بقلم محمد محمود شعبان ( حمادة )
مصر ـ الزقازيق ـ محافظة الشرقية
أعطتْهُ الفرصة كاملة حتى التقطتْ منه طرف الحديث، فبدأتْ تتساءل :
j كيف ستلتقي عينانا بعد، تُراهما ستتعانقان كعادتهما أم ستهربان خلف الأحداق حتى تتجاوز إحدانا الأخرى ؟
j أتعلم كم سنةً أظلتنا ـ أنا وهي ـ لم نفترقْ خلالها، لم ينْثنِ عنَّا يوم واحد دون لقاء ..، دون اتصال ؟ حتى الأعوام الأربعة التي أخذتني عنها بـ ( لندن ) للدراسة ، لم ينَمْ فيها ( النِّتُّ ) ليومٍ واحد ، لم تزل رسائل ( الجوَّال ) تتعاقب تعاقب الليل والنهار دون كلل ، أو ملل ، حاملة هدايا المحبة مغلفةً بالأشواق ، والحنين ، ولا يزال العطاء بيننا دِيمةً لا يكف هطولُها عن وديان علاقتنا الخصبة المورقة اليانعة .
j كم أغفلتُ صداقاتٍ حتى ذبلت في بستان معارفي ، لكنْ ـ أبدا ـ لم أغفل عن نبتةِ صداقتنا ، فهي ريحانتي التي لن أجعلها تذبل أبدا .
j أنا متيقنةٌ أن الخبر سيلتهمها كما تلتهم النار الهشيم .. هي لن تتحمل ، فمشاعرها فراشة رقيقة ناعمة حساسة ، لا تملك ـ أمامها ـ إلا أن تتأملها وهي تغازل الأزهار الندية ثم تسبح معها في جوها اللطيف الآسر ..، خجولةٌ لن تُبديَ لي ردَّ فعل يؤلمني ، أو يشعرني بالذنب لأنني أخطف حلمها ..، لأنني أبتر أملها ، بل أمل كل فتاة ..، أملًا لطالما أحبَّتْه وتباهتْ به أمامي ، أملًا قد تحقق بين يديها واقعًا ملموسًا.
j وأنتَ .. ألا تحاول لمَّ ما انفرط من عِقْدِ المحبة بينكما ؟ وأعتقد سهولةَ ذلك على عصفورين جمعا قشَّ عُشهما من روضة السعادة ، والألفة ، والتفاهم ، حتى صارا مثلا يُضرب .
j ثم إني لستُ نعامةً لأدفنَ رأسي ريثما تتجاوزني موجةُ غضبها ، أنا لا أشعر بالأمن إلا في خضم اليمِّ المهتاج ، أظل أشقه بزورقي ، وأضربه بمجدافي حتى يهدأ ، ويستقر ، أمَّا معها فلا أملك تلك القوة ، سأموت فَرَقًا أمام غضبها الهادئ ، وسكونها الهادر ، وهذا ما لم أتحمله منها أبدا .
j جل حديثها في الفترة الأخيرة كان عنك أنت ، عنك أنت فقط ، عن عينِ حنانٍ يرويها ، من سقم دوما يشفيها ، عن حادٍ دوما يؤنسها ، وينوِّرُ ليلَ مراسيها .
( التليفون ) يرنُّ .. يرنُّ بنغمتها ، وشاشة الإظهار تظهر رقمها .. تردَّدَتْ بالردِّ عليها ، امتدتْ يدُها نحو ( الجوَّال ) ببطءٍ شديدٍ ، وكأنها يدٌ بلا قفازٍ تمتدُّ لتلتقط إناءً في ( فُرْنِ الموقد ) ، تراجعتْ .. ،أسكتتْ النغمةَ فأمْست صامتةً ، لكنَّ الرقمَ مازال ينبض ويلوح .. تراجعت .. وأخيرا .. قررت الرد :
.................................................. .....
:ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
.................................................. .
:ـ الحمد لله ، وكيف أنتِ ؟ منذُ أمسِ لم أسمعْ صوتَكِ .
.................................................. ......
:ـ مَنْ تقصدين ؟!
.................................................. ...
بلى .. إذن أنتِ على علم بالأمر ؟ !
..................................................
:ـ وأيضًا تحدثتما عني ؟!
.................................................. .
ومنذ متى تمَّ ذلك ؟
..................................................
فما السببُ إذنْ ؟!
...............................................
وتُرى رغبةُ مَنْ هذه ؟!
.................................................
:ـ وهل تظنين أنكِ بذلك تُسهِّلينَ الأمرَ عليّ ؟
.................................................
:ـ بل أنتِ مَنْ تستحقُّ تلك السعادة .
.................................................
:ـ سأحاول .
========================================
مصر ـ الزقازيق ـ محافظة الشرقية
إخوانيات ( 2 )
أرفضُ طلبكَ، لأنها صديقتي
( ق.ق)
أعطتْهُ الفرصة كاملة حتى التقطتْ منه طرف الحديث، فبدأتْ تتساءل :
j كيف ستلتقي عينانا بعد، تُراهما ستتعانقان كعادتهما أم ستهربان خلف الأحداق حتى تتجاوز إحدانا الأخرى ؟
j أتعلم كم سنةً أظلتنا ـ أنا وهي ـ لم نفترقْ خلالها، لم ينْثنِ عنَّا يوم واحد دون لقاء ..، دون اتصال ؟ حتى الأعوام الأربعة التي أخذتني عنها بـ ( لندن ) للدراسة ، لم ينَمْ فيها ( النِّتُّ ) ليومٍ واحد ، لم تزل رسائل ( الجوَّال ) تتعاقب تعاقب الليل والنهار دون كلل ، أو ملل ، حاملة هدايا المحبة مغلفةً بالأشواق ، والحنين ، ولا يزال العطاء بيننا دِيمةً لا يكف هطولُها عن وديان علاقتنا الخصبة المورقة اليانعة .
j كم أغفلتُ صداقاتٍ حتى ذبلت في بستان معارفي ، لكنْ ـ أبدا ـ لم أغفل عن نبتةِ صداقتنا ، فهي ريحانتي التي لن أجعلها تذبل أبدا .
j أنا متيقنةٌ أن الخبر سيلتهمها كما تلتهم النار الهشيم .. هي لن تتحمل ، فمشاعرها فراشة رقيقة ناعمة حساسة ، لا تملك ـ أمامها ـ إلا أن تتأملها وهي تغازل الأزهار الندية ثم تسبح معها في جوها اللطيف الآسر ..، خجولةٌ لن تُبديَ لي ردَّ فعل يؤلمني ، أو يشعرني بالذنب لأنني أخطف حلمها ..، لأنني أبتر أملها ، بل أمل كل فتاة ..، أملًا لطالما أحبَّتْه وتباهتْ به أمامي ، أملًا قد تحقق بين يديها واقعًا ملموسًا.
j وأنتَ .. ألا تحاول لمَّ ما انفرط من عِقْدِ المحبة بينكما ؟ وأعتقد سهولةَ ذلك على عصفورين جمعا قشَّ عُشهما من روضة السعادة ، والألفة ، والتفاهم ، حتى صارا مثلا يُضرب .
j ثم إني لستُ نعامةً لأدفنَ رأسي ريثما تتجاوزني موجةُ غضبها ، أنا لا أشعر بالأمن إلا في خضم اليمِّ المهتاج ، أظل أشقه بزورقي ، وأضربه بمجدافي حتى يهدأ ، ويستقر ، أمَّا معها فلا أملك تلك القوة ، سأموت فَرَقًا أمام غضبها الهادئ ، وسكونها الهادر ، وهذا ما لم أتحمله منها أبدا .
j جل حديثها في الفترة الأخيرة كان عنك أنت ، عنك أنت فقط ، عن عينِ حنانٍ يرويها ، من سقم دوما يشفيها ، عن حادٍ دوما يؤنسها ، وينوِّرُ ليلَ مراسيها .
آسفةً .. مضطرةٌ أنْ أرفض طلبكَ ..، لأنها صديقتي
( التليفون ) يرنُّ .. يرنُّ بنغمتها ، وشاشة الإظهار تظهر رقمها .. تردَّدَتْ بالردِّ عليها ، امتدتْ يدُها نحو ( الجوَّال ) ببطءٍ شديدٍ ، وكأنها يدٌ بلا قفازٍ تمتدُّ لتلتقط إناءً في ( فُرْنِ الموقد ) ، تراجعتْ .. ،أسكتتْ النغمةَ فأمْست صامتةً ، لكنَّ الرقمَ مازال ينبض ويلوح .. تراجعت .. وأخيرا .. قررت الرد :
.................................................. .....
:ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
.................................................. .
:ـ الحمد لله ، وكيف أنتِ ؟ منذُ أمسِ لم أسمعْ صوتَكِ .
.................................................. ......
:ـ مَنْ تقصدين ؟!
.................................................. ...
بلى .. إذن أنتِ على علم بالأمر ؟ !
..................................................
:ـ وأيضًا تحدثتما عني ؟!
.................................................. .
ومنذ متى تمَّ ذلك ؟
..................................................
فما السببُ إذنْ ؟!
...............................................
وتُرى رغبةُ مَنْ هذه ؟!
.................................................
:ـ وهل تظنين أنكِ بذلك تُسهِّلينَ الأمرَ عليّ ؟
.................................................
:ـ بل أنتِ مَنْ تستحقُّ تلك السعادة .
.................................................
:ـ سأحاول .
========================================
انتهت بحمد الله ، والله من وراء القصد
إلى لقاء مع إخوانية أخرى
تحياتي
تعليق