فَرْوَةِ الآسَادِ
صَحْراءُ هَذِي أَمْ شلا الأجْسادِ؟*** أَمْ بَيْضُ عُمْرِي في رَحَى صَيَّادِي؟
الفُلْكُ عائِدَةٌ على أَزْواجِهَا ***وأنا العِراقُ مُزَوِّجُ الأعْيَادِ
يا خَاذِلِيَّ لِكَيْ تَعيشوا تُبَّعًا مُوتُوا*** فَلَسْتُمْ لاَئِقِينَ بِزَادِي
سَتُطَبِّلُونَ لِفَرْحَةٍ مَغْشُوشَةٍ**** وسَتَخْرُجُونَ لِفَرْحَةٍ بِحِدَادِ
سَيدُوسُكُمْ نَعْلُ الذي لَذْتُمْ بِهِ**** دَوْسَ الحَوافِرِ نَاعِمَ الأكْبَادِ
وستَنْدَمُونَ ولاَ تَبَلُّ نَدامَةٌ مَا**** جَفَّ مِنْ حِسٍّ ومِنْ أَعْوادِ
مهما يكن ذاك الصباح فإنه**** ضد الصباح لأنه طروادي
مُوتُوا إذَنْ لِنَرَى صَباحًا لائِقًا**** مُوتُوا فَلَسْتُمْ لائِقِينَ بِزادِي
لاَ شَيْءَ يُولَدُ مُغْمَدًا إِلاَّ الصَدَى**** ولَقَدْ وُلِدتُمْ مِنْ صَدَى الأغْمادِ
تعليق