الأرملة السوداء.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عيسى بن محمود
    أديب وكاتب
    • 06-12-2011
    • 39

    الأرملة السوداء.

    حدجته بنظرة و قد حملق في النهدين البارزين عمدا ، لما أن انحنت النادلة التي لطخت وجهها بعناية ، واضعة المشروب و ورق الحساب على الطاولة المنخفضة جدا لأجل ذاك.
    و كان موعدهما بعد أن التقاها في مكتب الضمان الاجتماعي ذات حزن يعلو هامته ، لما أن قطبت ثم نظرت متفحصة وثائق التعويض :
    رحمها الله
    مفتعلة حنوا.
    و ها اللقاء لاستكمال التعارف .
    سألته : منذ متى ترملت ؟
    ثم استدركت: نسيت أن الملف عندي ،
    هل كان وقتها بصدد البحث عن التي تعيد لجدران قلبه حيوية ، و تبعث في رحابتها بعض الدفء؟
    أم تراه لما يتهيأ بعد حين استدرجته؟
    تمادت في رفع كتفها مرارا و هي تقترب منه أكثر ليحس بمداعبة رهيفة من نعومة الفرو الذي اختارته لهذا اللقاء ، مع أن الفصل لم يحن بعد ليرسل جام برده ، و إن هي إلا بوادر خفيفة لشتاء قادم قد يتأخر.
    الدور دوره و البديهة حاضرة غائبة في تزامن ، و ما يعوزه قط لفظ تتلوه علامات تساؤل حتى و إن كانت مفتعلة ، ليزيل جو الصمت الذي يأتي بعد أن تبرد تلك الجمل الحاملة إستفهامات تسبقها همزة التساؤل، لكنه لم يجزم بعد إن كان بصدد الزواج بهذه السرعة.
    بادلها السؤال و قد تخابث بأدب:
    في أوج الشباب و النظارة ، ماشاء الله ، تكونين ما سبق لك الزواج قط؟
    و قد واصل في سره:
    و هن يغرهن الثناء
    تمادت في إظهار أناقتها و كما الكهرباء تسري هذه الملاطفة:
    الكل يخالني كذلك ، الحقيقة اني تزوجت قبلا.
    حقا؟
    نعم و ترملت مثلك
    حقا؟
    لم يدم زواجي طويلا
    كيف؟
    لا أريد أن أتذكر
    أسحب سؤالي
    لا، لا ، لا أقصد أني لا أريد الإجابة ، المسألة فقط أني أتضايق من الذكريات أحيانا.
    للزمن ترك الرد ، و حملا عشيتهما معا يطوفان بها المدينة الغارقة في صمت الاهتمام.
    منحته كل الصباحات الجميلة ، كأن لا ليل يترادف ، و جميل الأماني متواقتة مع مراسيمها التي أعدتها مشدودة بخيوط فضية في غير عنف.
    إلى العش الذي أرادت قادته باستعجال جلي ، استطالت الليالي ، استبدت و استلذ، و تطبيق معايير المعاشرة يكتسب طقوسا جديدة كل ليلة و السرير يئن.
    أنوي التوجه غدا إلى..
    هل ضقت ذرعا بدفء السرير
    لا ، لا أقصد..
    مللت مني ؟ يمكننا تبادل الأدوار
    لا أقصد..
    يمكنني أن أقصد المكان الذي لك فيه حاجة ، أنوبك يا حبيبي ، ليس عليك أن تتعب نفسك.
    انصاع و أطاع و استلقى ، و ما عادت مخملية تلك الفراش و الأثداء مترهلة بعد نزع حاملها ، و قد برزت في الأصابع أظافر أخرى ، و ارتفعت السيقان متقوسة عن السرير ، و أشواك كما الإبر تخترق الجلد بتأني ،
    و امتد رأسها تجاه ملامحه و استطال اللسان ، أشاح بوجهه فأمتد لسان الأرملة السوداء في الشريط الوثائقي الذي كانت تعيد بثه القناة للمرة الرابعة على التوالي ، بعد أن أحكمت شراكها على ذكر الفراش ،
    و بلهب رهيب في تلك العينين البارزتين حدقت حيث التفت فتكسرت كل المرايا.
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    أهلا بك أخي المبدع الجميل
    مررت من هنا
    و قرأت
    و لكن يبدو أني شردت منك قليلا


    لي عودة لأقرأ لمرة ثانية


    تحياتي
    sigpic

    تعليق

    • بيان محمد خير الدرع
      أديب وكاتب
      • 01-03-2010
      • 851

      #3
      يا ويلي .. و الله و لا فيلم لهيتشكوك ..
      لكن أخي الأستاذ عيسى حقيقة كنت مبدعا رائعا بوصف المشهد وواقعيته
      تقديري أيها البهي ..
      تحياتي

      تعليق

      • عيسى بن محمود
        أديب وكاتب
        • 06-12-2011
        • 39

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
        أهلا بك أخي المبدع الجميل
        مررت من هنا
        و قرأت
        و لكن يبدو أني شردت منك قليلا


        لي عودة لأقرأ لمرة ثانية


        تحياتي
        أستاذ ربيع عقب الباب
        الى حين عودة لك المحبة و التقدير سرمدا.

        تعليق

        • عيسى بن محمود
          أديب وكاتب
          • 06-12-2011
          • 39

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة بيان محمد خير الدرع مشاهدة المشاركة
          يا ويلي .. و الله و لا فيلم لهيتشكوك ..
          لكن أخي الأستاذ عيسى حقيقة كنت مبدعا رائعا بوصف المشهد وواقعيته
          تقديري أيها البهي ..
          تحياتي
          الماجدة بيان محمد خير الدرع
          قد يكون الواقع احيانا هتشكوكيا ايضا ، و قد يكون أشد مما نصف.
          تقبلي عظيم تقديري و خالص احترامي.

          تعليق

          يعمل...
          X