الاعتراف الأخير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • روان علي شريف
    أديب وكاتب
    • 24-02-2011
    • 130

    الاعتراف الأخير


    كانت الحياة هادئة وجميلة والأيام تمر في تسلسل بهيج كانسياب ماء الغدير الجاري بين المروج والمراعي ، لا شيء يعكر صفوها ولا صفو عبد الهادي الذي اعتاد على هذا التسلسل العادي.كان المكتب الذي يتقاسمه مع بعض الزملاء جنته الخاصة والمكان الوحيد الذي ينعم فيه بالهدوء والطمأنينة ، وكلما ضاقت به الدنيا وجد من يواسيه ويقف إلى جنبه حتى أضحى جزءا منه ،كان يثق في الأيام عكس بقية الخلق ويحترمها لأنها هيالتيتصنع الظروف وتضمد الجراح وتأتي بالأفراح ،فرأى فيها تجسيدا لأحلامه وطموحاته.وظل على حاله يترقبها بتفاؤل وما تحمله له إلى أن باغتته وسائل الإعلام بنبأ قلب كيانه وغير من رؤيته للمستقبل ، فأحس بأن الأيام التي وضع فيها كل ثقته لم تعد قوى كما كان يعتقد واعتقد بأنها قد لا تكون بين عشية وضحاها
    لقد بثت وسائل الإعلام الدولية والوطنية خبرا مفاده أن الكرة الأرضية عشية هذه الألفية التي لم يبق لانقضائها الا مائة واثنان وثلاثون يوما ، قد تشهد كسوفا وكثفت من نداءاتها حتى التهويل،حيث حثت فيها المواطنين بعدم الرؤية إلى السماء لتجنب أشعة الشمس الصادرة التي قد تؤدي للعمى.
    لم يبق على اليوم الموعود الا يوم واحد فانتابه الذعر ، ولم يهدأ له بال ، انه جد منزعج ، لم يسبق له أن رأى كسوفا منذ نشأته لكنه كان يعلم من بعض الحضارات القديمة والتي كانت كلها تجمع بأن كسوف الشمس ما هو الا غضب الإله على عباده ،وكلما حل كسوف حلت معه اللعنةالإلهية،متمثلةفي كوارث طبيعية فتهلك القوم الضالين والظالمين وتطهر الأرض منهم ومن دنسهم.
    لم يعد يثق في الشروحات التي قدمتها وسائل الإعلام المرئية بغية تهدئة الأمور قبل حلول اللعنة كما كان يعتقد واعتبرها مجرد خطب سياسية ملقاة من أفواه علماء.
    تذكر أحوال عالمه المعاصر الذي يعيش فيه، فوجد أنه مليء بالتناقضات،بالمظالم والمعاصي،فيه تراق الدماء،تباح المحرمات،عالم مجنون ومتفسخ حيث لم تعد للنفس البشرية قيمتها،كثرت الحروب، القوي يأكل الضعيف وباختصار اجتمعت فيه كل العناصر التي من شأنها أن تكون سببا في هبوط اللعنة عليه وتفجيره،ثم تساءل وقال : كيف لا تأتي نهاية هذه الألفية بالانفجار وهي التي أتت بالطاعون و الكونيتين والسيدا والخليجيتين ؟ وازدادت مخاوفه حين تذكر الكابوس الذي رآه ليلة البارحة ،حيث رأى فيما يرى النائم بأن البحر في لحظة هيجان وفي مد لا مثيل له غمر وأغرق جزءا كبيرا من مدينته،وقد هلك عدد كبير من الأهالي والقلة القليلة المتبقية تقاسمتها أسماك القرش والمجاعة.
    أستيقظ من نومه مفزوعا،نظر إلى الساعة المعلقة على جدار الغرفة فلم يبق على موعد الكسوف الا ثلاث ساعات تنهد فيحسرةوتساءل كالذي يكون في انتظار المقصلة التي ستهوى على عنقه وقال:أنا لم أقترف ذنبا وكثيرون هم أمثالي في هذا العالم ،ما مصير العالم بعد ثلاث ساعات؟ ثم أردف بل العالم لا يعنيني في شيء،ما مصير مكتبي وزميلتي نورا ؟
    توضأ ثم صلى صلاة الصبح وظن بأنها ستكون آخر فرض له وأضرب عن شرب قهوته لأن نفسه مسدودة وتوجه إلي محطة النقل مثقل الخطوات، فشد انتباهه كثرة النوافذ المسيجة بالحديد والأبواب الخشبية التي استبدلت بأخرى حديدية ، الحديد غزى كل شيء لم ينتبه لهذه الحقيقة الا هذا الصباح بالرغم من أن هذه الظاهرة شرع فيها من قبل ، هذا الصباح أيضا بدت حركة النقل شبه منعدمة والمحلات التجارية مغلقة،حتى المقاهي والمخابز التي من المفروض أن تكون مفتوحة قددخلتفي إضراب غير معلن كأن أصحابها ظنوا بأنها نهاية العالم كما كان يعتقد،فالشارع الرئيسي أضحى مشلولا من الحركة الا من بعض الراجلين ثم اتجه إلى الكشك الوحيد المفتوح فاشترى جريدة وظن بأنها ستكون آخر جريدة سيتصفحها،وفي قلق متزايد سارع لمعرفة الأخبار والعرق البارد يتصبب من جبينه،أهمل كل ما لم يتعلق بالكسوف وراح يلتهم الأخبار حيث جاء على صدر الصفحة الأولى ما يلي :
    انتشرت حمى الكسوف في العالم،لقد انتحر رجل في مقتبل العمر بعد أن قضى على زوجته وأطفاله خوفا من الكسوف،لأنه كان يزعم بأنها نهاية العالم،وفي مدينة باريس توقع مصمم أزياء اختفاء المدينة من على سطح الأرض في كرة من اللهب،اليوم أثناء الكسوف بسبب مركبة الفضاء الروسية ّ مير ّ التي ستهوي عليها،إن لم تسارع أجهزة الأمن في التحكم فيها عن بعد وتوجيه مسارها وإسقاطها على الشواطئ الجنوبية للمتوسط ستدمر مدينة باريس عن آخرها،وقد استوحى كلامه من كتابات العراف المشهور ّنوستراد أموس ّ،وفي الوقت نفسه شكل سكان مدينة مرسيليا حكومة مؤقتة بدون العاصمة وسيتولون إدارة شؤون البلاد إذا ما صحت التنبؤات..))
    طوى الجريدة ثم تساءل في حزن : في حالة ما إذا صدقت التنبؤات وحولت المركبة من طرف سلطات العقد الاجتماعي إلى ضفافنا لإسقاطها على رؤوسنا فما هو مصيرنا؟أستشفع لنا صلاة الكسوف التي ستؤدى بالمساجد من اللعنة؟أيوجد من يعيد توجيهها أو إسقاطها قبل أن تدخل مجالاتنا الإقليمية؟أليس بحر المانش أقرب من المتوسط إلى باريس؟
    بعد جهد جهيد وصل عبد الهادي إلى مكتبه حيث وجد المصلحة شبه مشلولة،كأن الزملاء فضلوا
    مثله الالتحاق بمن هم أعز عليهم (لم تذكر المفضل عليهم )في هذه الأوقات الحرجة،وقد رخص للأمهات بالتغيب لحراسة أطفالهن ريثما تنتهي ظاهرة الكسوف
    وما هي الا دقائق وتدخل الآنسة نورا كعادتها مبتسمة،فتبادر بالتحية وتجلس على مكتبها وتقول :إن حركة النقل جد صعبة لكن نحن محظوظون لرؤية ظاهرة كسوف الشمس،آه لو كان كليا لكان أجمل.
    نظر اليها عبد الهادي بتعجب وقال في نفسه : عجيب أمرك يا نورا رغم نباهتك الا أنك تستخفين بالأمور،أحقا أنت غير مكترثة بما سيحدث؟
    نطق عبد القادر الذي يعتبر عميد المصلحة من حيث الاستقامة والكفاءة والأقدمية مما جعل الجميع يكن له التقدير والاحترام أثناء التحدث وكأنه أحس بمخاوف عبد الهادي حيث حط يده على كتفه الأيمن مطمئنا إياه وقال : حقا انه لمنظر جميل لكن للأسف أترك لكما فضل التمتع به،لأني سأحضر صلاة الكسوف بمسجد الحي المجاور والتي ستدوم منذ بدايته إلى نهايته ثم أغلق الباب وخرج.
    كانت الساعة تشير إلى التاسعة وعشرين دقيقة حيث بدأ اقتران القمر بقرص الشمس تدريجيا ورمى بظله على الأرض،فبدت السماءوكأنها ملبدة بالغيوم واكتست العتمة سماء المصلحة فزاد اضطراب عبد الهادي ولم يعد هادئا؟ حتى أضحى جليا للأعين اضطرابه مما دفع بنورا للاقتراب منه ومساءلته : ما بك يا عبد الهادي؟أراك مقتبضا صامتا وهذا ليس من عادتك.
    الكسوف يا نورا..الكسوف،سنحترق إنتحترق باريس والأيام يا نورا..الأيام التي طالما انتظرتها وكنت أثق فيها..هل ستكون يا نورا؟
    بالطبع ستكون هناك أيام. أتظن بأنها نهاية العالم؟ لتحترق باريس فما دخلنا بها؟ألم تحترق قبلهابغداد وأطفال العامرية ولم يكن لها أي تأثير على جيرانها؟كلام الصحف؟انه مجرد إشهار لا تقلق،واستغفر ربك فنهاية الكون ليست اليوم أو غدا،هذا لا يعلمه الا الله واعلم بأنالانسان مسير لا مخير ،يعيش في الحياة حسب خط مرسوم له منذ البداية، وجد قبل أن يولد.
    كان لهذه الكلمات الأثر الإيجابي على نفسية عبد الهادي، مما جعله يرتاح لها ويغوص في الكلام بدون انقطاع عن طفولته البائسة عن الحرمان عن الشقاء ،عن الريف،وعن سذاجة وطيبة أهله وعفويتهم ووداعتهم وعن خوفه الزائد من الأيام وتكلمت نورا هي الأخرى عن طفولتها ،عن حياتها التي لم تعد تطاق،عن المدينة ومدنيتها المتوحشة ،عن أضوائها الزائفة وعلاقاتها الاجتماعية الباردة وعن ذئابها المتوحشة وعن ضبابها وتلوثها.
    لحظتها قاطعها عبد الهادي وقال: الآن زادت ثقتي فيك ، أود أن أعترف لك بشيء يا نورا.
    ليس الآن يا زميلي حالتك النفسية تبدو مهزوزة،هيا أنهض لنتأمل معا اللحظات الأخيرة فالظاهرة توشك أن تنتهي دون أن نكون شاهدين عليها،هذا حدث تاريخي.تنهض من مكانها وتقترب من النافذة وتلبس نظاراتها الخاصة وتنظر للسماء ثم تسلمها له ليرى بدوره ، ويبقيا على حالهما صامتين إلى أن أحست بشعور غريب ، شيء من الخوف وبدون شعور اقتربت منه أكثر حتى لامس جسدها جسده وقالت : فما يكون مصيرنا لو طال الكسوف ، لولا وجودك قربي لما بقيت لحظة وحدي .
    وما هي الا لحظات حتى ظهر قرص الشمس كلية وانتهت الظاهرة وعادا ليجلسا بالقرب من بعضهما البعض ثم سألته
    -ها قد مر الكسوف وزالت مخاوفنا،بماذا أردت أن تعترف لي ؟أي حقيقة كنت تخفينها عني؟
    -الحقيقة أن الاعتراف قرار شجاع وخطوة عملاقة نحو الانعتاق والتحرر من القيود والمخاوف التي قد نصطنعها لأنفسنا حتى تضحى سدودا منيعة بيننا و بين ما نصبو إليه ..
    -لا داعي للمراوغة هيا اعترف ، ما هو اعترافك الأخير؟
    - إني..إني أحبك يا نورا، من دونك لا دلالة لي ،إن كنت مقصرا في حقك،أنت كل شيء ،أنت..
    تقاطعه نورا وهي في منتهى الغبطة قائلة. ّ
    -أخيرا اعترفت بالحقيقة لماذا انتظرت كل هذه السنين، لو اعترفت منذ البداية لجنبتنا القلق والخوف والشك الذي عشناه .
    في هذه الأثناء يدخل عبد القادر بعدما أدى الصلاة ويبادرهما سائلا .
    -كيف كان منظر الكسوف يا أولاد ؟
    فتجيبه نورا وهي تنضر بطرف العين لعبد الهادي وكأنها ترد عن اعترافه الأخير ّ رائع..رائع..كان مشهدا يجنن وشاعريا.
    -القهوة والمشروبات على حسابي الخاص يرد عبد الهادي ويستمر في حديثه ، هذه مناسبة تستحق الاحتفاء بها ثم ينهض لتنفيذ ما وعدهما به مناجيا نفسه ّ اليوم امتداد للغد وما دام الغد موجودا هناك أيام للحب للآمال وللأحلام


    ليس كل الرجال خونة ولا الخيانة حتما امرأة

    http://cherifrouan.blogspot.com/
  • مباركة بشير أحمد
    أديبة وكاتبة
    • 17-03-2011
    • 2034

    #2
    " وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل"
    وكيف للإنسان أن يخطو باتجاهات الأمال ،لو انكسر يقينه بصفوة الأيام ،رغم مراراتها أحيانا ،وأدرك أنه سيفارق الحياة لامحالة ،في وقت معلوم ؟؟؟
    فظاهرة الكسوف التي ضخمَت من شانها وسائل الإعلام ،قد خلَفت رعبا واضطرابات نفسية بين البشر ،وافتقدوا زمام الأمل ،معتقدين أن الفناء سيلغي وجودهم في لحظات قادمات،
    وإذا بالظاهرة ،تمرَ مرار الكرام ....فأشرقتمن جديد، شموس الأمل في الحب والحياة ..
    كنت رائعا كاتبنا القدير ،وأنت تسكب فيض أحاسيسك كما الجمان على الورق.
    تحيتي والتقدير.

    تعليق

    • روان علي شريف
      أديب وكاتب
      • 24-02-2011
      • 130

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مباركة بشير أحمد مشاهدة المشاركة
      " وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل"
      وكيف للإنسان أن يخطو باتجاهات الأمال ،لو انكسر يقينه بصفوة الأيام ،رغم مراراتها أحيانا ،وأدرك أنه سيفارق الحياة لامحالة ،في وقت معلوم ؟؟؟
      فظاهرة الكسوف التي ضخمَت من شانها وسائل الإعلام ،قد خلَفت رعبا واضطرابات نفسية بين البشر ،وافتقدوا زمام الأمل ،معتقدين أن الفناء سيلغي وجودهم في لحظات قادمات،
      وإذا بالظاهرة ،تمرَ مرار الكرام ....فأشرقتمن جديد، شموس الأمل في الحب والحياة ..
      كنت رائعا كاتبنا القدير ،وأنت تسكب فيض أحاسيسك كما الجمان على الورق.
      تحيتي والتقدير.
      lمع كل التقدير والاحترام لقلم اقرأ له منذ مدة.
      شكرا على مرورك.
      تحياتي.
      ليس كل الرجال خونة ولا الخيانة حتما امرأة

      http://cherifrouan.blogspot.com/

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        مساء الصباحات
        سأتكلم عن الفكرة وليس عن السرد لأنه طال منك كثيرا وكان يمكن تكثيفه كي يلبس أجمل حلة
        فكرة النص رائعة صدقني
        حيث أخذتنا لعواصم ومدن وكنت موفقا جدا بهذا حتى أني تخيلت تلك المدن والشوارع التي خلت من المارة وكأني كنت معك بالحدث فعلا.
        وفقت وأنت ترصد ماجرى بالعراق وهذه نقطة كبيرة للنص فنحن نعيش وسط عالم متوحش لايعرف الرحمة وأنا عراقية وأعرف تماما ماتعني العامرية والحدث المجلجل حين تم قصفه والمدنيين بداخله.
        النص كفرة ومضمون أكثر من رائع وفيه مساحة كبيرة فقط لو أنك تكثفه ليبدو أجمل وأكثر قربا من القراء.
        ومضة النهاية رايتها عند اعترافه فقط فهي عند هذه النقطة قريبة من النفس حيث يعترف الناس فعلا بما يجيش بصدورهم.
        أتمنى أن تتقبل مني رؤيتي لأنك لست مرغما عليها ولك أن ترميها خلف ظهرك
        تحياتي وغابة ورد لك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • روان علي شريف
          أديب وكاتب
          • 24-02-2011
          • 130

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
          مساء الصباحات
          سأتكلم عن الفكرة وليس عن السرد لأنه طال منك كثيرا وكان يمكن تكثيفه كي يلبس أجمل حلة
          فكرة النص رائعة صدقني
          حيث أخذتنا لعواصم ومدن وكنت موفقا جدا بهذا حتى أني تخيلت تلك المدن والشوارع التي خلت من المارة وكأني كنت معك بالحدث فعلا.
          وفقت وأنت ترصد ماجرى بالعراق وهذه نقطة كبيرة للنص فنحن نعيش وسط عالم متوحش لايعرف الرحمة وأنا عراقية وأعرف تماما ماتعني العامرية والحدث المجلجل حين تم قصفه والمدنيين بداخله.
          النص كفرة ومضمون أكثر من رائع وفيه مساحة كبيرة فقط لو أنك تكثفه ليبدو أجمل وأكثر قربا من القراء.
          ومضة النهاية رايتها عند اعترافه فقط فهي عند هذه النقطة قريبة من النفس حيث يعترف الناس فعلا بما يجيش بصدورهم.
          أتمنى أن تتقبل مني رؤيتي لأنك لست مرغما عليها ولك أن ترميها خلف ظهرك
          تحياتي وغابة ورد لك
          شكرا ايتها الفاضلة على مرورك الجميل وعلى نصيحتك القيمة كل ما ياتينا من العراق فهو مقبولا لانكم ورثة السومريين ومخترعو الخط
          وبناة حضارة.فيما يخص الاطالة انت على حق كان ذلك في بداياتي الاولى وهذا النص واخر يعدان من اطول قصصي لكن مع اكتساب التجربة
          جاءت اعمالي الاخرى مكثفة..
          شكرا لك مرة اخرى على ابداء الراي.
          دمت بود والحفظ والسلامة لعراقنا الابي.
          ليس كل الرجال خونة ولا الخيانة حتما امرأة

          http://cherifrouan.blogspot.com/

          تعليق

          يعمل...
          X