
{{ .. دمعة حارة ..}}
في رثاء أمي رحمها الله وأسكنها جنة الفردوس
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/39.gif" border="solid,6,black" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الـمَـوتُ يــأتــي ، والـحـيـاةُ تــــــروحُ=والـخُلـدُ حـَـقٌّ و الـكـتــابُ صــريــحُ
لـكــنَّ مَـنْ خــلــقَ الـبـريَّــةَ عــالـِــمٌ=أنَّ الورى لم يكفهم تـصــريــحُ
( فـإذا المنـيـَّةُ أَنشَـَبـتْ أظـفـارَهـا )=لا تـأمَــنِ الـدُّنـيَـا وأنــتَ صحـيـحُ
صبراً على مَسِّ الخُطوبِ وقد دَنَت=والقلبُ مـن فـــرْطِ الـجــراحِ ذبـيــحُ
الـشـمسُ كَلْـمَى والـنجـومُ مــآتـِـم=والـنُّـورُ فـي وجـهِ الـنَّـهـارِ جـريــحُ
يـبـكي عـلى مـن ضـوَّأَتْ أيــامــَهُ=أُمٌّ لــهــا في الـمــكــرُمــاتِ صُــروحُ
أُمٌّ لــهـــا عــنـد الــرَّسـولِ مــكانــةٌ=و مقامُها فوقَ الـجِــنــانِ فــســيــحُ
نامتْ على صـدري وقلبي راجفٌ =والـوجـهُ بالـصـَّمـتِ الـرَّهـيـبِ يـبـوحُ
بالأمسِ لمَّا أَوْمأتْ لبَّيتُها= و اليومَ كيفَ يخونُنِي التَّـلـمـيـحُ
يَقتَاتُني دَمعِي و يَحسُو مِن دَمِي=حُزنِي ، و يَصرُخُ خَافِقِي و يَصيحُ
أُمَّــاهُ يــا نـبـضَ الـحـيـاةِ بأضـلـعـي=قــلـبـي الـذي دلَّلتِه مـَــجــــروحُ
لا تتركيـنـي بــيـنَ أنيابِ الــنَّــوى=فَـأنــا بــفــقـــدِكِ طـــائـِــرٌ مـذبــوح
أنا طفلةٌ مهما كبرْتُ فإنما=خَطوي بِدُونِكِ في الحياةِ كسيحُ
لَبَّيْتِ دعوةَ ربِّنَا و تركتِنِي=وحدي بدُنيا الضائعينَ أنوحُ
أَفَلَتْ شُموسُ الكونِ و اْنطفأَ السَّنا= مُذ غَابَ وجهٌ .. كالصَّباحِ .. مليحُ
وجـــهٌ كـبــدرِ التَّمِّ فِي عليائهِ=لــمَّـــا تــنـــاءَتْ عـَــــن رُؤَاهُ الـــــرُّوحُ
يـا ليـتَ عُـمـري تـحـتَ أقــدامِ الـتـي=هَدَأَتْ لَها عندَ الرَّحيلِ الــرِّيــحُ
عُمري فِداكِ فكم وهبتِ شبابنا =عُمراً نَدِيَّاً بالزهورِ يَفوحُ
يا عمرَها المسكوبَ في أبنائِها = عذراً أيُجدي بعدها التصريحُ
يا قلبَهَا الدُّريَّ كيف تركتَنا=فِي الذكرياتِ ، و دَمعُنا مسفُوحُ
حانَ الرحيلُ فأومَأَتْ بفراقنا =والـعـيــنُ كَـلْـمـَـى والـجـفــونُ قـُـــروحُ
أبكيك يا أمي بدمع جوانحي =والدمع في الصدر الكليم يسيـح
نبكِي فتبكي سُبحةٌ بسريرها=و وِشاحُها فوقَ الجدارِ جريحُ
و الياسمينةُ في حديقةِ دارِنا=تَذوِي ، و عصفورُ الغُصونِ ينوحُ
نَبكي فيبكي مَنزلٌ عَطَّرْتِهِ=بأريجِ قلبِكِ ، بَابُهُ مفتوحُ
أرثيكِ يا أُمِّي بنبضِ مشاعري =يا ليت شِعري ، هَل تَفِيكِ الرُّوحُ
و اللهِ لو كانَت تَفِيكِ مَنَحْتُهَا=لكنَّ أمرَ اللهِ فيكِ صَريحُ
و الموتُ كأسٌ رغمَ مُرِّ مَذاقِهِ=سَيذُوقُهُ ، مَنْ يَغتدِي و يَروحُ
فوزية = شاهين[/poem]
تعليق