تأليف /رضا الهجرسى
جنة الخلع
____
جلس قاضينا سعيدا على منصة القضاء ..فهذه أول قضية يجلس فيها وحده على منصة القضاء ..ويحكم فيها دون أن يكون هناك مستشار ايمن أو أيسر ..وأخذ يحدث نفسه ..
- هي صحيح قضية خلع بسيطة وسهلة ..والنهاردة هنطلب شاهد من أهلها وشاهد من أهله ونخلص ..إنما برضة.. أهى بداية ...
ينظر للحاجب ..
القاضى: نادى على القضية الأولى ..
الحاجب : محكمة ..القضية رقم تلاتاشر ...
القاضى : أيه النحس ده بأه ..أول قضية لية يكون رقمها ..تلاتاشر ..اتأكد يا ابنى ..
الحاجب: يا فندم ..الرقم مكتوب على ملف القضية ..رقم تلاتاشر ..
القاضى: طب خلصنا ..ونادى عليهم..
الحاجب: قضية خلع.. رقم تلاتاشر ..المرفوعة من السيدة شادية فتحى أسماعيل .. على زوجها اسماعيل عبد الوهاب محمود...
تتقدم امرأة طاعنة فى السن تجاوزت الثمانين عاما ناحية المنصة ..منحنية الظهر يسند ها من يدها اليمين
رجل عجوز تخطى الستين من عمره ..وتسندها من يدها الشمال امرأة فى الستين من عمرها ..يتجهوا
جهه المنصة فى بطئ شديد وهم يلهثون ..ينظر اليهم قاضينا فى ذهول ..ويوجة كلامه ..الى المرأة التى تسند
المرأة العجوز ..
القاضى: على مهلكوا ..على مهلكوا..ليه بس يا ست شادية ..تعبتى تيتة الحاجة وجبتيها معاكى ..احنا لسه
مطلبناش شهود...
بثينة: مش أنا يا ابنى ..شادية ...دى أمى شادية ..اللى أنا سانداها دى ..أنا بنتها ..بثينة ..
القاضى: أهلا.. ما هو اليوم باين من أوله ..مش رقم تلاتاشر ..عايزة تفهمينى يا ست بثينة ..أن تيتة الحاجة
دى هى اللى رافعة قضية الخلع ...وأنت مين يا والدى ..اسماعيل اللى تيتة الحاجة عايزة تخلعه
محمود: لا يا ابنى ..أنا محمود ..أبنها ..
القاضى: أبن مين ..
محمود: أبن شادية ..دى ..
القاضى: سترك يا رب ..يعنى عايزين تفهمونى أن دى شادية اللى رافعة قضية خلع على اسماعيل ...
وأن أنت أبنها محمود ..وأنتى بنتها ..بثينة ...صح ..كده
محمود: ما شاء الله يا ابنى عليك مخ كبير ..ربنا يسترك م العين ..هوه كده.. صح...
القاضى: سترك يا رب...يا ست شادية...يا ست شادية ..هى مش سمعانى ولا أيه ..
بثينة: كلمى يا ماما ..القاضى ..
شادية: راضى ..هو راضى أبنك جه معانا..
بثينة: لا يا ماما ...القاضى ..
شادية: أأأأة ..القاضى ..اللى ..بيخلع ..
محمود: أيوه يا ماما ..القاضى ..اللى بيخلع.
القاضى: أيوه يا أمى ..لا أمى أيه متنفعش..أيوه يا جدتى..أنا القاضى اللى بيخلع..
شادية: طب مستنى أيه يا واد ..أخلعهولى ..
القاضى: هو مين .
شادية: اشماعيل ..
القاضى : اشماعيل مين ..يوووه..أسماعيل مين
شادية: أشماعيل جوزى ..يا واد ..
محمود: أرجوكى يا ماما.. أرحمينا... وكفاية فضايح ..
بثينة: لغاية كده كفاية ..أنا ولادى كلهم فى مراكز حساسة ..وهتفضحيهم ..
شادية: بطل يا واد ..أنت وهى ..هخلعه ..يعنى ..هخلعه ..
يجهش محمود وبثينة فى البكاء ..ويلهثون ..ويتنفسون بصعوبة ..يقفز قاضينا من على المنصة ويسند
السيدة قبل أن تسقط ..وسقط محمودعلى الأرض وهو يتنفس بصعوبة ..وأرتمت بثينة على أقرب
مقعد وهى تجهش فى البكاء..وأخذ قاضينا يصرخ ..
القاضى: يا اخوانا ..مفيش دكتور ..فى الجلسة ..عايزين دكتور ..للتلاتة ..
يشير للحاجب
القاضى: تعالى يا ابنى شيل معايا ندخلهم المكتب عندى ..بأه يا ربى أول قضية ليه ..تبقى ميتة ..بتخلع
ميت ..شيل ..يا ابنى ..شيل ..
التف من حول قاضينا الرجال الموجودة بالجلسة وحملوهم ..وأدخلوهم مكتب القاضى ..وحضر
الدكتور ..وأخذ يتنقل بين الثلاثة ..حتى أفاقوا ..وأستردوا ..أنفاسهم وأخرج القاضى الجميع..
القاضى: هه.أستريحتوا ..ختوا دواكو .. تطلعونى بأه من المتاهة العجيبة دى ..وواحدة ..واحدة..
قبل ما حد منكوا يفيص ..ده يوم أسود عليه ..وعلى القضاء كلة ..فهمينى يا تيتة الحاجة
أنتى عايزة تخلعى أسماعيل ...ليه..
شادية: وأنت مالك أنت ...عايزة أخلعة وخلاص..وقالولى.. أن انت اللى بتخلع ..أخلعه ..
القاضى: كده ..تقوليلى أخلعه ..فاخلعه ..مش أعرف السبب ..
شادية: أنت حشرى كده ليه ..أنت مالك ..أنت عليك تخلعه وبس..
محمود: يا أمى ده القاضى اللى هيحكم ..ولازم يعرف السبب..
بثينة: أيوه ..يا ماما ..لازم يعرف عشان يحكم...
شادية: لازم يعنى يعرف ..
القاضى: لازم يا تيتة ...
شادية: كان يا ابنى ..عشرته وحشة ..وبتاع نسوان ..وضيع ثروته وفلوسه عليهم ..مفتكروش
حاجة حلوة ..عشرته كلها مرار ..وقسوة ع العيال دى ..
يجهش محمود وبثينة فى البكاء
القاضى: لا ..أبوس أديكوا ..أتماسكوا شوية ...طب فين جدنا اسماعيل ..محضرش الجلسة ليه..
محمود: ميقدرش ييجى ..لأنه مشلول ومبيتحركش من على سريره ..وبثينة هى اللى بتراعية..
وبقاله خمستاشر سنة ع الحال دى ..والدكاترة أجمعوا ..أن السر الآلهى ممكن يطلع
أى وقت ..وأن يومه قرب..
القاضى: يا مثبت العقل والدين ..يعنى مخلوع م الدنيا ..هتخلعى فيه أيه تانى ..
شادية: بعد الشر عليه ..يا رب ما يموت ..
القاضى: بتدعيله بطولة العمر..
شادية: لحد ما اخلعه ..يسترك يا ابنى ..أخلعهولى قبل ما يموت ..
القاضى: شوفى بأه ..أنا يعرف السبب الحقيقى ..والا أنا اللى هخلع من القضاء كله ..ومش هخلعهولك
راجل مشلول بقاله خمستاشر سنة ..وقاعد عند بنته وأنتى قاعدة عند أبنك ..يعنى لا ..
بتشوفيه ولا بيشوفك...وعايزة تخلعيه..وهو مخلوع م الدنيا لوحده ..لازم أعرف السر
شادية: يعنى لازم ..تعرف السر الأول..
القاضى : لازم ..
شادية: طب أقرب لى ودنك ..عشان العيال ..متشمعش..
القاضى: أدى ودنى ..
شادية: بأه أنا شمعت .يا ابنى ..أن الست أذا مات جوزها وهى على ذمته ..لما تموت بتعاشره
فى الجنة ...وأنا يا ابنى مطقتش عشرته فى الدنيا ..يبقى هطيق أزاى عشرته
فى الجنة..أخلعه يا ابنى قبل ما يموت ..والا هضطر أعاشره فى الجنة..
أنفجر قاضينا فى الضحك ..ونادى على الكاتب وهو غارق فى الضحك المتواصل
القاضى: أكتب يا ابنى..قررنا نحن ..أكتب الأسم ..فى القضية رقم تلاتاشر ..بتطليق شادية
كمل الأسم ..طلقة بائنة..خلعا من أسماعيل ..كمل الأسم ..أكتب تحت وبخط عريض وكبير وواضح
.حتى لا تعاشره فى الجنة
( نهاية الخلع الأول )
جنة الخلع
____
جلس قاضينا سعيدا على منصة القضاء ..فهذه أول قضية يجلس فيها وحده على منصة القضاء ..ويحكم فيها دون أن يكون هناك مستشار ايمن أو أيسر ..وأخذ يحدث نفسه ..
- هي صحيح قضية خلع بسيطة وسهلة ..والنهاردة هنطلب شاهد من أهلها وشاهد من أهله ونخلص ..إنما برضة.. أهى بداية ...
ينظر للحاجب ..
القاضى: نادى على القضية الأولى ..
الحاجب : محكمة ..القضية رقم تلاتاشر ...
القاضى : أيه النحس ده بأه ..أول قضية لية يكون رقمها ..تلاتاشر ..اتأكد يا ابنى ..
الحاجب: يا فندم ..الرقم مكتوب على ملف القضية ..رقم تلاتاشر ..
القاضى: طب خلصنا ..ونادى عليهم..
الحاجب: قضية خلع.. رقم تلاتاشر ..المرفوعة من السيدة شادية فتحى أسماعيل .. على زوجها اسماعيل عبد الوهاب محمود...
تتقدم امرأة طاعنة فى السن تجاوزت الثمانين عاما ناحية المنصة ..منحنية الظهر يسند ها من يدها اليمين
رجل عجوز تخطى الستين من عمره ..وتسندها من يدها الشمال امرأة فى الستين من عمرها ..يتجهوا
جهه المنصة فى بطئ شديد وهم يلهثون ..ينظر اليهم قاضينا فى ذهول ..ويوجة كلامه ..الى المرأة التى تسند
المرأة العجوز ..
القاضى: على مهلكوا ..على مهلكوا..ليه بس يا ست شادية ..تعبتى تيتة الحاجة وجبتيها معاكى ..احنا لسه
مطلبناش شهود...
بثينة: مش أنا يا ابنى ..شادية ...دى أمى شادية ..اللى أنا سانداها دى ..أنا بنتها ..بثينة ..
القاضى: أهلا.. ما هو اليوم باين من أوله ..مش رقم تلاتاشر ..عايزة تفهمينى يا ست بثينة ..أن تيتة الحاجة
دى هى اللى رافعة قضية الخلع ...وأنت مين يا والدى ..اسماعيل اللى تيتة الحاجة عايزة تخلعه
محمود: لا يا ابنى ..أنا محمود ..أبنها ..
القاضى: أبن مين ..
محمود: أبن شادية ..دى ..
القاضى: سترك يا رب ..يعنى عايزين تفهمونى أن دى شادية اللى رافعة قضية خلع على اسماعيل ...
وأن أنت أبنها محمود ..وأنتى بنتها ..بثينة ...صح ..كده
محمود: ما شاء الله يا ابنى عليك مخ كبير ..ربنا يسترك م العين ..هوه كده.. صح...
القاضى: سترك يا رب...يا ست شادية...يا ست شادية ..هى مش سمعانى ولا أيه ..
بثينة: كلمى يا ماما ..القاضى ..
شادية: راضى ..هو راضى أبنك جه معانا..
بثينة: لا يا ماما ...القاضى ..
شادية: أأأأة ..القاضى ..اللى ..بيخلع ..
محمود: أيوه يا ماما ..القاضى ..اللى بيخلع.
القاضى: أيوه يا أمى ..لا أمى أيه متنفعش..أيوه يا جدتى..أنا القاضى اللى بيخلع..
شادية: طب مستنى أيه يا واد ..أخلعهولى ..
القاضى: هو مين .
شادية: اشماعيل ..
القاضى : اشماعيل مين ..يوووه..أسماعيل مين
شادية: أشماعيل جوزى ..يا واد ..
محمود: أرجوكى يا ماما.. أرحمينا... وكفاية فضايح ..
بثينة: لغاية كده كفاية ..أنا ولادى كلهم فى مراكز حساسة ..وهتفضحيهم ..
شادية: بطل يا واد ..أنت وهى ..هخلعه ..يعنى ..هخلعه ..
يجهش محمود وبثينة فى البكاء ..ويلهثون ..ويتنفسون بصعوبة ..يقفز قاضينا من على المنصة ويسند
السيدة قبل أن تسقط ..وسقط محمودعلى الأرض وهو يتنفس بصعوبة ..وأرتمت بثينة على أقرب
مقعد وهى تجهش فى البكاء..وأخذ قاضينا يصرخ ..
القاضى: يا اخوانا ..مفيش دكتور ..فى الجلسة ..عايزين دكتور ..للتلاتة ..
يشير للحاجب
القاضى: تعالى يا ابنى شيل معايا ندخلهم المكتب عندى ..بأه يا ربى أول قضية ليه ..تبقى ميتة ..بتخلع
ميت ..شيل ..يا ابنى ..شيل ..
التف من حول قاضينا الرجال الموجودة بالجلسة وحملوهم ..وأدخلوهم مكتب القاضى ..وحضر
الدكتور ..وأخذ يتنقل بين الثلاثة ..حتى أفاقوا ..وأستردوا ..أنفاسهم وأخرج القاضى الجميع..
القاضى: هه.أستريحتوا ..ختوا دواكو .. تطلعونى بأه من المتاهة العجيبة دى ..وواحدة ..واحدة..
قبل ما حد منكوا يفيص ..ده يوم أسود عليه ..وعلى القضاء كلة ..فهمينى يا تيتة الحاجة
أنتى عايزة تخلعى أسماعيل ...ليه..
شادية: وأنت مالك أنت ...عايزة أخلعة وخلاص..وقالولى.. أن انت اللى بتخلع ..أخلعه ..
القاضى: كده ..تقوليلى أخلعه ..فاخلعه ..مش أعرف السبب ..
شادية: أنت حشرى كده ليه ..أنت مالك ..أنت عليك تخلعه وبس..
محمود: يا أمى ده القاضى اللى هيحكم ..ولازم يعرف السبب..
بثينة: أيوه ..يا ماما ..لازم يعرف عشان يحكم...
شادية: لازم يعنى يعرف ..
القاضى: لازم يا تيتة ...
شادية: كان يا ابنى ..عشرته وحشة ..وبتاع نسوان ..وضيع ثروته وفلوسه عليهم ..مفتكروش
حاجة حلوة ..عشرته كلها مرار ..وقسوة ع العيال دى ..
يجهش محمود وبثينة فى البكاء
القاضى: لا ..أبوس أديكوا ..أتماسكوا شوية ...طب فين جدنا اسماعيل ..محضرش الجلسة ليه..
محمود: ميقدرش ييجى ..لأنه مشلول ومبيتحركش من على سريره ..وبثينة هى اللى بتراعية..
وبقاله خمستاشر سنة ع الحال دى ..والدكاترة أجمعوا ..أن السر الآلهى ممكن يطلع
أى وقت ..وأن يومه قرب..
القاضى: يا مثبت العقل والدين ..يعنى مخلوع م الدنيا ..هتخلعى فيه أيه تانى ..
شادية: بعد الشر عليه ..يا رب ما يموت ..
القاضى: بتدعيله بطولة العمر..
شادية: لحد ما اخلعه ..يسترك يا ابنى ..أخلعهولى قبل ما يموت ..
القاضى: شوفى بأه ..أنا يعرف السبب الحقيقى ..والا أنا اللى هخلع من القضاء كله ..ومش هخلعهولك
راجل مشلول بقاله خمستاشر سنة ..وقاعد عند بنته وأنتى قاعدة عند أبنك ..يعنى لا ..
بتشوفيه ولا بيشوفك...وعايزة تخلعيه..وهو مخلوع م الدنيا لوحده ..لازم أعرف السر
شادية: يعنى لازم ..تعرف السر الأول..
القاضى : لازم ..
شادية: طب أقرب لى ودنك ..عشان العيال ..متشمعش..
القاضى: أدى ودنى ..
شادية: بأه أنا شمعت .يا ابنى ..أن الست أذا مات جوزها وهى على ذمته ..لما تموت بتعاشره
فى الجنة ...وأنا يا ابنى مطقتش عشرته فى الدنيا ..يبقى هطيق أزاى عشرته
فى الجنة..أخلعه يا ابنى قبل ما يموت ..والا هضطر أعاشره فى الجنة..
أنفجر قاضينا فى الضحك ..ونادى على الكاتب وهو غارق فى الضحك المتواصل
القاضى: أكتب يا ابنى..قررنا نحن ..أكتب الأسم ..فى القضية رقم تلاتاشر ..بتطليق شادية
كمل الأسم ..طلقة بائنة..خلعا من أسماعيل ..كمل الأسم ..أكتب تحت وبخط عريض وكبير وواضح
.حتى لا تعاشره فى الجنة
( نهاية الخلع الأول )
تعليق