رِسالةٌ إلى شهرزاد
طلعتُكِ بَهيّةٌ تنثرُ الصفاءَ فَتكركرُ الأَحياءُ ، وترفرفُ النفوسُ والظلالُ ، يُرحبُ العشبُ والفراشُ . جدائلُك تُعطرُ النسائمَ بشذَّاها ، فتنتشي الأَرواحُ والأَزهارُ ، ويتجمَّلُ زفافُ الشجرِ بنشوةِ الطيرِ وتناثرِ القطرِ . ندى الفجرِ استبشر - وثملَ الأُفقُ - برؤياك ، يا أُنشودةَ بابلَ قامَ لكَ ربيعُ الزَّمانِ وانحنى ، لِيُرصّعَ تاجُ الحياةِ بلمسةِ بنانكِ ، بدرُ السماءِ كفكفَ ضياءَه لما رآك ، وتساقطتْ دُرراً بِعبقِ الجنانِ لمحياك .
لَملمَ البلبلُ تغريدَه لما همسَ الربيعُ مناجياً ذاكَ الدلالَ ، بالرجاءِ يتوسلُ لك فؤادٌ .. ودودٌ .. بريءٌ .. غَريبٌ .. حَزين ، ابتسمي يا شمسَ القلوبِ ، وتغنجي ، وتدللي ، وتكلمي ، وترفعي ، وتقدمي .. فالجمالُ بكِ يعتزُّ ، وحدائقُ الشّعراءِ لكِ تتفتحُ ، وبِكِ تفتخرُ . من طُهرِكِ يَسْقي الياسمينُ عبيرَهُ ، عروشُ العرائسِ بذيلِ إِكليلكِ تَتطيّبُ ، ودواءُ الهائمينَ بوجنتيكِ مسطورٌ ، بِكحلِ عينيكِ سُرُّ الجنونِ ، غردي ، اهمسي حطّمي الدياجير والقيود ، وظلاماً مقيماً بمحطاتِ النفوسِ .
بلحنِ حرفِكِ تورقُ أَغصانُ الروحِ ، وينبضُ قلبٌ لسواكِ لا يعزفُ عشقاً ، لا يعرفُ حُبَّاً يا حلمَ الخلودِ ، بعينيكِ أَبحرَتْ أحلامي ، وجرتْ أَنفاسُ نهرِ العُّشقِ ، ونزلَ قطرُ السحرِ ، وتُروى حكاياتُ الليالي من جديد . وتعودُ بغدادُ لذاكَ العزِّ التليد ، لا تدمعي فَمعكِ تَدمُعُ الحياةُ ، وتعبسُ قلوبُ الأحبابِ ، وتنهارُ بِدموعِهَا نفسُ المنتظرِ البريء .
منتظر السَّوَّاديّ
20 / 2 / 2012 م
تعليق