عتق رقبة ..قصة قصيرة ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رضا الهجرسي
    أديب وكاتب
    • 27-01-2012
    • 212

    عتق رقبة ..قصة قصيرة ..

    تأليف/رضا الهجرسى
    عتق رقبة
    .............
    شعر برعدة شديدة فى جسده ..مع رغبة ملحة بالنوم ..
    أولج المفتاح فى باب الغرفة ..والتى يطل بابها على
    الشارع مباشرة فى إحدى المناطق النائية على أطراف المدينة ..
    يومان أجازته التى قضاها فى سهر شبابى مجنون..
    كان المطر ينهال مدرارا على رأسه التى يغطيها واقى الجاكت الجلدى
    و البرق ينير المكان بأضواءه الخاطفة والرعد يردعليه بزائيره المدوى
    أختلس نظرة من تحت الواقى إلى السماء وهو يردد فى نفسه ..
    - آها يا بلد النوات..أعشقك صيفا ..وأكرهك وأكره نواتك الشتوية..
    أضاء الغرفة ..أسند ظهره على باب الغرفة وهو يقلب بصره فيها
    غرفة ضيقة ذات حمام نونو كما كان يسميه لأمه ..
    شعر ببرودة شديدة فأخذ يبحث عن الموقد اليدوى ليشعله ويتدفأ بناره .
    مد يده بين السرير والأريكة لرفعه ووضعه فى منتصف الغرفة ..
    أرتد مذعورا وهو يبسلم ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ..
    رفعت رأسها بصعوبة بالغة ..نظرت إليه بعينين تنسحب منهما الحياة
    فى محاولات مستميتة حاولت الوقوف على قدميها..باءت كلها بالفشل
    بدأ يتمالك نفسه ..وهو يتسائل فى حيرة ..كيف دخلت ..ومتى ..
    أدار رأسه ونظر أسفل باب الغرفة..
    لم يجد قطعة القماش التى يحشرها أسفله لمنع دخول أى حشرات ..
    أرتجف قلبه مع أحساس قاتل بالذنب ..صارخا ..
    - ياالله لقد عُلقت هذه الروح فى رقبتى ..
    ترغرغت عيناه بالدموع وهاجت مشاعره ..
    هرول مسرعا ورفعها بين يديه وهى تحرك رأسها وقدميها بصعوبة
    بالغة ..شعر بجسدها المتخشب ..حاول أن يدفئها بفرك جسدها ..
    لفها بغطاء خشن ..أشعل الموقد ووضعها بجانبه ..
    لم يشعر بتغير ..
    هنا قفز إلى ذهنه الطعام ..نعم الطعام ....
    هرول إلى حقيبة سفره وأخرج ما أحضره معه من مخبوزات ولحم
    حاول أن يطعمها .. تراجع فى يأس..بعد أن تذكر أن من فى عمرها
    يشرب اللبن ..نعم اللبن ..
    أخذ يفكر وهو فى حيرة من أمره ..كيف ينقذ هذه الروح التى عُلقت
    برقبته ..وقد تجاوز الليل نصفه..والنوة على أشدها ..والمكان نائى
    العجوز ..نعم العجوز التى تسكن قريبا ..صديقة صاحبة الغرفة ..
    ذكرها بنفسه حتى أطمأنت له ..سمعت قصته ..أحضرت له كوبا من
    اللبن وهى تلهج له بالدعاء ..أن يعتق الله رقبته من ذنب هذه الروح ..
    عاد مسرعا وهو يضع كف يده على الكوب حتى لا يختلط بالماء ..
    أولج المفتاح بالباب ودفعه بكتفه ممسكا بكلتا يديه كوب اللبن ..
    شعر بها تندفع من بين قدميه تسبقه إلى الداخل ..
    تغرز أسنانها فى رقبة وليدها وترفعه ..
    تواجهه ..
    تراجع بظهره للخلف..
    مفسحا لها المجال لتخرج بوليدها ..
    (النهاية)

    التعديل الأخير تم بواسطة رضا الهجرسي; الساعة 26-02-2012, 01:35.
  • مباركة بشير أحمد
    أديبة وكاتبة
    • 17-03-2011
    • 2034

    #2
    قصة جميلة تحمل دهشة بين سطورها،وتدلل على موهبة قصصية صارخة ...لكن بالتأكيد فالقارئ بعد القراءة سيشعر ببعض غموض .
    فالقطة التي لاتقوى على أكل الخبز واللحم ،كيف لها أن تنعم "بوليد" ؟
    هرول إلى حقيبة سفره وأخرج ما أحضره معه من مخبوزات ولحم
    حاول أن يطعمها .. تراجع فى يأس..بعد أن تذكر أن من فى عمرها
    يشرب اللبن ..نعم اللبن ..

    ...............
    تحيتي لك أيها الكاتب القدير /رضا الهجرسي ،وتقديري.
    التعديل الأخير تم بواسطة مباركة بشير أحمد; الساعة 29-02-2012, 07:40.

    تعليق

    • رضا الهجرسي
      أديب وكاتب
      • 27-01-2012
      • 212

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مباركة بشير أحمد مشاهدة المشاركة
      قصة جميلة تحمل دهشة بين سطورها،وتدلل على موهبة قصصية صارخة ...لكن بالتأكيد فالقارئ بعد القراءة سيشعر ببعض غموض .
      فالقطة التي لاتقوى على أكل الخبز واللحم ،كيف لها أن تنعم "بوليد" ؟
      هرول إلى حقيبة سفره وأخرج ما أحضره معه من مخبوزات ولحم
      حاول أن يطعمها .. تراجع فى يأس..بعد أن تذكر أن من فى عمرها
      يشرب اللبن ..نعم اللبن ..

      ...............
      تحيتي لك أيها الكاتب القدير /رضا الهجرسي ،وتقديري.
      السيدة الفاضلة والواعية ..مباركة بشير أحمد ..
      من الواضح أنك تدققين فى قرائتك للقصة بوعى ..
      القطة التى وجدها بغرفته ..هى قطة وليدة .. ولا تقوى على أكل اللحم ..فى نهاية القصة تدخل الأم من بين قدميه ..وتحمل وليدها وترحل ..وتعتق رقبته ..
      شكرا لمرورك الواعى والمثمر ..

      التعديل الأخير تم بواسطة رضا الهجرسي; الساعة 01-03-2012, 03:46.

      تعليق

      • ريما ريماوي
        عضو الملتقى
        • 07-05-2011
        • 8501

        #4
        القصة جميلة ومشوقة..
        القطة الصغيرة هي التي استطاعت
        النفاذ من تحت الباب إلى الغرفة ولم تقدر
        أن تخرج, وأمها القطة الكبيرة هي التي دخلت
        مع بطلنا بالآخر لتستعيد وليدتها ..

        شكرا لك, استمتعت بما قرات.

        مودتي وتقديري.

        تحيتي.


        أنين ناي
        يبث الحنين لأصله
        غصن مورّق صغير.

        تعليق

        • آسيا رحاحليه
          أديب وكاتب
          • 08-09-2009
          • 7182

          #5
          القصة جميلة و فيها معنى رائع حقا
          ربما العنوان وجدته غير ملائم ..
          لا أدري ..هو مجرد رأي .
          سررت بالقراءة لك .
          تقديري.
          يظن الناس بي خيرا و إنّي
          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

          تعليق

          • مباركة بشير أحمد
            أديبة وكاتبة
            • 17-03-2011
            • 2034

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة رضا الهجرسي مشاهدة المشاركة
            السيدة الفاضلة والواعية ..مباركة بشير أحمد ..
            من الواضح أنك تدققين فى قرائتك للقصة بوعى ..
            القطة التى وجدها بغرفته ..هى قطة وليدة .. ولا تقوى على أكل اللحم ..فى نهاية القصة تدخل الأم من بين قدميه ..وتحمل وليدها وترحل ..وتعتق رقبته ..
            شكرا لمرورك الواعى والمثمر ..

            أشكرك أخي الكريم على ردك الجميل ...فالذي يرد على قصة همَشت لأيام ، وانتزعها من وحل " التصفير" ، يستحق الثناء ،لاعكسه ،حتى ولواختلفت وجهات النظر.فأنا عندما أرسم لوحة فنية واعرضها على الجمهور ،فاختلاف وجهات النظر فيها ،لن تعيب إبداعي ،إنما تفتح آفاقا جديدة ومختلفة لإبداع تلو إبداع...." واحترام الآخر ،واجب ....ومن قال أنه اعتلى قمم المجد ،فقد حكم على إبداعه ونفسه بالموت .إذ مابعد المجد إلا النهاية.
            ..........
            الذي جعل قصتك تبدو لي غامضة ،هو أنك كنت تتحدث عن أنثى ،واستوعبت أنها قطة .
            ثم فجأة ودون أي فاصل أدرجت كائنا آخر والذي تقول بانه أمها ...."وكلمة وليدها" هي التي شتت تفكيري ."فالوليد" ذكر وليس أنثى .
            تقديري لك وأسمى تحية .

            تعليق

            • سعد المصراتى مؤمن
              أديب وكاتب
              • 25-10-2009
              • 149

              #7
              الأستاذرضا/ مررت على هذه القصة المكتوبة بدون تكلف ,وكلى رضا على تفاصيلها وقد ازالت الأخت مباركه الغموض عن من دخل اهى العجوز ام الأم القطة الكبيرة كما اتضح فيما بعد , وهذا الأرباك هو عقدة الحبكة الفنية حتى يترك كل قارئ يتخيل كما يشاء ,ولكنك استعجلت بكشف اللغز , وهذا لاينقص من هذا العمل الرائع , ولا اكتمك سرا اذا قلت لك ان هذا الموقف حدث مع اولادى الصغار عندما اووا قطة صغيرة ودفؤها واطعموها اللبن , ولكنها لم تسكت ,فى الصباح اكتشفوا ان الام سرقتها من مخدعها ...
              اتمنى لك التوفيق ّّّ!11
              الطذير الحر *8

              تعليق

              • رضا الهجرسي
                أديب وكاتب
                • 27-01-2012
                • 212

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                القصة جميلة ومشوقة..
                القطة الصغيرة هي التي استطاعت
                النفاذ من تحت الباب إلى الغرفة ولم تقدر
                أن تخرج, وأمها القطة الكبيرة هي التي دخلت
                مع بطلنا بالآخر لتستعيد وليدتها ..

                شكرا لك, استمتعت بما قرات.

                مودتي وتقديري.

                تحيتي.
                الأخت الفاضلة ..ريما ريماوى ..
                دائما أسعد بمرورك الواعى وأستيعابك لأسقاطات القصة ..
                شكرا لمرورك المثمر

                تعليق

                • رضا الهجرسي
                  أديب وكاتب
                  • 27-01-2012
                  • 212

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                  القصة جميلة و فيها معنى رائع حقا
                  ربما العنوان وجدته غير ملائم ..
                  لا أدري ..هو مجرد رأي .
                  سررت بالقراءة لك .
                  تقديري.
                  السيدة الفاضلة ..آسيا رحاحلية ..
                  شكرا على رأيك بالقصة ..أما العنوان فيفرض نفسه من أحداث القصة ..وليس أختيار عفوى أو مزاجى للكاتب ..وهذا ما حدث لى فى قصة تعشير البقرة ..الموجودة بقسم الرواية ..ورفضه البعض وقبله الكثير بعد قراءة أحداث الرواية ..
                  سعيد بمرورك الراقى ..

                  التعديل الأخير تم بواسطة رضا الهجرسي; الساعة 03-03-2012, 06:31.

                  تعليق

                  • رضا الهجرسي
                    أديب وكاتب
                    • 27-01-2012
                    • 212

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة سعد المصراتى مؤمن مشاهدة المشاركة
                    الأستاذرضا/ مررت على هذه القصة المكتوبة بدون تكلف ,وكلى رضا على تفاصيلها وقد ازالت الأخت مباركه الغموض عن من دخل اهى العجوز ام الأم القطة الكبيرة كما اتضح فيما بعد , وهذا الأرباك هو عقدة الحبكة الفنية حتى يترك كل قارئ يتخيل كما يشاء ,ولكنك استعجلت بكشف اللغز , وهذا لاينقص من هذا العمل الرائع , ولا اكتمك سرا اذا قلت لك ان هذا الموقف حدث مع اولادى الصغار عندما اووا قطة صغيرة ودفؤها واطعموها اللبن , ولكنها لم تسكت ,فى الصباح اكتشفوا ان الام سرقتها من مخدعها ...
                    اتمنى لك التوفيق ّّّ!11
                    الطذير الحر *8
                    الأستاذ الفاضل ..سعد المصراتى مؤمن ..
                    أعتذر عن تسرعى لكشف الغموض ولك كل الحق فى عتابك ..وشكرا على تأييد الحادثة بحادثة مماثلة لأولادك ..فغريزة الأمومة زرعها الله فى الأنسان والحيوان ..بنفس القوة ..
                    شكرا لمرورك المثمر والمفيد ..

                    تعليق

                    • رضا الهجرسي
                      أديب وكاتب
                      • 27-01-2012
                      • 212

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة مباركة بشير أحمد مشاهدة المشاركة


                      أشكرك أخي الكريم على ردك الجميل ...فالذي يرد على قصة همَشت لأيام ، وانتزعها من وحل " التصفير" ، يستحق الثناء ،لاعكسه ،حتى ولواختلفت وجهات النظر.فأنا عندما أرسم لوحة فنية واعرضها على الجمهور ،فاختلاف وجهات النظر فيها ،لن تعيب إبداعي ،إنما تفتح آفاقا جديدة ومختلفة لإبداع تلو إبداع...." واحترام الآخر ،واجب ....ومن قال أنه اعتلى قمم المجد ،فقد حكم على إبداعه ونفسه بالموت .إذ مابعد المجد إلا النهاية.
                      ..........
                      الذي جعل قصتك تبدو لي غامضة ،هو أنك كنت تتحدث عن أنثى ،واستوعبت أنها قطة .
                      ثم فجأة ودون أي فاصل أدرجت كائنا آخر والذي تقول بانه أمها ...."وكلمة وليدها" هي التي شتت تفكيري ."فالوليد" ذكر وليس أنثى .
                      تقديري لك وأسمى تحية .
                      السيدة الراقية ..مباركة بشير احمد ..
                      أختلاف وجهات النظر للقراء شئ طبيعى ولكى كامل الحرية فى أستقبال القصة من خلال منظورك الخاص ..ولا أحد يعاتبك على ذلك ..
                      أكرر شكرى على أهتمامك الرائع الذى يدل على شخصية محترمة وحساسة ..

                      تعليق

                      يعمل...
                      X