تأليف/رضا الهجرسى
طباخ الخلع.....
__________
بعد أن اجتاز قاضينا باب المحكمة الرئيسى متجها الى مكتبه ..قابله
الأستاذ فتحى عمار المحامى بأبتسامته العريضة التى تظهر وسامته
وبشاشة وجهه ..وهو رجل تخطى الأربعين ..أبيض البشرة ..مبالغ
فى شياكة مظهره ..مادا يده مرحبا بقاضينا ..أبتسم قاضينا بخبث..
وصافحه..
- صباح الخير يا أستاذ فتحى ..أكيد عندك قضية خلع النهاردة.
- تمام سعادتك ..
- وطبعا لقمتها الأسطوانة أياها ..اللى بتتكرر على لسان كل موكلاتك..
- يا أفندم أسطوانة أيه بس ..
- ده أنا حفظتها يا متر ..تحب أسمعهالك ..ولا على أيه ما احنا
هنسمعها فى مرافعتك دلوقتى ..
- والله سيادتك ظالمنى ..وده كلام الخالعة.. أنا باخده من طرف لسانها ..ووصله لسيادتك.. بأمانة المهنة وشرفها ..
- عايز تفهمنى أن كل موكلاتك ..عندهم نفس أسباب الخلع ..
ألا مفيش واحدة قالت حاجة جديدة ..معقولة دى.. يا متر..
- صدفة سيادتك والله ..صدفة ..
- صدفة غريبة قوى يا متر .. والأغرب تصميم موكلاتك على
الخلع بأستماتة مذهلة ..ومهما حاولت أخليهم يراجعوا نفسهم
ولا يفكروا شوية ..أبدا ..يصمموا أكتر ..نفسى أعرف السر
اللى ورا.. تصميمهم ده ..
- لا سر ولا حاجة سيادتك ..ده م اللى شافوة من قهر وظلم وأهانة على أيد رجالتهم ..المفترية ..الوحوش.. أبتسم القاضى ودخل حجرته ..وتناول فنجان قهوته ثم خرج متجهاالى قاعة المحكمة ..وجلس على المنصة وطلب من الحاجب أن ..ينادى على القضية الأولى ..أتجة فتحى الى المنصة وبجانبة امرأة تخطت الثلاثين من عمرها..جميلة ..ممشوقة القوام فى أنوثة طاغية
نظر اليها قاضينا وهو يهمس لنفسه ..
- هو كل موكلاته كده..ذى القمر..مفيش مرة واحدة يترافع عن واحدة..نص لبة.. الجدع ده وراه سر لازم أعرفة ..
يقدم فتحى التوكيل ..ويبدأ فى المرافعة ..فيوقفه قاضينا بأشارة من
يده ..ويوجه حديثه للمرأة ..
- أنا عايز أسمع منك أنتى الأول يا هانم ..وبعدين المتر ..لأنى حافظ
مرافعاته صم ..أتفضلى يا هانم قوليلى ..أنتى عايزة تخلعى جوزك
ليه ..
ترتبك المرأة ..وتنظر الى فتحى مستنجدة به ..فيهمس فى أذنها ..
فتهز المرأة رأسها وهى تستمع اليه ..فيقاطعهما قاضينا..
- أنت بتغششها ..ولا أيه ..
- ابدا سعادتك ..موكلتى خجولة جدا ..ولا تستطيع مواجهه سعادتكم ..ولذلك وكلتنى لتوضيح ما عانتة وقاستة.. مع هذا الرجل المفترى ..
- يعنى مفيش فايدة ..هضطر أسمع أسطوانتك ..أسف أقصد مرافعتك
أتفضل يا أستاذ فتحى ..أشنف أذاننا..
نظر فتحى الى المرأة وغمز لها ..ولمحه قاضينا فإبتسم حين رأى
المرأة تهز رأسها لفتحى وتخرج منديل من شنطة يدها..وتبدأ الدموع
تسح من عينيها بغزارة.وهى تمسحها بمنديلها..فيردد قاضينا ضاحكا
- جديدة حكاية المنديل والدموع دى.. يا متر ..
- أنها دموع المهانة و الحسرة والندم .. دموع امرأة ..عاشت سنوات من الحرمان من حقوقها كامرأة وأنثى ..مع رجل عاجز
أن يعطيها حقها كزوج ..وتحملت على أمل شفاءه ..سنوات من
الحرمان ..تقاوم فيه أغراء شياطين الأرض ..وذئابها..
يشير له قاضينا بيده ..بالتوقف..
- كفاية كده يا أستاذ ..بقية الأسطوانة أنا حافظها صم ..
ينظر قاضينا الى المرأة ..
- وطبعا أنتى مصممة على خلعه ..مفيش فرصة للتفاهم خالص..
فتهز المرأة رأسها بالموافقة ..وهى ما زالت تبكى بحرقة تمزق
القلب ..يؤجل قاضينا الجلسة لسماع أقوال الزوج ..
يضع فتحى يدة على كتف المرأة وهو يواسيها ..ويجلسها فى
ركن القاعة وهو ..يحاول تهدئتها ..
ويطلب قاضينا من الحاجب أن ينادى ..على القضية التالية .. فينادى الحاجب ..
- القضية الثانية المرفوعة من السيدة..كوثر الجناينى ..بخلع ..السيد
فتحى محمود عمار ..
تتقدم الى المنصة سيدة محتشمة فى مظهرها ..ذات جمال هادئ ..تخطت الثلاثين من عمرها ..ينظر قاضينا اليها فى إحترام ..
- مفيش محامى معاكى يا هانم ..
- لا يا فندم.. أنا هتكلم عن نفسى ..
- وزوجك ..حاضر معانا فى الجلسة ..عشان نسمعه..
- أيوه ..وهو اللى كان بيترافع قدام حضرتك دلوقتى ..
- مين ..الأستاذ فتحى ..ده أنا قلت تشابة أسماء ..
كان فتحى ما زال منهمكا فى مواساة المرأة ..حين سمع صراخ
قاضينا عليه ..فنظر ناحية المنصة ..وحين رأى كوثر ..أبعد المرأة من جانبه بدفعة شديدة ..وجرى ناحية المنصة فزعا ..
- أية يا كوثر خير ..حصل حاجة للعيال ..طمنينى..
يبتسم قاضينا فى شماتة لم يستطع أن يداريها ..
- أطمن يا أستاذ فتحى..محصلش حاجة للعيال..ده حصل لأبو العيال
الست حرمكم المصون ..عايزة تخلع حضرتك ..
- نعم تخلعنى أنا ..هو اللى بنعمله فى الناس ..هيتعمل فينا ولا أيه
- شوفى يا ست ثريا ..أنا عايزك تاخدى راحتك على الأخر ..بعبعى
باللى فى قلبك كلة ..
تبدأ كوثر فى البكاء وتخرج منديلا من شنطتها وتمسح دموعها ..
- أأقول لسيادتك ..أيه ..ولا أيه ..
- طب أهدى وبطلى عياط ..وأمسحى دموعك ..
- دى دموع المهانة والحسرة والندم ..دموع ست بتقاسى من الحرمان من حقوقها الشرعية ..كزوجة وأنثى ..
يصرخ فتحى
- نعم يا ختى ..حقوقك كأنثى ..أمال اللى حصل بنا أمبارح ده
كان أيه ..دور كوتشينة ..
- فعلا يا حضرة القاضى ..وهو أعترف دلوقتى أمام عدالتكم ..أن ليالينا الشرعية .. بنقضيها فى لعب ..البصرة ..أو الشايب..
يبتسم القاضى ..وقد بدأ وجة فتحى الأبيض يحمر خجلا وصوته يرتعش..وسألها مبتسما..
- ومين اللى كان بيغلب التانى ..
- متصدقهاش سعادتك ..وأنا حثبت لك كدبها ..أسألها كده ..لو أنا
صحيح عاجز ..طب هي جابت التلت عيال دول أزاى ..
- أنا أشرح لسيادتك ..أنا لما أتجوزته ..كان فلة ..شمعة منورة ..
راجل بكل معنى الكلمة ..لكن من يوم القطة السودة ..
- قطة ..قطة أيه يا كوثر ..
- القطة السودة يا حبيبى ..اللى طلعت لك فى الضلمة تحت بير السلم..ومن يومها واللى جراله ميتحكيش ..الخضة ضيعت كل
حاجة ..وعشت من بعدها فى حرمان ..ولعب الكوتشينة ..
- كدب ..كل ده كدب ..أوعى تصدقها سيادتك ..كل ده كدب وأفترا
يهز القاضى رأسه ..
- يعنى أنت عايزنى..أصدق كل اللى بتقولة موكلاتك.. وأكدب مراتك..الست المحترمة الوقورة دى..
يبتسم قاضينا لكوثر ..وقد أنهار فتحى وبدأت يده ترتعش ..
- أنا عايز أسألك سؤال مباشر ..أنتى مصممة على خلعه ..لأن أنا ..
حاسس إن فيه حاجة غريبة و مش طبيعية فى كلامك ..
- أنا فعلا عملت ده كلة..عشان أدوقه من اللى بيطبخه للناس..ده يشوف
واحدة حلوة.. يريل عليها ..ويخالف ضميره وشرف مهنته ..ويقعد
يحفظها اللى تقولة..والبجح ييجى ..يحكيلى كل حاجة ..ويفتخر بنفسه
أنه عمره ما خسر قضية خلع ..
يضحك قاضينا ..
-أفهم من كده .. أنك بتحسسيه باللى ..حسس بيه كل زوج ..أدعى عليه ..بالكدب ..وخرب بيته .. أنا أحيكى يا هانم على الخطة الذكية دى ..
وبكرر سؤالى ..أنتى مصممة على خلعه ..ولا كفاية عليه كده
-أنا مستعدة أتنازل عن.. خلعه ..لوتاب و أتعهد قدام حضرتك ..
أنه هيراعى ضميره وشرف مهنته ..عشان ولاده يفتخروا بيه...
وأنا قلبى اللى الغيرة كلته ..يرتاح ويهدى ..
ينظر قاضينا الى فتحى المنهار ..
- قلت أيه يا متر ..تتوب ..ولا ..تتخلع..
- أتوب ..أتوب ..توبة نصوحة..
يضحك قاضينا عاليا وهو يردد..
- بعد كده مش هنقول ..طباخ السم بيدوقه ...هنقول..
طباخ الخلع ..بيدوقه ..
وإلى لقاء مع الخلع القادم ..
طباخ الخلع.....
__________
بعد أن اجتاز قاضينا باب المحكمة الرئيسى متجها الى مكتبه ..قابله
الأستاذ فتحى عمار المحامى بأبتسامته العريضة التى تظهر وسامته
وبشاشة وجهه ..وهو رجل تخطى الأربعين ..أبيض البشرة ..مبالغ
فى شياكة مظهره ..مادا يده مرحبا بقاضينا ..أبتسم قاضينا بخبث..
وصافحه..
- صباح الخير يا أستاذ فتحى ..أكيد عندك قضية خلع النهاردة.
- تمام سعادتك ..
- وطبعا لقمتها الأسطوانة أياها ..اللى بتتكرر على لسان كل موكلاتك..
- يا أفندم أسطوانة أيه بس ..
- ده أنا حفظتها يا متر ..تحب أسمعهالك ..ولا على أيه ما احنا
هنسمعها فى مرافعتك دلوقتى ..
- والله سيادتك ظالمنى ..وده كلام الخالعة.. أنا باخده من طرف لسانها ..ووصله لسيادتك.. بأمانة المهنة وشرفها ..
- عايز تفهمنى أن كل موكلاتك ..عندهم نفس أسباب الخلع ..
ألا مفيش واحدة قالت حاجة جديدة ..معقولة دى.. يا متر..
- صدفة سيادتك والله ..صدفة ..
- صدفة غريبة قوى يا متر .. والأغرب تصميم موكلاتك على
الخلع بأستماتة مذهلة ..ومهما حاولت أخليهم يراجعوا نفسهم
ولا يفكروا شوية ..أبدا ..يصمموا أكتر ..نفسى أعرف السر
اللى ورا.. تصميمهم ده ..
- لا سر ولا حاجة سيادتك ..ده م اللى شافوة من قهر وظلم وأهانة على أيد رجالتهم ..المفترية ..الوحوش.. أبتسم القاضى ودخل حجرته ..وتناول فنجان قهوته ثم خرج متجهاالى قاعة المحكمة ..وجلس على المنصة وطلب من الحاجب أن ..ينادى على القضية الأولى ..أتجة فتحى الى المنصة وبجانبة امرأة تخطت الثلاثين من عمرها..جميلة ..ممشوقة القوام فى أنوثة طاغية
نظر اليها قاضينا وهو يهمس لنفسه ..
- هو كل موكلاته كده..ذى القمر..مفيش مرة واحدة يترافع عن واحدة..نص لبة.. الجدع ده وراه سر لازم أعرفة ..
يقدم فتحى التوكيل ..ويبدأ فى المرافعة ..فيوقفه قاضينا بأشارة من
يده ..ويوجه حديثه للمرأة ..
- أنا عايز أسمع منك أنتى الأول يا هانم ..وبعدين المتر ..لأنى حافظ
مرافعاته صم ..أتفضلى يا هانم قوليلى ..أنتى عايزة تخلعى جوزك
ليه ..
ترتبك المرأة ..وتنظر الى فتحى مستنجدة به ..فيهمس فى أذنها ..
فتهز المرأة رأسها وهى تستمع اليه ..فيقاطعهما قاضينا..
- أنت بتغششها ..ولا أيه ..
- ابدا سعادتك ..موكلتى خجولة جدا ..ولا تستطيع مواجهه سعادتكم ..ولذلك وكلتنى لتوضيح ما عانتة وقاستة.. مع هذا الرجل المفترى ..
- يعنى مفيش فايدة ..هضطر أسمع أسطوانتك ..أسف أقصد مرافعتك
أتفضل يا أستاذ فتحى ..أشنف أذاننا..
نظر فتحى الى المرأة وغمز لها ..ولمحه قاضينا فإبتسم حين رأى
المرأة تهز رأسها لفتحى وتخرج منديل من شنطة يدها..وتبدأ الدموع
تسح من عينيها بغزارة.وهى تمسحها بمنديلها..فيردد قاضينا ضاحكا
- جديدة حكاية المنديل والدموع دى.. يا متر ..
- أنها دموع المهانة و الحسرة والندم .. دموع امرأة ..عاشت سنوات من الحرمان من حقوقها كامرأة وأنثى ..مع رجل عاجز
أن يعطيها حقها كزوج ..وتحملت على أمل شفاءه ..سنوات من
الحرمان ..تقاوم فيه أغراء شياطين الأرض ..وذئابها..
يشير له قاضينا بيده ..بالتوقف..
- كفاية كده يا أستاذ ..بقية الأسطوانة أنا حافظها صم ..
ينظر قاضينا الى المرأة ..
- وطبعا أنتى مصممة على خلعه ..مفيش فرصة للتفاهم خالص..
فتهز المرأة رأسها بالموافقة ..وهى ما زالت تبكى بحرقة تمزق
القلب ..يؤجل قاضينا الجلسة لسماع أقوال الزوج ..
يضع فتحى يدة على كتف المرأة وهو يواسيها ..ويجلسها فى
ركن القاعة وهو ..يحاول تهدئتها ..
ويطلب قاضينا من الحاجب أن ينادى ..على القضية التالية .. فينادى الحاجب ..
- القضية الثانية المرفوعة من السيدة..كوثر الجناينى ..بخلع ..السيد
فتحى محمود عمار ..
تتقدم الى المنصة سيدة محتشمة فى مظهرها ..ذات جمال هادئ ..تخطت الثلاثين من عمرها ..ينظر قاضينا اليها فى إحترام ..
- مفيش محامى معاكى يا هانم ..
- لا يا فندم.. أنا هتكلم عن نفسى ..
- وزوجك ..حاضر معانا فى الجلسة ..عشان نسمعه..
- أيوه ..وهو اللى كان بيترافع قدام حضرتك دلوقتى ..
- مين ..الأستاذ فتحى ..ده أنا قلت تشابة أسماء ..
كان فتحى ما زال منهمكا فى مواساة المرأة ..حين سمع صراخ
قاضينا عليه ..فنظر ناحية المنصة ..وحين رأى كوثر ..أبعد المرأة من جانبه بدفعة شديدة ..وجرى ناحية المنصة فزعا ..
- أية يا كوثر خير ..حصل حاجة للعيال ..طمنينى..
يبتسم قاضينا فى شماتة لم يستطع أن يداريها ..
- أطمن يا أستاذ فتحى..محصلش حاجة للعيال..ده حصل لأبو العيال
الست حرمكم المصون ..عايزة تخلع حضرتك ..
- نعم تخلعنى أنا ..هو اللى بنعمله فى الناس ..هيتعمل فينا ولا أيه
- شوفى يا ست ثريا ..أنا عايزك تاخدى راحتك على الأخر ..بعبعى
باللى فى قلبك كلة ..
تبدأ كوثر فى البكاء وتخرج منديلا من شنطتها وتمسح دموعها ..
- أأقول لسيادتك ..أيه ..ولا أيه ..
- طب أهدى وبطلى عياط ..وأمسحى دموعك ..
- دى دموع المهانة والحسرة والندم ..دموع ست بتقاسى من الحرمان من حقوقها الشرعية ..كزوجة وأنثى ..
يصرخ فتحى
- نعم يا ختى ..حقوقك كأنثى ..أمال اللى حصل بنا أمبارح ده
كان أيه ..دور كوتشينة ..
- فعلا يا حضرة القاضى ..وهو أعترف دلوقتى أمام عدالتكم ..أن ليالينا الشرعية .. بنقضيها فى لعب ..البصرة ..أو الشايب..
يبتسم القاضى ..وقد بدأ وجة فتحى الأبيض يحمر خجلا وصوته يرتعش..وسألها مبتسما..
- ومين اللى كان بيغلب التانى ..
- متصدقهاش سعادتك ..وأنا حثبت لك كدبها ..أسألها كده ..لو أنا
صحيح عاجز ..طب هي جابت التلت عيال دول أزاى ..
- أنا أشرح لسيادتك ..أنا لما أتجوزته ..كان فلة ..شمعة منورة ..
راجل بكل معنى الكلمة ..لكن من يوم القطة السودة ..
- قطة ..قطة أيه يا كوثر ..
- القطة السودة يا حبيبى ..اللى طلعت لك فى الضلمة تحت بير السلم..ومن يومها واللى جراله ميتحكيش ..الخضة ضيعت كل
حاجة ..وعشت من بعدها فى حرمان ..ولعب الكوتشينة ..
- كدب ..كل ده كدب ..أوعى تصدقها سيادتك ..كل ده كدب وأفترا
يهز القاضى رأسه ..
- يعنى أنت عايزنى..أصدق كل اللى بتقولة موكلاتك.. وأكدب مراتك..الست المحترمة الوقورة دى..
يبتسم قاضينا لكوثر ..وقد أنهار فتحى وبدأت يده ترتعش ..
- أنا عايز أسألك سؤال مباشر ..أنتى مصممة على خلعه ..لأن أنا ..
حاسس إن فيه حاجة غريبة و مش طبيعية فى كلامك ..
- أنا فعلا عملت ده كلة..عشان أدوقه من اللى بيطبخه للناس..ده يشوف
واحدة حلوة.. يريل عليها ..ويخالف ضميره وشرف مهنته ..ويقعد
يحفظها اللى تقولة..والبجح ييجى ..يحكيلى كل حاجة ..ويفتخر بنفسه
أنه عمره ما خسر قضية خلع ..
يضحك قاضينا ..
-أفهم من كده .. أنك بتحسسيه باللى ..حسس بيه كل زوج ..أدعى عليه ..بالكدب ..وخرب بيته .. أنا أحيكى يا هانم على الخطة الذكية دى ..
وبكرر سؤالى ..أنتى مصممة على خلعه ..ولا كفاية عليه كده
-أنا مستعدة أتنازل عن.. خلعه ..لوتاب و أتعهد قدام حضرتك ..
أنه هيراعى ضميره وشرف مهنته ..عشان ولاده يفتخروا بيه...
وأنا قلبى اللى الغيرة كلته ..يرتاح ويهدى ..
ينظر قاضينا الى فتحى المنهار ..
- قلت أيه يا متر ..تتوب ..ولا ..تتخلع..
- أتوب ..أتوب ..توبة نصوحة..
يضحك قاضينا عاليا وهو يردد..
- بعد كده مش هنقول ..طباخ السم بيدوقه ...هنقول..
طباخ الخلع ..بيدوقه ..
وإلى لقاء مع الخلع القادم ..
تعليق