بقلم / محمد محمود شعبان ( حمادة الشاعر )
مصر ـ الزقازيق ـ محافظة الشرقية
020552330835 ـ 01225415401
Mmmm200043@yahoo.com
مصر ـ الزقازيق ـ محافظة الشرقية
020552330835 ـ 01225415401
Mmmm200043@yahoo.com
( بالله لا تحرمني من رأيك مهما يكن فلن أغضب .. وإن لم تسجل فبادر الآن لأشرف برأيك .. ولتكبير الصفحة اضغط ( ctrl + )
( يا ابنتي )
آهٍ يا ابنتي الصغيرة .. منذُ أنْ خرجتِ للدنيا ،
وأنتِ تُزيِّنين صفحةَ عُمْري ..
وحوَّلتِ قفري واحةً غنَّاء ، وتتِّسعُ كلَّما كثرتْ سطورُ حياتِك ، وكبرتِ .. ستَظلِّين نُصبَ عيني حتَّى ترشُدِين ، وأنتِ دائما
على رأس دفتر أعمالي
ولن أطويه حتى أطمئنَّ على سلامتِكِ .. اطمئني فأنتِ عقيلتي .. كريمتي أسلمُ ما سلمتِ ، وأبقى ما بقيتِ ، ولسوف تصيرينَ لي لسانَ صدقٍ في العالمين ـ ما أحسنتُ لك وربيتُكِ ـ
لنْ أضيِّعَكِ كما ضيَّعَ كثيرونَ بناتِهنَّ بتهوُّرِهم ..
وأُهْمِلْنَ في أكنافهم حتى أمسى
مصيرُهنَّ سلةَ مهملاتِ التاريخ .
ولسوفَ أختارُ لكِ يدًا أمينةً تفهمُكِ ، وتقدِّرُكِ .. يدًا تمتدُّ لكِ بالشُّموعِ ، وتُلوِّنُ ليلَكِ بالسُّطوعِ
وتمدُّ سَفِيْنَكِ بالمَجَاديفِ والقُلوعِ .
أعلم أنه لصغرك لا تستطيعين مجاراةَ البناتِ من حولِك ، وتشرئبين للعبهنّ ، وأحاديثهنّ .. اصبري ..اصبري ، وإياكِ وموردَ العجلةِ فمدُّه ُمحيطٌ ، وجزرُهُ خاطفٌ ( وإنْ تصبروا وتتقوا فإنَّ ذلك منْ عزمِ الأمور ) ، وخذي عني قولي يا صغيرتي ، وليكنْ دأبَكِ :
اصبرْ لكلِّ مفازةٍ .. فلكـلِّ دربٍ منتهى
واتْبعْ بليلِكَ نجمَهُ .. واحْذرْ بنفسِك عنْتَها
واحفظْ لقبلِكَ سُنَّةً .. وارسمْ لذاتِك سَمْتَها
لا تتعجلي .. يا صغيرتي .. فسوف يأتيك اليومُ الذي تُقْصَدِيْنَ فيه للِّعبِ ، والحديثِ ، والمناجاة ، أما الآن فاستزيدي وانهلي ، واكبري في واحتي .. واحةِ الخير ، واستشمسي شمسَها ، واستنشقي هواءَها حتى تترعرعي ، وتصبحي زهرةً زاهيةً يستمتع المارُّونَ بجمالِ لَونها ، وطِيبِ شذَاها ، وأراه وَشِيكًا ( قلْ بفضْلِ اللهِ وبرحمتِه )..
وإنَّ غدا لناظره قريب .
أعلم ـ يا ابنتي الصغيرة ـ أنَّ فستانَكِ الذي ألبسْتُكِ إياه لا يرقى وفساتينَ الأميراتِ من حولِك ، وأُراقبُ منْ بعيدٍ تطلُّعاتِك المجنَّحَةَ تضربُ بقوةٍ جنباتِ المكانِ رغبةً في مثل الذي لديهنَّ
( وإنْ كان ذو عُسْرةٍ فنظرةٌ إلى ميسرة ) .
وأنا أعدك أن العيدَ القادمَ سيقبِّلُ هلالُهَ فستانَكِ الجديد َ .. الذي أغزلُ خيوطَه بنفسي سُنْدسًا ، وأنسجه وأحبكه على قدِّكِ الجميلِ الفريدِ كأمهرِ حَبَّاك ، لتَزْدَهِي كوردةٍ بيضاء في بستانِ الأدَبِ .. وهذا الياقوتُ بكلِّ ألوانِه أنظمه عِقْدًا فريدًا كأمهر جوهريّ ، ليزدادَ انفرادًا بجِيْدِكِ العربيّ ، وحذاؤك الأبيضُ بين يديّ أُجهِّزُهُ كأمهرِ إسكافيّ ، لتنتَعِلِيْهِ وأنتِ ترقصين
على نغمات موسيقى الشعر كأمهر راقصة باليه .
ولتُصْبِحِنَّ أميرةَ الأميراتِ .. تزدانُ بصورِكِ الرائعةِ صفحاتُ المجلاتِ والجرائدِ ، ولسوفَ أفخرُ بأبُوَّتي لكِ .. يا بنتَ عقلي ..
يا بنتَ قلبي .. يا بنتَ روحي ووجداني وكلِّ أحاسيسي .
( يا ابنتي )
تعليق