قراءة نقدية في قص( أمنية من ورق )للأديبة إيمان الدرع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سليم
    سـ(كاتب)ـاخر
    • 19-05-2007
    • 2775

    قراءة نقدية في قص( أمنية من ورق )للأديبة إيمان الدرع

    أمنية من ورق
    الأديبة / إيمان الدرع..كتبت:
    ريما ..يا صغيرتي الحلوة ...هل وصلتِ ...طيري إليّ حبيبتي ..جدّفي الموج، اطوي المسافة الفاصلة ما بيننا بأمان ، أغمضي عينيك برفقٍ ، واقطعي الحديقة بسلامٍ ، وإيّاك أن تتعثّري بالسياج، أنا بانتظارك ..
    هاقد أتيتك أمي ..دثّريني ..الطقس شديد البرودة، والريح تصفر، وأمواج البحر تعلو ..تعلو ..ترطم الشاطئ بلا هوادة ، خذي أمي، قطفت لك طاقة من الزهور البريّة هديّة العام الجديد، لملمتها من بوادي أشواقي .
    رأيت في طريقي إليك الكثير من الأطفال بثيابهم الجديدة ،يغنون، يرقصون ، يشعلون شموع العيد ،يتزلّجون فوق ثلج الروابي، ويزيّنون الأشجار بأضواء أحلامهم، رأيت الكثير من علب الهدايا ، الملفوفة بأشرطة ملوّنةٍ ، يلتفّون حولها بلهفةٍ، ليفضّوها بدهشةٍ وفرحٍ.
    شدّتها إلى صدرها ، أدخلتها في أضلاعها في ممرّ سرّي لاتصل إليه يد تنزعها من جديد، مسحتْ عن جبينها القطرات الفضيّة الباردة، أدفأت نبضها المتسارع كعصفور دوريّ مضطرب، وتغلغلتْ بأناملها تلامس نجوم الليل العالقة بشعرها ، تقبّلها ، تشمّها، تهدهدها..
    أرختْ عينيها الناعستين، كبحّار يشتهي النوم بعد أن تاه في مدن البحار،وصدى أغنيتها القديمة يداعب جوارحها...ياللا تنام ريما..
    التفتتْ إليها..أمي طالتْ غيبتك ..لمَ تركتني وحدي؟
    ــ ليت الأمر بيدي يا حبيبتي ..سهم حارق فرقني عنك ، لم أستطع صدّه ـ أخبريني كيف أتيتِ إليّ والدرب طويل ؟؟
    غافلتهم أمي، كان أبي كعادته، قد أطفأ ضوء مخدعه ، وأسدل الستائر متعباً، دون أن يدري بأنّي سوف ألاصق يديّ برجليّ ، أتكوّر كجنينٍ، أحنّ إلى نبضك في الحشايا، وأنام وحدي على طيفك ، بلا غطاء، بلا دواء، مرتعدةً من العتمة، من أشباحٍ تركض أمامي، ولا أقوى على الصراخ.
    تحملها إلى سرير حضنها...هيييه ...ياللا تنام ريما ..ياللا يجيها النوم..ياللا تحب الصلاة ...ياللا تحبّ الصوم..
    ترفع عنها الغطاء،لم تعد تحتاجه، تعانق جيدها، ذراعاها موقد حنان، تخترق أناملها فيض النور، تفرك عينيها، تطلب أن تغوص في قارب التوحّد، ألاّ .تبعدها عنها بعد اليوم..
    طمأنتها: لن يأخذك أحدٌ من حضني،ولكن ياصغيرتي كيف غادرتِ البيت حبيبتي؟؟؟أما خشيتِ الطريقَ الخاوي من البشر في هذه الليلة العاصفة؟وأنت تقطعين الدروب وحدك؟؟
    لم يشعر بي أحدٌ أمي، نسَوني، كانت المرأة ذات الألوان المرعبة ، تعدّ سهرة رأس السنة،تكدّس الأطباق على الطاولة ،تزدحم أصناف الطعام أمام ناظري، وأنا جائعة.
    غافلتها وهي ملهيّة عني بالانصراف إلى ولديها، وقفت على رأس أصابعي ، أمطّ جسمي، أبتغي زاداً قليلاً بحجم يدي ، تعثّرتُ بمفرش الطاولة، اندلق الوعاء، رأتني ، ركضت نحوي، لمحتُ عينيها، أخاف من عينيها حينما تغضبان، ألمح ناراً، تتطاير شررا،ً من جفني وحشٍ، يريد أن يلتهمني،لملمت أطراف ثيابي ، وأنا أحسّ بللاً ينسرب منها ،أسفل فستاني.اقتربت مني، كم أكره رائحة صدرها..!!!؟؟إنه لا يشبه أريجك..؟؟!!وشذى عطرك
    اقتربتْ أكثر، رنّة كعبها العالي أوشكت أن تطرق رأسي ، ولهاثها يفحّ في وجهي، انفلتّ من أمامها إلى الحديقة، لحقتْ بي ، حاولتْ أن تمطّ رأسها من باب الصّالة تتعقّبني بنظرها، ولكني راوغتها خلف الشجرة.
    وانشغلتْ عنّي بضيوفها، علا الضجيج في أرجاء المنزل،وشقّت الضحكات سكون الليل، كنت أسمع ارتطام الأطباق، والأكواب، ممتزجةً بالموسيقا والأغاني، والرقص الصّاخب، وألمح الشرائط المكويّة في جدائل أختي الجميلة، كدميةٍ تتخاطفها الأيدي، من وراء الشبّاك شاهدتهم.
    لهفي عليك يا صغيرتي وماذا بعد؟
    نعستُ ..طال انتظاري لندائهم، لافتقادهم لي ، ما تذكّرني أحد، خفتُ أن أدخل ، فثيابي متّسخة مبلّلة، وشعري منفوش، ووجهي يحتاج إلى رشقة ماءٍ ، تنظّفه ، وتعيد إليه ابيضاضه..
    نعستُ وما من فراشٍ يؤويني، أصطكّ برداً.
    وغادر الضيوف الصالة، وما تذكّرني أحد.
    لمحتها وهي تلمّ الأطباق، تنظّفها، تصفّفها، وصوت المكنسة الكهربائيّة، غطّتْ على صوت بكائي،وأنا أرتجف ، أخبّئ أصابعي المتيبّسة من البرد تحت إبطيّ ، ولم أعد أشعر بقدميّ كأنّ عطباً أصابهما بالخدر والموات، كنت أعانق الشجرة كلما هزّتني الريح العاصفة أتوارى خلفها..
    تعبتِ في طريقك إليّ يا قرّة عيني...أعرف كم تعبت حتى وصلتِ.!!!
    ـــ طال الانتظار ...وخدر النعاس يأخذني إليك ، كان الصقيع يلتهم كلّ قطعة من جسمي ببطءٍ، يزحف بدبيبٍ أبيضَ يقرّبني منك؟؟؟آاااه ما أصعب الوصول! كم دفعتُ عن كاهلي المطر الغزير، المختلط بندف الثلج ! كم أرعبتني شقوق السماء، والأرض ، حتى كادت تبتلعني! ولم تهدأ الريح إلاّ بعد أن صرت في مملكتك..ضميني إليك ، متعبة أنا..يا لطول رحلتي إليك.!!!
    ـــ وكيف عرفت الطريق إليّ يا عمري ..؟؟!!!
    لمّا أُطفئتْ أنوار الغرف واحدة، تلو أخرى، أيقنت بأني محرومة منسيّة، حاولت النهوض أتلمّس قبضة من أمل، خانتني قدماي ، وانطمر صدى صوتي مع هبّات الثلج ، حينذاك تذكّرت رمال البحرالذهبيّة ..حين افترشناها معاً ...وصنعتِ لي زورقاً من ورق، أنسيتِ أمي ؟؟؟أما علّمتني كيف أطلقه على صفحات الماء بعد أن أوشوشه بحلو الأمنيات كي تتحقّق ..!!؟؟
    وهذا ماكان...زحفت إلى حوض السباحة في الحديقة، أطلقتُ زورقي ، أرأيتِ هاقد أوصلني إليك، وها أنا أعبّ من حنانك ما يعوّضني وأكثر،ضمّيني ..السموم استوطنت جسدي النحيل ، أنشد السكينة والسلام بين يديك.
    ـ لن ينتزعك من صدري أحد يا حلوتي ...هييييييه ..ياللا تنام ..ياللا تنام ..غيبي بين ضلوعي، سريرك حضني، وذراعي وسادتك، أمشط عليها شعرك الناعم بأصابعي، حتى تنامي.
    وساد سكونٌ مطلقٌ ..وتبعثرتْ حقائب السفر ..تنثر ما عبّأته من هدايا اللقاء.
    وعند الصباح ..استفاق الضوء على أصوات مذعورةٍ ، تتبادل بجنونٍ: الاتهامات ، واللعنات.
    أصواتٌ تتباكى على جسد طفلة ، ما عاد يعنيها ما تسمع، تنظر إلى السماء بعينين بريئتين، على وجهها طيف ابتسامة نورانيّة ، ويدٍ تقبض على زورقٍ ورقيّ، حقّق الأمنيات، قبل أن يلامس الماء.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 03-03-2012, 12:46.
    بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..
  • محمد سليم
    سـ(كاتب)ـاخر
    • 19-05-2007
    • 2775

    #2
    محمد سليم :
    قراءة تفكيكية في قص
    ( أمنية من ورق )للأديبة إيمان الدرع

    أولاً * مقدمة؛...
    أولى مطالعتي للقص كانت من خلال قراءة "البنية السردية التىكتبتها القاصة دينا نبيل"..حيث قرأتُ ظروف كتابة القصة ؛"موت طفل صغير متجمّداً من البرد، بعد أن أجبرته زوجة أبيه على تناول الطعام في حديقة المنزل ،في دعوة على العشاء،أقامتها لأهلها .."..ومن تلك الظروف الدافعة .. دخلت على القص
    وأنا في ذهني مُسبقا أن القص سيتناول نفس الظروف وذات الفكرة!..وبالتالي كنت أتتبع مهنية وفنية الأديبة إيمان في مدى حبك سردية قصصية بما قرأت هي من خبر لموت طفل صغير من شدة البرد,, ولا شك أن هذا ما كان يجب أن يكون " سواءً مني أو من القاصة"؟.. والتي جعلت القارئ وجعلتني محصورا في معنى وفحوى الخبر المنشور عن حادثة موت الطفل" ....المهم...

    دعونا نفكك سردية النص كحكاية ؛
    ثانياً * العنوان ؛ (أمنية من ورق) ؛
    عنوان مُختار بعناية..ويعكس الجو العام للنصّ..ويوحي للقارئ مقدما أنه سيقرأ رغبة أو تمنيات مدوّنة على ورق..وهذا يُحيلنا إلى فكرة طريفة من التاريخ المصري القديم" سنحتاج لها بتفكيكنا للقص" إلا وهى " مراكب الشمس" التي اكتُشفت بجوار أهرامات الجيزة بمصر.. بدعوى أن مراكب الشمس هذه وسيلة لنقل الميت إلى دار الخلد والحساب بعالم ما بعد الموت في رحلة سرمدية..ولا أدري كيف سيُركّب ويُعيد الميت بناء ألواحا من الخشب مُفككة ليصنع منها وسيلة نقل للعالم الآخر حيث الحساب والميزان ( وهو ميّت جسدا!؟..فقط روح ..)..,,و......
    ورد بالقص مثار التفكيك أن " الطفلة" كانت تتنقّل بمركب ورقي تُحمّل وتحمل فيها أمانيها وجسدها..وإن كانت المراكب الورقية هى لُعبة طفولة إلا أن القاصة استغلتها بحرفية ومهنية لافتة..وكان يمكن أن تستغلها أكثر لأنها فكرة راااائعة لنصّ يتناول فكر طفولي لبطلة لها أمنيات وأماني تتمناها من أسرتها الصغيرة وهي برحلتها ..............

    * بداية السرد؛
    اختارت القاصة أن تكون الطفلة ( البطلة بالحكاية)في زمان ومكان بعينه ..وهى عائدة من الحديقة إلى منزلها بعد ليلة شديدة البرودة قارصة البرَد قضتها بعيدة ومُبعدة إجباراً عن البيت وحفل رأس السنة الميلادبة" الكريسماس"..,,حيث اختبأت خلف شجرة تتابع ما يجرى بمنزلها وتعانى شدة البرد...ثم.. ذهبت لحمام السباحة وألقت المركبة الورقية وظلت تجدف حتى وصلت لأمها.. وأمها تناديها هيّا يا صغيرتي أقطعي الحديقة وجدّفي.....

    * ووصلت الطفلة بمركبها الزورقي الورقي قائلة لأمها
    ؛ ها قد أتيتك أماه..دثريني..قطفت لكِ أزهارا جميلة بطريقي كهدية لك..
    الخ من سرد توضح فيه أنها رأت ورأت ورأت وما تمنت أن تراه في كل الدنيا !! ......’’....ثم نُفاجئ بعتاب بين الطفلة وأمها على هيئة سؤال وجواب ..... وبسؤال أخير لأبنتها ؛كيف غادرتِ البيت ؟..تجيب الطفلة : أمرأة مرعبة أكرهتني على مغادرة البيت ..واختبأت الطفلة في ليلة الكريسماس الباردة خلف شجرة لنعود لبداية القصة ......

    ------------------
    * شخوص القصّ؛
    الأب؛ لم يرد بالقص غير الجملة التالية (كان أبي كعادته، قد أطفأ ضوء مخدعه ، وأسدل الستائر متعباً، دون أن يدري بأنّي..)..,,مما يدلل على أن الأب غير مبالي غير مهتم وبئس الأب هو ...
    الأم؛ لم نرى الأم بالقص ..إلا من خلال حديثها للطفلة ..وكانت أم حانية نوعا ما تلاطف وتهدهد وتداعب وتسمع وتسأل ....ولم يرد على لسان هذه الأم غير جملة هامة تبرر بها بعدها عن الابنة ؛
    (
    ليت الأمر بيدي يا حبيبتي ..سهم حارق فرقني عنك ، لم أستطع صدّه...)..وهنا
    ( لُب المشكلة ، نقطة إرتكاز القص)...وسيذهب كل منا
    في تأويلات مختلفة لهذه الجملة بالذات ..مثلا هل الأم ماتت وسهم الموت فرقهما؟....هل كانت حفلة ماجنة ولا تريد الأم أن تشاهدها الطفلة الصغيرة؟..هل أجبرت الأم على فراق أبنتها لسبب آخر لا نعلم له كِنّة؟..,,
    وعن نفسي أميل للمعنى الأول ( أن الأم ماتت)..وسأدلّل من النصّ فيما بعد........

    الإخوة ..أخين؛ لم يظهرا ..ولم نعرف عنهما شيئا إلا من خلال السياق العام للسرد ..ولا أدري ما أهمية وجودهما أصلا بهكذا حكاية وكنت أتمنى عدم التنويه عنهما بل الاكتفاء بطفلة وحيدة كي يكون للحكاية تأثيرا ووقعا أكبر على القارئ ( ولكن الكاتبة أرادات أن تكون أسرة نموذجية عدداً ورخاءً ومعيشة ..) وإن كان لاختيار هذه الأسرة أهمية فإننا سنراه فيما بعد ).....لأن التنويه عن وجود ولدين أخين سيجعل القارئ يذهب في تأويلات شتى لا تفيد في السرد الأساسي..
    المرأة ذات الألوان المرعبة؛.. أتى عنها فقط :( حاولتْ أن تمطّ رأسها من باب الصّالة تتعقّبني بنظرها، ولكني راوغتها خلف الشجرة.وانشغلتْ عنّي بضيوفها،..)ووصف زائد عما تكرهه الطفلة فيها .. أذن هي أمرأة مبهرجة الألوان على وجهها وبملابسها ..وفي حفل كريسماس.. ,,قد تكون زوجة الأب ؟..يجوز , قد تكون الخادمة مديرة المنزل ؟..ربما.., قد تكون خليلة الأب؟..ممكن...............وقد تكون هى الأم في أقبح صورة وأقذر وجه؟. برضو ممكن....ولكن أيهما أقرب لكاتبه النص ؟ وكيف نعرف الحقيقة ؟!......
    --------------------------
    ثالثاً الخاتمة :
    هى الصاعقة بحد ذاتها لأنها لحظة الموت
    ..ولكن

    يهمنا هنا صياغة القفلة ..كتبت الأديبة إيمان التالي
    ((-:وساد سكونٌ مطلقٌ ..وتبعثرتْ حقائب السفر ..تنثر ما عبّأته من هدايا اللقاء. وعند الصباح ..استفاق الضوء على أصوات مذعورةٍ ، تتبادل بجنونٍ: الاتهامات ، واللعنات.أصواتٌ تتباكى على جسد طفلة ، ما عاد يعنيها ما تسمع، تنظر إلى السماء بعينين بريئتين، على وجهها طيف ابتسامة نورانيّة ، ويدٍ تقبض على زورقٍ ورقيّ، حقّق الأمنيات، قبل أن يلامس الماء.))........
    سنجد هنا جملتين وهما

    (وساد سكونٌ مطلقٌ ..وتبعثرتْ حقائب السفر ..تنثر ما عبّأته من هدايا اللقاء.))
    لو نزعناهما من الخاتمة لكان أجمل وأوقع كمختصر مفيد
    وعندئذ ستكون الخاتمة بدايتها من هنا

    ( استفاق الضوء على أصوات مذعورة ...الخ)....ولكن
    بمدرستي التفكيكية أفهم أنه ولا بد أن يكون لكل فقرة , جملة , مفردة معاني ولها أهمية من حيث سياق السرد "و إلا ما كتبتها القاصة أو حتى أي كاتب يكتب شيئا ما إلا وله مغزى بخياله"..دعونا نفكك ما ندّعي" أنه زيادة وحشو "..
    وندخل في مخيلة القاصة .. وهى تكتب:
    (تبعثرت حقائب السفر تنثر ما عبأته من هدايا),,..ونسأل ؛
    أي حقائب وأي سفر؟..هل هي حقائب الرحلة السرمدية إلى الحياة الثانية بعد الموت؟..( تنثر ما عبأته من هدايا اللقاء ) ..لا حظ مفردة تنثر..ما عبأته..هدايا اللقاء ؟..ماذا فهمت عزيزي القارئ من تفكيكي للجملة السابقة ؟!...

    ألا يصل إلى بالك الآن أن الكاتبة تقصد التالي :
    الأم الحقيقية"أم الطفلة " حضرت بحقائب سفر لتعوض أبنتها بهدايا الكريسماس وهدايا للقاء الأم بابنتها؟؟؟؟؟
    وأن سيف الموت هو من أبعدها عن أبنتها الصغيرة؟؟؟؟؟؟؟.....وهذا
    ما كان .............

    ---------------
    أذن,,
    دخلت الطفلة لبيتها بعد رحلة نادتها فيها الأم ..وانتظرتها الأم ..بحقائب السفر والهدايا لتعوضها في الدنيا القاسية ..ثم أخذتها الى السماء.....,,......واستفاق الضوء على أصوات مذعورة ..تتبادل الإتهات المجنونة..وأصوات تتباكي ( تتباكى مفردة موحية للمعنى ..أنه بكاء تمثيلي) على جسد الطفلة ( ..جسد مفردة لازمة ومعبّرة) ..لأنه بكاء تمثيلي( فكان ولا بد أن يكون على جسد فان..وليس على الطفلة روحا وجسداً)....وما عاد يعني هذا الجسد ما تسمع من بكاء وولولات فارغة ...وهى تنظر للسماء بعينين بريئتين................................

    .................أنتهت القصة..
    وأكتفي.. بما كتبت هنا..................
    .........................
    رابعاً * فلسفة القصة..الهدف والغاية..
    القص ليس فقط حكي أو سرد مشوق بشخوص في أمكنة وأزمنة ..بل لا بد من غاية نبيلة يخرج بها القارئ مما قرأ وإلا لكانت الحكاية مضيعة للوقت أو تفاخر بكتابة صور أدبية جميلة مُفككة غير مترابطة في سياق عام..أو يكون القص حزورة نجلس حولها نحزّر ونفزّر ونتبارى أيّنا حل اللغز........
    الأديبة إيمان أرادت أن توصل لنا مجموعات مختلفة من الرسائل ( وهذا ما حدى بها أن تسرد لنا الكثير والكثير مما تفتقد الطفلة بحياتها ومن جفاء الأهل ومن يحيطون بها) "وكأنها تبارت مع نفسها ألا تترك لنا شيئا لم نمتنى أن نقرأه !!.............
    وأهم رسالة أنها وضعتنا أمام الحقيقة ..أمام الموت ..
    أمام لحظة الخلاص( فكرة الكريسماس راااائعة هنا..تؤكد معنى الخلاص )..
    فالخلاص بالمسيحية هو تخليص الإنسان من الذنوب والآثام بنزول المسيح عليه السلام ليفدي بنفسه المؤمنين به ...وليلة الخلاص هذة أو يوم مولد المُخلّص كان هناك طفلة تموت من شدة البرد بعدما طردوها ولم يسأل فيها أحدا ...
    فأي عالم هذا الذي نعيش فيه ؟!....و
    من هنا أتت أيضا ضرورة اختفاء الطفلة وصعودها للسماء وتأخذها الأم بعدما هبطت لتُخلصها من هذا العالم الباغي الشرير الظالم .....
    ....وأيضا أكتفي بما كتبت هنا............................................... ..

    --------------------------
    وإلى وعد بلقاء آخر إن شاء الله ....
    كنت أتمنى أن أطيل ..بردود عن أسئلة ومناقشات دارت بالغرفة الصوتية كثير منها لا يتفق مع رؤيتي بمدرستي التفكيكية!..( هناك فرق بين قراءة حسب المزاج ..وبين وقراءة تفكيكية من واقع النص المكتوب ).
    وكنت أتمنى أن أطرح وجهة نظري في العمل ككل خاصة
    ما أبدعت فيها الأديبة إيمان لأجزل لها الشكر .......

    بس خلاص
    شكرا سيداتي سادتي . ..
    بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

    تعليق

    • محمد سليم
      سـ(كاتب)ـاخر
      • 19-05-2007
      • 2775

      #3
      كتبت
      الأستاذة الأديبة إيمان الدرع :

      زميلي الراقي: محمد سليم
      يا إلهي..؟؟؟
      كيف لم ألفت إلى أنك قد أفردت صفحة مستقلّة لنصّي / أمنية من ورق/ ؟؟
      كنت أظنّ لقصرٍ في نظري، بأنّ ما كتبته في الدراسة النقدية لا بنتي المبدعة، الأديبة المبدعة دينا نبيل هو ماوصلني من مداخلتك في متصفّحها..
      آااااااسفة والله ..
      وأستحقّ زورقاً يقذفني في اليمّ لأني لم أرَ جيّداً..
      ولكن لن أفعلها، لأني أعرف بأنك قد عذرتني، وسامحتني عن جهلي ،وتقصيري .
      أستاذي الكريم:
      الإشارة الذكيّة التي ألمحت إليها في البداية عن تأطير النص بفكرة مسبقة عنه قبل الدخول إليه.
      هذه المرة الأولى التي أنوّه بها عن الفكرة، ومعك حقّ، ولم أكن لأفعلها لولا تبيان السبب في اعتمادي هذا التخيّل ، والإضافات ، وربط التصوّر بالزمن الراهن.
      بسبب مقارنة مباشرة أجراها بعض الزملاء الأكارم، مع نصّ قديمٍ في أرشيف الأدب، أقسم بأنه لم يخطر على بالي ساعة كتابة النصّ، ووالله فعلت ذلك بعد هذه الملاحظة عدت للنصّ في غوغل لأقرأه من جديدٍ.
      لسنا نملك هذه الذاكرة العجائبيّة التي نستحضر بها كلّ ما كتب عبر تاريخ الأدب، لحظة سطوة القلم على أفكارنا، لفكرةٍ شاغلتنا، وأخذتنا بعيداً.
      راقني أن أعجبك العنوان أستاذ محمد، وأفرحني أكثر حديثك عن مراكب الشمس قديماً في النيل العظيم، هذه المعلومة لم أكن لأعرفها قبلك.
      أحببت أن أنقل فكرة موت الأمّ عبر استنتاجٍ لمجريات الحوار ، والخاتمة، تأتي لتأكيدها، عند ارتحال الطفلة إليها.
      أما عن شخوص النصّ : فلقد أتيت على ذكر أخويها من أبيها، لألفت انتباه القارئ، بأنّ الخالة زوجة الأب لم تكن تراعي حدود الله في تللك الطفلة، ولم تكن تعاملها كما تعامل ولديها، وخاصة عند مشهد الطفلة وهي تحاول خطف بعض الطعام بقبضتها الصغيرة لجوعٍ ألمّ بها، ولمشاهدتها لأختها التي تشبه اللعبة ، تتخاطفها الأيدي، وشرائطها المكويّة، عبر النافذة.
      أدهشني أستاذي محمد تناولك لرمز / حقائب السفر/ التي نثرت هداياهاعند لقاء الأمّ بابنتها، بتعمّقٍ يشهد لك، بأن الناقد أحياناً يتفوّق على صاحب النصّ ذاته في بعض التقاطاتٍ هي أقوى من لحظة ولادتها.
      وأيضاً مفردة/ تتباكى/ حقيقة هي ما أردت إيصاله تماماً من رصد اللحظة فوق جسدها المسجّى ، إذ لو كان في هذه الدمعة خير، لكانت أجدر لو أنها سكبت وهي على قيد الحياة.
      كنت قد فكّرت بإلغاء فكرة الكريسماس في غير مداخلة، ولكني أحببتُ وجهة نظرك، وتفرّدك بوجهة نظرٍ خاصّة بك ، تناولتها بعين ذائقتك.
      وحقيقة.. النصّ لا يولد مرّتين، إنها لحظة مخاضٍ واحدةٍ ، مهما كانت الملامح
      قد تعود إليه بوجهة نظرٍ أكاديميّة تعالجه بها ، ولكنّه لن يعترف إلا بملامحه الأولى التي تشكّل بها..
      لذلك نستنبط من الذاكرة، مشاهد أخرى نصوغها نصوصاً جديدةً ، بعينٍ استقرأتْ إنارات على الطريق
      كالتي زرعتها الآن في دراستك المستفيضة الرائعة، التي أدهشتني..
      ألف شكرٍ لك زميلنا الرائع محمد..
      وهنيئاً لك، ولنا، على هذه الملكة التي حباك الله بها..
      فلقد رسمت بخطّك المتفرّد لوناً جديداً غير مسبوقٍ
      بالنقد الواعي الهادف ، ممتزجاً بروح الدعابة التي تشعّ فرحاً وبشاشةً..
      حتى لنقول ونحن نتابع مداخلتك : ليتها لم تنتهِ..
      أمنياتي لك بعامٍ كله سعادة ، ومسرّات وخير..
      وحيّاااااااااااااكَ.



      التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 18-02-2012, 09:15.
      بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

      تعليق

      • محمد سليم
        سـ(كاتب)ـاخر
        • 19-05-2007
        • 2775

        #4
        نعم سيدتي إيمان الدرع...
        الأديبة الرااائعة ..
        * شكرا لتعليقك هنا ..وأعترف أني
        كنت أطلبه وأتمناه على ذات المتصفح المستقل هذا ..لولا خجلي إذ طلبته منكِ ..
        فكاتب أي قراءة بنصّ ما يتمنى أيضا أن يرى ردة فعل مؤلف النصّ ..كلاهما مرآة الأخر
        * وبخصوص كشف فكرة / الدافع لكتابة القص ...قد تكون واجبة كنوع من الصدق ونوع من التحدي في آن ..ولكني أظن أنه قد يكون غير ذى بال مع بعض القراء ..وبعض قراء قد تشغلهم الفكرة ومن ثم يتتبعون القص لمعرفة كيف صاغ وكيف عبّر القاص عن فكرته (ك تناول لخبر عابر ومؤثر بجريدة ) في قص أدبي مشوّق ....
        والكل يشهد أنك ِ أبدعت في ما كتبتِ ......
        *وبخصوص الأخوين ...ما زلت عند موقفي ..
        لأنه من المنطقي أن تكون الطفلة هى أصغرهم سنا وبالتالي تكون أم الطفلة هى زوجة ثانية بعد أم الطفلين ..والطفلة عادت للأب بعد موت أمها... والأب أخذ الطفلة لتعيش معه ...الخ من إشكاليات وتخمينات من القارئ ......
        * أستاذتنا إيمان ...تشرفت واللهِ ( بكسر الهاء ..ديري بالك بالكسرة)
        بمرورك وتعليقكم الكريم ...كما ويشرفني أنى كتبت قراءة بسيطة نالت قبولك ...
        أشكرك أشكرك أستاذتنا الراااائعة
        وكل عام وأنت بخير وصحة وسعادة ..ودمت لنا نعتز بك ونفتخر دوما ....
        و مُشْ بسْ خلاااص ...... يعنى مع لقاء آخر بقص آخر نستمتع بالقراءة

        ونتعلم منك فن القصّ..
        تحياتي
        بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

        تعليق

        • محمد سليم
          سـ(كاتب)ـاخر
          • 19-05-2007
          • 2775

          #5
          كتبت الأستاذة / دينا نبيل :
          قراءة في قصة ( أمنية من ورق ) ---- أ / إيمان الدرع

          البنية الـسردية في (أمنية من ورق )

          مقدمة حول ظروف كتابة القصة :

          لمعرفة خلفية النص الأدبي العديد من الفوائد ، إذ أنها تفتح الكثير من المغاليق ؛ فتعرّف المتلقي على الجو الذي كتب فيه النص والتجربة الشعورية التي تعرضت لها الذات المبدعة فأدت لخروج النص بهذا الشكل .

          وقصة ( أمنية من ورق ) هي آخر نص للأديبة السورية أ / إيمان الدرع ، وحول ظروف كتابته تقول في إحدى مشاركتها على المتصفح الخاص بالقصة :
          " قرأت في العدد الأخير من المجلّة السورية: " السالب والموجب" ..: موت طفل صغير متجمّداً من البرد، بعد أن أجبرته زوج أبيه على تناول الطعام في حديقة المنزل ،في دعوة على العشاء،أقامتها لأهلها .. سكنتني روح هذا الطفل ..عشت لحظات مصرعه..رسمتُ مشهداً آخر على لسان طفلة في يوم العيد والأماني ( التوقيت أوحى لي بذلك)وتخيلت اللقاء بأمه الراحلة قبله، في عالم الروح ..تشكو لها قسوة البشر،ووقع سياط الحياة على جسدها الفتيّ..وارتياحهاأخيراًبين أحضانها.
          في الواقع صورٌ أقسى ، فزورق الطفلة هنا قد حقّق حلمها، وكم من زوارق في العمر خيّبت الرجاء!"


          فــ ( أمنية من ورق ) هي قصة حقيقية إلا أن الكاتبة قامت بتغيير عنصرين هامين : الشخصية الرئيسة ( من طفل إلى طفلة ) ليكون أكثر تأثيرا لما تنطوي عليه علاقة الابنة بأمها خاصة وإن كانت متوفاة – وعنصر الزمان ( من الغير معروف إلى ليلة رأس السنة ) ليناسب العنوان والتوقيت الذي نشر فيه النص ..
          فكان لتغيير هذين العنصرين وغيرهما من الآليات الأخرى دور كبير في تحويل مجرد خبر في مجلة إلى عمل أدبي ، فالعمل الأدبي ليس مجرد نظر في المرآة وانعكاس لصورة وإنما هو استخدام آليات معينة بفنية عالية من أجل تخليق عمل أدبي .

          بنية الــ ( أمنية من ورق ) :
          تتميز هذه السردية بسمات خاصة في بنيتها من حيث : الحدث القصصي – تقنيات النص الزمنية - المستوى الحكائي - السرد والحوار..
          وهذا ما سيتم معالجته في هذا المقال .

          1-الحدث القصصي :

          لقد شهدت القصة الكثير من التطورات في الآونة الأخيرة من حيث المسار السردي ؛ فقد اعتمدت النصوص الكلاسيكية على عمودية السرد حيث تسير الأحداث في اتجاه واحد ، فــ ( أصل السرد في اللغة العربية هو التتابع الماضي على سيرة واحدة وسرد الحديث) [1] ، ويؤدي إلى نهاية متوقعة للقارئ ليست بعيدة عنه، وكان هذا يؤدي لانغلاق النص فلا يقبل تأويلات ولا قراءات مختلفة . أما القصة الحديثة فقد سلك الكتّاب فيها مسارب جديدة ، فلا يسير الحدث القصصي في اتجاه واحد، بل يسير في مسارات عدة ،ولا يلتزم بالترتيب الزمني وإنما يتركه للقارئ ليصل في نهاية النص بعد جهد وإعمال فكر إلى تأويلات مختلفة تختلف من قارئ لآخر، مما يعطي انفتاحا للنص وهنا يكمن الإبداع .

          والقصة التي بين أيدينا ( أمنية من ورق ) لا تعتمد الكاتبة فيها الأسلوب التقليدي للحكاية. فالقصة تعتمد على حدثين أساسيين تنطلق منهما السردية :

          الحدث الأول ( متكأ السردية ): وهو الحدث الرئيس ، ويتمثل في وصول طفلة صغيرة إلى أمها بعد طول سفر في دروب طويلة وحدها حيث الجو العاصف والثلج الغزير وهذا الحدث يشبه السياج الذي يؤطر القصة ، لكن لا يفصح هذا الحدث عن نفسه إلا في نهاية السردية
          الحدث الثاني ( عجلة السردية ): وهو الحدث الذي يدفع بالسردية للتحرك ، من خلال استرجاع الرحلة الطويلة التي قامت بها الطفلة بمغافلة أهلها بعدما نسوها في الحديقة وانشغالهم بحفل رأس السنة ، ثم طلبها أمنية من زورق الأماني وهي أن تذهب إلى أمها ..
          ليرجع السرد إلى الحدث الأول بتحقيق تلك الأمنية ، وما أن تأتي النهاية حتى تكشف الحقيقة أن الطفلة كانت تحادث أمها المتوفاة في خيالها بينما هي ممسكة بالزورق قد تجمدت في الحديقة قبل أن يصل زورقها إلى الماء !

          2- تقنيات النص الزمنية :

          تعتمد القصة على الزمن إذ أنها سرد للأحداث بالدرجة الأولى ، ولكن لا يلتزم الراوي في القصّ بالترتيب الزمني ، وإنما يترك الترتيب للقارئ يقوم به في مخيلته بناء على فهمه للأحداث وربطه لها، وتعتبر هذه التقنية الأكثر ارتباطا بالواقعية إذ أن ذاكرة الإنسان لا تسير على نحو مطرد متسلسل وإنما تتذبذب بين الأحداث الزمنية.
          و( أمنية من ورق ) لا تعتمد على الترتيب الزمني كما أسلفت بتوضيح الحدث القصصي . فقد اعتمدت الكاتبة على تقنية الاسترجاع في سرد الأحداث بالدرجة الأولى إذ يمثل الاسترجاع هنا العجلة المحركة للسرد ، والاسترجاع ( Flash back) هو ترك مستوى القص في الزمن الحاضر ( متكأ السردية ) للارتداد إلى الماضي واستحضار أحداثا قديمة هامة لها علاقة وطيدة بالزمن الحاضر هنا . وقد تم الاسترجاع في ( أمنية من ورق ) على لسان الشخصية الرئيسة بالقصة – الطفلة " غافلتهم أمي، كان أبي كعادته، قد أطفأ ضوء مخدعه ، وأسدل الستائر متعباً،دون أن يدري بأنّي سوف ألاصق يديّ برجليّ ، أتكوّر كجنينٍ.." ، وكان لهذا دور في إعطاء ملامح إنسانية واقعية للشخصية الرئيسة
          إلا أنّ التفاصيل الكثيرة التي ذكرتها الطفلة وتعقيبها عليها قد جاء مخالفا للواقع القائل بقصور نظر الطفل وضعف ذاكرته في تذكر دقائق التفاصيل وفهمها على النحو الصحيح ، وهذا ما سيتم تناوله عند حديثي عن موقع الراوي من السرد.

          3- المستوى الحكائي :

          إن تنوع مستويات الحكاية أو القص يعد من أهم ما يميز القصة الحديثة فضلا عن أثره في تشويق وجذب المتلقي وإضفاء فنية عالية على النص الأدبي . وفي هذا النص ، اعتمدت الكاتبة أكثر من مستوى للقص :
          فتبدأ القصة بالخطاب من الأم المتوفاة في خيال الطفلة إلى الطفلة نفسها : " ريما ..يا صغيرتي الحلوة ...هل وصلتِ ...طيري إليّ حبيبتي ..جدّفي الموج،اطوي المسافة الفاصلة ما بيننا بأمان ، أغمضي عينيك برفقٍ ، واقطعي الحديقةبسلامٍ ، وإيّاك أن تتعثّري بالسياج، أنا بانتظارك .

          لتتحول القصة بعد ذلك على لسان الطفلة الصغيرة فتقوم هي بسردها باستخدام ضمير المتكلم :" رأيت في طريقي إليك الكثير من الأطفال بثيابهم الجديدة ،يغنون، يرقصون ،يشعلون شموع العيد ،يتزلّجون فوق ثلج الروابي، ويزيّنون الأشجار بأضواءأحلامهم، رأيت الكثير من علب الهدايا ، الملفوفة بأشرطة ملوّنةٍ ..".
          ويتداخل مع صوت الطفلة صوت الأم الوهمي لتوجه الحوار من خلال أسئلتها الوهمية في خيال الطفلة :" أخبريني كيف أتيتِ إليّ والدرب طويل ؟؟" ...
          "كيف غادرتِ البيتحبيبتي؟؟؟أما خشيتِ الطريقَ الخاوي من البشر في هذه الليلة العاصفة؟"


          وفي دواخل هذا الحوار يظهر صوت الراوي العليم الذي يقصّ بضمير الغائب ويوجه الأحداث من خلال إشارات بسيطة : " ترفع عنها الغطاء،لم تعد تحتاجه، تعانق جيدها، ذراعاها موقد حنان، تخترقأناملها فيض النور، تفرك عينيها، تطلب أن تغوص في قارب التوحّد، ألاّ .تبعدها عنها بعد اليوم.." ليختم بعد ذلك السردية في النهاية " وساد سكونٌ مطلقٌ ..وتبعثرتْ حقائب السفر ..تنثر ما عبّأته من هدايا اللقاء .. وعند الصباح ..استفاق الضوء على أصوات مذعورةٍ ، تتبادل بجنونٍ: الاتهامات ، واللعنات."

          4- السرد والحوار وموقعهما في النص :
          ( الحوار وموقعه من السرد – الراوي وموقعه – لغة الراوي)

          ** الحوار وموقعه :

          يعرف السرد بتعريفات عدة طرأ عليها التطور كثيرا حتى تحول إلى معنى إصطلاحي فهو (الطريقة التي يختارها الراوي أو القاص، أو حتى المبدع الشعبي ليقدم بها الحدث إلى المتلقي، فكان السرد إذن نسيج الكلام، ولكن في صورة حكي )[2] ، على لسان راوٍ ، إلا أن القصة التي بين أيدينا يغلب عليها الحوار الذي يشبه الحوار المسرحي إلى حد كبير ، وهذا ما يسمى بالعرض ( وهو طريقة تسود المسرحية فتنقل الأحداث مباشرة من خلال الحوار المباشر)[3] ، ولكن أحيانا تظهر هذه التقنية في القصّ مثل هذه السردية ، ولهذه الآلية – العرض - دور كبير في إظهار الجوانب النفسية للشخصيات " وها أنا أعبّ من حنانك ما يعوّضني وأكثر،ضمّيني ..السموماستوطنت جسدي النحيل ، أنشد السكينة والسلام بين يديك."

          ( فيبتعد الراوي قليلا ليتيح الساحة للشخصيات أن تتحرك بعيدا عنه)[4] ولا يكون له دور سوى التعليق ونقل الأحداث فقط من خلال الأسلوب المباشر ([ الذي ] يقوم ..على تقديم الراوي للشخصيات أثناءالحوار فيصف المتكلم وطريقة كلامه )[5]

          ".. أرختْ عينيها الناعستين، كبحّار يشتهي النوم بعد أن تاه في مدن البحار،وصدى أغنيتها القديمة يداعب جوارحها...
          --- ياللا تنام ريما..
          التفتتْ إليها..

          ---أمي طالتْ غيبتك ..لمَ تركتني وحدي؟
          ـ-- ليت الأمر بيدي يا حبيبتي ..سهم حارق فرقني عنك ، لم أستطع صدّه..!"
          ويكون للراوي أيضا في هذه الحالة دور حمل خبر جديد من خلال السرد مثل المشهد الأخير لموت الطفلة" أصواتٌ تتباكى على جسد طفلة ، ما عاد يعنيها ما تسمع، تنظر إلى السماءبعينين بريئتين، على وجهها طيف ابتسامة نورانيّة ، ويدٍ تقبض على زورقٍورقيّ، حقّق الأمنيات، قبل أن يلامس الماء."

          فيكون الراوي هنا أقرب لـــ(شخصية حيادية تمثل دور الجوقة في المسرح عندما يقوم بالتعليق على حدث وقع أو يوطئ لحدث سيحدث) [6]

          ** موقع الراوي :

          إن موقع الراوي من أهم عناصر البنية السردية للقصة وأكثرها اتصالا بعملية القص ؛ ذلك لأن موقع الراوي يترتب عليه النظرة للشخصيات والأحداث وترتيبها . وقد يتعدد الرواة لسرد حدث واحد فقط داخل العمل الأدبي الواحد ، وقد تتعدد الأحداث ولا يكون سوى راوٍ واحد فقط ؛ إذن فالفيصل في هذه القضية هو العمل الأدبي نفسه ومقتضاه .

          وفي ( أمنية من ورق ) هناك نوعان من الرواة يقومان بالسرد :

          ** الراوي العليم الخارجي الذي يقصّ بضمير الغائب ، وهو يشبه الكاميرا التي تلتقط التفاصيل الخارجية والخلجات النفسية وما يدور بخلدها وكأنما يشق الصدور ويخرج البواطن
          "شدّتها إلى صدرها ، أدخلتها في أضلاعها في ممرّ سرّي لاتصل إليه يد تنزعهامن جديد، مسحتْ عن جبينها القطرات الفضيّة الباردة، أدفأت نبضها المتسارعكعصفور دوريّ مضطرب ... أرختْ عينيها الناعستين، كبحّار يشتهي النوم بعد أن تاه في مدن البحار "
          وكما أسلفت فإن دور الراوي العليم في هذه القصة بالتحديد محدود للغاية ؛ ( وقد اتجه الروائيون مؤخرا لتقليل مساحة تواجد الراوي وصار من العيوب الفنية التي يمكن أن توجه للرواية أن تعلو النبرة الفلسفية على حساب حركة الشخصيات )[7] ، فيشبه هنا الملقن المسرحي الذي ينقل البسيط من الأحداث أو يوجه دفتها من وقت لآخر ، وتتضح لغة الراوي العليم هنا أنها تغلب عليها الشاعرية واللغة الراقية والتصاوير المتوالدة " شدّتها إلى صدرها ، أدخلتها في أضلاعها في ممرّ سرّي لاتصل إليه يد تنزعهامن جديد"

          ** الراوي بضمير المتكلم حيث يقوم البطل في القصة بسرد الأحداث على لسانه هو ومن وجهة نظره هو إلا أنه قليل في القصة بالمقارنة بالسرد بضمير الغائب ، وفي ( أمنية من ورق ) يتضح أن من يقوم بالسرد في أغلب النص هي الطفلة الصغيرة والتي تمثل مركز الأحداث من خلال استرجاع ما حدث لها قبل المجيء الوهمي إلى أمها. وهذا النوع من القص يضفي نوعا من المصداقية إذ أنها تتحدث عن خواطرها الذاتية ، وقد يكون مطلوبا للغاية من أجل جذب تعاطف القارئ معها كما هو ظاهر من النص " آاااه ما أصعب الوصول! كمدفعتُ عن كاهلي المطر الغزير، المختلط بندف الثلج ! كم أرعبتني شقوقالسماء، والأرض ، حتى كادت تبتلعني! ولم تهدأ الريح إلاّ بعد أن صرت فيمملكتك..ضميني إليك ، متعبة أنا..يا لطول رحلتي إليك.!!!

          إلا أن اللغة المستخدمة قد جاءت أكبر من سن الطفلة رغم أن الكاتبة لم تحدده "علا الضجيج في أرجاء المنزل،وشقّت الضحكات سكونالليل، كنت أسمع ارتطام الأطباق، والأكواب، ممتزجةً بالموسيقا والأغاني،والرقص الصّاخب، وألمح الشرائط المكويّة في جدائل أختي الجميلة، كدميةٍتتخاطفها الأيدي، من وراء الشبّاك شاهدتهم." ، لكن مستوى التعبيرات والوصف والإحاطة بمجريات الأحداث ليست واقعية بالمقارنة بنظرة الطفل التي تكون قاصرة إلى حد كبير .
          وقد لجأ عدد من الكتّاب إلى ضمير الغائب في هذه الحالة للخروج من هذا المأزق ؛ فمثلا عميد الأدب العربي د/ طه حسين في رائعته " الأيام "استخدم ضمير الغائب في السرد ( وما قام به المؤلف يمنحه القدرة على التحرر من نظرة الصبي الضيقة للعالم وللشخصيات )[8] ، وإتاحة الفرصة للراوي العليم بالتدخل في الوصف وسرد الأحداث بالشكل المتكامل المعروف عنه .
          وما تم في ( أمنية من ورق ) يعد مخالفا للواقعية من حيث استخدام اللغة العالية والخيال والصور الشعرية الموحية الغير متناسبة مع الطفلة الراوية خاصة وأنّ للقصة بعدا اجتماعيا ؛ لأنّ ( الواقع عندما يفرض سلطته كمتكأ خطابي إنما يكون بعده الاجتماعي هو صاحب لهذه السلطة لأن الأدب يمثل الحياة والحياة في أوسع مقاييسها حقيقة اجتماعية )[9]
          فكان بإمكان الكاتبة في هذه الحالة إما النزول إلى مستوى الطفلة في حديثها ؛ ولكن هذا لن يغني عن استخدام الراوي العليم لأن الطفلة لن تستطيع تحمل الرواية بأكملها وإلا صارت قصة من أدب الطفل .

          الخاتمة :

          كانت هذه قراءة في البنية السردية لقصة ( أمنية من ورق ) للكاتبة أ / إيمان الدرع ، والنص به الكثير من العناصر والآليات التي تستحق عمل دراسات عدة عليها . وكانت الكاتبة موفقة إلى حد كبير في هذا العمل الأدبي باستثناء موقع الراوي الرئيس – الطفلة – من السرد .

          بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

          تعليق

          • محمد سليم
            سـ(كاتب)ـاخر
            • 19-05-2007
            • 2775

            #6
            في النقد ...أعجبني - :
            ------------------------------
            يقول سانت بيف:
            الناقد هو وزير الجماهير .
            غير أنه لا ينتظر حتى يملى عليه أحد رأيا .إنه يستبصر ما يجرى ويقرر كل صباح ما الذى يفكر فيه الناس .إن ساعته تسبق ساعات غيره بخمس دقائق .
            ,,على الناقد أن يجعل من نفسه ممثلا لمصالح الجماهير فى بلاط الفن .أن يصبح وزيرا مستنيرا ،حر الفكر ، لا يملى عليه أحد رأيا ،ولايقف عند حدود الواقع ، حيث إنه يسبق وعى الغير ، ويقع فى المقدمة منهم.وعليه أن لا يطلب من المبدع شيئا لم يرده ، ولم يهدف إليه من عمله .عليه أن يزور العمل الفنى ، وقد فطن إلى القصد منه .فلا يقول :كان من الواجب أن يكتب المبدع شيئا آخر غير ما كتب .
            -------------
            ويقول بوب :
            الناقد الكامل يقرأ كل عمل بالروح نفسها التى كتب بها المبدع عمله .
            عليه أن ينظر إلى العمل فى شموله ،ولا يسعى إلى أن يتصيد الهنات ، مادامت العاطفة الحقة قد حفزت الكاتب والنشوة قد أوقدت عقله . ويقول أيضا :فى كل عمل ، انظر إلى ما يريد الكاتب أن يعبر عنه لا تطلب المزيد فإن أحدا لا يبلغ بالتعبير شيئا لم يقصد الوصول إليه .
            ,,
            وما دور النظريات فى النقد ? ..
            علينا أن نسترشد بها ، ولا ندعها تركبنا .علينا أن نحذر من أن نحول كتاباتنا النقدية إلى تقارير جافة ، فما استحق نقد أن يكتب إذا ما أجهض روح العمل الفنى ،أو أحاله هيكلا عظميا ، أو امتص رحيقه الحلو وتركه جافا لا يروى .
            علينا أن نحذر أن يتحول الغموض إلى إغماض متعمد0وعلينا _بصدد الغموض الطبيعى _أن نطلب إلى المبدع أن يطلق عليه بعضا من النور يعين على فهم هذا الغموض ، فتقر أرواحنا وأفهامنا حينما نتبين أن الغموض له وظيفة محددة تخدم العمل ، وليس حذلقة فكرية تزعم وجود عمق غير موجود ، وتغطى على خواء لا يمكن إخفاؤه ، مهما أمعن الكاتب فى المحاولة .
            الدكتور / على الراعى .
            -------
            جبرا إبراهيم جبرا:
            النقد عندى فرع من القراءة ،
            فأنا لا أنقد إلا عملا عايشته وشعرت أنى نفذت إلى باطنه .وعدتى فى ذلك هى الأدوات التى استفدتها من علم الأسلوب ومن تاريخ الأدب ،وفوق ذلك :من البصيرة _غير المحددة بقوانين _التى استفدتها من قراءاتى فى مختلف العلوم الإنسانية .وغلبا ما أشعر أثناء الكتابة عن عمل أدبى ما أنى أكتشفه من جديد .وربما كان تحمسى لهذا النوع من النقد _فى ضوء تجربتى الشخصية _هو الذى يجعلنى آخد على معظم النقد الذى ينشر فى المجلات الأدبية العربية فى هذه الأيام أنه نقد تكتيكى ،مبرمج ،لا يحمل طابع المعاناة الفكرية أو النفسية ،ويكاد يخلو من أى إبداع .

            ------------------
            د.شكرى محمد عياد:

            النقد هو فن دراسة النصوص الأدبية ، والتمييز بين الأساليب المختلفة ، وهو لا يمكن أن يكون إلا موضوعيا ؛ فهو بإزاء كل لفظة يضع الإشكال ويحله .النقد وضع مستمر للمشاكل ؛ والصعوبة هى فى أن رؤية هذه المشاكل ؛ وهى متى وضعت وضح حلها لساعته 0والذى يضع المشاكل الأدبية ليس علم الجمال ولا علم النفس ولا أى علم فى الوجود ، وإنما هو الذوق الأدبى .وهذا شىء ليس له مرجع يرجع إليه .وأسارع فأقول : إن الذوق ليس معناه ذلك الشىء العام التحكمى ، وإنما هو ملكة إن يكن مردها ككل شىء فى نفوسنا إلى أصالة الطبع ، إلا أنها تنمو وتصقل بالمران .
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 27-10-2012, 21:47.
            بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

            تعليق

            • علي قوادري
              عضو الملتقى
              • 08-08-2009
              • 746

              #7
              متابعة نقدية مميزة..
              شكرا جزيلا.

              تعليق

              • إيمان الدرع
                نائب ملتقى القصة
                • 09-02-2010
                • 3576

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد سليم مشاهدة المشاركة
                في النقد ...أعجبني - :
                ------------------------------
                يقول سانت بيف:
                الناقد هو وزير الجماهير .
                غير أنه لا ينتظر حتى يملى عليه أحد رأيا .إنه يستبصر ما يجرى ويقرر كل صباح ما الذى يفكر فيه الناس .إن ساعته تسبق ساعات غيره بخمس دقائق .
                ,,على الناقد أن يجعل من نفسه ممثلا لمصالح الجماهير فى بلاط الفن .أن يصبح وزيرا مستنيرا ،حر الفكر ، لا يملى عليه أحد رأيا ،ولايقف عند حدود الواقع ، حيث إنه يسبق وعى الغير ، ويقع فى المقدمة منهم.وعليه أن لا يطلب من المبدع شيئا لم يرده ، ولم يهدف إليه من عمله .عليه أن يزور العمل الفنى ، وقد فطن إلى القصد منه .فلا يقول :كان من الواجب أن يكتب المبدع شيئا آخر غير ما كتب .
                -------------
                ويقول بوب :
                الناقد الكامل يقرأ كل عمل بالروح نفسها التى كتب بها المبدع عمله .
                عليه أن ينظر إلى العمل فى شموله ،ولا يسعى إلى أن يتصيد الهنات ، مادامت العاطفة الحقة قد حفزت الكاتب والنشوة قد أوقدت عقله . ويقول أيضا :فى كل عمل ، انظر إلى ما يريد الكاتب أن يعبر عنه لا تطلب المزيد فإن أحدا لا يبلغ بالتعبير شيئا لم يقصد الوصول إليه .
                ,,
                وما دور النظريات فى النقد ? ..
                علينا أن نسترشد بها ، ولا ندعها تركبنا .علينا أن نحذر من أن نحول كتاباتنا النقدية إلى تقارير جافة ، فما استحق نقد أن يكتب إذا ما أجهض روح العمل الفنى ،أو أحاله هيكلا عظميا ، أو امتص رحيقه الحلو وتركه جافا لا يروى .
                علينا أن نحذر أن يتحول الغموض إلى إغماض متعمد0وعلينا _بصدد الغموض الطبيعى _أن نطلب إلى المبدع أن يطلق عليه بعضا من النور يعين على فهم هذا الغموض ، فتقر أرواحنا وأفهامنا حينما نتبين أن الغموض له وظيفة محددة تخدم العمل ، وليس حذلقة فكرية تزعم وجود عمق غير موجود ، وتغطى على خواء لا يمكن إخفاؤه ، مهما أمعن الكاتب فى المحاولة .
                الدكتور / على الراعى .
                -------
                جبرا إبراهيم جبرا:
                النقد عندى فرع من القراءة ،
                فأنا لا أنقد إلا عملا عايشته وشعرت أنى نفذت إلى باطنه .وعدتى فى ذلك هى الأدوات التى استفدتها من علم الأسلوب ومن تاريخ الأدب ،وفوق ذلك :من البصيرة _غير المحددة بقوانين _التى استفدتها من قراءاتى فى مختلف العلوم الإنسانية .وغلبا ما أشعر أثناء الكتابة عن عمل أدبى ما أنى أكتشفه من جديد .وربما كان تحمسى لهذا النوع من النقد _فى ضوء تجربتى الشخصية _هو الذى يجعلنى آخد على معظم النقد الذى ينشر فى المجلات الأدبية العربية فى هذه الأيام أنه نقد تكتيكى ،مبرمج ،لا يحمل طابع المعاناة الفكرية أو النفسية ،ويكاد يخلو من أى إبداع .

                ------------------
                د.شكرى محمد عياد:

                النقد هو فن دراسة النصوص الأدبية ، والتمييز بين الأساليب المختلفة ، وهو لا يمكن أن يكون إلا موضوعيا ؛ فهو بإزاء كل لفظة يضع الإشكال ويحله .النقد وضع مستمر للمشاكل ؛ والصعوبة هى فى أن رؤية هذه المشاكل ؛ وهى متى وضعت وضح حلها لساعته 0والذى يضع المشاكل الأدبية ليس علم الجمال ولا علم النفس ولا أى علم فى الوجود ، وإنما هو الذوق الأدبى .وهذا شىء ليس له مرجع يرجع إليه .وأسارع فأقول : إن الذوق ليس معناه ذلك الشىء العام التحكمى ، وإنما هو ملكة إن يكن مردها ككل شىء فى نفوسنا إلى أصالة الطبع ، إلا أنها تنمو وتصقل بالمران .
                ألف شكر لك أديبنا الرائع محمد سليم على إتاحة الفرصة لنا بالاطلاع على نماذج متعدّدة من مفاهيم النقد ..
                من خلال عيون نقاد، لهم باع طويل في النقد وممارسته...
                ويبقى لتناولك لنصوصنا لونه المميّز الذي لايشبه أحداً..
                كنت هنا واستفدت كثيراً مما طرح من آراء متباينة
                ..احترامي وتقديري.

                تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                تعليق

                • إيمان الدرع
                  نائب ملتقى القصة
                  • 09-02-2010
                  • 3576

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة علي قوادري مشاهدة المشاركة
                  متابعة نقدية مميزة..
                  شكرا جزيلا.
                  الاستاذ القدير: علي قوادري
                  سررت بوجودك هاهنا..
                  كلّ الشكر لحضورك الكريم
                  أمنياتي لك بالخير والسعادة.

                  تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                  تعليق

                  • محمد سليم
                    سـ(كاتب)ـاخر
                    • 19-05-2007
                    • 2775

                    #10
                    في عيد الأم ..كل عام وكل أم بخير......
                    بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                    تعليق

                    • عبير هلال
                      أميرة الرومانسية
                      • 23-06-2007
                      • 6758

                      #11
                      تابعت هذه القراءة النقدية الفذة وكذلك قراءة دينا نبيل الرائعة ,, نص يستحق الإشادة به ... تستحق إيمان الكثير .. كل عام وأنتم جميعاً بألف خير.. القراءة النقدية ليست عملية سهلة .. بوركت جهودكم ... تقديري الكبير
                      sigpic

                      تعليق

                      • إيمان الدرع
                        نائب ملتقى القصة
                        • 09-02-2010
                        • 3576

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عبير هلال مشاهدة المشاركة
                        تابعت هذه القراءة النقدية الفذة وكذلك قراءة دينا نبيل الرائعة ,, نص يستحق الإشادة به ... تستحق إيمان الكثير .. كل عام وأنتم جميعاً بألف خير.. القراءة النقدية ليست عملية سهلة .. بوركت جهودكم ... تقديري الكبير
                        الأستاذة الراقية: عبير هلال
                        كم أنا خجلة منك لتأخري في الرد، عن غير قصد !!بالمصادفة قرأت ما كتبته مشكورة بحقّ النص.
                        تعرفين الظروف ياغالية..وأعرف بأنك ستعذريني
                        ممتنة لك إلى أبعد مدى...ولكلّ من مرّ من هنا .قراءة مداخلات، نقداً هادفاً، من أسرتي التي أحبّها
                        كلّ عام وأنت الخير..أيتها الكاتبة، المجدة، الطموح، التي تطوّر ذاتها باستمرار
                        محبتي لك....دمت دائما بألقٍ...

                        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                        تعليق

                        يعمل...
                        X