اشيع ان من ينظر الى صورته المنعكسة فوق صفحة ذلك النهر فسوف يرى صورة لغير ماهو عليه ، وأكد الناس صحة ما اشيع ودللوا على ذلك بتلك القصة المتداولة عن ( إنشراح ) بنت المرحوم عطوة ( الخباز ) فبعدما اغتصبها زوج امها نزلت الى مياه النهر لتغتسل ذات يوم فرأت نفسها فى صورة ملاك له جناحان ، وأقسم بعض الصبية الذين كانوا يراقبونها خفية من خلف شجرة الكافور على أنها تحولت الى تلك الصورة وانها سارت فوق الماء وهى ترفرف بجناحيها ، وقيل ايضا ان زوج امها والذى اختفى فى ظروف غامضة قد مات غرقاً ، وانه كل ليلة يظهر على صفحة النهر فى صورة حمار له وجه انسان ، وحكى البعض ان ( انشراح ) بعدما انتحرت بالقاء نفسها فى النهر لتتخلص مما علق بها من دنس ، رآها البعض على صفحة النهر تشدو وهى فى جلباب ابيض ولها اجنحة بيضاء .......
كثرت الأقاويل بين اهل القرية ، حتى انهم أشاعوا انه لو نظر اثنان الى صورتهما فوق صفحة النهر فسوف يقرأ كل منهما افكار الآخر ويعرف نواياه المختبئة ..
أطارت الشائعات صواب الخلق فى ربوع تلك القرية الوادعة ، واحتدم الخلاف فيما بينهم حول تفسير تلك الامور ، وانقسموا بين مصدق ومكذب ، وحدثت بينهم مشادات ومعارك ليثبت كل طرف صدق دليله على ما يقتنع ، وزادت حدة الخلافات حتى سرت الفتنة بين اهل القرية كسريان النار فى الهشيم ..
رأى الحكماء بعدها أمراً ....واتفق على اثره اهل القرية فيما بينهم ..
فى يوم الجمعه ، وبعد أن فرغ القوم من الصلاة ، اتجهوا عن بكرة ابيهم قاصدين النهر ..
وما أن نظروا جميعا الى صفحته فى ذات الوقت حتى حدث بينهم ماحدث ........
أمست بيوت القرية خاوية على عروشها فيما ضمت اعماق النهر جثث أهلها جميعا ..!!!