عفراء والشوكولا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حنين حمودة
    أديب وكاتب
    • 06-06-2010
    • 402

    عفراء والشوكولا

    مشطت عفراء شعر دميتها ميسون، وسافرت معها في دنيا من اللعب اللذيذ.

    وضعت يد حقيبتها على كتفها، وطلبت من ميسون بلطف أن تعتني بإخوتها فيغيابها.

    عادة تهب ميسون على قدميها وتقول: حاضر ماما.

    لكنها هذه المرة لم تفعل!

    راع عفراء هذا الصمت، فعادت إلى ميسون تتلمس جبهتها.

    : أوووه!! أنت تغلين يا ماما.

    وضعت عفراء حقيبتها على الطاولة، وشمرت يدها لتحضّر كمادات الماء البارد.

    كانت عفراء ،ككل أم، تسمع تأوهات ابنتها وإن لم تنطق بها.

    صارت تضع الفوطة في الصحن، تعصرها، وتضعها على جبهة ميسون.

    وتقول: بسيطة يا روحي، بسيطة.. الآن ستنزل حرارتك.

    فجأة تغيرت نبرة عفراء، ورفعت إصبعها في وجه ميسون، وقالت:

    "بس.. كل الحق عليك. قلت لك أن لا تأكلي البوظة! قلت لك: ستمرضين.شفت؟!"

    البوظة!!

    وتلمظت عفراء!

    كانت عفراء تعرف بأنه لا بوظة في البيت، لكنها كانت تعرف كذلك أن ماما تخبئبعض الحلويات في خزانة المطبخ.

    تركت ميسون على سرير الإسعاف في غرفتها.. وتسللت نحو المطبخ.

    كانت ماما تجلس في غرفة الجلوس، مغمضة العينين.

    نادت عفراء بصوت خفيض: ماما.. ماما..

    لكن ماما لم تسمعها.

    مضت عفراء إلى المطبخ.

    كان في المطبخ خزانة كبيرة بأبوابٍ كثيرة.

    فتّحت كل الأبواب.. ومدت رأسها تتلصص.

    رز-سكر-حليب-حمص-..

    ومدت يدها الصغيرة تقلب في الخزين علّها تجد!

    علقها شيء أبيض!! آه! طحين.. لاتعرف كيف علق يدها!

    ضربت كفا بكف..

    نظفت يدها.. وتناثر بياضا على ثوبها الأخضر الجميل، وعلى أرض المطبخ.

    سحبت كرسيا لتقف عليه.. فقد رأت باباً في أعلى الخزانة لم يفتح بعد.

    وقفت على الكرسي، ومدت يدها لأقصى طول.. وراحت أصابعها تعبث في المجهول.

    : آه! هذه شوكولا ملفوفة بغلاف كحلي بديع!!

    فكت الغلاف، وقضمت قضمة.

    : آه! كم هي لذيذة!!

    مدت يدها مرة ثانية. كان صيدها ملفوفا بغلاف كحلي كذلك.

    لذيذ.. لكنها تريد الشوكولا صاحبة الثوب الأحمر!

    كانت ماما تقول: يكفيك واحدة.

    وفي الأعياد: يكفيك اثنتان.

    الآن، ما عاد يكفيها شيء!

    تناثرت أثواب الشوكولا الملونة والمثنّية على أرض المطبخ.

    حين دخلت ماما المطبخ راحت عيناها تجولان على المعمعة الدائرة فيه.

    طحين وأثواب شوكولا..

    أبواب مفتحة، وكرسي مزاح.. آآآه! وعفرااااااء!!

    كانت شوارب عفراء ولحيتها البنية فضيحتها المشهرة!

    لقد أمسكتها ماما متلبسة.

    ارتفع صوت ماما مؤنبة: عفرااااااااااااااء!!!

    لكن دموع عفراء كانت أسرع، فأربكتها.

    خفضت ماما نبرتها، وقالت بتخوّف:

    عفراء، ما بك؟!

    كانت الحمرة قد تسللت في وجه عفراء..

    وتدوّرت عيناها.

    شدّت عفراء يديها على بطنها وصاحت:

    آآآآآآآه.. بطني، بطني.





    2-2012
  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #2
    رررررررائعة يا حنين
    عظة وتوجيه وعبرة

    تعليق

    • محمد النجار
      أبو أوركيدا
      (رئيس تحرير)
      • 05-03-2008
      • 300

      #3
      ربما لم تكن شوكولا؟

      اعجبني تصاعد وتيرة الاحداث باثارة
      دمت مبدعة
      اعتقد ان الشوكولا افضل من فئران فهيمة
      لعنا الصمت ع الظُّلاَّم
      سبقنا وكلنا قدام
      مافيش غايب ولا حاضر
      إلا وحضَّر الأقلام
      أنا صحفي وما أرضى
      أكون من جملة الأنعام

      تعليق

      • حنين حمودة
        أديب وكاتب
        • 06-06-2010
        • 402

        #4
        شكرا أستاذة ريمة الخاني.
        الحمد لله،أعتقد بأنني وفقت فيها، ونقلت لحظات طفولية صادقة.
        شكرا

        تعليق

        • سعاد محمود الامين
          أديب وكاتب
          • 01-06-2012
          • 233

          #5
          سلاسة ووعذوبة تتدفق فى سرد الطفولة ومشاكستها .
          مصر ومامصر سوى الشمس
          التي بهرت بثاقب نورهاكل الورى
          والناس فيك إثنان...
          شخص رأى حسنا فهام به
          وشخص لايرى!

          تعليق

          • حيرت قلبي
            • 02-07-2012
            • 1

            #6
            حلوة وقريبة من الطفل

            تعليق

            يعمل...
            X