حَنـَانـَيْكَ يا طـُهْرَ المسافةِ...
شعر: عبد اللطيف غسري
رأيـــتُ بـمـرآتـي الـعـهـودَ الـخـوالـيـا
لـهـا أثــرُ الـذكـرى بِيَـوْمـي وحـالـيـا
تَـبـاعَــدَتِ الأزمــــانُ لــكــنَّ ثِـقْـلَـهــا
يَــنـــوءُ بـــــهِ مسـتـقـبـلـي ومــآلِــيــا
رأيـــتُ شـمـاريـخَ الطـفـولـةِ غَـضَّــةً
تـطُـوف بـوجـدانـي وتُـذكِــي خَيـالـيـا
يُزاحمُـهـا نـبـضُ الشـبـابِ بمُهـجـتـي
فتَصْطـخـبُ الآهــاتُ حَـــرَّى بِبـالـيـا
رأيـــتُ شـآبـيـبَ الحـنـيـن تـهـاطـلـتْ
كقطر الندى تَـرْوي الربـى والدواليـا
وتـغـســلُ أوراقَ الــفــؤادِ فـتـنـتـشـي
وتَشْحَـذ أطــرافَ النُّـهـى والحواشـيـا
وتَـسْـقـي بـأنــواءِ الصـبـابـةِ دوحـــةً
وتـمــلأُ بالـشَّـهـدِ النـمـيـر الـسـواقـيـا
أنَـظِّــفُ مـــرآةَ الـخـيـال بـخـاطِــري
أرى حاضـري والذكـريـاتِ البواقـيـا
فـتـقـفـزُ أحــــلامٌ بــروحِــي شـفـيـفــةٌ
كأشـبـاح أضــواءٍ تَـشِــفُّ الـروابـيـا
وقـفـتُ عـلـى شَــط ِّالـشــروق أبُـثُّــهُ
لواعـجَ أمـسـي والـقـروحَ الضـواريـا
فعَـاوَدَنِـي طـيـفُ الـغــروبِ بهـمْـسِـهِ
وأشـجـانـهِ، مَـــا لِـلْـغــروبِ ومـا لِـيــا
ولكِـنَّـنـي لازمْـــتُ رُفــقــة َأحْْــــرُفٍ
يُـغـادِرْنَ أفـيــاءَ الـسـكـونِ صَـوَادِيــا
ويبْحَثْنَ عنْ رُكنٍ بِصَرْح الضياءِ لا
يُــغــادِرْنَــهُ إلا خِــفــافًــا كَــوَاســيـــا
فَذِي صَهَـوَاتُ الغيْـم أضْحَـتْ سَقيمـةً
وَذا جـسـدُ الأحــزان أصـبـحَ عـاريـا
تُرى هلْ يَشِينُ الوردَ أن يفقـدَ الشـذا
وأنْ يَخسَـرَ النـهـرُ المـيـاهَ الجـواريـا
حَنَانَيْـكَ يـا طُـهْـرَ المسـافـةِ ضُمَّـنِـي
لقدْ تاهَ نجمي عـن شجونـي وَمَـا بِيـا
أسابـقُ بِـرْذوْنَ الـزمـان وفــي يــدي
لُفـافـة ُشـعـرٍ أنْزَلَـتْـهـا الـــرُّؤى لِـيــا
لـعـلَّ ظِـبــاءَ الـبَــوْح تـمــلأ غَـابَـتـي
إذا صَـحَّ عَزْمـي فَاقْتَنَصْـتُ القوافـيـا
وغامـرتُ فـي صَيْـدِ الـشـواردِ حـيـةً
وغافـلـتُ أطـيَـارَ الشـعـور الجـواثـيـا
لـعــلِّــيَ أبْــنـــي لِـلْــوُجــودِ سـفـيــنــةً
فيبـحـرَ فــي يَــمِّ القـصـيـدةِ رَاضـيــا
وأصنعُ مجدَ القلبِ فـي ساحـةِ المُنـى
وفـي مُـدُنِ التطـريـبِ أعْـلِـي مَكانـيـا
(من ديوان "قوافلُ الثلج")
شعر: عبد اللطيف غسري
رأيـــتُ بـمـرآتـي الـعـهـودَ الـخـوالـيـا
لـهـا أثــرُ الـذكـرى بِيَـوْمـي وحـالـيـا
تَـبـاعَــدَتِ الأزمــــانُ لــكــنَّ ثِـقْـلَـهــا
يَــنـــوءُ بـــــهِ مسـتـقـبـلـي ومــآلِــيــا
رأيـــتُ شـمـاريـخَ الطـفـولـةِ غَـضَّــةً
تـطُـوف بـوجـدانـي وتُـذكِــي خَيـالـيـا
يُزاحمُـهـا نـبـضُ الشـبـابِ بمُهـجـتـي
فتَصْطـخـبُ الآهــاتُ حَـــرَّى بِبـالـيـا
رأيـــتُ شـآبـيـبَ الحـنـيـن تـهـاطـلـتْ
كقطر الندى تَـرْوي الربـى والدواليـا
وتـغـســلُ أوراقَ الــفــؤادِ فـتـنـتـشـي
وتَشْحَـذ أطــرافَ النُّـهـى والحواشـيـا
وتَـسْـقـي بـأنــواءِ الصـبـابـةِ دوحـــةً
وتـمــلأُ بالـشَّـهـدِ النـمـيـر الـسـواقـيـا
أنَـظِّــفُ مـــرآةَ الـخـيـال بـخـاطِــري
أرى حاضـري والذكـريـاتِ البواقـيـا
فـتـقـفـزُ أحــــلامٌ بــروحِــي شـفـيـفــةٌ
كأشـبـاح أضــواءٍ تَـشِــفُّ الـروابـيـا
وقـفـتُ عـلـى شَــط ِّالـشــروق أبُـثُّــهُ
لواعـجَ أمـسـي والـقـروحَ الضـواريـا
فعَـاوَدَنِـي طـيـفُ الـغــروبِ بهـمْـسِـهِ
وأشـجـانـهِ، مَـــا لِـلْـغــروبِ ومـا لِـيــا
ولكِـنَّـنـي لازمْـــتُ رُفــقــة َأحْْــــرُفٍ
يُـغـادِرْنَ أفـيــاءَ الـسـكـونِ صَـوَادِيــا
ويبْحَثْنَ عنْ رُكنٍ بِصَرْح الضياءِ لا
يُــغــادِرْنَــهُ إلا خِــفــافًــا كَــوَاســيـــا
فَذِي صَهَـوَاتُ الغيْـم أضْحَـتْ سَقيمـةً
وَذا جـسـدُ الأحــزان أصـبـحَ عـاريـا
تُرى هلْ يَشِينُ الوردَ أن يفقـدَ الشـذا
وأنْ يَخسَـرَ النـهـرُ المـيـاهَ الجـواريـا
حَنَانَيْـكَ يـا طُـهْـرَ المسـافـةِ ضُمَّـنِـي
لقدْ تاهَ نجمي عـن شجونـي وَمَـا بِيـا
أسابـقُ بِـرْذوْنَ الـزمـان وفــي يــدي
لُفـافـة ُشـعـرٍ أنْزَلَـتْـهـا الـــرُّؤى لِـيــا
لـعـلَّ ظِـبــاءَ الـبَــوْح تـمــلأ غَـابَـتـي
إذا صَـحَّ عَزْمـي فَاقْتَنَصْـتُ القوافـيـا
وغامـرتُ فـي صَيْـدِ الـشـواردِ حـيـةً
وغافـلـتُ أطـيَـارَ الشـعـور الجـواثـيـا
لـعــلِّــيَ أبْــنـــي لِـلْــوُجــودِ سـفـيــنــةً
فيبـحـرَ فــي يَــمِّ القـصـيـدةِ رَاضـيــا
وأصنعُ مجدَ القلبِ فـي ساحـةِ المُنـى
وفـي مُـدُنِ التطـريـبِ أعْـلِـي مَكانـيـا
(من ديوان "قوافلُ الثلج")
تعليق