قلم الحبر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رشيد الميموني
    مشرف في ملتقى القصة
    • 14-09-2008
    • 1533

    قلم الحبر

    قلم الحبر

    اليوم كسابقه .. صافية سماؤه ، زاهية شمسه .. جلست وحيدا كعادتي في مثل هذا الوقت المبكر من الصباح .. جل المصطافين نيام على ما أعتقد ، و القليل منهم يمارس الرياضة على الشاطئ بالعدو أو لعب الكرة أو السباحة .
    أخذت القلم و الورقة اللذين اصحبهما معي دائما .. صعب أن تنوي الكتابة .. يجب أن تكون تلقائية .. نظرت إلى الأفق.. البحر كأنه مسبح .. مويجات صغيرة تتكسر عند الشاطئ .. انتبهت إلى طفلة تقف قبالتي محدقة تارة إلى وجهي و تارة أخرى إلى يدي .. نظرت إليها فأحنت رأسها وجلة ثم أعادت التحديق .. هي من أولئك الصبايا اللواتي يجلبن الحليب و النعناع وبعض الفاكهة لبيعها كل صباح للمصطافين .. سألتها :
    - ما اسمك يا فتاة ؟
    ند عنها صوت خافت كأنها تجهش بالبكاء :
    - أم كلثوم ..
    نظرها لا يفارق يدي الممسكة بالقلم و الورقة ..
    - هل أنت أستاذ ؟
    - نعم .. هل تدرسين ؟
    صمتت برهة ولم تجب ..
    - وهل تضرب التلاميذ ؟
    - ولم أضربهم ؟
    قلت ذلك وضحكت .. عندئذ ابتسمت الصبية وقالت :
    - أنت أستاذ طيب .
    - حقا ؟.. و كيف عرفت ؟
    - لأنك تضحك .
    ضحكت أكثر ، و أردت مجاملتها بشراء ما بيديها من تين .. لكنها أخذت أحسن ما لديها .. تينة معسلة حسب تعبير أهالي المنطقة ..و ناولتني إياها قائلة :
    - خذ هذه .. الباقي أوصاني عليه بعض الناس ..
    قالت ذلك و عيناها لا تفارقان يدي .. أدركت أن قلم الحبر شد انتباهها .. ربما أعجبتها زخرفته .. كان أثيرا لدي لأنه يذكرني بأول يوم ألتحق فيه بالعمل كمدرس بمدينتي بعد طول غياب .
    - هل أعجبك ؟.. خذيه إن شئت .
    لم تتردد وأخذته كأنها تخطفه .. .. كان في عينيها بريق غريب وهي تتمتم بكلمات الشكر.. ثم انصرفت ورجلاها الصغيرتان تغوصان في الرمل .. شيعتها بنظري إلى أن اختفت من وراء الصخور ..
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    #2
    أكيد الفتاة لا تذهب إلى المدرسة
    و تنتمي للطبقة المحرومة
    التي تبعث بأبنائها إلى الشارع
    من أجل كسب زهيد يقيهم الجوع .
    أعجبتني القصة ...
    سررت بالقراءة لك .
    تحية و تقدير.
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

    تعليق

    • سعد المصراتى مؤمن
      أديب وكاتب
      • 25-10-2009
      • 149

      #3
      الآستاذ-رشيد ***تحية طيبة وبعد
      جمال هذا الفن (القصة القصيرة ) منذ خرجت من معطف جوجول وقبلها فى اركان ودياجير الكنيسة وحكاياها , انك تطوف معها عبر كل الممكن والا معقول , ولذلك انا اخذتنى الدهشة وتركت كل الحوار مع البنت ولم اعيرها اهتماما اهى تدرس ام عاطله تلك ظروف واقعية قد لايستغرقها النص واختلف عن رؤية السيدة الفضلى والقديرة (اسيا) كل التركيز كان على(قلم الحبر) الذى ارجح انه المفتاح لفهم هذا النص , وربما يعنى العلم , وربما يعنى غير ذلك مثل الحياة بدلالة سيولة الحبر , المهم انه كان قلم حبر , وليس (قلم جاف )لجفت الكلمات ولم نجد التعليق ,
      ا رجو تقبل هذا التأويل ولك الشكر الجزيل *
      ***الطير الحر *

      تعليق

      • آسيا رحاحليه
        أديب وكاتب
        • 08-09-2009
        • 7182

        #4
        أكيد أخي الكريم سعد ...قلم الحبر هنا له أكثر من مدلول ...
        و لا أعتقد انّ القاص الأخ رشيد وضعه عنوانا هكذا اعتباطا .
        فالقاريء قد يتساءل لمَ قلم الحبر ؟ لمَ كانت الفتاة تنظر إلى القلم لا لشيء آخر ؟
        لمَ لم تطلب مالا أو ثمنا للتينة و هي الفقيرة المعوزة ؟ إنّها بحاجة للمعرفة ، للعلم ، لمفتاح أسرار الحياة ...
        حتى سؤال الفتاة ...هل تضرب التلاميذ يمكن نسج قصة كاملة منه ..
        كل هذا تركته للنقّاد الأفاضل ..فهم أقدر منّي على شرح مدلولات و خلفيات القصة.
        شكرا لك و تقبّل خالص احترامي.
        يظن الناس بي خيرا و إنّي
        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

        تعليق

        • مباركة بشير أحمد
          أديبة وكاتبة
          • 17-03-2011
          • 2034

          #5
          يبدو لي أن الطفلة كانت تلميذة في مدرسة ، وقد عانت كثيرا من قسوة أستاذها ،
          بالتأكيد ،لأنها فقيرة ،وتفتقد إلى الأدوات المدرسية.
          وإلا فكيف لها أن تعرف طباع الأستاذ وتحكم عليه بنظرتها الصبيانية، المحدودة أنها ...غليظة؟

          وقلم الحبر قد غرس حنينا في أعماقها لطلب المعرفة التي افتقدتها من جراء

          خروجها إلى الشارع . فأحيانا تتصادم رغبات النفس مع الظروف ،فلا تجد الإنسان إلا متشردا في صحاري الآمال هروبا من لسعات الواقع المؤلمة. الطفلة أجبرتها الفاقة على العمل والحرمان من الدراسة ...لكن حبَها للقلم ظل حبيس ضلوعها

          .................
          قصة ممتعة ،تفتح المجال أمام القراء واسعا ...أهنئك عليها أيها الكاتب القدير /رشيد ميموني.
          تحياتي
          التعديل الأخير تم بواسطة مباركة بشير أحمد; الساعة 07-03-2012, 08:05.

          تعليق

          • ريما ريماوي
            عضو الملتقى
            • 07-05-2011
            • 8501

            #6
            نعم وانا اعجبتني كذلك .. واعجبني اهتمام الفتاة الطفلة بقلم الحبر...
            أكيد ستتغلب على كل صعوباتها عندما تتعلم استعماله بطريقة سليمة...
            نص مختصر أخاذ تركنا نسرح بالخيال تجاه تلك الطفلة ومصير القلم
            العزيز بين يديها..

            شكرا لك, مودتي وتقديري.

            تحيتي.


            أنين ناي
            يبث الحنين لأصله
            غصن مورّق صغير.

            تعليق

            • رشيد الميموني
              مشرف في ملتقى القصة
              • 14-09-2008
              • 1533

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
              أكيد الفتاة لا تذهب إلى المدرسة
              و تنتمي للطبقة المحرومة
              التي تبعث بأبنائها إلى الشارع
              من أجل كسب زهيد يقيهم الجوع .
              أعجبتني القصة ...
              سررت بالقراءة لك .
              تحية و تقدير.
              أختي الكريمة آسية ..
              سعيد بتجاوبك مع قصتي وابادلك التحية و التقدير .
              شكرا من كل قلبي ..
              تقبلي ودي وورودي .

              تعليق

              • رشيد الميموني
                مشرف في ملتقى القصة
                • 14-09-2008
                • 1533

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة سعد المصراتى مؤمن مشاهدة المشاركة
                الآستاذ-رشيد ***تحية طيبة وبعد
                جمال هذا الفن (القصة القصيرة ) منذ خرجت من معطف جوجول وقبلها فى اركان ودياجير الكنيسة وحكاياها , انك تطوف معها عبر كل الممكن والا معقول , ولذلك انا اخذتنى الدهشة وتركت كل الحوار مع البنت ولم اعيرها اهتماما اهى تدرس ام عاطله تلك ظروف واقعية قد لايستغرقها النص واختلف عن رؤية السيدة الفضلى والقديرة (اسيا) كل التركيز كان على(قلم الحبر) الذى ارجح انه المفتاح لفهم هذا النص , وربما يعنى العلم , وربما يعنى غير ذلك مثل الحياة بدلالة سيولة الحبر , المهم انه كان قلم حبر , وليس (قلم جاف )لجفت الكلمات ولم نجد التعليق ,
                ا رجو تقبل هذا التأويل ولك الشكر الجزيل *
                ***الطير الحر *
                أخي الغالي سعد ..
                حين تحظى القصة بكل هذه الحفاوة والاهتمام فإن ذلك يثلج صدر كاتبها ..
                أسعدني طرحك وأتمنى أن اكون قد أفلحت في إيصال رسالتي و فكرتي عبر هذا النص .
                أحييك أخي و أتمنى أن يدوم تجاوبك .
                محبتي اك .

                تعليق

                • رشيد الميموني
                  مشرف في ملتقى القصة
                  • 14-09-2008
                  • 1533

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                  أكيد أخي الكريم سعد ...قلم الحبر هنا له أكثر من مدلول ...
                  و لا أعتقد انّ القاص الأخ رشيد وضعه عنوانا هكذا اعتباطا .
                  فالقاريء قد يتساءل لمَ قلم الحبر ؟ لمَ كانت الفتاة تنظر إلى القلم لا لشيء آخر ؟
                  لمَ لم تطلب مالا أو ثمنا للتينة و هي الفقيرة المعوزة ؟ إنّها بحاجة للمعرفة ، للعلم ، لمفتاح أسرار الحياة ...
                  حتى سؤال الفتاة ...هل تضرب التلاميذ يمكن نسج قصة كاملة منه ..
                  كل هذا تركته للنقّاد الأفاضل ..فهم أقدر منّي على شرح مدلولات و خلفيات القصة.
                  شكرا لك و تقبّل خالص احترامي.
                  العزيزة آسيا ..
                  لا أدري كيف أفيك حقك كاملا من الشكر على إيلائك هذا الاهتمام بقصتي وعودتك ثانية على متصفحي .
                  تركيزك على قلم الحبر طمأنني على أن فكرتي وصلت ..
                  باقة ورد تليق بمقامك .

                  تعليق

                  • رشيد الميموني
                    مشرف في ملتقى القصة
                    • 14-09-2008
                    • 1533

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة مباركة بشير أحمد مشاهدة المشاركة
                    يبدو لي أن الطفلة كانت تلميذة في مدرسة ، وقد عانت كثيرا من قسوة أستاذها ،
                    بالتأكيد ،لأنها فقيرة ،وتفتقد إلى الأدوات المدرسية.
                    وإلا فكيف لها أن تعرف طباع الأستاذ وتحكم عليه بنظرتها الصبيانية، المحدودة أنها ...غليظة؟

                    وقلم الحبر قد غرس حنينا في أعماقها لطلب المعرفة التي افتقدتها من جراء

                    خروجها إلى الشارع . فأحيانا تتصادم رغبات النفس مع الظروف ،فلا تجد الإنسان إلا متشردا في صحاري الآمال هروبا من لسعات الواقع المؤلمة. الطفلة أجبرتها الفاقة على العمل والحرمان من الدراسة ...لكن حبَها للقلم ظل حبيس ضلوعها

                    .................
                    قصة ممتعة ،تفتح المجال أمام القراء واسعا ...أهنئك عليها أيها الكاتب القدير /رشيد ميموني.
                    تحياتي
                    الغالية مباركة ..
                    أولا دعيني اشكرك على هذا المرور البهي الذي أغنى القصة بأفكار وجيهة ..
                    لكن عيني أقل لك أنني ، وأنا أكتب بكل تجرد عن المدرس بما في بعضهم من عيوب ، يمكنني تفسير سؤال الفتاة حول الضرب بكونها اعتادت على رؤية مدرس قريتها بهيبته لا .. ولكن أيضا ، ربما كان في كلامك جانب من الصحة ..
                    تقبلي كل امتناني ومودتي .

                    تعليق

                    • رشيد الميموني
                      مشرف في ملتقى القصة
                      • 14-09-2008
                      • 1533

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                      نعم وانا اعجبتني كذلك .. واعجبني اهتمام الفتاة الطفلة بقلم الحبر...
                      أكيد ستتغلب على كل صعوباتها عندما تتعلم استعماله بطريقة سليمة...
                      نص مختصر أخاذ تركنا نسرح بالخيال تجاه تلك الطفلة ومصير القلم
                      العزيز بين يديها..

                      شكرا لك, مودتي وتقديري.

                      تحيتي.
                      الغالية ريما ..
                      تحية لك و شكرا لك من كل قلبي على هذا المرور العبق ..
                      أتمنى أن أبقى دائما عند حسن ذائقتك الأدبية الرفيعة .
                      ودي وورودي .

                      تعليق

                      يعمل...
                      X