خلع.. فى التاسع ..كوميدى ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رضا الهجرسي
    أديب وكاتب
    • 27-01-2012
    • 212

    خلع.. فى التاسع ..كوميدى ..

    تأليف / رضا الهجرسى
    خلع ..فى التاسع
    ___________
    جلس قاضينا على مكتبه ويدخل عليه الكاتب ويلقى بتحية الصباح
    ويضع ملف مفتوح أمامه.. يدخل خلفة عم خليل فراش المكتب حاملا صينية عليها فنجان قهوة وكوب من الماء ..
    خليل : صباح الخير يا فندم ..قهوة سيادتك المظبوطة ..
    القاضى:تسلم أيدك ..يا عم خليل ..
    الكاتب: دى سيادتك ..قضية خلع النهاردة ..ودى حسب طلب السيدة
    الخالعة ..أنها تكون جلسة سرية ..
    القاضى: أأة..أنا بخاف قوى من الجلسات السرية ..بسمع فيها كلام
    وبلاوى ..تغم النفس ..كل واحد منهم يفضل يتهم التانى
    بحاجات تأرف ..ومتعرفش مين فيهم ..الصادق ومين
    الكداب ..جاهزين برة ..
    الكاتب: جاهزين سيادتك ..على ما تخلص قهوة سعادتك ..
    القاضى : خمس دقايق ..ودخلهم ..
    يفتح الباب فجأة ..وتدخل امرأة بطنها منتفخة أمامها بشكل
    كبير.وهى فتاة فى العشرين من عمرها.متوسطة الجمال..
    تتحرك بصعوبة وتتأوه فى ألم وهى ثريا.. طالبة الخلع..
    تسندها من يدها اليمنى امرأة تخطت الخمسين ..ذات صحة
    مفرطة ..وهى أم ثريا ..
    ومن يدها اليسرى فتاة ..فى الخامسة عشر ..وهى كوثر أخت
    ثريا ..والثلاثة ..يرتدون ملابس حمراء ..بشكل فاقع ..
    وتوجه الموكب الأحمر ..الى الفوتية ..وتمددت علية ثريا وهى
    ما زالت تتأوة ..وقاضينا ينظر اليهم بذهول تام ..دون أن يحرك
    ساكنا ..حاول الكاتب أخراجهم ..ولكن أوقفه قاضينا ..بأشارة..
    من يده ..وبعد أن تمددت ثريا على الفوتية ..توجهت أم ثريا الى
    قاضينا ..وجلست أمامة على مكتبه وهى تلهث ..وبعد أن التقطت
    أنفاسها ..تنظر الى قاضينا وهو ما زال فاغرا فمة فى ذهول..
    أم ثريا: مش برضة يا خويا ..القاضى اللى بيخلع ..
    القاضى: ههه..أة ..أة ..أنا يا خويا ..القاضى اللى ..بيخلع ..
    أم ثريا: طب أخلعهلنا يسترك ..قبل القرن ما يطش ..
    القاضى : قرن مين اللى يطش ..
    أم ثريا : سلامة الشوف يا خويا..قرن بنتى...ثريا ..
    أنت مش شايفها قدامك بتنازع ..والقرن خلاص حيطش..
    القاضى: أيوه يا ست أم ثريا..بس هنا محكمة ..مش مستشفى ولادة.
    أم ثريا: أيوة يا خويا ..ما أحنا عارفين ..وعشان كده ..جينالك ..
    تخلعه ..وبعدين تولد ..يسترك بسرعة ..عشان نوديها ....
    المستشفى قبل ..
    القاضى : عارف ..قبل القرن ما يطش ..أيوه يا ست أم ثريا بس ..
    كان المفروض ..تجبيها بعد القرن ما يطش وتولد ...
    وتسترد عافيتها ..وبعدين تيجى ..تخلعه ..
    أم ثريا : لا ..أبوس أيدك ..لازم يتخلع ..قبل ما تولد ..والواد ييجى
    القاضى: لا بأه ..لازم تفهمينى الحكاية ..وبسرعة قبل القرن ما يطش
    فى مكتبى ..وتبقى حوسة ..ما يعلم بيها الا ربنا ..
    أم ثريا : أأقولك يا خويا ..بأه جوزى اللة يرحمة ويبشبش الطوبة اللى
    تحت دماغه ..
    تصرخ ثريا
    القاضى : اللة يرحمة يا ستى ..أختصرى اللة يخليكى ..قبل ما يطش
    أم ثريا: متخافش كده يا خويا ..ويبقى قلبك رهيف ..ده كل نسوان العيلة والدة على أيدى..المهم جوزى ساب لنا ..أنا والبنتين دول بيت من دورين ..والبدروم اللى تحت بنأجره ..دخل علينا السمسارومعاه المنيل القاضى :أكيد..المنيل ده .يبقى جوزها..المطلوب خلعه..
    أم ثريا: اللة ينور عليك..أن جيت للحق..الواد دخل دخلة تشرح القلب
    الحزين..لابس أحمر فى أحمر..وجزمته حمرة ..وشرابه أحمر
    و شعرة صبغه أحمر ..حتى فانلته اللى تحت قميصه حمرا..
    وماسك علم أحمر فى أيده ..
    القاضى: علم أحمر ..ده علم روسيا ..
    أم ثريا : لايا خويا ..ده علم الأهلى ..سلامة عقلك ..
    القاضى: عقلى..سيبك من عقلى دلوقتى..اللى حيطش هو كمان ..كملى.
    أم ثريا: ما حاكم ..جوزى ..اللة يرحمه كان ..كبير مشجعى الأهلى فى
    المنطقة كلها ..ومربى البنتين ..على حب اللون الأحمر ..
    القاضى:أةةةة..عشان كدة لابسين ..أحمر فى أحمر..كملى..
    أم ثريا: اللة ينور عليك ..قبل ما يموت جابنى أنا والبنتين وحلفنا ...
    ع المصحف ..ما أدخل زملكاوى البيت ..ولا جوز بناتى ..
    الا بعد ما أتأكد أنه أهلاوى متأصل أبا عن جد..
    القاضى: وأية اللى حصل يا ستى ..الراجل جاى لكم وهو..لابس
    أحمر فى أحمر ..وماسك علم أحمر ..فين المشكلة..
    أم ثريا : أسكت..مش ربنا كشف كدبه وطلع ..زملكاوى مأصل ..
    القاضى: وعرفتوا ..أزاى ..
    أم ثريا: ما الأول كان مفهمنا ..أنة يتيم ومقطوع من شجرة ..قلنا
    بدال أهلاوى .يبقى أحنا عيلته وناسه ..من عشر تيام جت
    تسأل عليه ست كبيرة ..وأتضح أنها أمه ..وكان مخبى عليها
    أنه أتجوز ..
    القاضى: ولية خبى على أمه ..
    أم ثريا: ما هو أنا قعدت.أدحلبها فى الكلام لحد ما جبت قراره وعرفنا
    أنه كداب.وضحك علينا.وأنه زملكاوي متأصل أبا عن جد..وأن
    أبوه كان كبير الزملكاوية فى الدقهلية كلها .وأنه بأه الكبير بعد
    موت أبوه ..شفت المصيبة ..
    القاضى: دى مصيبة فعلا ..طب يا ستى ما تدوله ..فرصة ..جايز يغير
    مع الزمن ..ويبقى ..أهلاوى ..العشرة بتغير ..
    أم ثريا : ما هو ولاد الحلال.أدخلوا.وقالوا نفس الكلام.ورضينا بكلامهم
    أنا والبت ...
    القاضى : طب الحمدلله ..لية بأه ..غيرتوا رأيكوا .وعايزين تخلعوه ..
    ومش تخلعوه وبس ..ده قبل القرن ما يطش كمان..
    أم ثريا: ما هو ده يثبت لك..أن الزملكاوية مالهمش كلمة..يعنى شوف
    أحنا يا أهلاوية ..فوتناله ..كدبه وغشه وقبلنا نعاشره وهو
    زملكاوى.. وحطينا على قلبنا حجر صوان ..أنا وبنتى ..
    شفت أصالة الأهلاوية ..وقلبهم الكبير..
    يرد عليها فى أستهزاء
    القاضى: لا طبعا مشفتش.. يا أهلاوية ..يا أصيلة ..وبعدين..خلصى..
    أم ثريا: بعد التضحية الكبيرة دى ..يقوم الزملكاوى الخسيس ..يصمم
    يسمى أبنه ...شيكابالا..شفت قله أصل أكتر من كده ..
    وهنا تصرخ ثريا صراخا عاليا ..وتصرخ أختها ..
    الأخت: ألحقينى يامه ..القرن طش ..
    تجرى الأم ويجرى قاضينا نحو ثريا ..فتمسكه من شعره وهى
    فى صراخ متواصل ..ويدخل عم خليل وينقذ قاضينا من بين
    يدى ثريا الممسكة به بشدة ..وتصرخ أم ثريا فى وجه قاضينا
    أم ثريا : ألحقونا ..ببطانية ولا ملاية ..نستر بيها البت وهى بتولد..
    ينظر قاضينا الى خليل وهو يلهث بشدة ..
    القاضى : ألحقنا يا خليل..ببطانية ولا ملاية نستر بيها البت ..
    يجرى خليل مغادرا ..وتصرخ أم ثريا فى وجهه .
    أم ثريا: حد يسخن لنا مية ..عايزين حلة مية سخنة بسرعة الله يسترك
    يجرى قاضينا ويفتح الباب ويصرخ ..
    القاضى: يا عم خليل ..حلة مية سخنة معاك ..الله يسترك ..
    يدخل خليل حاملا ملاية يغطى بها ثريا ويخرج مسرعا
    ويجلس القاضى مذهولا على مكتبه وهو ما زال يلهث ويعود
    خليل وهو يحمل حلة مياة ساخنة.تصرخ فيهم أم ثريافى غضب
    أم ثريا: أنتوا ..قاعدين لية ..أتفضلوا على برة ..
    يجرى قاضينا وخليل نحو الباب ويغلقه خليل خلفهم.. وصراخ
    ثريا لا ينقطع ..وقاضينا يسير أمام الباب يمينا ويسارا. فى توتر
    وأصطدم بشاب يسير هو الأخر أمام الباب ذهابا وأيابا.فى توتر
    والشاب تخطى العشرين من عمره.. ملابسه كلها بيضاء وبخطين
    وهو فاروق ..زوج ثريا ..صرخ قاضينا ..
    القاضى: أهمد يا أبنى ..خيلتنى ..أنت أيه اللى موقفك هنا ..ورايح
    جى ..رايح جى ..
    فاروق: أنا جوزها حضرتك ..جوز ثريا ..وأبو شيكابالا ..
    يضحك قاضينا وهو يضرب كفا بكف
    القاضى: الزملكاوى ..المخلوع ..الكداب الغشاش ..
    فاروق: هما فهموا سيادتك أيه ..أكيد كدبوا على سيادتك ..
    القاضى: الله ..مش يا أبنى أنت ضحكت عليهم وفهمتهم ..أنك أهلاوى
    عشان تتجوز البت ..
    فاروق: جواز أيه سيادتك ..اللى يخلينى أغير ذمتى ..وأتغصب على
    نفسى وأقول أنى أهلاوى ..ده لو كانت ملكة جمال العالم ..
    متقدرش تهز أنتمائى للزمالك ..ابدا ..ابدا..
    القاضى: بعدين بأه...أنتوا حتخربطولى دماغى ليه ...
    فاروق: أسمعنى حضرتك الأول ..وبعدين أحكم ..وأنا راضى بحكمك
    أنا كنت موظف فى مدرسة فى أجا ..جنب بلدنا ..جالتى ترقية
    بنقل ..للقاهرة ..وأنا معرفش حد فى مصر ..رحت لسمسار..
    قريب م المدرسة ..يشوفلى .سكن رخيص ..على قد المرتب
    قالى مفيش سكن رخيص ويناسبك غير عند أم ثريا ..وهو
    اللى نصحنى أنكر زملكويتى ..وألبس أحمر فى أحمر ..
    ونفذت نصيحته وسكنت ..ومتعرفش حضرتك العذاب ..
    والكوابيس اللى شفتها.. عشان قلت أنى أهلاوى ..
    فى أستهزاء
    القاضى: عذاب ..وكوابيس..
    فاروق: أنت فاكرأن زملكاوى أصيل ذى ..سهل عليه أنه يقول أنه ..
    أهلاوى ..ده أمى وأهلى كلهم قاطعونى ..لما عرفوا خيانتى
    للون الأبيض ..وأبويا وجدى ..كانوا بيجولى فى منامى ..
    ويتفوا على وشى ..مش هما بس ..
    القاضى: فى حد تانى كان بيتف على وشك ..
    وهو يبكى
    فاروق: شيكابالا ..حضرتك ..شيكابالا ..كانت تفته تقيلة وتخينة
    أنا كنت ..أقوم م النوم ..وشى ملزق من كتر التف..
    القاضى: أفهم من كده أنك كدبت عشان تسكن ..مش عشان تتجوز
    فاروق: أتجوز أيه حضرتك ..هو أنا حيلتى حاجة ..هى أم ثريا ..
    اللى فضلت ترسم عليه ..وتبعت لى أكل ..وهدومى .
    تتغسل وتكوى ..وفضلت تقولى أنت رجلنا وأخطب لبنتك
    وما تخطبش لأبنك ..ومش حتغرم حاجة ..الشقة جاهزة
    أن جيت للحق حضرتك أنا حسبتها ..عروسة وشقة ..فى
    الزمن الأغبر ده ..فرصة متتعوضش ..رحت متجوزها
    وبعدين حصل اللى حصل وأمى عرفت عنوانى وجت
    البيت..وخرجت اللى فى عبها كلة..ورجعت البلد غضبانة
    علية ..وأهلى قطعونى ..المهم ..قلت أصلح الأمور هنا مع
    حماتى ومراتى الأول ..وبعدين أبقى ..أروح لأمى وناسى
    أصالحهم ..
    القاضى: طب لية عامل مشكلة ..ومصمم .. تسمى الواد.. شيكابالا.
    فاروق: عشان حماتى عايزة تسمية ..أبو تريكة ..وأنا الموت عندى
    أهون ولا أبنى يبقى أسمه ..أبو تريكة ..
    القاضى: يعنى أنت رافض يكون أسم أبنك أبو تريكة ..وحماتك ..
    رافضة ..يكون أسم حفيدها ..شيكابالا .
    فاروق: تمام حضرتك كده..
    القاضى:.وأنا على فكرة هعتزل القضاء قريب قبل ما تجيلى نقطة..
    يسمعوا صوت بكاء طفل ..وزغرودة مجلجلة ..من أم ثريا ..
    وهى تفتح الباب صارخة..
    أم ثريا : وشك حلو يا قاضى ..توم يا قاضى توم ..ولدين ذى البدر..
    القاضى: الحمد لله ..ربنا حلها لكوا من عنده ..
    واحد تسموه ..أبو تريكة ..
    والتانى شيكابالا ..
    وأنا هروح ..قبل ما ..اتشل ..

    ( النهاية )



    التعديل الأخير تم بواسطة رضا الهجرسي; الساعة 21-02-2012, 21:13.
  • منار يوسف
    مستشار الساخر
    همس الأمواج
    • 03-12-2010
    • 4240

    #2
    نقد ساخر للتعصب الكروي
    واضح أستاذ رضا أن لك معرفة جيدة بأحوال المحاكم
    فالقضايا السرية حقا و التي لم أحضرها أبدا
    دائما ما يكون بها كلام و اعترافات و اتهامات رهيبة كما سمعت

    شكرا لك
    أديبنا المبدع الساخر
    على هذه الحلقة الممتعة من مسلسل الخلع
    تقديري الكبير لك
    أيها المبدع المتنوع المواهب
    حقا أسعدني حضورك المثمر و الجميل بالملتقى

    تعليق

    • د .أشرف محمد كمال
      قاص و شاعر
      • 03-01-2010
      • 1452

      #3
      الحمد لله إنهم مجوش بنات..
      كان يا عيني البنت هيوقف سوقها لو سموها شيكابالا..!!
      وبعدين بتقولك ولدين زي البدر إزاي بس يسمو واحد فيهم شيكابالا..؟!
      و لا كان القمر يومها في آخر الشهر و الدنيا ضلمه..!!
      سعدت بمروري على النص أسعد الله صباحك
      إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
      فتفضل(ي) هنا


      ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

      تعليق

      • رضا الهجرسي
        أديب وكاتب
        • 27-01-2012
        • 212

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة منار يوسف مشاهدة المشاركة
        نقد ساخر للتعصب الكروي
        واضح أستاذ رضا أن لك معرفة جيدة بأحوال المحاكم
        فالقضايا السرية حقا و التي لم أحضرها أبدا
        دائما ما يكون بها كلام و اعترافات و اتهامات رهيبة كما سمعت

        شكرا لك
        أديبنا المبدع الساخر
        على هذه الحلقة الممتعة من مسلسل الخلع
        تقديري الكبير لك
        أيها المبدع المتنوع المواهب
        حقا أسعدني حضورك المثمر و الجميل بالملتقى
        المبدعة الراقية ..منار يوسف ..
        لقد شعرت بالرعب عند علمى بأنك تمتهنى مهنة المحاماة ..فهذا يعنى مراجعة الحلقات من الناحية القانونية ..والحلقة القادمة لا تأخذيها بمحمل تشوية مهنة المحاماة ولكن هى نقد لفئة معينة قليلة ..ولك الحكم وهى بعنوان (طباخ الخلع ) فى أنتظار رأيك يا متر ..

        التعديل الأخير تم بواسطة رضا الهجرسي; الساعة 26-02-2012, 00:58.

        تعليق

        يعمل...
        X