عشر درجات على سلّم الذّهول !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    عشر درجات على سلّم الذّهول !

    عشر درجات على سلّم الذّهول !


    كلما أغمض عينيّ تحضرني صورتها البهية ، حين تدنو منا لحظاتٍ فقط قبل أن يسلمنا النوم إلى حضن الأحلام ... تزرع وجهي ثم وجه زينب بقبلاتها المشبعة بالصدق . تشير بإبهامها إلى عينيها فنبتسم .
    نفهم ما تعنيه قبل أن تنطق العبارة ... " أنتما عيناي ...أنتِ اليسرى ، و أنتِ اليمنى ".
    يومها كان للدنيا طعم السكر و حياتي ضحكة كبيرة ، ساحرة ، لها مزاج الشمس حين تستفرد بكبد السماء ، و أمي ملاك فوق الأرض ، قدّيسة ، أميرة ، حبّ العمر الأوّل و الوحيد .
    كنتُ مرحة رغم خجلي و انطوائي ، و لي جناحان صغيران من حرير ، يحلّقان بي عاليا حين يتزوّد يومي من عينيها أو يتلقّف قلبي شعاع ابتسامتها .
    ترى كم سيحتاج عمري من العمر لكي أتقبّل سقوطي الرهيب بعدما رفعتها و ارتفعت بها إلى تخوم النجوم ؟
    أعرف أنّه كلما كان الإرتفاع أعلى كان السقوط أشدّ وقعة ، و لكن ، أليس من المفروض أنّ الحقيقة تصحّح خطواتنا ؟ تثبّتنا أكثر؟ أليست الحقيقة شكلا من أشكال القوّة و الحرية ، الجوهر الذي قد نقضي العمر مهووسين بالوصول اليه و الفوز به ؟
    لا أدري . هراء كل النظريات التي قرأت . لم تعلّمني الكتب شيئا في النهاية ، أبدا ، لا شيء و لا حتى القدرة على أن أستبين أيهما أرحم ، حرير الوهم أم شوك الحقيقة ؟ ثبات الشك أم اهتزاز اليقين ؟
    مؤلمٌ ...قاتلٌ هذا الإحساس باليتم. رئتي يغلّفها الجليد ، صدري يعتصره الألم . عقلي تتمزّقه الحيرة و الذّهول.
    ضائعة أنا و خائفة و هشّة ، مثل نبتة في العراء فاجأها الإعصار .
    لا أثر لجناحيّ الجميلين ، و الضباب ، رماديٌّ كثيفٌ يحجب عني عينيها و ... العالم بعد أن حوصرتُ داخل مربّع الشتات ، و انقلبت حياتي مائة و ثمانين درجة .
    ليتني بقيت عمياء و لم أكتشف الأمر ... أومن بكل ما تقوله و تفعله . صعب أن تفقد فجأة إيمانك بما عشت عمرك كله واثقا منه ، مسنودا به . ترى ، ماذا هناك أيضا ؟ أيّة أمور أخرى سوف تنكشف لي ؟ إذا كان الشك يؤدي إلى الحقيقة فإنّ الحقيقة تؤدي إلى حقائق ، ربما أقل فظاعة ، و لكن مرّة و بشعة .
    الحقيقة لا تأتي مكتملة دائما ، لا تكون سوى الجزء الناتئ من جبل الجليد ،الهزّة التي تصاحبها ارتدادات .
    ما يؤلمني حقا الآن هو عجزي عن فهم شعوري نحوها بعد أن رأيتها أمامي عارية تماما ، بلا مساحيق .
    أمازلت أحبها ؟ هل أنا أكرهها ؟ هل يوجد شعور وسط بين الحب و البغض ؟
    ليتني أستطيع كرهها . لا أقدر، حتى لو أردت ذلك . لا أقدر .
    حالما انقشع الوهم ، بدت لي كل الصور جليّة ، واضحة . ها هي تنفرط من حبل الزيف كحبات العقد ، واحدة تلو الأخرى ...إنفاقها ببذخ غير معقول على الملابس الأنيقة الغالية الثمن ، المجوهرات الثمينة التي تقتنيها متعلّلة في كل مرّة بكذبة ما ... منحة قبضتها من المستشفى ، سلفة حصلت عليها باتفاق مع مجموعة من الزميلات الممرضات ، تعويض جديد من الدولة على خلفية مقتل أبي ، ثم حرصها الغريب على ألاّ نزورها أبدا في المستشفى ، أبدا ، مهما حدث ... و تلك المكالمات الهاتفية المريبة . لازلت أذكر الليلة التي استيقظت فيها على صوتها وهي تصرخ في الهاتف و تهدّد . " إلا بناتي ! إياك أن تقترب من بناتي ! " ...
    في الصباح سألتها عن أمر تلك المكالمة فاستغربت و أنكرت ، " عزيزتي ، كنت تهذين بسبب الحمى " . صحيح كنت مريضة ليلتها و لكني لم أكن أهذي ، إنّما كذّبت نفسي و صدّقتها . أمي لا تكذب . أبدا . أمي دائما على حق . حتى الشكوك حين يحدث و تطوف برأسي ، و يغشى طنينها عقلي ، مزلزلا و عاصفا، كانت تبعثرها صيحة واحدة من عمق باطني...ما هذا ؟ كيف أجرؤ ؟ مستحيل ... إلا أمي !
    كتمت الأمر عن زينب . خفت عليها من الصدمة . "أختك هي صديقتك الوحيدة . كونا معا دائما ، متلاحمتين و إذا كان لابد لإحداكما أن تموت من أجل الأخرى فلتمتْ . " لم أنس هذه العبارة أبدا.
    لقّنتنيها أمي منذ صغري كما تُلقّن الشهادة .
    أكيد ... كنت سأموت من أجل زينب و لكن أمي قتلتني !
    زينب تصغرني بأربع سنوات و هي صديقتي الوحيدة . في الحقيقة ، لم أفلح أبدا في نسج صداقة مع أية فتاة أو شاب . في طفولتي الأولى و حتى سن المراهقة ، كنت أعزو ذلك إلى شخصيتي الانطوائية و أيضا ظروف أبي المهنية . كان دركيّا ، لا نكاد نستقر في مكان و نألفه حتى يأتي القرار بنقله الى مكان آخر . و أضطر في كل مرّة الى الرحيل . أترك مدرستي و ذكرياتي و بعضا من روحي . كم كان ذلك محرجا و صعبا !
    من حوالي سنتين استقر بنا المقام في هذه المدينة الصغيرة التي تبعد أميالا فقط عن مدينة ساحلية كبيرة ..منحتنا الدولة تعويضا ، شقة و مبلغا ماليا بعد أن اغتالت يد الإرهاب أبي و نسف حزام ناسف فرحتنا و سعادتنا .
    مسحت أمي عن جبيني خطوط الحزن . ملأت الفراغ الذي تركه أبي و استطاعت بفضل بعض الوسطاء و شهادة في التمريض أن تحصل على عمل ليلي في المستشفى الجامعي في المدينة الكبيرة .
    تستقل تاكسي كل مساء وتغادر للعمل و لا تعود إلا مع الفجر منهكة ..
    انغلقت الدائرة علينا نحن الثلاثة ...أمي و زينب و أنا . اعتزلنا الناس لأنهم " يغارون منكما و يحسدوننا لأننا الأفضل و الأجمل و الأرقى " .. صرت أعامل الناس باحتقار . كرهتهم . مسّني الكِبْر و بتُّ مغرورة ، متعجرفة ، أنظر إلي البشر من فوق ، أراهم كالذباب . الناس أغبياء و أشرار و تافهون ، لا يستحقّون صداقتي ..و أنا لست بحاجة إليهم مادامت معي أمي و أختي .
    ظل الحال كذلك إلى أن تعرّفت على سارة ، في الأشهر الأخيرة من نهاية دراستي الجامعية . كنت مجبرة على الحديث إليها و التقرّب منها . و كان لابد أن نلتقي بانتظام للعمل معا على مذكّرة التخرّج .
    و في يوم دعوتها إلى زيارتي في البيت لكي نتّفق على الخطوط العريضة للبحث .
    و لكني ما كدت أتلفّظ باسم الحي حتى انتفضت سارة كأنّ عقربا لدغتها :
    - ماذا قلتِ ؟ تقطنين ذلك الحيّ ؟ حيث تسكن تلك المرأة ؟
    - من تقصدين ؟ أية امرأة ؟
    - غير معقول ...ألا تعلمين ؟! منذ متى تسكنين هناك ؟
    - منذ...منذ سنتين تقريبا و بضعة أشهر . لماذا ؟
    - غريبة ! و لم تسمعي عنها ؟
    - أسمع ماذا ؟ أفصحي سارة أرجوك !
    - في ذلك الحي تقطن / ........ / حدّثتني عنها أمي ..أرملة شابة و أم لبنتين . توهم الجميع بأنّها ممرضة و تشتغل في المستشفى الجامعي بينما في الحقيقة هي ...هي ..
    تتلفّت سارة يمينا ثم يسارا كمن سيلقي بقنبلة ..
    - حسنا اقتربي لأهمسَ في أذنك .
    دمدم همسها في أذني ، و في رأسي سقط الليل و الصقيع .
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #2
    نصّ رائع بكلّ المقاييس ..
    ما أصعب أن نكسر أيقونة كنا نعشقها حدّ اليقين
    لنكتشف متأخّرين ، حجم خديعتنا !!!
    سلمتْ يداكِ آسيا ..أيتهاالأديبة الراقية
    على كلّ ما تقدمينه من نصوص مائزة فكراً ، ولغةً ، ومضموناً.
    حيّااااااااااااكِ .

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    • آسيا رحاحليه
      أديب وكاتب
      • 08-09-2009
      • 7182

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
      نصّ رائع بكلّ المقاييس ..
      ما أصعب أن نكسر أيقونة كنا نعشقها حدّ اليقين
      لنكتشف متأخّرين ، حجم خديعتنا !!!
      سلمتْ يداكِ آسيا ..أيتهاالأديبة الراقية
      على كلّ ما تقدمينه من نصوص مائزة فكراً ، ولغةً ، ومضموناً.
      حيّااااااااااااكِ .
      عزيزتي و رفيقة القص الجميل إيمان...
      بعض الحقيقة قاتل احيانا .
      شكرا لك و سعيدة جدا أن النص اعجبك.
      محبّتي و تمنياتي لك بالتوفيق دائما.
      يظن الناس بي خيرا و إنّي
      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

      تعليق

      • دينا نبيل
        أديبة وناقدة
        • 03-07-2011
        • 732

        #4
        أستاذتي الرائعة .. آسيا رحاحلية ..

        لقد صدق يوسف إدريس عندما قال .. إن القصة القصيرة كطلقة الرصاص !

        وهنا البرهان .. أرى بطلة تنزف منذ أوّل سطر في القصة ، تحاول لملمة شتاتها كي تستطيع السرد ، تذكر من البداية أنّ ثمّة خديعة حدثت .. وهكذا يبقى عنصر التشويق عاليا ليلتهم القارئ الأسطر كي يتعرف ما المشكلة ؟! ..

        إلا أنني ربما توقعت النهاية عندما بدأت تتكلم عن الرجل في الهاتف وأمر الملابس الباذخة .. إلا أن عنصر التشويق لا يزال موجودا .. كيف ستتعرف الفتاة على مصيبة أمها ! .. وهذا في حد ذاته أمر ضروري للقارئ .. وكانت النهاية الصادمة ..

        النص رائع أ / آسيا ..

        لغته ممتازة اعجبتني للغاية رغم إحساسي ببعض الخطابية فيه قليلا .. لكن الصور متميزة جدا ، وتكمن المفارقة في العنوان ( عشر درجات على سلّم الذهول ) السلم إما يرفع أو يخفض بصاحبه من أجل الوصول إلى غاية ..

        وقد كان هذا السلم .. ربما صعدته البطلة اجتماعيا وماديا ، إلا أنه سلم وهمي ، عند التعرف على ماهيته .. سقطت من عليه كما قالت في آخر النص ( وفي رأسي سقط الليل والصقيع )


        جميل ما أتحفتينا به هنا أستاذتنا الغالية ..

        تحياتي

        تعليق

        • منتظر السوادي
          تلميذ
          • 23-12-2010
          • 732

          #5
          مرارة الحقيقة أَشدُّ من جهلها
          الدمع أصدق أنباء من الضحك

          تعليق

          • عبير هلال
            أميرة الرومانسية
            • 23-06-2007
            • 6758

            #6
            لي عودة للقراءة بتمعن

            محبتي وورودي

            على فكرة أديبتنا القديرة

            ربما تجديني أجادل ولكني استمع للنصيحة

            وأحب النقاش حتى أصل مع من يناقشني

            لحل مرضي ولكن في النهاية أستفيد

            لك كل المحبة والشكر

            لأنه لولا نقدك لحنان لما قدمت الرفيقان

            بأسلوب مغاير لأسلوبي

            محبتي للغالية
            sigpic

            تعليق

            • آسيا رحاحليه
              أديب وكاتب
              • 08-09-2009
              • 7182

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة دينا نبيل مشاهدة المشاركة
              أستاذتي الرائعة .. آسيا رحاحلية ..

              لقد صدق يوسف إدريس عندما قال .. إن القصة القصيرة كطلقة الرصاص !

              وهنا البرهان .. أرى بطلة تنزف منذ أوّل سطر في القصة ، تحاول لملمة شتاتها كي تستطيع السرد ، تذكر من البداية أنّ ثمّة خديعة حدثت .. وهكذا يبقى عنصر التشويق عاليا ليلتهم القارئ الأسطر كي يتعرف ما المشكلة ؟! ..

              إلا أنني ربما توقعت النهاية عندما بدأت تتكلم عن الرجل في الهاتف وأمر الملابس الباذخة .. إلا أن عنصر التشويق لا يزال موجودا .. كيف ستتعرف الفتاة على مصيبة أمها ! .. وهذا في حد ذاته أمر ضروري للقارئ .. وكانت النهاية الصادمة ..

              النص رائع أ / آسيا ..

              لغته ممتازة اعجبتني للغاية رغم إحساسي ببعض الخطابية فيه قليلا .. لكن الصور متميزة جدا ، وتكمن المفارقة في العنوان ( عشر درجات على سلّم الذهول ) السلم إما يرفع أو يخفض بصاحبه من أجل الوصول إلى غاية ..

              وقد كان هذا السلم .. ربما صعدته البطلة اجتماعيا وماديا ، إلا أنه سلم وهمي ، عند التعرف على ماهيته .. سقطت من عليه كما قالت في آخر النص ( وفي رأسي سقط الليل والصقيع )


              جميل ما أتحفتينا به هنا أستاذتنا الغالية ..

              تحياتي
              سعيدة برأيك ناقدتنا الواعدة الصاعدة دينا
              نعم القصة إما أن تصيب هدفها أو تخطئه ..
              شكرا لك .
              تقبّلي مودّتي و احترامي.
              يظن الناس بي خيرا و إنّي
              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

              تعليق

              • آسيا رحاحليه
                أديب وكاتب
                • 08-09-2009
                • 7182

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة منتظر السوادي مشاهدة المشاركة
                مرارة الحقيقة أَشدُّ من جهلها
                فعلا ..صدقت ..
                هي حكمة إذا..مرارة الحقيقة اشد من الجهل بها .
                سررت بك هنا اخي العزيز منتظرالسوادي.
                شكرا لك.
                تقديري و امتناني.
                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                تعليق

                • آسيا رحاحليه
                  أديب وكاتب
                  • 08-09-2009
                  • 7182

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة أميرة عبد الله مشاهدة المشاركة
                  لي عودة للقراءة بتمعن

                  محبتي وورودي

                  على فكرة أديبتنا القديرة

                  ربما تجديني أجادل ولكني استمع للنصيحة

                  وأحب النقاش حتى أصل مع من يناقشني

                  لحل مرضي ولكن في النهاية أستفيد

                  لك كل المحبة والشكر

                  لأنه لولا نقدك لحنان لما قدمت الرفيقان

                  بأسلوب مغاير لأسلوبي

                  محبتي للغالية
                  عزيزتي أميرة ..
                  كلنا نتعلّم و الحكيم حقا هو من يستمع و يستفيد .
                  لابأس في أن نجادل و نناقش بأدب و رقيّ حين نكون متأكّدين من وجهة نظرنا .
                  أنا أقول رأيي في النصوص بصراحة و أبدي ملاحظاتي التي هي من منطلق رؤيتي الشخصية للقص .
                  سوف تكتبين الأفضل . أنا واثقة من ذلك.
                  مرحبا بك و شكرا من كل قلبي أختاه .
                  محبّتي ايضا .
                  يظن الناس بي خيرا و إنّي
                  لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                  تعليق

                  • صالح صلاح سلمي
                    أديب وكاتب
                    • 12-03-2011
                    • 563

                    #10
                    الأستاذة/ آسيا رحاحليه
                    الثقة العالية بالنفس والحكمة المستندة الى تجربة عميقة في الحياةتميز كتاباتك
                    وهذا ما يجعل القارئ ينقاد الى حيث تودين أخذه. مسلما أن لك في كل سطر حكمة وقول.
                    وبرغم أنه ظهر جليا بعد السطور الأولى أن الصور الجميلة في مستهل النص سيتبعها صورة سيئة على الاقل.
                    إلا ان ذلك لم يلغي عنصر التشويق في القصة.
                    ولكن أقول اني رأيتك هنا الحكم والقاضي دون ان تقدمي أسباب وحثيثات ذلك الانحراف.. أهي مجرد نزوة؟ ربما..
                    دمت مبدعة
                    شكرا لك.

                    تعليق

                    • آسيا رحاحليه
                      أديب وكاتب
                      • 08-09-2009
                      • 7182

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة صالح صلاح سلمي مشاهدة المشاركة
                      الأستاذة/ آسيا رحاحليه
                      الثقة العالية بالنفس والحكمة المستندة الى تجربة عميقة في الحياةتميز كتاباتك
                      وهذا ما يجعل القارئ ينقاد الى حيث تودين أخذه. مسلما أن لك في كل سطر حكمة وقول.
                      وبرغم أنه ظهر جليا بعد السطور الأولى أن الصور الجميلة في مستهل النص سيتبعها صورة سيئة على الاقل.
                      إلا ان ذلك لم يلغي عنصر التشويق في القصة.
                      ولكن أقول اني رأيتك هنا الحكم والقاضي دون ان تقدمي أسباب وحثيثات ذلك الانحراف.. أهي مجرد نزوة؟ ربما..
                      دمت مبدعة
                      شكرا لك.
                      أخي العزيز و زميلي في القص الجميل..
                      فعلا .. تميّز نصوصي بعض الحكمة و هي كما تفضّلت تماما نابعة من تجربة حياتية
                      و أيضا من احتكاكي بالناس بحكم اشتغالي بالتدريس لفترة طويلة ربما .
                      أما عن ملاحظتك و عن كوني كنت هنا القاضي و الحكم فمرد ذلك اني لم اهتم بشرح حيثيات تلك النزوة إن صح التعبير / هي ليست نزوة لان الام هنا مومس ...و انا طبعا لم اذكر هذه الكلمة تصريحا و لا مرة في النص /
                      بل كان تركيزي على الفتاة الإبنة ...فقط ..شعورها ، تعاملها مع الخبر ، صدمتها ، انفعالها إلى غير ذلك .
                      و للعلم حكاية القصة خبر قصير قرأته في جريدة يومية فتصوّرت نفسي تلك الإبنة المخدوعة في أعز الناس ...
                      دخلت جلدها و كتبت على لسانها و لعب الخيال الدور ايضا .
                      تحيّتي و تقديري لك و شكرا على القراءة و التعليق .
                      يظن الناس بي خيرا و إنّي
                      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #12
                        و مازلت أنا أيضا على سلم الذهول
                        مذ حط هنا طائر جميل
                        ثم وضع حنطته على مشارف الندي
                        فأينعت سنابلها ألوانا من البساطة و المتعة
                        و رقة الحضور
                        و الرغبة الدافقة في تأكيد الذات و بنفس السمات
                        ليكن القص هو الرحلة
                        هو العبور صوب الجانب الآخر من المؤامرة

                        هنا وجدتك أكثر اقناعا و قوة
                        و لم تنفض دهشتك إلا مع الكلمة الأخيرة
                        ما يطلق عليه البعض المباشرة .. ليس مباشرة بالمعنى المعروف
                        و لكنه لزوم ما يلزم للبناء
                        و لم يكن من باب التحصيل أوز ارباك القارئ بل لفتح كوة في الجدار كي تتجد الأنفاس
                        و يأتي النور !

                        حديث طويل .. طويل .. ربما كنت أنا في حاجة لأن أقوله هنا
                        و أنت أيضا .. لكنني لن أفعل ؛ لأن قصصك قادرة على النفاذ إلي القارئ - روحه و ضميره - دون وسيط !

                        خالص احترامي و محبتي لقلم يحترم الكلمة بله يعشقها !
                        sigpic

                        تعليق

                        • أحمد عيسى
                          أديب وكاتب
                          • 30-05-2008
                          • 1359

                          #13
                          القاصة المبدعة : آسيا

                          العنوان بحد ذاته قصة مدهشة !!
                          فكيف اذ دخلنا معك في أجواء النص ، ولفتنا تلك الحيرة ، والتساؤلات ، الغربة والهروب ، التكبر والجموح ،كيف اذ أصبحنا على عتبات مفاجأة تصدم البطلة في أعز الناس اليها .. ؟
                          القصة في مجملها رائعة ، الأسلوب تماماً كما تعودنا ، مدهشٌ بامتياز ، اللغة قوية تشبهك
                          لكن ملاحظة استوقفتني ووجدت الأستاذ صالح قد سبقني اليها ..
                          لماذا ؟
                          في ألف ليلة وليلة تعودنا أن الشرير شرير لأنه شرير ، والطيب طيب لأنه كذلك ، لا يوجد ألوان رمادية ، لا يوجد منطقة وسط ، لا يوجد مبررات للشر أو الخير
                          لكن القصة الحديثة أعطتنا مبررات لكل حدث ، هناك خلفيات لكل بطل ، هل تفعل ذلك للمال فقط ، هل انقادت الى الأمر بسبب الفقر ، أم أن الأمر كان بالنسبة لها كاللعبة ، وسيلة للتجديد أو تحقيق رغبات أخرى .. ؟

                          أحييك على هذه القصة الرائعة ، قلمك يستحق كل اهتمام وتقدير

                          مودتي كلها
                          ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                          [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                          تعليق

                          • آسيا رحاحليه
                            أديب وكاتب
                            • 08-09-2009
                            • 7182

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                            و مازلت أنا أيضا على سلم الذهول
                            مذ حط هنا طائر جميل
                            ثم وضع حنطته على مشارف الندي
                            فأينعت سنابلها ألوانا من البساطة و المتعة
                            و رقة الحضور
                            و الرغبة الدافقة في تأكيد الذات و بنفس السمات
                            ليكن القص هو الرحلة
                            هو العبور صوب الجانب الآخر من المؤامرة

                            هنا وجدتك أكثر اقناعا و قوة
                            و لم تنفض دهشتك إلا مع الكلمة الأخيرة
                            ما يطلق عليه البعض المباشرة .. ليس مباشرة بالمعنى المعروف
                            و لكنه لزوم ما يلزم للبناء
                            و لم يكن من باب التحصيل أوز ارباك القارئ بل لفتح كوة في الجدار كي تتجد الأنفاس
                            و يأتي النور !

                            حديث طويل .. طويل .. ربما كنت أنا في حاجة لأن أقوله هنا
                            و أنت أيضا .. لكنني لن أفعل ؛ لأن قصصك قادرة على النفاذ إلي القارئ - روحه و ضميره - دون وسيط !

                            خالص احترامي و محبتي لقلم يحترم الكلمة بله يعشقها !

                            طائر ظلّ طريقه إلى بيادر النور و الفرحة
                            حلّق تحت سماء أخرى...عمرا بأكمله...
                            قبل أن تحمله أكف الحرف إلى هنا ..
                            حيث عشّه و أحبابه..
                            تخفّف من عبء منفىً لم يختره
                            و استقرّ بإرادته في أجمل المنافي :
                            الكتابة .

                            طال أم قصر حديثك أستاذ ربيع
                            فهو بوصلة تساعدني على تحديد مسار قلمي
                            و شعاع يبعث في روحي أملا بآت أفضل.
                            شكرا لك على تشجيعك و وقوفك مع أقلامنا جميعا .
                            تقبّل مودّتي و امتناني .
                            يظن الناس بي خيرا و إنّي
                            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                            تعليق

                            • مباركة بشير أحمد
                              أديبة وكاتبة
                              • 17-03-2011
                              • 2034

                              #15
                              عشر درجات على سلم الذهول
                              عنوان يوحي لدى القارئ ولمجرد وقوع العين على سطوره ،أن هناك زلزلة شديدة ،سيثبت عمود الحديث في مركز دائرتها .فكما أن "عشر درجات على سلم ريشتر" يخلف في الأرض انهيارات ونكبات ،فإن مثيله الذي يخص التركيبة البسيكولوجية ،أي سلم الذهول كما سمته الكاتبة ،فبالتأكيد سيكون واقعة أليمة على بطلة القصة التي كانت ترى في والدتها مثالا للشرف والشخصية المحترمة ،وفجأة سقط القناع الأبيض ،ليتجلى خلفة وجه حقيقة بشعة ،مزلزلة للكيان . .." فعشر درجات دون أي رقم أدنى ...معناها وبطريقة غير مباشرة من لدن الكاتبة ،تدل على الإنهيار التام أوالكامل .ومادام الحديث منصبا على بطلة القصة والزلزلة النفسية التي داهمتها على حين غرة بعد سماعها للخبر الفاجعة ،فليست الكاتبة مضطرة لتوضيح أسباب خروج الولدة عن شرنقة العفاف ،فتلك قضية كان سيتوغل في بحارها قلمها الآسر ،لو أنها "أي الوالدة هي التي يرتكز على حياتها معدن الحوار .فهنا في هذه القصة بالذات ..لا تهمنا البراهين ولا الحجج ،فمهما كانت الأسباب المؤدية لضياع الوالدة .... فالحصيلة التي نستجمعها من خلال قراءتنا للقصة، هو أن انهيار الفتاة وزلزلة مشاعرها " عشر درجات على سلم الذهول ،قد سببته أمها الحبيبة .
                              وبأسلوب جذاب غير مائل لجدار التكلف ،و تقنية عالية في إبراز الصور والأحداث المتتالية ،تعطرها بعض زهرات من فلسفة الحياة ،التي تدل على شخصية الكاتبة الواعية والناضجة فكريا ونفسيا وكذا اجتماعيا ،فلايسعنا إلا أن نصفق إعجابا وبحرارة لك ...أيتها الأديبة القديرة آسيا رحاحلية .
                              . هذا ما حضرني على عجالة ...وإذا لم أصب كبد الحقيقة أو قلبها ..فاعذري تسللي في واحة فكرك الخضراء ،عزيزتي آسيا ،وكل التقدير والود لك.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X