الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه

    الأساتذة الكرام

    اريد أن استفسر عن هذا الدعاء :

    الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه

    هل فيه اسناد للمكروه إلى الله .. حيث أن بعض الأشياخ قد اعترضوا على هذه الصيغة باعتبارها سوء أدب مع الله .. بدعوى أن فيها اسناد للمكروه إلى الله عزوجل .. فأردت أن استفسر عن لدى أساتذة اللغة والنحو .

    فما رأيكم دام فضلكم .
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
  • وفاء الحمري
    أديب وكاتب
    • 09-11-2007
    • 801

    #2
    جزاكم الله كل خير
    هنا الإفادة والإستفادة
    يا الموجي: حرض اللغويين على السجال
    .
    كفرت بالسلم والإذعان والوهن
    وذلة ظهرت في السر والعلن
    ووردة أهديت لهم بلا خجل
    وشوكة الهود تسقي السمّ في وطني
    من قصيدة فلسطين الأم
    وفاء الحمري
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
    مدونة الساخرة​

    تعليق

    • د. وسام البكري
      أديب وكاتب
      • 21-03-2008
      • 2866

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
      الأساتذة الكرام

      اريد أن استفسر عن هذا الدعاء :

      الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه

      هل فيه اسناد للمكروه إلى الله .. حيث أن بعض الأشياخ قد اعترضوا على هذه الصيغة باعتباره سوء أدب مع الله .. بدعوى أن فيها اسناد للمكروه إلى الله عزوجل .. فأردت أن استفسر عن لدى أساتذة اللغة والنحو .

      فما رأيكم دام فضلكم .
      [align=justify]أعتقد أستاذي العزيز محمد شعبان الموجي أن هذا السؤال موجود في مكان آخر، فلتكن مشاركات الأخوة الأفاضل في ذلك المكان، رابطه هو:



      اسمح لي بهذا، لئلا تتداخل الموضوعات، وأن يكون جهد الجميع في الموضوع في مكان واحد.
      وأنا ـ بتواضع ـ أرى أنّ المشاركة ضرورية للجميع، إذ ليست المسألة أنّ هذا السؤال في نافذتي التي أُشرف عليها وذلك لستُ مسؤولاً عنه، فلا أشارك فيه !!! نعم من الممكن التنبيه على السؤال من خلال الوسائل المتاحة؛ فلربما الانشغال في موضوعات معينة تجعل المشارك يغفل عن موضوعات أخرى. وسأحاول المشاركة إن شاء الله.
      وتقبّل اعتذاري وتحياتي
      [/align]
      د. وسام البكري

      تعليق

      • د. وسام البكري
        أديب وكاتب
        • 21-03-2008
        • 2866

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة وفاء الحمري مشاهدة المشاركة
        جزاكم الله كل خير
        هنا الإفادة والإستفادة
        يا الموجي: حرض اللغويين على السجال
        .
        [align=justify]وجزاكِ الله ألف خير ـ عزيزتي وفاء الحمري ـ عنّا جميعاً وعن العِلم وأهله، وهذا تشجيع منك يُجسّد هتمامك بالملتقى؛ ويشهد الله مازال الأستاذ الفاضل محمد شعبان الموجي[/align] [align=justify]يُحرّضنا على النقاش الهادف، والممتع.[/align]
        [align=justify]ودمت بخير[/align]
        د. وسام البكري

        تعليق

        • mmogy
          كاتب
          • 16-05-2007
          • 11282

          #5
          استاذي واخي الحبيب / د.وسام البكري

          معذرة .. فقط وضعت السؤال هنـا لآن جوابه هناك يتوقف على معرفة الجانب اللغوي والنحوي هنــا .. وعلى العموم أنتظر من حضرتك جوابا .

          شكرا لك استاذي
          إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
          يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
          عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
          وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
          وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

          تعليق

          • د. وسام البكري
            أديب وكاتب
            • 21-03-2008
            • 2866

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
            استاذي واخي الحبيب / د.وسام البكري

            معذرة .. فقط وضعت السؤال هنـا لآن جوابه هناك يتوقف على معرفة الجانب اللغوي والنحوي هنــا .. وعلى العموم أنتظر من حضرتك جوابا .

            شكرا لك استاذي
            [align=justify]عفواً أنا الذي يعتذر؛ فلربما خانني التعبير، فلم أقصد شيئاً آخر، ولكن كان هاجسي هو توحيد الموضوعات فقط. وإذا تفضلتم بفتح صفحة للعنوان في ملتقى الدراسات اللغوية والنحوية، فعلى الرّحب والسعة، وكأنكم تقولون: إن الموضوع له ارتباط بالمنحى اللغوي قبل أن يكون له ارتباط بالمنحى العقائدي. من هذا المنطلق، صدقتم والله. فأعتذر أشد الاعتذار.
            وسأشارك إن شاء الله
            وتقبّل تحياتي
            [/align]
            د. وسام البكري

            تعليق

            • mmogy
              كاتب
              • 16-05-2007
              • 11282

              #7
              استاذي الفاضل د.وسام

              نقلت المشاركات على حسب ما فهمت من كلامك .. فإن كان المكان غير مناسب فالرجا نقله إلى مكانه المناسب .

              شكرا وفي انتظار الحجة اللغوية التي نؤكد بعدها على مشروعية الدعاء من عدمه .
              إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
              يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
              عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
              وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
              وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

              تعليق

              • نذير طيار
                أديب وكاتب
                • 30-06-2007
                • 713

                #8
                أخي الأستاذ محمد شعبان الموجي:
                لا وجود لإسناد المكروه إلى الله في ذلك الدعاء.
                فلليس هناك أي صيغة من صيغ النسبة في الدعاء المذكور.
                ولكن القائلين ببطلانه من الذين توسعوا كثيرا في مفهوم البدعة والحرام.
                وإذا افترضنا أن كلمة مكروه محرمة في هذا الدعاء فهي محرمة في غيره.
                فلو قلت: اللهم أبعد عني كل مكروه
                أو
                ربي اجعلني في منأى عن كل مكروه
                ومن قالوا بالحرمة يهدفون كما هو واضح إلى سحب الكلمة من التداول بدعوى أنها تختزن شيئا من التبرم بقضاء الله.
                وأنا لا أرى كل هذا أبدا، فهؤلاء يضيقون واسعا، ويحرمون حلالا، ويبدعون مباحا.
                لو كان الدعاء على الصيغة التالية:
                الحمد لله الذي لا يحمد على شروره (أستغفر الله العظيم) سواه"
                لكان ذاك سوء أدب معه سبحانه.
                لأن الخير ينسب إليه، أما الشر فلا ينسب إليه أبدا، رغم أنه خلقه لحكمة كبرى.
                وهذا ما تدل عليه آيات القرآن:
                "أشرا أريد بمن في الأرض جميعا أم أراد بهم ربهم رشدا"
                وفي الحديث:
                "والخير منك والشر ليس إليك"
                فليس في مخلوقات الله شر محض، وكل هدفه خير.
                كذلك لو قال:
                الحمد لله الذي لم يخلق مكروها سواه
                لكان ذلك سوء أدب كبير مع الله.

                أما الدعاء المذكور فليس فيه أي شيء من هذا القبيل.
                وإني لأعجب كيف افترض هؤلاء في الدعاء غائبا هو نسبة المكروه إلى الله وأهملوا حاضرا جوهريا هو تخصيصه سبحانه بكل حمد، وهو المعنى الظاهر للدعاء.
                التعديل الأخير تم بواسطة نذير طيار; الساعة 19-04-2008, 17:34.

                تعليق

                • د. وسام البكري
                  أديب وكاتب
                  • 21-03-2008
                  • 2866

                  #9
                  [align=justify]الأستاذ الفاضل محمد شعبان الموجي
                  أيها الأخوة الأعزاء

                  ماذا يقول (المعترض على الدعاء) في الآيات الآتية ؟ !:
                  * (فإنّ مع العسر يسرا، إنَّ مع العسر يُسرا) الانشراح5-6
                  * (وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون) الأعراف 168
                  * أمْ حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتِكم مَثَلُ الذين خَلَوا مِن قبلكم مَسَّتهم البأساء والضرّاء وزُلزِلُوا) البقرة 214
                  * (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) النساء 19

                  فضلاً عن آيات الهداية والضلال، التي فيها ما فيها، فهل يجوز لنا أن نَنسب معانيها الظاهرة بما يُسيء إلى الخالق عزّ وجلّ ؟ ! !
                  وهل ينادي المنادي بحذفها لأنها نَسبَت إلى الله عزّ وجل إضلالاً للبشر (حاشاه) ؟ !!
                  وللكلام صلة ...... وتصبحون على خير.
                  [/align]
                  د. وسام البكري

                  تعليق

                  • د. وسام البكري
                    أديب وكاتب
                    • 21-03-2008
                    • 2866

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
                    الأساتذة الكرام
                    اريد أن استفسر عن هذا الدعاء :
                    الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه
                    هل فيه اسناد للمكروه إلى الله .. حيث أن بعض الأشياخ قد اعترضوا على هذه الصيغة باعتبارها سوء أدب مع الله .. بدعوى أن فيها اسناد للمكروه إلى الله عزوجل .. فأردت أن استفسر عن لدى أساتذة اللغة والنحو .
                    فما رأيكم دام فضلكم .
                    [align=justify]دام فضلكم أستاذي محمد شعبان الموجي، وإنّه ليؤسفي أن لا يشارك الأساتذة الأفاضل في الإجابة، ولو بكلمة واحدة، مسندة بدليل أو غير مُسندة، فلا يعدم مثقّفونا أية إشارة إليه. وأعتقد أن الأمر ليس بهذه الحساسية التي يظنّها بعضهم، فكل الأمر هو النظر في القول، وبالإمكان الاستعانة بالمصادر لتصحيحه أو تخطئته !!. أما إذا كان الاعتقاد أن السؤال موجّه لشخص معيّن أو لفئة معيّنة، فهذا غير صحيح، فلا وسام ولا الأستاذ نذير باستطاعتهما سدّ الفراغ عمّن لم يشارك من إخوتنا، فلكل منّا رأيه قد يكون صحيحاً وقد يكون على العكس، فبوجودكم إخوتي الأعزاء، وأساتذتي الأفاضل يكمل كلّ منّا الآخر.[/align]
                    [align=justify]الإجابة:
                    توطئة
                    [/align][align=justify]لقد صُلتُ وجُلتُ في المصادر والمراجع، لغوية وعقائدية، وفي المواقع الألكترونية الدينية وغير الدينية، فَهالَني ما رأيتُ، فلقد رأيتُ الطعن في هذا القول في عشرات الآف من المواقع، أغلبها ينسبه إلى اثنين من المشايخ، ثم نظرت فوجدت أنّ الثاني أخذه من الأول، أي ترجع كلها إلى شيخ واحد.
                    واللطيف أن أغلب المواقع تبدأ تحذيرها بـالعبارة الآتية (كلمات نحسبها دعاءً وهي بلاء) أو ما شابهها. ولم أجد ردّاً أو تقويماً من جميع الفقهاء، إلا مدونتين تردان بعاطفة غريبة وليس لهما أي دليل علمي أو فقهي. وقد حاولتُ النظر في القول فلم أجد بُدّاً من الابتداء بالمعجمات وانتهاءً بكتب الفقهاء والعقائد، لأخلص إلى الحقيقة ولو كانت نسبية، فليس لي إلا أن أقول: أعتقد كذا وكذا.
                    [/align]
                    [align=justify]أولاً: المقدّمة اللغوية
                    1. معنى (الكره)[/align]

                    [align=justify]الكره، بفتح الكاف وضمها، المشقة عن الفرّاء، والإباء؛ والكراهة: الأرض الغليظة الصلبة؛ والكريه: الأسد، لأنه يكره. ومن المجاز: شَهِد الكريهة، أي:الحرب أو الشدة في الحرب. وأيضاً: النازلة. وكراهة الدهر: نوازله.
                    ويرى القُرّاء وأيّدهم الفرّاء أنّ هناك فرقاً بين (كُره) بضم الكاف، و(كَره) بفتحها؛ فقد قرئ قول الله عز وجل (وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكَرها) بفتح الكاف؛ ولم يقرأ أحد بضم الكاف؛ وقُرئ قوله سبحانه (كُتب عليكم القتال وهو كُره لكم)، ولم يَقرأ أحد بفتح الكاف، فيصير (الكَره) بالفتح فعل المضطر، و(الكُره) بالضم فعل المختار.
                    قال الراغب الأصفهانيّ: الكره، بالفتح، المشقة التي تنال الإنسان من خارج مما يحمل عليه بإكراه، وبالضم ما يناله من ذاته، وهي ما يعافه، وذلك إما من حيث العقل أو الشرع، ولهذا يقول الإنسان في شيء واحد أريده وأكرهه، بمعنى أريده من حيث الطبع، وأكرهه من حيث العقل أو الشرع.
                    وقال ابن سيده: الكره: الإباء والمشقة تكلّفها فتحتملها؛ وبالضم: المشقة تحتملها من غير أن تكلفها.
                    إذاً، الكُره هو المشقة، والنازلة من نوازل الدهر، وليس فيها ما يَعيب، أو ما يكون في نفسها معنًى من معاني إساءة الأدب، بل ليس فيها أي معنى من معاني المعصية. وعلى أساسها لم يُصطَلَح في الفقه على المعصية بالكراهة، بل بالحرمة.
                    [/align]
                    [align=justify]2. أصل التركيب[/align]
                    [align=justify]الحمدُ لله الذي لا يُحمَد على مكروهٍ سواه
                    أي: الحمد لله الذي لا يُحمَد سواه على مكروهٍ
                    حمد الله تعالى، فهو وحده الذي يستحق الحمد، وإسناد المكروه إلى الله عزّ وجلّ خالق كل شيء، أليس الحياة والنعمة ومصاديقهما كالرزق والعيش الرغيد، والصحة والأمان والزواج ... وكل خير من الله ؟! وأليس الموت، وقلة الرزق، والمرض وغيرها من النوازل من الله ؟! أليسَ هو (خالق كل شيء) ؟!!
                    [/align]
                    [align=justify]ثالثاً: التفسير العقائدي[/align]
                    [align=justify]كلّ نعمة حسنة في الوجود منسوبة إليه تعالى، وكذلك كل نازلة سيئة ـ في نفسهاـ منسوبة إليه تعالى؛ وهذا هو الذي يفيده قوله تعالى (وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله، وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك، قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً)(النساء 78)، وقوله (فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيّروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون)(الأعراف 131) وغيرها من الآيات.
                    فالسيئة هنا ليست بمعصية، فهي سيئة أخرى، لا علاقة لها بموضوعنا، ولها بحث آخر.
                    [/align]
                    [align=justify]توضيح ذلك:[/align]
                    [align=justify]إن الآيات السابقة تجعل النوازل السيئة كالحسنات أموراً حسنة في خلقها، فلا يبقى لكونها سيئة إلا أنها لا تلائم طباع الإنسان الذي يتصوّر أنّه يتضرّر بها، لأن النوازل تمس مشاعره وعواطفه، ومن المعلوم أن النعمة والنقمة والبلاء والرخاء بالنسبة إلى الله عزّ وجلّ تقتضيها حكمته، فتكون بوجهة مقدّرة بلا زيادة أو نقصان فيها، وهو ما يظهر في قوله تعالى (ولكل وجهة هو موليها) (البقرة 148). ومن هنا يمكنك أن تحدس أنّ السراء والضراء والنعمة والبلاء بالنسبة إلى الانسان تُحدّد مصيرهُ في صراطٍ ينتهي به بحسن السلوك أو عدمه، أو إلى سعادته وشقائه.
                    إن الحقيقة الباهرة التي أبانها بقوله تعالى (الله خالق كل شئ)(الزمر 62)، وقوله (الذي أحسن كل شئ خلقه)(السجدة 7) هي إنّهُ عَدَّ كلّ شيء مخلوقاً لنفسه، حسناً في نفسه، فمعنى قوله (ما أصابك من حسنة) أنّ كلّ ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة، فهي سيئة بالنسبة إليك، لأنها سيئة متضمّنة لمعصية. لأنّ الله أجلّ من أن يبدأك بِشَرٍّ أو ضُرّ. فلله سبحانه الحسنات بما أن كل حسن مخلوق له؛ والخلق والحسن لا ينفكان، وله الحسنات بما أنها خيرات، وبيده الخير لا يملكه غيره إلا بتمليكه، ولا ينسب إليه شيء من السيئات، فإن السيئة من حيث إنها سيئة غير مخلوقة وشأنه الخلق.
                    وأما الحسنة والسيئة بمعنى الطاعة والمعصية فلهما بحث آخر.
                    [/align]
                    [align=justify]رابعاً: في المأثور[/align]
                    [align=justify]ورد القول في عدة مصنّفات، فليس القول بمستحدث:
                    1. شعب الإيمان
                    البيهقي؛ أبو بكر، أحمد بن الحسين (ت458هـ)
                    4317 - أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله ، أخبرنا أحمد بن سلمان ، حدثنا ابن أبي الدنيا ، حدثنا أحمد بن عبيد التميمي ، قال : « قال أعرابي : الحمد لله الذي لا يحمد على المكروه غيره ».
                    2. مشارق الأنوار على صحاح الآثار للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي المالكي (ت544هـ)
                    (والحمد الرضا حمدت الشيء إذا رضيته والحمد لله الرضا بقضائه وأفعاله ومنه الحمد لله الذي لا يحمد على المكروه غيره الحمد لله على كل حال ويكون بمعنى الشكر لكن الحمد لله أعم فكل شاكر حامد وليس كل حامد شاكر).
                    3. نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار
                    الشوكاني؛ محمد بن علي بن محمد (ت1250هـ)
                    (وأما الذي قبله فأبعد منه والذي يظهر الأول وأنه سلم وفوض ورضي بقضاء الله فحمد الله سبحانه على تلك الحال لأنه المحمود على جميع الأحوال لا يحمد على مكروه سواه).
                    [/align]
                    [align=justify]الخلاصة:[/align]
                    [align=justify]إن لفظة (مكروه) في قولهم: (الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه) يعني لغوياً وتفسيرياً بـ (النازلة أو الشدة، أو المشقة). وهو المعنى عبّر عنه القرآن الكريم بـ (السيئة) المقترنة بالحسنة، التي هي حسنة فعلاً منذ خلقها ولكنّها بالنسبة إلى الإنسان، وعاطفته نازلة من النوازل، فيحسبها كذلك؛ فمثلاً: يموت له عزيز، أو تنقطع عنه نعمة، أو أي بلاء ممّا يبتليه به الله عزَّ وجلّ، فيعدّها من المكروه، أكرر التنبيه إلى أنّ المكروه ليس الذي يخطر ببالنا فيمسّ ساحة قدسه عزّ وجل، وإنما المكروه الذي تعارفت عليه المعجمات والتفاسير منذ قرون، ولكن جاء ممّن أبدل المعنى الأصلي بمعنى آخر مأخوذ من محيطه المعاصر، ولم ينتبه إلى أنّ المعاني تؤخذ من مواردها الأصيلة والأصلية. وليس للعرف الحالي أيّ مدخل في المعنى.[/align][align=justify]أرجو من الإخوة الأعزاء الأفاضل تصحيح ما يتوجب تصحيحه، أو الإضافة، فالموضوع مفتوح للبحث والتمحيص.
                    والحمد لله رب العالمين
                    [/align]
                    د. وسام البكري

                    تعليق

                    • mmogy
                      كاتب
                      • 16-05-2007
                      • 11282

                      #11
                      الأستاذ والأخ الكبير / د.وسام البكري

                      لايفتى ومالك في المدينة .. ولذلك كان من الواجب الإنتظار حتى نقرأ هذا البحث المتستفيض الذي لم يكتف فقط بالناحية اللغوية بل تناول التفسير العقدي والإستدلال من السنة .

                      ولكن أود أن أوضح لسيادتكم أمرا ربما غاب عنكم .. وهو اعتقادي انهم قاسوا ذلك خطأ على الإلتفات الوارد فى سورة الكهف فى ثلاث مواضع وهي:

                      الأول : أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا


                      فهاهنا نسب الأمر بافساد السفينة إلى نفسه لأن ظاهرها افساد .. ولم يقل فأراد ربك .



                      الثاني : وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا

                      فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا

                      وهنا أيضا أسند الأمر بقتل الغلام إلى نفسه تأدبا مع الله ( فأردنا )

                      الثالث : وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا

                      أما هنا فقد نسب الأمر إلى الله عزوجل ( فأراد ربك )


                      ولذلك فالمعترضون لاينكرون بالأساس كون الخيروالشر من أمر الله عزوجل .. وإنما اعتراضهم هو اسناد الضمير لله .. مع أن الدعاء التزم بما ورد في الكتاب .. فلم يقل الحمد لله الذي لايحمد على مكروهه إلا الله .

                      هذا ماعندي .. واشكرك مرة أخرى على هذا البحث القيم .

                      شكرا لك
                      إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                      يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                      عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                      وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                      وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                      تعليق

                      • د. وسام البكري
                        أديب وكاتب
                        • 21-03-2008
                        • 2866

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
                        الأستاذ والأخ الكبير / د.وسام البكري

                        ولذلك فالمعترضون لاينكرون بالأساس كون الخيروالشر من أمر الله عزوجل .. وإنما اعتراضهم هو اسناد الضمير لله .. مع أن الدعاء التزم بما ورد في الكتاب .. فلم يقل الحمد لله الذي لايحمد على مكروهه إلا الله .
                        [align=justify]أخي العزيز وأستاذي الفاضل محمد شعبان الموجي
                        أشكركم على إطرائكم الذي لا أستحقه ... وعذراً لتقصيري ....
                        يتميّز القرآن الكريم بآداب الخطاب بين الله سبحانه وتعالى وعباده جميعهم بما فيهم الأنبياء وغير الأنبياء، فلكل فئة من العباد أسلوب معيّن من الخطاب، وقد أشرتم إلى ذلك متفضلين.
                        أما إذا كان مبرّر قولهم هو التأدب، فهذا يتبع دلالات الألفاظ الحقيقية، وليست المتأثرة بتغيرات المجتمع، فكم من لفظة في القرآن، أصبحت مُحرِجة في المجتمع مثل لفظة النكاح، والوطء، وغيرهما، بل وصل الأمر إلى التحفظ على سورة يوسف، فلا ينبغي عند بعضهم أن تقرأها للبنات، أو تستمع إليها ! !وهذه خطوة تجاوزت اللفظة أو عدة ألفاظ.
                        فالمشكلة إذا ما فتحنا باب التحرّج فيمكن أن نفتح باب التكتم على الألفاظ التي تمس المشاعر في القرآن. فالكره أو المكروه هو المشقة وهي بالنسبة إلى الإنسان سيئة تسوءهُ، ولكنها ليست بمعنى السيئة التي ترادف المعصية، فالمعروف أن لفظة (سيئة) تتميّز بمعنيين أحدهما المعنى اللغوي الذي لا يرادف المعصية، بل الشدة والمشقة، والآخر بمعنى المعصية التي توجب العقاب.
                        ولقد طرحت في مداخلة سابقة أن الله ينسب إليه الإضلال، فهل هذا معناه كظاهره ؟ أو بالأحرى نُغلّب أحد المعاني ونترك المعاني الأخرى ؟ أو نُغلّب ما ترسّخ الآن في الأذهان وهو أنّ الإضلال هو عمل الغواية المنكرة قياساً على فهم العامة ؟!!.
                        ربما تقول لي: أليس هذا القول (موضوع البحث) من كلام العامة ؟
                        أُجيب: إن هذا القول تكلّم به الأقدمون ولم يعترضوا عليه، (ذكرتُ المصادر) ثم تلقفته العامة من الخاصة، فظل على أصله (لا غبار عليه).
                        نحن نشهد الآن جموداً فكرياً ولغوياً في كثير من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية بحجج قوّضت الفهم السليم للغة، وللنصوص السامية.
                        ودمتم بخير
                        [/align]
                        د. وسام البكري

                        تعليق

                        • نذير طيار
                          أديب وكاتب
                          • 30-06-2007
                          • 713

                          #13
                          أخي الفاضل د.وسام البكري:
                          أحيي رباطة جأشك وغوصك العلمي في الموضوع، وتوثيقك لكل آرائك.
                          أهنئك على هذا البحث.
                          تحياتي القلبية

                          تعليق

                          • د. وسام البكري
                            أديب وكاتب
                            • 21-03-2008
                            • 2866

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة نذير طيار مشاهدة المشاركة
                            أخي الفاضل د.وسام البكري:
                            أحيي رباطة جأشك وغوصك العلمي في الموضوع، وتوثيقك لكل آرائك.
                            أهنئك على هذا البحث.
                            تحياتي القلبية
                            [align=justify]عزيزي الأستاذ نذير
                            تحية ود واعتزاز
                            هذا من حُسن ظنّك . . . وأنا أيضاً لا أُنكر توجهاتك العلمية الرصينة الي تدل على سعة اطلاعك وثقافتك على الرغم من تخصصك في الرياضيات ـ بحسب إحدى المُداخَلات ـ وقد قلت لك فيما مضى إن كنت من غير تخصص اللغة العربية فأنا أسعد بك، لاهتمامك بالعربية وبالثقافة بمفهومها الواسع.
                            شكراً لإطرائك الجميل .... وإلى نقاشات وتَفاتشاتٍ أخرى.
                            ودمت مبدعاً.
                            [/align]
                            د. وسام البكري

                            تعليق

                            يعمل...
                            X