.. راحت فلوسك يا صابر ..!!
جعل الله كلامنا خفيفا على السامعين ، وأن لا يجعلنا من الحاقدين والمتشمتين
أيام زمان كنا نتابع فريد شوقي وهو يصفق الراح بالراح ( ويقول . راحت فلوسك يا صابر ) وذهب مثلا في العراق على ضياع النقود في صفقات خاسرة ، والآن نصفق ونقول (ضاعت فلوسك يا العراقي ) بعدما صار حالنا ( مثل البعير يحمل ذهب ويأكل عاكول )
حضرت مبكرا للدوام كعادتي ، ولما جلست على كرسيي الدوار،نافخا نفسي كطاووس رغم إني لا أملك مقومات هذه النفخة لأني لا املك كرشا ولا جسما ضخما ، لكن الكرسي هو من زينها لي ، قدمت زميلتي الموظفة (السكرتيرة )الشاي المهيل وأعطتني عددا من الصحف كي أقرأها ، اختلست نظرة إلى قوامها الممشوق ولعنت أيام المشيب التي خذلتني أمام فتنة الشباب ، فهذا العمر كله لم أحقق ثلاث( أمنيات ) (سيارة ، وامرأة ممشوقة القوام ، وبيت ،) ولكن هذه قسمتي (كلمن وقسمته ) تصفحت الجريدة وأنا شارد الذهن
وكم كانت فرحتي كبيرة وأنا أقرأ خبرا مفاده . إن الحكومة العراقية تعاقدت على شراء 350 سيارة مصفحة ،
لحماية أعضاء مجلس النواب الذين أنتخبهم الشعب ، وبما أن البرلماني ممثلا للشعب ، وإني أنا من انتخبته لذا فلي الحق بصعودها لحمايتي من المفخخات ، أو لأخرج أنا وزميلتي الموظفة في نزهة رومانسية ، نطوف بها المنطقة الخضراء ( أمام مسمع ومرأى كل النمامين الذين ينقلون أخباري مباشرة إلى أم منار زوجتي )
وهي بادرة طيبة جدا ملأتنا سرورا ، حينها خطرت على بالي فكرة ، هي أن تعم هذه الظاهرة على جميع البرلمانات العربية ، و بعدها نتحول إلى برلمانات العالم
فنتأمل من كل البرلمانيين العرب أن يحذون حذونا ، ويسعون سعينا ، فلدينا سماسرة يستطيعون
أن يخفضوا لهم أسعار هذه المصفحات و سوف يسهلون كل مهماتهم لأن لهم خبرة كبيرة في هذا المجال .. والحق يقال إنهم (طيبون جدا إلى حد السذاجة ) بحيث إن الشركات الأجنبية لا تحب التعامل إلا معهم ،وإنهم أمناء جدا ،ولا يأخذون أكثر من ألف بالمائة عمولة لأتعابهم ،
قيمة هذه المصفحات والعهدة على القائل 60 مليار دينار عراقي أي أن هذا المبلغ كافيا لبناء أكثر من 2400 وحدة سكنية بسعر 25مليون دينار وهو كاف لإطعام جياع العراق لثلاثة أشهر
ولا اعتراض على ذلك فهناك نقطة نظام في البرلمان العراقي تؤكد أن أمن النواب قبل أمن الشعب ، والكتلة البرلمانية قبل الانتماء العراق وأمن المواطن مسؤوليته هو , فعليه اتخاذ كافة الإحتياطات الأمنية لنفسه للحفاظ عليها ... و لكن الحاقدين وما أكثرهم يقولون إن البرلماني في العراق لا يهش ولا ينش ...؟، ولعل واجبه فقط هو إطلاق بالونات من التصريحات والوعود ...؟ ، وألا ترى حراكهم إلا وهم يوقعون على امتيازاتهم الخاصة ومنها قانون التقاعد ، وقانون المصفحات . وزيادة رواتبهم الخيالية ..؟
ونقولها كفاكم حسدا ، , لذلك فأنا أقترح إزالة شعار واجهة البرلمان
( و آمرهم شورى بينهم ) وإبدالها( بالحسود لا يسود)
بعض الصحف الحاقدة على النواب نشرت خبرا تقول فيه ( العراقيون غاضبون لشراء البرلمان 350 مصفحة ) ولما سألت زميلتي قلت لها هل أنت مستاءة ..؟، أكدت لي أنها لن تستاء أبدا ، فما دام البرلماني بأمان ( أحنا بأمان ...) حينها زاد إعجابي بها ، وقدمت طلبا بمكافئتها ، لما لمسته منها من روح وطنية
ما أكثر الحاقدين عليك إيها النائب ،
بوركت إيها النائب وأنت تقف شامخا معتدا في مجلس النواب
لتلغي مشروع سكن واطئ الكلفة للفقراء بمبلغ 2ترليون عراقي في موازنة 2012 لأنه لا يكفي لحل أزمة السكن فيجب أن يلغى وتحول المبالغ إلى منافع اجتماعية للرئاسات الثلاث
وبوركت وأنت تؤجل للمرة الألف قانون التقاعد العام
و سدد الله خطاكم وأنتم
تناقشون مشروعا أكثر أهمية من الفقير هو أن يخصصوا مبالغ أخرى لشمول عوائل البرلمانيين بمكرمة السيارات المصفحة ،
و حماكم الله من غدر المفخخات لتكونوا شوكة بعيون من يقول أنكم لا تفكرون بالفقير
فها أنتم تصوتون على مشروع تخفيض سعر الباذنجان من ألف دينار للكيلو الواحد
إلى 750 دينارا ، ليكون في متناول جميع الفقراء ..
سيروا على بركة الله .، ونحن من ورائكم
(نعض أصابع الندم على انتخابكم )
تعليق