عَلى الرَّصيف المُتَجَمَّد
كـَ صَقيعٍ يَلُفُّ الرُّوح
تَمايَلَت الخُطَى وَئيدة كـَ التَّايمز السَّاكن
مُسْتَسلِماً لـِ اِنْسكاب نُتف الثَّلج الغَزير
حينَ يُثقل حَركتهُ بَعيداً عنْ مأواه
لـِ عِناق يَتوق له بَينَ ذِراعي البَحر الحَنون
تَمَشت نَسَماتهُ عَلى وَجهي
وَاِمْتَزجْت بـِ أَنْفاسي الحارَّة
وَهي تَلْهو بـِ خُصلاتي كَـ يديكَ وَأَنت مَعي
لَوّحتُ بـِ يَديَّ مَعها
مُحاكيةً فِعل الأَشجار حينَ تَثنيها هُنا وَهُناك
دَندنات الأَجراس تَسْتَفزني
لـِ أَقيم صَلاتي أَمام حُروفكَ قَصيدة عِشقٍ إِلهي
أَغْمِسُ ريشَتي بـِ مِداد الشَّوق
فَـ يَضْرم حَريقاً عَلى صَفحة القَمر
حينَ تُلامسهُ بـِ وَلهٍ
كَي يَستجيب لـِ نِدائي حَتَّى أُكمل لَوحتي
وَلا يَغيبَ وَراء دِثار البَرد عَلى السَّماء
وَأُلَوِّنْها بـِ تَفاصيل يَومي الصَّغيرة
قَبلَ أَنْ يَحملها إِليكَ مِنِّي
أَبْدأُ وَهَذا السِّحرُ بـِ عَينيكَ
يُرافِقني بَحراً عَميق الكَلمات
وَشِراع أَبيض منْ نور الفَجر
يُبْحِرُ بـِ إِلْهام القَوافي
كـَ إِشْراق الطُّهر عَلى إِبداع ذاكَ الحُسْن
المَرسوم بـِ إِتقانٍ مَلائِكي يَستهويك
وَبينَ شَقشقات قَلبي يَطِلُّ
كـَ عُصفور سنونو
يُرَتِّل وَحي الهَوى بـِ نبرة صَوتكَ
وَيَلْتَقِطُ حَبات النَّدى مِنْ بينِ بَسماتي
لـِ يَثْمَل بِـ سُلاف الطِّيب منْ لماها
يَجِلس بـِ القُرب منْ نَهر عَسَلها
طِفل يَلْهو بـِ قِطْعَةِ سُكَر
يُراقِبها بـِ هُدؤ
حَتَّى تَذوب شَيئاً فـَ شَيئاً بينَ شَفتيهِ
أُزَيِّنُ الطَّاوِلَة بـِ زَهرةِ جوري
قُرمزية وَحيدة كَما تُحبها
تَتدلى مِنها شَرنقة داخل حَرير أَبيض شَفاف
تَنتظرُ بـِ شَغفٍ
أَنْ تُمزِّق غِطائَها
لـِ تَجول بـِ جَناحيها المَلونان
عَلى أَثير أَنفاسكَ الدَّافئة
فَراشة تَطوف بكَ كلَّ أَنحاء الدُّنى
وَهي ما تَزال بينَ يَديكَ ساجِدة !
فَـ في عَينيكَ مُدن العالم تَظهر لي
وَتُناديني
لِـ نَترك بَصمتنا فيها
وَتبرَّ بـ وَعدكَ الَّذي أَقسمت
وَأَختمتُ لَوحَتي
بـِ تَوقيعِ قُبلةٍ مُلتَهبةٍ عَلى زاويتِها
فـَ أَحرقتِ الرَّسم
وَتَناثر رَمادهُ إثر تَنهيدةٍ بِـ صَدري
بَعثرها الرِّيح البارد وَمَضى !
وَكَذا أَنا أَسوق خُطواتي وَأَمضي
عَلى أَنْغامٍ تَأتي مِنْ المَقْهَى العَربي القَريب
لـِ صَوت فيروز الَّدافئ ...
( حَبيتك بـِ الصَّيف ... حَبيتكبـِ الشِّتي .....
رذاذ يوســف
تعليق