الجهة الخامسة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد مثقال الخضور
    مشرف
    مستشار قصيدة النثر
    • 24-08-2010
    • 5517

    الجهة الخامسة

    الجِهةُ الخَامسة



    يَرحَلُ الكَونُ وحيدًا . .
    تَتَخاطفُهُ الجهاتُ التي كان يُخَبِّئُ خَلفَها . .
    الشُموسَ والأَرياح
    أَرصُدُهُ مِن الجِهةِ الخامِسة
    تُصيبُني دهشةُ الظواهرِ حينَ تُداهمُها التفاسيرُ
    تَتَعاونُ فيما بينها على الإِثمِ والعُدوان
    أَحتفظُ بِهدأَةِ العَدَمِ وحدي
    وَأُراقِصُ – بِبُطءٍ – خَيالَ الكونِ
    الذي ظَلَّ يَتصاغَرُ حتى انتهينا

    يَذهَبُ الكونُ وحيدًا
    يُصبحُ كُلُّ شيءٍ هنا . . لي وحدي
    السكونُ ، والفراغُ ، و. . حتى أَنا !
    لمْ أَكن أَمتلِكني قبلَ هذا الغياب
    لم أَكن أَعرفني . .
    قَبلَ أَنْ تَنقُضَ غَزلَها الأَساطيرُ مِن بَعدِ قُوَّةٍ أَنكاثا
    كُنتُ صَنيعَها المَبرومَ على حروفِ الهجاء
    وكُنتُ رَبيبَها الذي رَفضَ الانشطارَ . .
    لأَنَّ الكونَ كانَ ضَيِّقًا كالقوانينِ . .
    مُزدحمًا بالتشظي . . والمقاهي . . والبلاد .

    كثيرٌ من الماءِ كانَ يجري بينَ السواحلِ
    كثيرٌ من السواحلِ كانَ يلزمُ . .
    لكي لا أَندلِقَ على كوكبٍ مريضٍ . .
    بالعزلةِ . .
    أَو بالعتمةِ . .
    أَو بالدُوار .

    آهِ أَيُّها الفراغُ الذي يُحرِّرُني من حزنِ الجاذبيةِ . .
    وعشقِ الكواكبِ
    يا "لاشيءَ" في الحلقِ . . ولا حتى تَشَقُّقْ !
    يا طقوسَ الغَرقِ الأَنيقِ . .
    الذي يحتفظُ بزوجينِ من كلِّ طيرٍ . .
    لإِشباعِ الموجةِ القادمة

    يا سكونُ . .
    أَنتَ الوحيدُ الذي لمْ يَحزمْ حِبالَهُ الصوتيةَ . .
    وَيرحلُ مع الكون .
    الرفيقُ الذي لمْ يَخرُجْ عن آدابِ الحوارِ . .
    حَتَّى حين أَلَحَّت الآهات .
    العنيدُ الذي لا يَتركُ نَفسَهُ للريحِ . .
    حين تَصطدمُ بِأَسوارِ المقابرِ
    فَهناكَ . .
    كانتْ تتركُ له شَهقتَها . . وترتدُّ
    وَهناكَ . .
    كانَ يُؤَدِّبُها بالرجوع .

    مَن المِسكينُ فينا أَيُّها الكونُ ؟
    وَمَن الهاجِرُ . . والهَجير ؟

    مُثخنًا بالطلاسمِ تَمضي . .
    تَطردُك الخُرافَات إِلى كُلِّ الجِهاتِ
    تَذبَحُكَ المدارات

    أَتَخَفَّفُ مِن كُرويَّتي حينَ تذهبُ
    وَمن سُخريةِ الرُجوعِ إِلى ذاتِ النِقاطِ
    أَستطيلُ نَحوَ سَكينتي
    تَبرُمُني حِكايتي على مِغْزَلٍ مِن فراغٍ
    يُذيبُ الملحُ سُلالَتي الطينيةَ
    فأَغرقُ . .
    مُصابًا بِوضوحِ الرؤيا . . !
    غَيرَ آسِفٍ . .
    عَلى الجِهةِ الخامِسَة !
  • نجلاء الرسول
    أديب وكاتب
    • 27-02-2009
    • 7272

    #2
    لا تأسف أستاذي الخضور لضياع التيه الذي يسورنا
    كنت نحن وأكثر
    تقديري لحسك المقيم في الذاكرة
    في الشعر
    في الحزن
    وقد لا تنتهي القائمة
    نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


    مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
    أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

    على الجهات التي عضها الملح
    لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
    وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

    شكري بوترعة

    [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
    بصوت المبدعة سليمى السرايري

    تعليق

    • مالكة حبرشيد
      رئيس ملتقى فرعي
      • 28-03-2011
      • 4544

      #3
      أَتَخَفَّفُ مِن كُرويَّتي حينَ تذهبُ
      وَمن سُخريةِ الرُجوعِ إِلى ذاتِ النِقاطِ
      أَستطيلُ نَحوَ سَكينتي
      تَبرُمُني حِكايتي على مِغْزَلٍ مِن فراغٍ
      يُذيبُ الملحُ سُلالَتي الطينيةَ
      فأَغرقُ . .
      مُصابًا بِوضوحِ الرؤيا . . !
      غَيرَ آسِفٍ . .
      عَلى الجِهةِ الخامِسَة !

      كنت مختلفا هنا كثيرا استاذ محمد
      ربما لانك اترعت ابواب الجهة الخامسة
      فصار السراب اقرب والهوة بساط
      دمت ايها الشاعر ودام الالق

      تعليق

      • عبير هلال
        أميرة الرومانسية
        • 23-06-2007
        • 6758

        #4
        قمة الروعة

        شاعرنا القدير

        محمد الخضور

        مهما قلت عن رائعتك المذهلة

        فلن أفيها حقها..

        لك مني أرق تحياتي أستاذي القدير

        وامنياتي لك بالمزيد من الإبداع
        sigpic

        تعليق

        • إيمان عبد الغني سوار
          إليزابيث
          • 28-01-2011
          • 1340

          #5
          محمد مثقال الخضور
          كثيراً ما نشبه الأسطوانة حيث نكون حلقة متقنة الصنع
          والجهات هي الكاسيت ,لا نحتاج لغير إبرة صغيرة تقرر البوح الذي سنقدم عليه!
          وكم من إبر عالجتنا! بوحك شجي مؤلم بقدر ماهو ُمعالج للروح
          أيها الشاعر القدير أتقنت مرتين,في اختيار الكاسيت
          وفي قرارك بتشغيله...تقديري لهذا الجمال.
          تحياتي:
          " الحرية هي حقك أن تكون مختلفاً"
          أنا الهذيان وبعـض الوهم حقيقة!

          تعليق

          • آمال محمد
            رئيس ملتقى قصيدة النثر
            • 19-08-2011
            • 4507

            #6


            لغة كالملح
            الذي يتسرب إلى عمق الطين
            مُحية ...خلقة أخرى
            يحط في النور
            سحابة تذرف تجاربنا

            استاذ محمد
            ورؤيا نورانيه
            متميزة

            دمت بهذا الألق

            تعليق

            • الهام ابراهيم
              أديب وكاتب
              • 22-06-2011
              • 510

              #7
              الاستاذ الشاعر الفائق الابداع
              تغزل الحزن في مغزلك ولكنك تضفي عليه هالات من الجمال بحيث اتمنى ان لا تنتهي تلك المعزوفة التي ترسمها ريشاتك
              طلاسمك الراحلة في المدارات والافلاك تعود محملة ببريق حرفك المتهرب الينا من الجهة الخامسة التي صنعها قلمك
              دمت بكل الابداع
              كل الاحترام والتحية
              التعديل الأخير تم بواسطة الهام ابراهيم; الساعة 20-02-2012, 08:01.



              بك أكبر يا وطني

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                آه من الجهة الخامسة
                و ما خلف الظلال
                حين يكون الكون من خلال ثقب في جدار العزلة
                من خلال عيون كهف توارت فيه الكواكب و الأشياء المعهودة
                و ربما غير المعهودة

                كون محدود الأطر
                قريب من عيني
                و ربما كان ضميرا
                يرى من كهفه الأشياء
                حتى لا تسحقه الشمس

                وربما محيط يدنو و ينأى
                كأرجوحة
                تداهم سر ما كان في البعيد
                و تلك الظلال التي هي بعض منه !


                رحلة حملت تشكيلا تأمليا
                سواء فيما يدور من أحداث خاصة أو عامة
                و ما يعني الشاعر من كونه
                و نظرته إلي الأشياء


                حاولت أن أكون معك
                و لا أدري .. أكنت معك
                أم مع الكون في رحيله ؟!

                محبتي
                sigpic

                تعليق

                • محمد مثقال الخضور
                  مشرف
                  مستشار قصيدة النثر
                  • 24-08-2010
                  • 5517

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة
                  لا تأسف أستاذي الخضور لضياع التيه الذي يسورنا
                  كنت نحن وأكثر
                  تقديري لحسك المقيم في الذاكرة
                  في الشعر
                  في الحزن
                  وقد لا تنتهي القائمة


                  أستاذتي الراقية
                  نجلاء الرسول

                  أشكرك سيدتي على حضورك الجميل
                  وعبارتك الرقيقة
                  ورعايتك

                  لك الاحترام كله والتقدير

                  تعليق

                  • شيماءعبدالله
                    أديب وكاتب
                    • 06-08-2010
                    • 7583

                    #10
                    رحلة كونية في إطار قصيد بقمة الروعة
                    إبداع على إبداع أستاذنا الكبير قدرا وخلقا وعلما محمد الخضور
                    أتصدق إني قرأتها عدة مرات بلا ملل وبنية العودة ...
                    تعجز أبجديتي أمام هذا الثراء الباذخ لأفي حقه
                    كنت وما زلت مبدعا في عطائك المميز
                    تقبل مرور متواضع لبهو هذا الرقي
                    سلم اليراع ودام
                    مع فائق التحية والتقدير

                    تعليق

                    • رشا السيد احمد
                      فنانة تشكيلية
                      مشرف
                      • 28-09-2010
                      • 3917

                      #11


                      هو الصلصال يثقل الروح
                      فتتركه حين تود الطيران
                      هي الجهة السادسة حين تأخذنا إليها
                      خفيفين من كل جاذبية الهموم
                      تخلقنا من جديد
                      كأنَ لم نكن ولم يكن ذاك الوجود
                      أطالع الكون وأنا أبحر
                      في سمائي التاسعة
                      وأرتقي لسماء من فوقها سماء

                      وروحي تقول دعي جهات الأرض لأهلها
                      دعي الملح لمن خلق لهم
                      ورياح الشمال تصفر في جهات الأرض الأربعة
                      وأنا طيف يتماه في نور
                      يتماه أكثر
                      رذرذات فرح

                      رهيف الرؤى الشاعر العزيز محمد الخضور


                      إلى متى سنظل ننظر للحياة ونحن نرقب الوجع فينا
                      ونرقب غمائمها السود تلف السماء وتحجب القزح عنا

                      وجودية رائعة وجدتها تدفق على صفحتك تلامس وجه الوجود بيد شفافة
                      تتحسس كل نتواءته العابسة

                      لروح الشفاف التي تتحفنا دائما ً
                      عاطر الأماني بوهج لا ينطفأ
                      ياسمين لروعتك .
                      https://www.facebook.com/mjed.alhadad

                      للوطن
                      لقنديل الروح ...
                      ستظلُ صوفية فرشاتي
                      ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
                      بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

                      تعليق

                      • آسيا رحاحليه
                        أديب وكاتب
                        • 08-09-2009
                        • 7182

                        #12
                        لمْ أَكن أَمتلِكني قبلَ هذا الغياب
                        لم أَكن أَعرفني . .

                        غياب من ؟
                        غياب ماذا ؟
                        غياب الآخر أم الذات أم الكون نفسه ؟
                        أيمكن أن يكون الغياب هو الوسيلة الوحيدة للحضور ...
                        حضور الذات ؟
                        و امتلاك الذات ؟
                        و معرفة الذات ؟
                        يا الهي هذه ليست قصيدة
                        بل ملحمة من الفلسفة و الفكر .
                        سأعود لأكتشف الكنوز هنا
                        تقديري .
                        يظن الناس بي خيرا و إنّي
                        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                        تعليق

                        • فايزشناني
                          عضو الملتقى
                          • 29-09-2010
                          • 4795

                          #13
                          مَن المِسكينُ فينا أَيُّها الكونُ ؟
                          وَمَن الهاجِرُ . . والهَجير ؟

                          أتسأل ...
                          وكان النور كافياً
                          ترهق نفسك في لجة السؤال
                          لا تخدعك المدارات ولا الجاذبية
                          خطواتك مستقيمة
                          ترفض الانشطار
                          والدهشة

                          أسئلتك أخي محمد الغالي تصيبني بالدوار
                          كما قالت الأخت آسيا هي ملحمة من الفكر والفلسفة
                          ولولا أنك تتمتع بحس عال من الوجدان وتمتلك مساحة هائلة من المحبة
                          لما ترهق نفسك وترهقنا بأسئلة نحن أحوج إلى امتلاك ما أمكن من إجابات لها
                          هذه ميزتك أخي محمد وأنت تتفرد دائماً بما يهز ضمائرنا
                          محبتي وأكثر



                          هيهات منا الهزيمة
                          قررنا ألا نخاف
                          تعيش وتسلم يا وطني​

                          تعليق

                          • زهور بن السيد
                            رئيس ملتقى النقد الأدبي
                            • 15-09-2010
                            • 578

                            #14
                            شاعرنا المبدع محمد الخضور
                            متفرد بالجهة الخامسة, جهة الشاعر والفكر والمراقبة والتأمل..
                            والعبور إلى أعماق الذات..
                            القصيدة تعبر عن أعمق اللحظات التي يمر بها إحساس الذات المبدعة.
                            الشاعر يجعل الكون موضوعا للفهم والرصد والتأمل والإدراك, بالرغم من أسراره الكبيرة...
                            وتتجلى الذات المبدعة بكامل هدوئها وفكرها وألمها وقلقها وتصورها لهذا الكون الذي يصغر أمامها, وتسمو هي إلى درجات التأمل والفكر..
                            إن مراقبة الكون في القصيدة هو امتداد لأرق السؤال الوجودي الملحاح والقلق والألم.. يعمق إحساس الذات بهول الفراغ والسكون والصمت واللاشيء...
                            قصيدة يحول فيها الشاعر الألم والأنين والانكسار إلى كلام خاص, يعبر عما تبقى من أشياء في طريقها إلى التلاشي...
                            قصيدة يتكامل فيها الشعري والفلسفي, وتشي بالكثير من العمق والجوهرية..
                            النص ثري ببعديه الجمالي والتأملي ...
                            محمد الخضور مبدع واع بذاته كل الوعي, متمكن من أدوات الإبداع, يحرص على البقاء في أعماق الذات/ الذوات, ويحرص بلغته الخاصة وتشكيل الصورعلى السمو إلى درجات كبيرة من الإبداع والتميز..
                            لك التقدير والاحترام أيها الشاعر المبدع على هذا الثراء والمتعة الجمالية والفكرية التي أتاحتها لنا قصيدة "الجهة الخامسة"

                            تعليق

                            • د.نجلاء نصير
                              رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                              • 16-07-2010
                              • 4931

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد مثقال الخضور مشاهدة المشاركة
                              الجِهةُ الخَامسة



                              يَرحَلُ الكَونُ وحيدًا . .
                              تَتَخاطفُهُ الجهاتُ التي كان يُخَبِّئُ خَلفَها . .
                              الشُموسَ والأَرياح
                              أَرصُدُهُ مِن الجِهةِ الخامِسة
                              تُصيبُني دهشةُ الظواهرِ حينَ تُداهمُها التفاسيرُ
                              تَتَعاونُ فيما بينها على الإِثمِ والعُدوان
                              أَحتفظُ بِهدأَةِ العَدَمِ وحدي
                              وَأُراقِصُ – بِبُطءٍ – خَيالَ الكونِ
                              الذي ظَلَّ يَتصاغَرُ حتى انتهينا

                              يَذهَبُ الكونُ وحيدًا
                              يُصبحُ كُلُّ شيءٍ هنا . . لي وحدي
                              السكونُ ، والفراغُ ، و. . حتى أَنا !
                              لمْ أَكن أَمتلِكني قبلَ هذا الغياب
                              لم أَكن أَعرفني . .
                              قَبلَ أَنْ تَنقُضَ غَزلَها الأَساطيرُ مِن بَعدِ قُوَّةٍ أَنكاثا
                              كُنتُ صَنيعَها المَبرومَ على حروفِ الهجاء
                              وكُنتُ رَبيبَها الذي رَفضَ الانشطارَ . .
                              لأَنَّ الكونَ كانَ ضَيِّقًا كالقوانينِ . .
                              مُزدحمًا بالتشظي . . والمقاهي . . والبلاد .

                              كثيرٌ من الماءِ كانَ يجري بينَ السواحلِ
                              كثيرٌ من السواحلِ كانَ يلزمُ . .
                              لكي لا أَندلِقَ على كوكبٍ مريضٍ . .
                              بالعزلةِ . .
                              أَو بالعتمةِ . .
                              أَو بالدُوار .

                              آهِ أَيُّها الفراغُ الذي يُحرِّرُني من حزنِ الجاذبيةِ . .
                              وعشقِ الكواكبِ
                              يا "لاشيءَ" في الحلقِ . . ولا حتى تَشَقُّقْ !
                              يا طقوسَ الغَرقِ الأَنيقِ . .
                              الذي يحتفظُ بزوجينِ من كلِّ طيرٍ . .
                              لإِشباعِ الموجةِ القادمة

                              يا سكونُ . .
                              أَنتَ الوحيدُ الذي لمْ يَحزمْ حِبالَهُ الصوتيةَ . .
                              وَيرحلُ مع الكون .
                              الرفيقُ الذي لمْ يَخرُجْ عن آدابِ الحوارِ . .
                              حَتَّى حين أَلَحَّت الآهات .
                              العنيدُ الذي لا يَتركُ نَفسَهُ للريحِ . .
                              حين تَصطدمُ بِأَسوارِ المقابرِ
                              فَهناكَ . .
                              كانتْ تتركُ له شَهقتَها . . وترتدُّ
                              وَهناكَ . .
                              كانَ يُؤَدِّبُها بالرجوع .

                              مَن المِسكينُ فينا أَيُّها الكونُ ؟
                              وَمَن الهاجِرُ . . والهَجير ؟

                              مُثخنًا بالطلاسمِ تَمضي . .
                              تَطردُك الخُرافَات إِلى كُلِّ الجِهاتِ
                              تَذبَحُكَ المدارات

                              أَتَخَفَّفُ مِن كُرويَّتي حينَ تذهبُ
                              وَمن سُخريةِ الرُجوعِ إِلى ذاتِ النِقاطِ
                              أَستطيلُ نَحوَ سَكينتي
                              تَبرُمُني حِكايتي على مِغْزَلٍ مِن فراغٍ
                              يُذيبُ الملحُ سُلالَتي الطينيةَ
                              فأَغرقُ . .
                              مُصابًا بِوضوحِ الرؤيا . . !
                              غَيرَ آسِفٍ . .
                              عَلى الجِهةِ الخامِسَة !
                              حرفك كان لسان حالنا
                              فلا تأسى أيها الشاعر الراقي
                              نحن نشبهك كثيرا أيها الغريب
                              كلما قرأت لك أجد الجديد
                              من بداية القصيدة للنهاية ألق
                              وتميز
                              تحياتي
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X