إخوانيــات ( 2 ) ( أرفــضُ طلبــكَ، لأنــها صــديقتي ) ( ق.ق)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد محمود محمد شعبان
    أديب وكاتب
    • 09-02-2012
    • 504

    إخوانيــات ( 2 ) ( أرفــضُ طلبــكَ، لأنــها صــديقتي ) ( ق.ق)

    بقلم محمد محمود شعبان ( حمادة )
    مصر ـ الزقازيق ـ محافظة الشرقية


    إخوانيات ( 2 )



    أرفضُ طلبكَ، لأنها صديقتي



    ( ق.ق)


    أعطتْهُ الفرصة كاملة حتى التقطتْ منه طرف الحديث، فبدأتْ تتساءل :

    j كيف ستلتقي عينانا بعد، تُراهما ستتعانقان كعادتهما أم ستهربان خلف الأحداق حتى تتجاوز إحدانا الأخرى ؟

    j أتعلم كم سنةً أظلتنا ـ أنا وهي ـ لم نفترقْ خلالها، لم ينْثنِ عنَّا يوم واحد دون لقاء ..، دون اتصال ؟ حتى الأعوام الأربعة التي أخذتني عنها بـ ( لندن ) للدراسة ، لم ينَمْ فيها ( النِّتُّ ) ليومٍ واحد ، لم تزل رسائل ( الجوَّال ) تتعاقب تعاقب الليل والنهار دون كلل ، أو ملل ، حاملة هدايا المحبة مغلفةً بالأشواق ، والحنين ، ولا يزال العطاء بيننا دِيمةً لا يكف هطولُها عن وديان علاقتنا الخصبة المورقة اليانعة .

    j كم أغفلتُ صداقاتٍ حتى ذبلت في بستان معارفي ، لكنْ ـ أبدا ـ لم أغفل عن نبتةِ صداقتنا ، فهي ريحانتي التي لن أجعلها تذبل أبدا .

    j أنا متيقنةٌ أن الخبر سيلتهمها كما تلتهم النار الهشيم .. هي لن تتحمل ، فمشاعرها فراشة رقيقة ناعمة حساسة ، لا تملك ـ أمامها ـ إلا أن تتأملها وهي تغازل الأزهار الندية ثم تسبح معها في جوها اللطيف الآسر ..، خجولةٌ لن تُبديَ لي ردَّ فعل يؤلمني ، أو يشعرني بالذنب لأنني أخطف حلمها ..، لأنني أبتر أملها ، بل أمل كل فتاة ..، أملًا لطالما أحبَّتْه وتباهتْ به أمامي ، أملًا قد تحقق بين يديها واقعًا ملموسًا.

    j وأنتَ .. ألا تحاول لمَّ ما انفرط من عِقْدِ المحبة بينكما ؟ وأعتقد سهولةَ ذلك على عصفورين جمعا قشَّ عُشهما من روضة السعادة ، والألفة ، والتفاهم ، حتى صارا مثلا يُضرب .

    j ثم إني لستُ نعامةً لأدفنَ رأسي ريثما تتجاوزني موجةُ غضبها ، أنا لا أشعر بالأمن إلا في خضم اليمِّ المهتاج ، أظل أشقه بزورقي ، وأضربه بمجدافي حتى يهدأ ، ويستقر ، أمَّا معها فلا أملك تلك القوة ، سأموت فَرَقًا أمام غضبها الهادئ ، وسكونها الهادر ، وهذا ما لم أتحمله منها أبدا .

    j جل حديثها في الفترة الأخيرة كان عنك أنت ، عنك أنت فقط ، عن عينِ حنانٍ يرويها ، من سقم دوما يشفيها ، عن حادٍ دوما يؤنسها ، وينوِّرُ ليلَ مراسيها .


    آسفةً .. مضطرةٌ أنْ أرفض طلبكَ ..، لأنها صديقتي


    ( التليفون ) يرنُّ .. يرنُّ بنغمتها ، وشاشة الإظهار تظهر رقمها .. تردَّدَتْ بالردِّ عليها ، امتدتْ يدُها نحو ( الجوَّال ) ببطءٍ شديدٍ ، وكأنها يدٌ بلا قفازٍ تمتدُّ لتلتقط إناءً في ( فُرْنِ الموقد ) ، تراجعتْ .. ،أسكتتْ النغمةَ فأمْست صامتةً ، لكنَّ الرقمَ مازال ينبض ويلوح .. تراجعت .. وأخيرا .. قررت الرد :
    .................................................. .....
    :ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
    .................................................. .
    :ـ الحمد لله ، وكيف أنتِ ؟ منذُ أمسِ لم أسمعْ صوتَكِ .
    .................................................. ......
    :ـ مَنْ تقصدين ؟!
    .................................................. ...
    بلى .. إذن أنتِ على علم بالأمر ؟ !
    ..................................................
    :ـ وأيضًا تحدثتما عني ؟!
    .................................................. .
    ومنذ متى تمَّ ذلك ؟
    ..................................................
    فما السببُ إذنْ ؟!
    ...............................................
    وتُرى رغبةُ مَنْ هذه ؟!
    .................................................
    :ـ وهل تظنين أنكِ بذلك تُسهِّلينَ الأمرَ عليّ ؟
    .................................................
    :ـ بل أنتِ مَنْ تستحقُّ تلك السعادة .
    .................................................
    :ـ سأحاول .
    ========================================

    انتهت بحمد الله ، والله من وراء القصد


    إلى لقاء مع إخوانية أخرى


    تحياتي
    وكــــــان لـــــــي صـــــــــديق
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #2
    الصداقة كنز لا يفنى ..
    وقد أظهرت أخي الكريم حمادة الشاعر
    ومن خلال هذه الحوارية
    الكثير من المعاني التي تنسكب بين السطور
    لترسم المشهد بكامل ألقه ، وجوهره ..
    سلمتْ يداك ..وحيّاااااااااك..
    أعجبتني هذه النقاط على الخطّ الآخر فيها تجديد ..
    يستدرج فكّ الجمل التي قيلت بين السطور ..

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    يعمل...
    X